لجريدة عمان:
2024-12-29@01:39:33 GMT

خريطة طريق للخريف

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

مهرجان ظفار، الذي يرتحل إليه القاصي والداني كل عام من سلطنة عُمان وخارجها، وقد عززت خطوته هذا العام توسيع مساحة القاصدين له من الخارج، مثل المملكة العربية السعودية والجمهورية العراقية على وجه الخصوص. حيث شكلت فعالياته على مدى الأشهر الثلاثة الماضية نقطة ارتكاز مهمة في عملية الترويج والجذب له. وقد تفاعلت الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة في تقديم البرامج والفعاليات وتطوير الأماكن السياحية والأثرية والتاريخية والطبيعية خلال المرحلة الماضية.

لكن في المواسم الأخيرة، تكررت بعض تلك الفعاليات من باب التربح، مما أدى إلى التكرار والضعف في بعضها، إضافة إلى عدم اختيار الوقت المناسب لطرحها أحيانًا، خاصة تلك التي تنظمها مؤسسات القطاع الخاص. كما شاب بعض الفعاليات غموض، حيث شاركت مؤسسات من الخارج لم تكن بالمستوى المنشود، مما أدى إلى انطباعات سلبية.

وتجنبًا لكل ذلك التداخل وعدم التقنين، رغم أنه اجتهاد من أجل عُمان لتكون بالمكانة اللائقة، فقد آن الأوان لاتخاذ خطوتين مهمتين تخدمان تطوير هذا المهرجان:

الأولى: أن تكون هناك مرجعية واحدة تشرف على تنظيم فعاليات الخريف من الأطراف الأساسية، وهي مكتب محافظ ظفار ووزارة التراث والسياحة ووزارة الإعلام وبلدية ظفار والفاعلون من هذه المؤسسات، تكون مهمتها تنظيم محتوى الفعاليات وانتقاء أفضلها وتحديد ميزانية مالية واحدة.

الثانية: تتمثل في تنظيم وضبط الفعاليات المتنوعة عبر جدول ممنهج، يمكن أن يضيف قيمة لأجواء المهرجان، واختيار أفضلها وجدولتها على المساحة الزمنية للأشهر الثلاثة، مع تجنب التكرار والضعف حتى في اختيار المؤسسات التجارية التي ستقدم خدماتها ومنتجاتها وفق تصورات واضحة.

هاتان الخطوتان ستؤسسان لمهرجان ذي صيت دولي يتم من خلالهما تقييم دوره وكيف يمكن تطويره وتقييم أدائه وإضافة الفقرات والفعاليات النوعية سنويًا ذات التميز، التي تضفي المزيد من وهج المهرجان.

هذا سيوجد خريطة طريق واضحة لمشروع له بداية ونهاية، ويكون ذا عائد اقتصادي على المحافظة، ويتدرج معه الأمر إلى أن يكون مهرجانًا دوليًا يجذب فعاليات ذات صيت دولي مؤثر، كالمهرجانات المتنوعة التي ينتظرها العالم بشغف في مجالات الأدب والفن والسينما والرياضة والإبحار وغيرها.

ثم الانتقال إلى مرحلة أن يكون المهرجان يمول نفسه بنفسه ماليًا في قادم الأعوام لتغطية نفقاته، وتحقيق الربح المنتظر منه الذي يوجه لتطوير الخدمات لزوار المهرجان ودعم البنية الأساسية التي تسهم في رفع مستوى المحافظة.

لكن ذلك لن يتحقق ما لم تكن هناك خطة تطوير لشركات الطيران في جذب السياح من عواصم العالم، ودعم الرحلات الدولية التي لا يجب أن تكون موسمية فقط. هذا تحدٍ يحتاج إلى خطوة من خارج الصندوق لنكون منافسين حقيقيين في المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أمين البحوث الإسلامية: أصبح للأزهر بعلمائه امتداد لغوي يملأ خريطة الكرة الأرضية

شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. محمد الجندي في الملتقى السادس والعشرين، والذي تنظمه هيئة كبار العلماء بالجامع الأزهر، بعنوان: «اللغة الخالدة بين التراث العلمي والتجديد اللغوي».

وقال الأمين العام خلال كلمته، إن اللغة العربية فكت أعقد الرموز الكونية لفظا ومعنى، قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، حيث فكت اللغة العربية رموز المصطلحات الأعجمية، فقد شهدت الفترة الأولى من ثلاثينيات القرن العشرين تغيرًا في العلاقات بين شعوب العالم الإسلامي والأزهر الشريف؛ حيث بدأ وفود البعثات الرسمية من بعض الدول للدراسة بالأزهر بعد أن كانت الدراسة فيه تتسم بالصفة الفردية أو على المستوى الشخصي، ويرجع تاريخ أول دفعة من طلبة العلم الصينيين درست بالأزهر إلى عام 1931، وكان من بين طلابها على سبيل المثال العالم الكبير المرحوم محمد مكين ما جيان، والعلامة المؤرخ عبد الرحمن نا تشونغ، اللذان قدما إسهامات عظيمة لتعليم اللغة العربية في الصين وللعلاقات الصينية العربية، وغيرهما من كل دول العالم.

