لجريدة عمان:
2025-04-27@06:02:10 GMT

نجيب سيرة «نَجيب» وألا ما نجيبها

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

حقق نجيب محمد البطل الحقيقي لرواية حياة الماعز شهرة واسعة، بعد أن مثل البطل الهندي بريثفيراج سوكوماران (42 عاما) دور نجيب في الفيلم الذي يحمل العنوان ذاته وحصد إلى الآن (19) مليون دولار أمريكي، مُنذ عرضه قبل خمسة أشهر حسب المذكور في منصة (ويكيبيديا)، والفيلم من إخراج وإنتاج وسيناريو المخرج بليسي إيبي توماس (61 عاما).

وأمام اكتساح الفيلم لأعلى نسبة مشاهدة في السينما المنزلية (نيتفليكس)، وما أثار من ردود أفعال بين معجب وساخط، نتساءل «هل نجيب سيرة نجيب في الصحراء (1992- 1995) أم لا نجيبها؟»، فالبعض يرى في الفيلم إساءة لدول الخليج والبعض يناقض ذلك الرأي ويرى أنه يعكس الواقع وهناك حالات كثيرة شبيه بقصة نجيب ولكنها لم تُروَ إلى الآن.

وبين هذا الرأي وذاك لابد من صياغة رأي مختلف يمكن البناء عليه للخروج برأي مقنع بعيدا عن الأحكام المسبقة والاصطفافات المقيتة ومهاجمة الممثلين وأشخاصهم وبلدانهم وتراشق الاتهامات في وسائل التواصل الاجتماعي، فالبعض منح نفسه مصادرة حق الآخرين في حرية القرار وأقحم الأوطان والمجتمعات في تصرفات الأفراد، وهنا تغلبت العاطفة على المنطق وانتصر التهوّر على الحكمة.

كان بالإمكان عرض وجهات نظر مختلفة ومرتبطة بالفكرة الأساسية للفيلم وهي حسب رأيي تدور حول الهجرة إلى دول الخليج وقانون الكفيل، على سبيل المثال من يرى أن الكفيل الخليجي استغل العامل الوافد، عليه أن الوقوف على استغلال الوافدين لأبناء جلدتهم الذين يبيعون لهم تأشيرات العمل، وهذا ما حدث في فيلم حياة الماعز ومر المشهد سريعا على المشاهد، ومن يرى بأن منطقة الخليج وفرت فرصًا للقوى العاملة الآسيوية وأصبح البعض منهم أثرياء أكثر من المواطنين الخليجيين، عليه أن ينظر إلى الأغلبية التي لم تنل حظها من الثروة ورجعت خالية الوفاض من بلدان النفط، ومن ينتقد الدراما في تسليط الأضواء على الزوايا المعتمة في المجتمعات الخليجية، عليه أن يعلم بأن الثقافة وخاصة الفن والأدب هي الوسيلة الوحيدة الكفيلة بالنقد فبواسطتها يتم التعبير والإفصاح عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تتطلب معالجات تشريعية وقانونية تكفل للجميع حقوقهم، وأيضا من يلوم الممثل أو الفنان في المشاركة أو الإسهام في أي عمل أدبي وفني عليه أن يدرك بأن الفنان والمثقف بشكل عام حر ويجب أن يكون حرا في القرار والأداء والممارسة والتعبير، وهنا نُذكّر بالمسلسل السعودي «طاش ما طاش» الذي تناول قضايا القوى العاملة الوافدة والصعوبات التي يتعرض لها العامل وفي مقدمتها نظام الكفيل.

