مستوطنون في الشمال يشتكون من تهميشهم لصالح تل أبيب
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
تتصاعد شكاوى المستوطنين في بلدات ومستوطنات شمالي إسرائيل مما يرونه تهميشهم لصالح تل أبيب ومدن أخرى وسط إسرائيل، ويطلبون الحرب الشاملة ضد حزب الله اللبناني في ظل ما تتعرض له تلك البلدات من هجمات وتصعيد مستمر، وفق ما أورته صحيفة إلباييس الإسبانية.
وينقل مراسل الصحيفة أنتونيو بيتا عن يهود في مدينة عكا شكواهم من واقع الأوضاع تحت الهجمات المتبادلة هناك، عبر تقرير بعنوان "الهجوم على حزب الله يثير السخط لا الارتياح في شمال إسرائيل.
ويوضح التقرير أن كثيرا من اليهود في عكا يهود شرقيون، والمدينة من معاقل الليكود، حزب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهو حزب صوت له إيدو آزولاي وصديقاه في 2022 لكن الندم يعتريهم الآن، فـ"الحكومة خانتنا" يقول ياخين آزولاي، قبل أن يوافقه إيدو آزولاي قائلا "لو قدر لي لقاء نتنياهو لسألته: ماذا تريد؟ أن نلتزم الصمت كبائسين أمام كل هذا اللايقين الذي يهددنا في حياتنا"، وفق الصحيفة.
ورغم أن عكا لم تكن في الأشهر الأخيرة هدفا مباشرا لصواريخ حزب الله إلا في مرات نادرة، فإن كثيرا من سكانها اليهود يطلبون ما يسمونه اجتياح لبنان الشامل.
ويأتي ذلك، بعدما قالت إسرائيل إنها أحبطت أمس الأحد هجوما واسعا لحزب الله، بضربة استباقية شاركت فيها نحو 100 طائرة ومنعت -وفق قولها- إطلاق آلاف الصواريخ على شمال إسرائيل، وهو ما نفاه حزب الله الذي أكد أن هجومه حقق هدفه، قائلا إن الرد الأولي على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر قد انتهى.
ويرى بعض هؤلاء اليهود الذين التقتهم الصحيفة، أن استعراض القوة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية "غير مبهر"، إذ استفاق بعضهم فجر أمس على دوي ارتطام قذيفة وانفجار أخرى اعترضتها القبة الحديدية، وأن هذا السخط يتشاركه كثير من يهود شمال إسرائيل خاصة من يعيشون قريبا من الحدود مع لبنان.
وقد أثار نتنياهو حفيظة آلاف اليهود في شمال إسرائيل بسبب التسمية التي أطلقت على الهجوم الإسرائيلي وهي "سلام تل أبيب"، وهي تسمية تذكر بعملية "سلام الجليل" في 1982، ورأى فيها هؤلاء دليلا على ما يصفونه بالتمييز ضدهم لصالح يهود وسط إسرائيل حيث تل أبيب ومدن أخرى توصف بالغنية.
وقال مسؤولو 3 مجالس محلية في المنطقة "إن اختيار هذا الاسم بعد 11 شهرا من هجوم السابع من أكتوبر تجسيد لانفصام الحكومة عن مئات آلاف المواطنين".
وكتبت المجالس "لم تبالوا بنا لعشرة أشهر ونصف الشهر، ولن نبالي بكم من الآن فصاعدا.. لقد تدبرنا أمورنا حتى الآن"، وأكدت أنها تقاطع الحكومة "حتى الحصول على حل نهائي لسكاننا وأطفالنا".
وتستعرض الصحيفة جوانب من شكاوى يهود شمال إسرائيل، وتقول إن بعضهم يتحدث عن ما يرونه عنصرية متفشية في مؤسسات الدولة، تفضل الأشكيناز عليهم، ويرون في تل أبيب تجسيدا لأفضلية "اليهودي الأشكينازي".
