مباحثات قطرية إيرانية بشأن تطورات الأوضاع في غزة
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
أجرى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مباحثات الاثنين في طهران مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حول الوضع في غزة وتطورات جهود الوساطة لوقف إطلاق النار.
وأكد اللقاء على أهمية وضع حد لجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وإنهاء الحرب على قطاع غزة ووقف الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة بما يجنب المنطقة مخاطر التصعيد.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لمسؤولٍ إقليمي إلى طهران منذ تسلم الحكومة الإيرانية الجديدة مهامها.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
يذكر أنه بدعم أميركي تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
قوة مُبالغ فيها.. ماذا تبقّى من "المحور الإيراني"؟
يرى الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين الفرنسيين، أنّ التطوّرات الأخيرة التي حدثت في سوريا، تُوفّر فرصة ثمينة للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، من زاوية استغلال كونها الطرف الأضعف، بعد فُقدان نفوذها في الشرق الأوسط.
وتنبع الأحداث الحاسمة التي طرأت على الوضع في الشرق الأوسط، في نهاية المطاف من الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، والقرار المُتهوّر الذي اتخذه حزب الله اللبناني بدعمها، فيما وجدت طهران نفسها غير قادرة على مُساعدتهم في مواجهة الردّ الإسرائيلي العنيف.
ولا يعني سقوط نظام الأسد خسارة إيران الآن لدولة حليفة فحسب، بل أيضاً أنّ إمدادات حزب الله ستصبح أكثر تعقيداً، الأمر الذي يجعل من الصعب تصوّر إعادة بناء قُدراته العسكرية.
TRIBUNE. La perte d’influence de Téhéran au Proche-Orient, accentuée par la chute de Bachar el-Assad, ouvre une fenêtre de tir pour relancer les discussions sur l’encadrement du programme nucléaire iranien.https://t.co/IgC7M3oHpI
— Le Point (@LePoint) December 11, 2024 تغيير كبيرواعتبر الدكتور إيمانويل فاتاناسينه، الأستاذ والباحث الفرنسي في التاريخ والجغرافيا السياسية، أنّ الانتصار المُفاجئ للتحالف الذي قادته هيئة تحرير الشام ضدّ نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، أدّى إلى تغيير كبير في ميزان القوى في الشرق الأوسط.
ولكن برأيه، فإنّه ما زال من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الحرب الأهلية قد انتهت للتو، فالشكل الذي سيتخذه النظام السوري المقبل (على افتراض احتفاظ البلاد بتماسكها) ليس واضحاً.
وأوضح أن التجربة تؤكد أنّ الحركات الديمقراطية نادراً ما تكون ندّاً للجماعات الإيديولوجية المسلحة مثل هيئة تحرير الشام، وهي تطور للجماعة المتطرفة "جبهة النصرة- تنظيم القاعدة"، التي لا يزال مؤسسها أحمد الشرع (أبومحمد الجولاني) هو الزعيم.
ويرى فاتاناسينه أنّه من بين "محور المقاومة" الذي بنته الجمهورية الإسلامية، فإنّ الروابط الوحيدة التي لا تزال اليوم في حالة قتال هي الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية العراقية. علاوة على ذلك، تضررت مصداقية إيران إلى حدّ كبير بسبب عجزها عن إلحاق ضرر ملموس بإسرائيل (لا سيّما بعد صدمة اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي جاء لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، في المنطقة الأكثر أماناً في طهران)، فيما فرّ المُستشارون العسكريون الإيرانيون على عجل من سوريا.
ومن المؤكد أنّ سرعة انهيار النظام السوري، التي لا بدّ أنّها فاجأت مُقاتلي هيئة تحرير الشام أنفسهم، لم تترك سوى القليل من الوقت لإيران للرد. وكانت خسارة طهران قاسية لحليف مُهم، تمّ استثمار الكثير من الموارد لحمايته، وهو ما يُثبت أيضاً أنّ القوة الإيرانية كان مُبالغاً فيها.
