احتفلت أوكيو ـ المجموعة العالمية المتكاملة للطاقة ـ اليوم بوضع حجر الأساس لمشروع خزانات الوقود الاستراتيجية بمحافظة ظفار، باستثمار أكثر من 47 مليون ريال عماني (124 مليون دولار)، وذلك برعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، وبحضور عدد من المسؤولين والأعيان بالمحافظة.

ويهدف مشروع محطة خزانات الوقود الاستراتيجية إلى تعزيز تلبية الطلب المحلي لمحافظة ظفار، والتعامل مع الحالات الطارئة من خلال تخزين المشتقات النفطية المتمثلة في وقود السيارات 91 و95 والديزل ووقود الطائرات؛ مما سيضمن استمرارية سلسلة الإمداد؛ حيث تبلغ السعة التخزينية للمحطة أكثر من 110 آلاف متر مكعب من المشتقات النفطية الآنفة الذكر؛ مما سيضمن لمحافظة ظفار تعزيز إمدادات الوقود لمدة ثلاثين يومًا؛ مما سيسهل التعامل مع أزمات الطاقة المماثلة.

ويأتي ذلك في إطار الجهود التي تبذلها مجموعة أوكيو لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة، ولمواكبة الطلب المتزايد على المواد النفطية نتيجةً للنمو السكاني وزيادة الأنشطة التجارية الاستثمارية.

وأشاد صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار بالمشروع قائلًا: «إن المشروع يأتي تتويجًا للجهود التي تبذلها مختلف الجهات في سلطنة عمان وفي مقدمتها وزارة الطاقة والمعادن ومجموعة أوكيو، الهادفة إلى تعزيز البنية الأساسية لاستدامة الطاقة في محافظة ظفار على وجه الخصوص وسلطنة عمان بشكل عام، وضمان تلبية الاحتياجات المتزايدة من المشتقات النفطية، وكلنا ثقة بأن هذا الاستثمار يمثل إسهامًا كبيرًا في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة في المحافظة، ويُؤمِّن الاحتياجات المختلفة في الأوقات المختلفة بما فيها حالات الطوارئ».

من جانبه، أكد معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن أن «وضع حجر الأساس لمشروع خزانات الوقود الاستراتيجية بمحافظة ظفار جاء لتعزيز منظومة خزانات الوقود الاستراتيجية في سلطنة عمان ولتوفير احتياجات المستهلكين، وكذلك تأمين توافرها في أوقات الطوارئ؛ حيث تُشكل هذه الخطوة أهميةً كبيرةً في ضمان متطلباتنا من المنتجات النفطية».

وأوضح معاليه أنه من المخطط أيضًا وضع حجر الأساس لمشروع خزانات الوقود الاستراتيجية بمحافظة مسندم في الفترة القريبة القادمة بسعة تبلغ 14.536 ألف متر مكعب؛ ما سيرفع السعة التخزينية من المشتقات النفطية في البلاد إلى أكثر من 350 ألف متر مكعب؛ حيث تبلغ سعة محطة الجفنين بمحافظة مسقط 160 ألف متر مكعب، في حين تسع محطة صحار بمحافظة شمال الباطنة 19.7 ألف متر مكعب، ومحطة ريسوت 37 ألف متر مكعب.

وأضاف أن وزارة الطاقة والمعادن، بالتعاون مع مجموعة أوكيو، تعمل على توفير مشتقات الوقود في البلاد وتخزينها بما يتواكب مع الطلب المحلي؛ نظرًا إلى زيادة الأنشطة الاستثمارية والاقتصادية.

من جانبه، قال أشرف بن حمد بن مانع المعمري الرئيس التنفيذي لمجموعة أوكيو، في كلمة ألقاها في الحفل: «إن مشروع محطة خزانات الوقود الاستراتيجية البالغة سعته التخزينية 110 آلاف متر مكعب؛ يضيف لبنة أخرى إلى استثمارات مجموعة أوكيو في محافظة ظفار الممثلة في ‏مصانع الغاز البترولي المسال والأمونيا والميثانول، وخطوط أنابيب الغاز».