وأضاف الأمين العام أنه أصبح للأزهر بعلمائه امتداد لغوي يملأ خريطة الكرة الأرضية؛ ودخل العلامة السفير الأزهري الوافد إلى مصر ليدرس اللغة العربية في الأزهر الشريف ويفك رموز لغته ويفهم المعاني بل غموض الألفاظ في أروقة الأزهر الشريف وقد تميز الأزهر الشريف بكلية عتيقة  اسمها اللغة العربية، لتعلمها سند  متصل من عقد أزاهرة علماء دخل في عقد السند الأزهري المتصل بالعنعنة، وأصبح في سنده العام شيوخ الأزهر وعلماؤه، فنجد فيه على سبيل المثال وليس الحصر العلامةَ الإمام الأكبر الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي المالكي، والإمام الأكبر العلامة إبراهيم بن محمد برهان الدين البرماوي الشافعي، ونجد فيه العلامة الإمام سليم البشري الذي تأسست في عهده هيئة كبار العلماء بالأزهر، وعين إمامًا وخطيبًا لمسجد زين العابدين، ووكيلا ثم شيخا للجامع الزينبي بالقاهرة، ثم مدرسا بالأزهر، وكان من أبواب تدريسه باب العربية، إلى أن عين إماما للأزهر، وكان قد تلقى العلم وأجاد العربية والحديث الشريف في الأزهر الشريف على كبار علماء عصره، وكان من أساتذته الشيخ  أبو العباس أحمد بن محمد بن جاد الله بن محمد الخِناني البرهاني تصدر لإقراء الحديث مكانه بالمشهد الحسيني واجتمع عليه الناس وحضره مَن كان ملازماً لحضور شيخه وواظب على الإقراء بالأزهر وانتفع به الطلبة، وكان يخرج لزيارة شيوخه من علماء الأزهر وأوليائه بالمجاورين في كل يوم جمعة قبل الشمس، مات سنة 1207 هـ،1792 م.

وتابع قائلًا أنه كان من شيوخ العلامة البشري أيضا الشيخ الإمام عليش، والعلامة الباجوري وغيرهم. ونجد في السند أيضا الشيخ العلامة عبد الله الشبراوي ؛ ونجد فيه العلامة الإمام عبد الرحمن النواوي، ونجد فيه الإمام الأكبر محمد المهدي العباسي ، ونجد  فيه العلامة شمس الدين الأنبابي، نعم نجد فيه الإمام حسونة  النواوي، نجد فيه العلامة الإمام الأكبر محمد شنن المالكي، نجد فيه العلامة أحمد الدمنهوري الشافعي، نجد فيه العلامة الإمام الأكبر عبد الله الشرقاوي، نجد فيه العلامة أحمد الدمهوجي الشافعي، نجد فيه  العلامة حسن العطار الشافعي، نجد فيه العلامة الإمام حسن القويسني الشافعي، نجد فيه العلامة  إبراهيم الباجوري الشافعي، نجد فيه العلامة الإمام  شمس الدين الأنبابي الشافعي، نجد فيه العلامة علي الببلاوي المالكي، ،نجد فيه العلامة الإمام الأكبر حسونة النواوي الحنفي،  نجد فيه العلامة الإمام الأكبر سليم البشري المالكي، نجد فيه العلامة الإمام الأكبر محمد أبو الفضل الجيزاوي  المالكي/ نجد فيه العلامة الإمام الأكبر محمد مصطفى المراغي الحنفي، نجد فيه العلامة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود المالكي، وصولا إلى مولانا الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب الحسَاني المالكي.

وأوضح الجندي أن كل هؤلاء الأعلام من شيوخ الأزهر وغيرهم ممن لم نذكر نظرا للوقت نجدهم في سندنا النوراني، ونجد في السند العلامة الأديب اللغوي صاحب المتون ثعيلب الفشني الضرير، والعلامة محمد الأمير الكبير، والعلامة محمد الفضالي، والعلامة البراوي، والعلامة على العدوي، والعلامة أحمد الدردير، والعلامة إبراهيم السقا، والعلامة قش، كل هذا النور في سندك يا أزهري، فحافظ على هيبتك وهيأتك الأزهرية الوزينة الرصينة، فالأزهر الشريف بكل قطاعاته يضخ علومه ومنهجه الوسطي ويعلم العربية على أصولها وفي قنواتها ومساراتها وبين بديعها من خلال فك رموز ألفاظها،  وجدناه في شرح الخريدة البهية للعلامة الدردير وفي بداية المريد للعلامة السباعي، وجدناه في شرح أسماء الله الحسنى للعلامة الشنواني، وفي فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان للعلامة سلامة العزامي، موضحًا أنه أصبح للعلوم معاجمٌ عربية لفك رموزها سواء كانت تجريبية أو فلسفية عقلية منطقية أو كونية أو فقهية أو صوفية.

