أعلنت وزارة العدل الأفغانية قانونا جديد للأخلاق، من 35 بندا، قالت إنها لن تطبقه بالقوة، ولكن بالحسنى وبلطف شديد، الأمر الذي لقي انتقادات واسعة بسبب التشديد على النساء، لكن بندا في القانون لاقى استحسانا نادرا.

وحظرت الحركة التي عادت لحكم أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي وسقوط الحكومة، ظاهرة "باشا بازي" أو "لعب الغلمان"، وهو تقليد أفغاني مشهور، وانتهاك جنسي يستهدف الصبيان.



ما هو "الباشا بازي"؟

ينتمي غلمان الـ"باشا بازي" للعائلات الفقيرة ويتم أخذهم في سن مبكرة وتدريبهم على الرقص والحركات النسائية، والتجميل، ويشاركون في الحفلات التي يقيمها أصحاب النفوذ، ويتم إطلاق الغلام عندما يبلغ سن الثامنة عشرة.

غالبا ما يحتفظ زعماء حرب أو قادة أو سياسيون أو أي شخص غني أو يتمتع بنفوذ "بباشا" يرمز إلى سلطته ومكانته.



وقالت اللجنة المستقلة للدفاع عن حقوق الإنسان في أفغانستان - قبل عودة طالبان للحكم - إن غلمان الباشا بازي يتعرضون للاغتصاب بانتظام، ويعانون من صدمات نفسية خطيرة في أغلب الأحيان ويعانون من "عوارض ضغوط نفسية، وغياب الثقة في النفس، واليأس، والتشاؤم".

هل هو محظور في أفغانستان؟

يعتبر التقليد الاجتماعي واسع الانتشار، محظورا قانونا، سواء في سنوات حكم طالبان السابقة (1996 - 2001) وحتى بعد غزو أفغانتسان لكن الحكومات بعد احتلال البلاد كانت متساهلة في تطبيق القانون، بينما كانت العقوبة إبان حكم طالبان هي الإعدام.

وتتهم قوات التحالف وعلى رأسها القوات الأمريكية بالتساهل في منع ظاهرة "باشا بازي" في أفغانستان لا سيما أن بعض المتورطين كانوا من جهاز الشرطة الأفغاني.

وفي عام 2016 قالت الحكومة الأفغانية إنها ستعاقب عناصر الشرطة المتورطين في ظاهرة "الباشا بازي".

وقال أحد القضاة لوكالة الأنباء الفرنسية في العام ذاته، إن عناصر الشرطة مدمنون على "الغلمان" مثل الأفيون، وإن أحدهم قال إذا اجبرتموني على التخلي عن "الباشا" الخاص بي فسأترك وظيفتي.
لكن الحكومات الافغانية بعد الاحتلال وجهت الاتهام إلى طالبان باستخدام الغلمان لاختراق الشرطة، وتنفيذ عمليات قتل وتسميم لعناصر في الشرطة، غير أن الحركة نفت ذلك رسميا آنذاك.

لماذا تلقى الظاهرة رواجا واسعا؟

ترى منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان أن التمييز بين الجنسين في المجتمع الأفغاني وقمع المرأة ساهما في تطور عادة "الباشا بازي".

إلا أنها ازدهرت أيضا في غياب دولة القانون والفساد وصعوبة الوصول إلى القضاء والأمية والفقر وغياب الأمن ووجود مجموعات مسلحة، كما تقول اللجنة المستقلة للدفاع عن حقوق الإنسان في أفغانستان في تقرير نشر في 2014.



وأكدت هذه اللجنة أن القانون الأفغاني يعاقب على الاغتصاب والمثلية دون الإشارة إلى "الباشا بازي" بالاسم الصريح.

وكتبت أن عددا كبيرا من الذين يمارسون هذا التقليد "يملكون شبكات داخل أجهزة الأمن، ويستخدمون نفوذهم والرشاوى لمنع أي عقوبات".

قانون الأخلاق الجديد

ينص القانون الجديد بشكل خاص على "وجوب ستر المرأة جسدها بالكامل في حضور الرجال الذين لا ينتمون إلى أسرتها"، وكذلك وجهها "خوفا من الفتنة".

كما يوجب على النساء عدم إسماع أصواتهن في الأماكن العامة.

ويمنع القانون نشر الأعمال والمحتوى الذي يخالف للشريعة، أو يظهر الكائنات الحية.

وأكد المتحدث باسم حكومة طالبان  حمد الله فطرت: "يجب أن أوضح أنه لن يتم استخدام القوة والقمع أثناء تنفيذ هذه القواعد".

تعليق أممي

وقالت روزا أوتونباييفا رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان الأحد تعليقا على القانون "إنها رؤية محزنة لمستقبل أفغانستان، حيث يتمتع مفتشو الأخلاق بصلاحيات تقديرية لتهديد واحتجاز أي شخص بناء على قوائم واسعة وغامضة في بعض الأحيان من المخالفات".