وأوضح أن «مشروع خزانات الوقود الاستراتيجية بمحافظة ظفار، جاء بتوجيه من حكومة سلطنة عمان ممثلةً في وزارة الطاقة والمعادن، التي تولي اهتماما جليًّا بتوفير الإمدادات من المشتقات النفطية في كافة المحافظات في سلطنة عمان».

وبين أن مجموعة أوكيو ماضية في توفير المشتقات النفطية لسلطنة عمان؛ حيث تبلغ الطاقة التكريرية 530 ألف برميل يوميا: تشمل القدرة الإنتاجية لمصفاة الدقم 230 ألف برميل، ومصفاة ميناء الفحل 106 آلاف برميل، ومصفاة صحار 198 ألف برميل.

وأشار إلى أن كل الجوانب المتعلقة ببدء المشروع تم الانتهاء منها، كعقود الأعمال الهندسية، والانتفاع بالأرض المخصصة في المنطقة الحرة بصلالة. يذكر أن مشروع خزانات الوقود الاستراتيجية يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية، تتمثل في محطة خزانات الوقود بالمنطقة الحرة، ومد خط أنابيب يربط محطة الضخ في ميناء صلالة بخزانات الوقود في المنطقة الحرة بصلالة، بالإضافة إلى توسعة المضخات الموجودة في ميناء صلالة كما سيتم ربط محطة صلالة الجديدة بمحطة ريسوت الحالية.

وسيتم بناء المحطة التخزينية على مساحة 150 ألف متر مربع، وتمتد فترة بناء المشروع إلى 36 شهرًا، تتخللها الأعمال الهندسية والمشتريات وأعمال الإنشاءات، وصولًا إلى التشغيل الأولي.

الجدير بالذكر أن مشروع المحطة يحتوي على خزانات، ومستودع، وغرفة تحكم، ومبنى للإدارة، وورشة صيانة، ومنطقة مضخات، ومنطقة تعبئة الصهاريج، ومرافق للإطفاء والسلامة، بالإضافة إلى مكونات تكميلية أخرى، وأخذ في الاعتبار وجود المساحات الإضافية للتوسع المستقبلي ورفع القدرة التخزينية. وتعمل المجموعة جاهدة على تأمين إنتاج المشتقات النفطية التي تسهم بلا شك في رفد القطاع الصناعي في سلطنة عمان؛ حيث بلغ إنتاج أوكيو للمصافي والصناعات البترولية في عام 2023م من وقود السيارات 91 إلى ما يزيد على 15 مليونًا و705 آلاف و600 برميل، ووصل إنتاجها من وقود 95 إلى 11 مليونًا و44 ألفًا و300 برميل. أما إنتاج زيت الغاز (الديزل) فوصل إلى 32 مليونًا و425 ألفًا و900 برميل، في حين وصل إنتاج وقود الطائرات إلى 9 ملايين و866 ألفًا و500 برميل، ووصل إنتاج غاز البترول إلى 7 ملايين و861 ألف برميل.

وتعد «أوكيو» شركة عالمية متكاملة تعمل في مجال الطاقة، تأصلت جذورها في سلطنة عمان، وتتمتع بحضور قوي في 17 دولة. وتغطي عمليات الشركة سلسلة القيمة الكاملة؛ بدءًا من استكشاف وإنتاج النفط والغاز، مرورًا بالمصافي والبتروكيماويات، ووصولًا إلى المنتجات النهائية وتوزيعها وتسويقها في أكثر من 80 دولة حول العالم، فيما تركز وحدة الطاقة البديلة في أوكيو على الاستثمار في مجالي الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من المشتقات النفطیة الطاقة والمعادن فی سلطنة عمان مجموعة أوکیو ألف متر مکعب ألف برمیل أکثر من

إقرأ أيضاً:

شاهد على دبلوماسية الحكمة العمانية

لا شك أن السير الذاتية والتجارب أو الذكريات، التي يعيشها الأنسان أو الذين خاضوا الحياة بحلوها ومرها في مراحل مختلفة، من المهم أن يتم توثيقها وتسجيل محطاتها، بهدف العبرة والمعرفة، حتى تعرف الأجيال الجديدة في بلادنا عُمان كيف عاش الناس حياتهم واغترابهم؟ وكيف عانى جيل الخمسينيات والستينيات المصاعب والعقبات من أجل التعليم والعيش الكريم خارج بلادهم.. ففي ظل تلك الظروف الصعبة التي عانى منها بعضاً من الشعب العماني لعدة عقود طويلة قبل النهضة العمانية الحديثة، ومن هذه السيرة الذاتية، صدور كتاب للسفير المتقاعد عوض بن بدر عوض الشنفري بعنوان:(شاهد على مسيرة دبلوماسية الحكمة)، ففي مقدمة الكتاب (ما قبل السيرة)، قال:" بتوفيق أحمد الله عليه، وبعد إلحاح من الأبناء وكثير من أصدقاء ورفقاء رحلة العمر رأيت من الواجب علي أن أقدم نفسي -وبكل تواضع- كأحد الأفراد الذين شاءت أقدارهم أن يكونوا شهودًا على مرحلتين، أو لنقل حياتين بالغتي الأهمية في سياقات التاريخ العماني، واحدة تنتهي قبل فجر الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970م. وأخرى مع فجر ذلك اليوم". وفي الفصل الأول من هذا الكتاب، تحدث السفير عوض بن بدر الشنفري عن حياة الطفولة في مدينة صلالة، وبالأخص في منطقة الحافة التي عاش فيها لسنوات مع والدته وإخوانه من والدته، بعد وفاة والده الشيخ بدر بن عوض رحمه الله، وهو في طفولته كما سردها في الكتاب، وهذه المرحلة يعيشها الطفل سعيداً كما كانت الظروف صعبة وقاهرة لإبائهم وأسرهم في حياتهم، وهي ظروف عاشتها عُمان من أقصاها إلى أقصاها، ولأن الظروف يتحملها الآباء والأمهات، كما أشرنا آنفاً، ولا يدركها الطفل في سنه اليافعة.