En direct, Syrie : la Turquie dit avoir convaincu la Russie et l’Iran de ne pas intervenir pendant l’offensive des rebelles https://t.co/tITs5qZQ7i
— Le Monde (@lemondefr) December 13, 2024 من إيران إلى تركياومن جهتها، رأت مجلة "لو بوان" أنّ إضعاف ما يُسمّى "محور المقاومة" الموالي لإيران، وخاصة حزب الله، يُشكّل خبراً طيباً. ولكن مبدأ توازن القوى يتطلب من الغرب الآن الحرص على ألا يُفيد انسحاب النفوذ الإيراني الآخرين بشكل مُفرط، وخاصة تركيا، التي قد تستسلم لإغراء قيادة النظام السوري الجديد ضدّ المناطق الكردية، التي أصبحت بحكم الأمر الواقع ذات حُكم ذاتي خلال الحرب الأهلية.
ويُشكّل استيلاء هيئة تحرير الشام على السلطة في سوريا، بالفعل نجاحاً جديداً للنفوذ التركي بعد انتصار أذربيجان على أرمينيا في عام 2020، بالإضافة لاختراقات ناحجة لأنقرة في ملفات عدّة.
وبالمُقابل، فإنّه من المؤكد أنّ الرهان على بقاء النظام الإيراني الحالي على المدى الطويل ليس الحل الأمثل للشرق الأوسط، رغم مخاطر الدور التركي. ونظراً للعرقلة التي يواجهها من قبل رجال الدين والحرس الثوري، فإنّ أيّ ديناميكية عميقة لتحرر طهران تبدو مستحيلة داخله.
حان وقت التفاوضوحسب المجلة الفرنسية، يبدو أنّ الوقت قد حان لكي تقوم الدبلوماسية الأوروبية والفرنسية بشكل خاص، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بإعادة إطلاق المفاوضات الرامية إلى تنظيم البرنامج النووي الإيراني.
وكان الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، قد أعلن خلال الحملة الرئاسية، أنّه يجب توقيع اتفاق مع إيران - على الرغم من أنه دفن في عام 2018 اتفاق فيينا، الذي أبرمه باراك أوباما في عام 2015. ومن شأن ذلك أن يسمح للجمهورية الإسلامية بإنعاش الاقتصاد الوطني إلى حدّ ما واستعادة حيز المناورة في الميزانية، مقابل التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يهدف إلى تطوير سلاح نووي.
ومن المؤكد أن تكلفة اتفاق من هذا النوع، هي السماح للنظام الإيراني بتحقيق استقرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الداخل مع تمويل الجماعات المسلحة في الخارج. لكن في ظل الوضع الجديد الناشئ في الشرق الأوسط، حيث يتعين على إيران أن تقصر نفوذها على العراق واليمن، فإنّ هذا رهان تفوق فوائده مخاطره بكثير، خاصة وأن الجمهورية الإسلامية لم تكن قط أقرب من اليوم إلى تحقيق مستوى التخصيب اللازم لتصنيع الوقود النووي والقنبلة النووية.
Chute de Bachar el-Assad : il faut négocier avec l’Iran https://t.co/cUYIA8SBS0 via @LePoint
— Le Miroir Persan (@Lemiroirpersan) December 12, 2024 الاقتصاد مُقابل السياسة العدوانيةوعلى الرغم من أنّ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان لا يتمتع بسلطة عليا داخل النظام، إلا أنّه ينتمي إلى الاتجاه الذي يُفضّل التنمية الاجتماعية والاقتصادية على السياسة الخارجية العدوانية.
ويرى الخبير الاستراتيجي فاتاناسينه، أنّ التوصل إلى اتفاق نووي سوف يُشكّل نصراً مُهمّاً يُحسب للرئيس الإيراني، شريطة أن يتمكن بطبيعة الحال من إقناع المرشد الأعلى علي خامنئي.
ومن شأن الرئيس ترامب أيضاً أن يستفيد، على المستوى الشخصي، من التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، فمن المرجح أنّه سيسعى للحصول على أقصى قدر من التنازلات من طهران. وقد تضطر إيران إلى دفع ثمن الاتفاق النووي من خلال الوقف الدائم لدعمها لحركتي حماس وحزب الله.