ورأت أن القانون "يوسع القيود غير المقبولة بالفعل على حقوق النساء والفتيات الأفغانيات، حتى أن مجرد سماع صوت أنثوي خارج المنزل يعتبر على ما يبدو انتهاكا أخلاقيا".

كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من القيود على الحرية الدينية وحرية الصحافة.

ولكنها أشارت إلى بنود إيجابية في القانون، من بينها منع "لعب الغلمان"، الذي ينتهك حقوق الصبيان جنسيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية طالبان امريكا افغانستان طالبان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی أفغانستان

إقرأ أيضاً:

كابل تندّد بـعنف باكستاني ضد لاجئين أفغان تريد طرهم

اتهمت حكومة حركة طالبان في أفغانستان السلطات الباكستانية باتباع نهج "عنفي" في طرد آلاف من الرعايا الأفغان بعدما ألغت إسلام آباد تصاريح الإقامة الممنوحة لهم. وطالبت بعدم استخدامهم "أدوات لتحقيق غايات سياسية".

وكانت إسلام آباد أعلنت مطلع مارس/آذار أنها ستلغي تصاريح إقامة 800 ألف أفغاني في إطار المرحلة الثانية من خطة طردت في مرحلتها الأولى نحو 800 ألف من المهاجرين الأفغان غير النظاميين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منظمة حقوقية دولية: خفض المساعدات الأميركية يودي بأطفال جنوب السودانlist 2 of 2معتقلو قضية "التآمر" بتونس يقررون الدخول في إضراب عن الطعامend of list

وجاء في منشور على منصة إكس لوزارة اللاجئين والعودة في حكومة طالبان أن "إساءة بلدان مجاورة معاملة هؤلاء (الأفغان) أمر غير مقبول"، مطالبة باتفاق مشترك من شأنه تسهيل عمليات العودة.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة لوكالة الصحافة الفرنسية إن ما معدله 4 آلاف أفغاني عبروا الحدود من باكستان يومي الأحد والاثنين، مشيرة إلى أن الرقم "أعلى بكثير مقارنة بالمعدل اليومي المسجل في مارس/آذار والبالغ 77".

ووفق المنظمة، فإن المرحلة الجديدة من حملة باكستان لإعادة أفغان موجودين على أراضيها إلى بلادهم "يمكن أن تطال في العام 2025 ما يصل إلى 1.6 مليون شخص من المهاجرين الأفغان غير النظاميين ومن الأفغان الذين يحملون تصاريح إقامة".

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 3 ملايين أفغاني يعيشون في باكستان، ألغيت تصاريح إقامة 800 ألف منهم في أبريل/نيسان، وإن هناك 1.3 مليون يحملون تصاريح إقامة صالحة لغاية 30 يونيو/ حزيران لأنهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإن هناك من لا يحملون أي تصاريح.

إعلان

وقالت وزارة اللاجئين في حكومة طالبان "للأسف الشديد يتعرض لاجئون أفغان لعنف". وتابعت "يجب أن يسمح لكل اللاجئين بأن يأخذوا معهم إلى بلادهم أموالهم وممتلكاتهم ومستلزماتهم المنزلية".

وشددت على وجوب "عدم استخدام اللاجئين أدوات لتحقيق غايات سياسية".

وقال أفغان عبروا الحدود مؤخرا إنهم غادروا من دون أن يتمكنوا من أخذ كل ممتلكاتهم أو أموالهم، في حين تم اعتقال آخرين واقتيادهم مباشرة إلى الحدود.

وفي سبتمبر/ أيلول 2023، سارع مئات آلاف اللاجئين الأفغان غير النظاميين للعودة إلى أفغانستان قبل أيام من موعد نهائي حُدد لهم لمغادرة باكستان بعد عمليات دهم نفذتها الشرطة استمرت أسابيع.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تعلن مفاجأة لـ4.5 مليون موظف بشأن المرتبات.. ماذا يحدث يوم 21 أبريل؟
  • الداخلية المصرية تعلن مقتل زعيم عصابة مخدرات شديد الخطورة
  • الشرطة السودانية تعلن استئناف استخراج الرقم الوطني والبصمة المدنية بعد توقف عامين
  • قائمة المنقولات ونفقة الأطفال.. تعرف علي حقوق المرأة بعد الطلاق في القانون المصري
  • كابل تندّد بـعنف باكستاني ضد لاجئين أفغان تريد طرهم
  • «يقودها مصري».. إيطاليا تعلن تفكيك شبكة تهريب مهاجرين واعتقال 15 مصريًا
  • الجيش الباكستاني: مقتل 9 مسلحين برصاص قوات الأمن قرب الحدود الأفغانية
  • القانون يحدد 5 أشخاص فقط للتبليغ عن المواليد.. تعرف عليهم
  • النفقة فى القانون.. حق المرأة والطفل ودور العدالة فى ضمان حقوق الأسرة
  • راكب أردني يتسبب بحالة من الذعر على متن رحلة جوية إلى سيدني.. ماذا فعل؟