وفي الفصل الثاني من الكتاب (الطريق إلى الحلم)، يتحدث السفير في هذا الفصل عن دراسته في سنوات عمره الأولى، وهي مرحلة التعليم عند أحد المعلمين من الكتاتيب أولاً في صلالة، ثم عند أحد الكتاتيب في الحافة، وهي التي تسبق المرحلة الابتدائية في التعليم النظامي الحكومي، وهي المرحلة الوحيدة فبل النهضة في صلالة وفي غيرها من المدن العمانية. كان التسجيل في تعليم المرحلة الابتدائية ليس ميسوراً، فلا بد من الذهاب للمدرسة للتسجيل ، فيقول:" ذهبت مع العم الشيخ علي بن سعيد بن عوض مرعي الشنفري رحمه الله، والذي كان وصياً علي"، ومع التسجيل لا بد من موافقة السلطان سعيد بن تيمور، بعد تقديم الطلب إلى مدير المدرسة السعيدية بصلالة الأستاذ حفيظ بن سالم الغساني، فتم قبول الطالب عوض بن بدر الشنفري، وكانت فرحته غامرة بدخوله المدرسة السعيدية، ولذلك واصل السفير دراسته في هذه المرحلة ـ في المدرسة السعيدية ـ كان التلميذ ،مثابراً وسعيداً بالتعليم الجديد مع أقرانه الآخرين من الطلاب فيقول عن ذلك :" كان اليوم الدراسي جميلًا حينئذ، لكننا نجد فيه لقاء الأصدقاء والزملاء، حيث لا يوجد شيء آخر في حياتنا يمنحنا متعة الحياة كالمدرسة، أشبه بمعسكر لتلقي التعليم، وتعويض ما فاتنا، فأغلبنا لم يدخل المدرسة في السن المفترض، فكان لابد من تكثيف الجهود لتلافي ما فات، واللحاق بالركب قدر المستطاع ". ثم بدأت فكرة السفر بسبب ما تعيشه البلاد من تخلف وتراجع على كل المستويات، ففي شتاء عام 1957، بدأ التفكير في السفر للخارج، وخاصة منطقة الخليج، التي سبقها الكثير من العمانيين هناك، بعضهم للعمل، والبعض والآخر للتعليم، وأبلغ والدته بمسالة السفر للخارج، ومع الأخذ والرد وافقت والدته على السفر بصعوبة، كعادة الأمهات وخوفهن على الأبناء بسب صعوبات الأسفار ومخاطره عبر البحار ومتاعب الاغتراب، فيقول و:"ما أن حصلت على تصريح السفر حتى شعرت أنني ممسك على كنز، وعلىّ واجب الحذر من تلفه، كأنما هو جناح أطير به، وبدونه سأبقى بعيداً عن أحلامي في تلك السماء البعيدة". ومضى من صلالة في الرحلة البحرية عبر القارب (اللنج)، وسط الأمواج إلى مسقط، فتم الحصول على الجوازات، فسافر بسيارة مع آخرين إلى دبي ثم الى البحرين بالباخرة، ثم إلى الدمام، والتقى هناك بأخيه غير الشقيق عمر بن عبدالعزيز بن أسلم الشنفري، الذي يعمل هناك في سكة الحديد بالدمام، والتقى السفير عوض بدر الشنفري بالعديد من العمانيين من محافظة ظفار، ففكر أن يدرس هناك ، لكنه لم يلحق العام الدراسي من بدايته، فاقترح عليه أخوه عمر أن يعمل في الصباح، ويدرس في المساء، فحصل على وظيفة مساعد محاسب في بنك ، فكان في المساء يدرس اللغة الإنجليزية عند أحد المدرسين العرب، ثم حصل على فرصة للدراسة النظامية بمدرسة المتنبي الإعدادية بدولة الكويت، وفرح فرحاً كبيراً بهذه الفرصة، وفي عام1959، درس في ثانوية الشويخ التي كانت بعد ذلك جامعة الكويت، كانت الكويت تعج بالشباب العماني الذي يسعى للتغيير، وإخراج البلاد من وضعها آنذاك، بينهم أعضاء من القوميين العرب، والجمعية الخيرية، وكانت بداية تأسيس جبهة التحرير، وكانت هناك اجتماعات، لكن السفير عوض بن بدر الشنفري، كانت فكرته الجوهرية في الدراسة في أرض الكنانة، وكان هذا هدفه، لكن ظروف الحديث عن التغيير أخذت بعض الوقت من تفكيره في ظل الحراك السياسي في الكويت.

في الفصل الثالث من الكتاب: (العبور إلى قاهرة المعز)، يتحدث السفير المتقاعد عن فكرة السفر إلى القاهرة، فيقول :"اتفقنا، مجموعة من الطلبة العمانيين الدارسين في الكويت على أن الوقت قد حان لأخذ روح المبادرة لما هو أهم، وقد ارتوينا ببعض العلم الذي يؤهلنا لذلك الأهم، أتذكر منهم إسحاق بن يوسف الكندي ومحمد بن عبد الله اليافعي وعلي بن محسن آل حفيظ، وعلي بن أحمد السيل الغساني. تركنا مقاعد الدراسة، والحياة الصافية، بين علم مجاني وخدمات إضافية تقدمها حكومة الكويت مشكورة لنا نحن القادمين من عُمان حيث الظروف الصعبة، وقلنا:"علينا بأم الدنيا وحاضرة العرب.. مصر". فواصل دراسته في القاهرة لما تبقى من المرحلة الثانوية.