ويتساءل إيدو آزولاي -متحدثا في محل صديقه تومر إيتاخ الذي تضرر جراء إحدى القذائف- قائلا "من أنا؟ مواطن من الدرجة الثانية. عشنا كل هذا الوقت والرعب يسكننا، نحيا على وقع القصف الدائم وهم لا يهتمون، والآن بعدما أطلقت القذائف نحو تل أبيب قرروا شن هجوم استباقي"!
ورغم أنها ليست حربا شاملة، فإن التصعيد المستمر بين حزب الله وإسرائيل منذ نحو 11 شهرا عطل حياة عشرات الآلاف من سكان إسرائيل، تقول الصحيفة الإسبانية.
وتذكر ألباييس أن مدينة عكا كانت إحدى أفضل الوجهات السياحية في إسرائيل، خاصة ببلدتها القديمة التي يسكنها الفلسطينيون أحفاد ضحايا النكبة، والذين كان عليهم تقاسم مدينتهم مع آلاف المهاجرين اليهود.
ما الحل؟وعلى الرغم من أن بعض يهود عكا يرون أن "الحرب الشاملة" مطلب لهم، كما يقول تومر إيتاخ، ويصدّق صديقه إيدو آزولاي على كلامه قائلا "الحرب أفضل من حالة اللايقين"، فإنه بالنسبة لهؤلاء، لن يكفي -تقول إلباييس- أي اتفاق سياسي لإبعاد حزب الله عن الحدود، ولا وقف لإطلاق النار في غزة سيهدئ الجبهة الشمالية.
"فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يعد ممكنا أن نحيا هنا وحزب الله على الجانب الآخر من الحدود"، يقول ياخين آزولاي، وإن هذا الشعور بات متفش لدى كثيرين في شمال إسرائيل.
ورغم "العواقب" على الشرق الأوسط، ورغم قوة حزب الله، يقول يهود مثل خرشون ماتي (33 عاما) إن الحرب الشاملة وحدها ما سيسمح له بأن يخلد إلى النوم مطمئنا، ولعشرات آلاف بالعودة إلى بيوتهم دون خوف، وفق ما تنقله الصحيفة.
ويقول ماتي -الذي لم يولد في إسرائيل بل هاجر إليها من الهند قبل 10 أعوام فقط- إنه لم يتوقع أن ينتهي به الحال إلى هذا المصير كما قال لمراسل إلباييس وهو يتنقل معه بين غرف بيته.
وأضاف "لم يسعفنا الوقت حتى للخروج.. سمعنا الانفجار عندما بلغنا الباب الخارجي.. تخيل ما كان سيحل بنا لو تأخرنا 15 ثانية" ويستعرض لمراسل إلباييس صورا على هاتفه تظهر شظايا زجاج متناثر فوق سرير أحد أبنائه.
ويؤكد أن عائلته قضت ليلتها في الفندق مثلها مثل كل سكان البناية، التي تناثرت أمامها شظايا الزجاج والنوافذ، فيما تحلق بعض السكان من حول حفرة صغيرة خلفها سقوط صاروخ اعتراضي.
ويختم الحديث عن سخطه قائلا إن "الكل يعرف أننا في حالة حرب لكن الحكومة لا تستخدم كل قوتها" قبل أن يضيف "ما البديل؟ هل من مكان آخر في إسرائيل نذهب إليه ويضمن فيه أحدهم سلامتنا من القذائف؟ الجواب هو لا".
وكان حزب الله أعلن أنه شن هجوما جويا بعدد كبير من المسيرات والصواريخ نحو مستوطنات ومواقع للاحتلال أمس، وقال إن هذا الهجوم يأتي في إطار "الرد الأولي على استشهاد القائد فؤاد شكر".