وبين الأمين العام أن المعاجم اللغوية العربية تحتل مكانة خاصة في تاريخ اللغة، حيث ساهمت في حفظها وتوثيق مفرداتها ومعانيها. ومن أهم المعاجم اللغوية: العين للعلامة  الخليل بن أحمد الفراهيدي، تهذيب اللغة (للعلامة الأزهري)، لسان العرب (للعلامة ابن منظور)، تاج العروس (للعلامة الزبيدي)، أساس البلاغة (للزمخشري)، كما فكت الألفاظ اللغوية الرموز الفلكية فكانت معاجم الفلك، ومنها: معجم المصطلحات الفلكية الموحد، معجم المصطلحات الفلكية والكونية، معجم الفيزياء الفلكية (Dictionary of Astrophysics)، معجم الفلك الإسلامي التاريخي، كما فكت الرموز الكونية وعلوم الكون أو الكوزمولوجيا ومنها: معجم الفيزياء الفلكية والكونيات، ومعجم المصطلحات الفلكية الإسلامية، مضيفا أنه هناك أيضًا المعاجم الفقهية ومنها: معجم الفقه المالكي، ومعجم الفقه الحنبلي، ومعجم الفقه الشافعي، ومعجم الفقه الحنفي، ومعجم أصول الفقه، وكذلك هناك معاجم فهم التصوف، والتصوف يعمد  إلى: تفسير النصوص الصوفية، واستخدام الرموز والمصطلحات الصوفية، فاللغة العربية تتيح للمتصوفة التعبير عن تجربتهم الروحية من خلال استخدام رموز ومصطلحات خاصة، مثل "الفناء"، "البقاء"، "الوجد"، و"السكينة". هذه المصطلحات تحمل معاني دقيقة ومتشعبة لا يمكن استيعابها دون الإلمام باللغة العربية، كما نسج الشعر الصوفي ودواوينه: واللغة العربية كانت الوسيلة التي حافظت على التراث الصوفي ونقلته عبر الأجيال، وفهم هذا التراث يتطلب العودة إلى النصوص الأصلية بلغتها الأم، لأن الترجمة قد تعجز عن نقل المعاني الروحية الدقيقة، ومعاجم التصوف تحتل مكانة مهمة في فهم المصطلحات والمفاهيم التي يستخدمها الصوفية للتعبير عن تجاربهم الروحية وأفكارهم الفكرية. هذه المعاجم تساعد الباحث والقارئ على فهم الألفاظ الصوفية الدقيقة والمعاني الرمزية التي تتسم بها كتاباتهم. 

وأضاف الجندي أن معاجم التصوف وتعريفاتها متعددة ومنها: التعريفات (للجُرجاني )، كشف المصطلحات الصوفية (للتَّهَانَوي)، اصطلاحات الصوفية (للسُهروردي)، الرسالة القشيرية (لأبي القاسم القشيري)، معجم مصطلحات الصوفية (لمصطفى غالب)، اللمع (للطوسي)، مصطلحات التصوف الإسلامي (لعبد الرزاق الكاشاني)، حقائق عن التصوف (للنابلسي)، موضحًا دور اللغة العربية في فهم الفلسفة، حيث يتجلى هذا الدور في النقاط الآتية: ترجمة الفلسفات اليونانية والهندية والفارسية، تفسير النصوص الفلسفية، ومن أهم المعاجم الفلسفية: الحدود (لابن سينا)، معجم المصطلحات الفلسفية (لحبيب الشاروني)، المصطلحات الفلسفية والعلمية عند العرب (لإبراهيم مدكور).

وختم الأمين العام كلمته ببيان أهم المعاجم الطبية للطلاب والأطباء والباحثين، ومنها: موسوعة مصطلحات الطب (Medical Terminology Dictionary)، المعجم الطبي الحديث، وكذلك المعاجم المصطلحات الكيميائية: معجم المصطلحات الكيميائية الموحد، معجم المصطلحات الكيميائية والفيزيائية، وكذلك المعاجم التقنية ومنها. معجم المصطلحات الهندسية، ومعجم المصطلحات التقنية في الطاقة المتجددة.

مقالات مشابهة

  • صمت دولي.. البرلمان العربي يدين حرق الاحتلال مستشفى كمال عدوان بغزة
  • درة: «يارب 2025 تكون سنة حلو علينا كلنا».. فيديو
  • الجو تلج.. الأرصاد تكشف خريطة الأمطار وحالة الطقس اليوم السبت
  • 12 لجنة فتوى بالجيزة للرد على استفسارات المواطنين - خريطة بالأماكن
  • بعد جولة نائب وزير الإسكان.. ننشر خريطة مشروعات الصرف الصحي بدمياط
  • تنظيم المونديال/التعديل الحكومي/الفيضانات/زيارة ماكرون/ هذه أبرز الأحداث التي شهدها المغرب خلال سنة 2024
  • الحريري مستذكراً محمد شطح: فكره المعتدل يبقى خريطة طريق لعملنا الوطني
  • رماح.. ضبط شخص صدم بوابة دخول بمركبته في إحدى الفعاليات
  • أمين البحوث الإسلامية: أصبح للأزهر بعلمائه امتداد لغوي يملأ خريطة الكرة الأرضية
  • سوريا.. تطورات متسارعة وتحذيرات من تغيير «خريطة القوة بالشرق الأوسط»