وفي الفصل الرابع يتحدث السفير عن فكرة العودة إلى عُمان وبالأخص مدينته صلالة فيقول: "عدت إلى ظفار أواخر عام 1963م، أي بعد خمس سنوات، بقيت منقطعًا عن أهلي، خاصة أمي، فلا يعرفون عني شيئًا، كنت في حدود الثامنة عشر من العمر، أتنقل بجواز سفر صادر من "رأس الخيمة"، الجنسية عماني".

وفي الفصل الخامس من الكتاب (عُماني في بلاد الرافدين)، يتحدث السفير الشنفري عن حصوله عن منحة دراسية في العراق، وفي شهر سبتمبر 1965:" وصلت العاصمة العراقية بغداد، لاستكمال مساري التعليمي على مقاعد الدراسة في كلية القانون بجامعة بغداد (القانون والسياسة بعد ذلك)، واضعا نصب عيني هدفي، وقد كنت وقتها كأني أحاول أن أثبت لنفسي أن ضيق اليد وظروف المعيشة التي حرمتني من إكمال مسيرتي التعليمية على مقاعد الدراسة في القاهرة، لن تتكرر هنا، لن يثنيني شيء عما أريد". ويستطرد السفير المتقاعد أنه أثناء وجوده في بغداد، تم توليته مسؤولية اللجنة الوطنية للقوميين العرب في بغداد للطلبة القادمين من عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة (حالياً). ويضيف: "كنا نتابع الأحداث في ظفار، إلى أن انعقد مؤتمر حمرين الثاني عام 1968، بحضور ستين مندوباً من جيش تحرير ظفار وسائر التنظيمات السرية العاملة في سائر الخليج، وأعلنوا فيه تبني الاشتراكية العلمية، وتوسع عملهم ليشمل تحرير الخليج، وليس عُمان، وتبني العنف الثوري لبلوغ هذا الهدف. وانزعجت كثيراً من هذا الإعلان، وشعرت بأن هذا نهاية العمل في الجبهة... فلا يكفي أن نقول ونحلم، بينما ليس في الأيدي سوى غبار الأحلام، والبديهي بأن العاقل لا يضحي بنفسه بدون هدف واضح، ومستطاع تحقيقه، ولو بنسبة بسيطة!".

وفي فصل السادس (مسؤول الإعلام في الجبهة)، يرى السفير المتقاعد عوض بدر الشنفري أنه عندما كنا في العراق ونتابع عن بعد، كنا نسمع:"من إذاعة الجبهة، حديث واسع عن مشاريع زراعية وصناعية وتنموية، وكانت غير حقيقية، ولا وجود لها على أرض الواقع، وليست إلا من باب التخدير للجماهير!.

غادرت بغداد ووصلت عدن في أواخر يونيو عام 1970.. وكلفوني بمهام الجانب الإعلامي من خلال الإشراف على جريدة (9يونيو)، لمدة ثمانية عشر شهراً". ويضيف أنه أثناء وجوده في اليمن الجنوبي شارك في العديد من الوفود الرسمية كممثل للجبهة، وحضور بعض اجتماعات الجامعة العربية. لكنه يضيف متألماً لما يجري في داخل الثورة فيقول لقد:"فجعت من بشاعة ما كان يدور خلف الكواليس، وبخروج الجبهة عن أهدافها إلى حيث فضاء المصالح الشخصية، وتغليب الهوى على الإصلاح... كان لابد من حزم أمتعتي من جديد، لمغادرة هذا المكان والعودة إلى ظفار". فدخل إلى حدود ظفار من عدن، لكن لم يتح له الدخول إلى مناطق ظفار الوسطى، وكان هدفه هو الوصول المدينة والعودة إلى الأهل، وترك الثورة، لكن حال بينه وبين وصوله إلى تلك المناطق، وربما كانوا يدركون أنه غير راض عما يجري بداخل الثورة من قرارات وسياسات خاطئة.