ولكي لا نجلد الذات ونقسو عليها في مسألة النقد، نجد أن المجتمعات الغربية تنتقد بعض الأعمال التي تراها مسيئة لها ولتاريخها، فعلى سبيل المثال بعد أن عرض المخرج الدنماركي مارتن زاندفليت (53 عاما) فيلم «أرض الألغام» عُرض سنة 2015، وهو فيلم دنماركي ألماني مشترك، تعرض المخرج الذي كتب السيناريو أيضا إلى حملة واسعة من الانتقادات من قبل بعض الدنماركيين الذين اتهموه بالإساءة، فكان رد المخرج زاندفليت أن الإنسانية تحتاج إلى نبذ الكراهية والعنف، ويتناول الفيلم قصة حقيقية جرت أحداثها في الدنمارك عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا ووقع الآلاف من الجنود الألمان في الأسر وأجبروا على العمل في البلدان التي هاجمها هتلر، تدور أحداث الفيلم على الساحل الدنماركي حيث أجبر عشرات المراهقين على إزالة الألغام في انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف والذي يصنفها القانون جريمة حرب.

وحتى لا تتكرر مأساة نجيب الحقيقية أو المتخيلة لابد من تعديل قوانين العمل في دول الخليج ومنها قانون الكفيل وبما يتناسب مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق العمال لسد كل ثغرات استغلال البشر والمتاجرة بهم، وتنظيم سوق العمل، وطرح برامج تتعلق بإدماج القوى العاملة الوافدة في المجتمعات عبر منحهم دورات في اللغة العربية والثقافة الوطنية، واشتراط اللغة العربية في الحصول على الوظيفة وتأشيرة العمل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: علیه أن

إقرأ أيضاً:

جائزة تحمل اسم الدكتورة مها الشناوي في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير

أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير عن مبادرة مقدمة من المخرج كريم الشناوي لمنح جائزة مالية تحمل اسم شقيقة والده الراحلة، الدكتورة مها الشناوي، تقديرًا لمسيرتها الأكاديمية والإنسانية.


وتنقسم الجائزة إلى جائزتين ماليتين تُمنحان سنويًا لأفلام الطلبة المتميزة، بهدف دعمهم وتحفيزهم على الاستمرار في تقديم الأعمال الفنية.

 

رحلت الدكتورة بالمعهد العالي للسينما مها الشناوي عام 2021، وكانت من الشخصيات الأكاديمية البارزة، وقد تركت أثرًا كبيرًا في نفوس طلابها وزملائها، مما يجعل هذه الجائزة امتدادًا طبيعيًا لمسيرتها الحافلة بالعطاء.

 

وعبر المخرج محمد محمود رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير عن تقديره واعتزازه بدعم المخرج كريم الشناوي للمهرجان ماديا ومعنويا مشيدا بمبادرته المالية التي ستمنح الطلاب أملا في تقديم أفلام مبدعة مستقبلا.

 

يُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور.


وتستعد إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير للنسخة الحادية عشرة بعد 10 دورات ناجحة أسفرت عن تأهل الأفلام الفائزة بجائزة هيباتيا الذهبية لجوائز الأوسكار  بداية من النسخة المقبلة وذلك من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصورة المسئولة عن توزيع جوائز الأوسكار.

 

المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام برعاية وزارة الثقافة وريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، ومحافظة الإسكندرية، نيو سينشري شركة باشون للإنتاج الفني.

مقالات مشابهة

  • جائزة تحمل اسم الدكتورة مها الشناوي في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
  • جائزة باسم مها الشناوي في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
  • أمسية وفاء باتحاد كُتّاب مصر تحيي سيرة شاعر ومفكر السودان الكبير الراحل محمد المكي إبراهيم
  • شاهد بالفيديو.. حسناء الشاشة السودانية نورهان نجيب تتفاعل في الرقص إحتفالاً بعقد قرانها
  • شاهد بالصورة.. حسناء الشاشة السودانية نورهان نجيب تكمل مراسم عقد قرانها بالقاهرة
  • وزير الأوقاف يكتب: البابا فرنسيس سيرة قلب أحبّ كلَّ البشر
  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا
  • علي بدرخان.. المخرج الذي قدّم السينما المصرية من منظور جديد
  • أول تعاون بين الأكاديمية المصرية للفنون بروما ومدرسة نجيب محفوظ
  • صلاح بن البادية- سيرة رائد الحداثة الروحية في الأغنية السودانية