في المقابل، شنّت إسرائيل عشرات الغارات على مناطق في جنوب لبنان، وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "100 طائرة حربية إسرائيلية" شاركت في الهجوم على أكثر من 200 هدف بلبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شمال إسرائیل حزب الله یهود فی تل أبیب
إقرأ أيضاً:
68 قتيلا في قصف أميركي على مركز للاجئين في شمال اليمن
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - قتل 68 شخصا على الأقل في قصف نسب للولايات المتحدة وأصاب مركز إيواء للاجئين الأفارقة في صعدة معقل أنصار الله الحوثيين في شمال اليمن، على ما أفاد إعلام أنصار الله الحوثيين الإثنين28ابريل2025، فيما تشن واشنطن حملة قصف شبه يومية تستهدف المتمردين المدعومين من إيران.
وأوردت قناة المسيرة التابعة لانصار الله الحوثيين عن الدفاع المدني "وفاة 68 وإصابة 47 مهاجرا إفريقيا جراء استهداف العدوان الأميركي مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في مدينة صعدة".
ونقلت القناة عن وزارة الداخلية التابعة لانصار الله الحوثيين بيانا أكّدت فيه "سقوط عشرات القتلى والجرحى" في "القصف الأميركي المتعمد الذي استهدف مركزا يضم 115 مهاجرا جميعهم من الجنسيات الافريقية".
وقالت الوزارة إنّ المركز الواقع في سجن صعدة الاحتياطي تابع لإشراف "منظمة الهجرة الدولية ومنظمة الصليب الأحمر".
ويتعذر على وكالة فرانس برس التأكد من هذه الحصيلة في شكل مستقل.
كذلك، لم تؤكد المنظمة الأممية هذه المعلومات على الفور، ردا على اسئلة فرانس برس.
وبثت قناة المسيرة مقاطع فيديو تظهر سقف المركز وقد دمر تماما فيما كان منقذون يزيحون الركام والحجارة لانتشال قتلى وجرحى. وسمع أشخاص يصيحون "اجلبوا محفّات" في المكان حيث انتشرت جثث على الأرض وجرحى يئنون من الألم.
جاء القصف الأميركي صباح الإثنين بعد ساعات من مقتل ثمانية أشخاص بينهم أطفال ونساء، في ضربات على العاصمة صنعاء.
واستهدفت الغارات ثلاثة منازل في المنطقة، بحسب المصدر نفسه.
وبثت القناة مقاطع فيديو تظهر ركام منازل وسيارات مُدمّرة كلّيا وبقع دماء على الأرض، فيما كان منقذون يجمعون أشلاء بشرية على الأرجح، في قطعة قماش أبيض موضوعة على الأرض.
- قصف "800 هدف" -
ويقول أنصار الله الحوثيون، وهم جزء من "محور المقاومة" الإيراني ضد إسرائيل والولايات المتحدة، إنهم يساندون غزة في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتتعرّض مناطق أنصار الله الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية منذ أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومساء الأحد، أعلن الجيش الأميركي أنّ الولايات المتحدة ضربت أكثر من 800 هدف في اليمن منذ منتصف آذار/مارس، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين انصار الله الحوثيين، بينهم أعضاء في قيادة جماعتهم.
وذكر بيان صادر عن القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط أنه "منذ بداية عملية +راف رايدر+ قصفت القيادة الوسطى الأميركية أكثر من 800 هدف. وقد أسفرت هذه الضربات عن مقتل مئات المقاتلين الحوثيين والعديد من القادة أنصار الله الحوثيين".
وبحسب سنتكوم "دمرت الضربات العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع الأسلحة المتقدمة، ومرافق تخزين الأسلحة المتقدمة".
ورغم عمليات القصف، يواصل أنصار الله الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، إعلان مسؤوليتهم عن هجمات على سفن أميركية وإسرائيلية.
وأضاف سنتكوم "مع أن أنصار الله الحوثيين واصلوا مهاجمة سفننا، إلا أن عملياتنا قللت من معدل هجماتهم وفعاليتها"، مشيرا إلى أن "إطلاق الصواريخ البالستية انخفض بنسبة 69%" في حين أن الهجمات الانتحارية بطائرات مسيّرة "انخفضت بنسبة 55%".
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وشلّت هجمات أنصار الله الحوثيين حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي يمرّ عبره عادةً حوالى 12% من حركة الملاحة العالميّة، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.