وفي الفصل السابع (صوت للنهضة نادى)، أشار في هذا الفصل أنه بدأ يتتبع ما يجري في عُمان النهضة، فرأى أنه:" لابد من العودة إلى عُمان، وإلى ظفار المجد، والتي عرفت أن شمس الفجر العماني الجديد أشرقت منها، في ذلك اليوم المجيد". فسافر عوض بدر الشنفري إلى القاهرة، وقابل السفير الشيخ سعود بن هلال الخليلي رحمه الله: "ورحب بي، وقال لي بأنك جئت إلى بيت عُمان في مصر، وهو ليس إلا لخدمة كل عماني هنا، فطلبت منه الإذن بالعودة، ولأشاهد بأم عيني ما يحدث في عُمان، عن قرب".

وفي الفصل الثامن من الكتاب (في حضرة السلطان قابوس)، يتحدث السفير عن اللقاء الذي جمعه بالسلطان قابوس، بحضور الشيخ بريك بن حمود الغافري والي ظفار آنذاك، رحمهم الله جميعاً بقصر الحصن بصلالة، فقال السفير: "من فيوضات الحديث الأبوي مع مؤسس نهضة عُمان الحديثة، تبدى أمام ناظري صدق جلالته مع نفسه ومع من حوله، بعيداً عن التصنع أو التكلف"... وبعد انتهاء اللقاء الذي استمر نحو الساعة، سعد جلالته بأنني أنهيت المرحلة الجامعية:" ثم وجه جلالته أوامره السامية بابتعاثي إلى بريطانيا لدراسة اللغة الانجليزية، بشكل احترافي". وفي الفصل التاسع للكتاب (على ثغر الدبلوماسية). بعد انتهاء الدورة في اللغة الإنجليزية لمدة 8 أشهر عدت للوطن. فيقول:" في أواخرعام1973، وصلتني رسالة بالتكليف السامي لأكون سكرتيراً أول في سفارة السلطنة بلندن، فتلقيتها، ولله الحمد بحس عال من المسؤولية، وكنت أنوب عن سعادة السفير أثناء غيابه، ثم توالت المسؤوليات في ديوان وزارة الخارجية منها رئيس الدائرة القانونية، ثم مستشاراً في سفارتنا بواشنطن، ثم سفيراً في جمهورية باكستان، ثم سفيرا في جمهورية الصين الشعبية، ثم سفيراً في الولايات المتحدة بالإضافة إلى كونه سفيرا غير مقيم للعديد الدول، وبعد عودته لديوان الوزارة، عين أمين عام مساعد للشؤون السياسية بمجلس التعاون، ثم رئيس مكتب شؤون مجلس الأمن الدولي بديوان الوزارة، ثم رئيس دائرة التعاون الاقتصادي والفني.. ثم تكريمه بعضوية مجلس الدولة العماني.

مقالات مشابهة

  • شاهد على دبلوماسية الحكمة العمانية
  • بلغ 1،646،474 برميل يومياً.. معدلات الإنتاج في الحقول النفطية
  • اكتشاف نفطي جديد بخليج السويس يكشف عن مخزون متوقع بنحو 8 مليون برميل
  • وزير الكهرباء: التحدي الأكبر الذي نواجهه هو توفير الوقود اللازم لإنتاج الطاقة
  • وزير الكهرباء العراقي: التحدي الأكبر الذي نواجهه هو توفير الوقود اللازم لإنتاج الطاقة
  • أمير منطقة المدينة المنورة يضع حجر الأساس لمشروع شركة بهيج
  • شركة توزيع المنتجات النفطية تبيع أكثر من 11 مليار لتر من البنزين خلال 2024
  • بـ72 مليون ريال.. وضع حجر الأساس لمشروع الربط الكهربائي بجزيرة مصيرة.. 6 فبراير
  • وزير الإعمار يصادق على التصميم الأساس لمشروع مدينة علي الوردي السكنية الجديدة
  • نفط الشمال: اضافة 4 آلاف برميل يوميا للإنتاج الوطني