جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-12@07:42:22 GMT

التاريخ.. دفاتر وسجلات!

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

التاريخ.. دفاتر وسجلات!

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"التحدي المتمثل في القيادة هو أن تكون قويا، ولكن ليس وقحا. كن لطيفا، لكن ليس ضعيفا، كن جريئا، لكن ليس متنمرا، كن مدروسا، لكن ليس كسولا، كن متواضعا، لكن ليس خجولا، كن فخورا، لكن ليس متعجرفا، لديك الفكاهة، ولكن دون حماقة"، جيم رون.

 

****************

عندما تفكر في الكتابة حول بحث منشور أو دراسة مخطوطة في علم التاريخ، أو حتى لما تتفكر في كتابة تقرير عن تقدير موقف في دراسة ضمن العلوم السياسية، تتراءى أمامك عدة إشكاليات لكيفية بدء استنطاق البحث أو الدراسة، أو محاولة استشراف الأفق في ورقة تقدير الموقف، يتلازم مع ما سبق محاولات بحث لا تتوقف حول معلومات يحتاجها استنطاق البحث أو تحريك المياه الراكدة للدراسة، فتبدأ في تقليب أوراق التاريخ للتأكد من حيثيات ما جاء في البحث حتى يتم التفنيد، والتحقق، كذلك الوضع مع تقدير الموقف، لن يكون التاريخ وصفحاته سوى ملازم لصيقا بك، فلا يمكنك سوى الانطلاق من أوراق التاريخ التي تفصح عمَّا تتحدث عنه النفس وعن هاجسها البحثي.

نقف جانبا ولو قليلا وتساؤل مستحق يشغل الخاطر، وهو: هل يعيد التاريخ نفسه؟ هل يتكرر التاريخ و إن بأوجه متعددة إنما بنفس الفكرة؟

لا ننسى أن التاريخ يلاحقنا، وكل حبر يجف إلا حبر التاريخ، وكل كتاب يركن إلا كتاب التاريخ، أحيانا أتساءل هل التاريخ هو أساسا ترجمة أو نقل أو تأريخ لقصص أو سير ملحمية، أو أحداث هامة غيرت مجرى التاريخ هي التي سيستلمها المؤرخ أو الكاتب، وماذا عن بديهيات الحياة وحيثياتها، وحياة الناس العادية، والبسطاء من يكتب تاريخهم، هل لهم أهمية، أم مرورهم على التاريخ كمرور الكرام، هذا إن مروا أصلا، تحدثك نفسك حديثا عن أهمية القيادة ودورها ومكانها في التدوين التاريخي، تصور أحداث هامة غيرت مجرى العالم من قام بها آلاف من البشر، لولاهم لما قام الحدث أساسا، لكن التاريخ لايذكر سوى القادة، قادة الحدث، ولاعزاء للبقية، هنا أيضاً يبرز سؤال: هل صفحات التاريخ ظالمة، هل هي متواطئة فقط مع القادة، الجواب وبقياس بسيط جدا: لأن الصفحات لاتتسع للكل بل لمن يعدل الكفه، أو يبادر لتقليب صفحات التاريخ بأعمال وأحداث يجبر الأقلام على تدوينها على الصفحات، هذا قدر التاريخ لأن الحبر لن يكفي للكتابة ولأن الصفحات لن تتسع للجميع.

أتفكر في الحياة، وقوانينها المكتوبة وأعرافها ومدى التقيد بها وتتفيذها، وقبل ألا أتجاوز هذه العبارة أتفكر أيهما أهم عبر التاريخ وعقوده المتتالية وسنواته العديدة، أيهما أهم: القانون أم العرف؟، الحرام أم العيب؟

لا تذهب بعيدا لأن حل إشكالية التباين بين القانون والعرف، والحرام والعيب ستفرز تأريخ ممارسات عديدة قد تغير مسارا معينا في التاريخ، صدقني التاريخ تحتوي صفحاته على كل شيء وأي شيء !

هناك من يعتقد بأن كتب التاريخ هي في الواقع قصص وحكاوي ممتعة أو محزنة بحسب السياق المتبع، لكنها في الحقيقة دروس للحاضر واستشراف للمستقبل، ابحث عن التاريخ ستجده حتى في سجل السيارة عندما تذهب بها للصيانة سيحدثك المختص عن تاريخ الصيانة وقد جرت العادة تدوين تواريخ الصيانة، لو لاسمح الله ذهبت للعلاج أول سؤال سيكون عن تاريخك العلاجي، ومتى وأين وكيف كان العلاج وماهي الأدوية، ولو تفكرت في المواد الغذائية المستهلكة لوجدت تاريخ صلاحية، التاريخ يلاحقنا في كل شيء، حتى السمعة الشخصية هي أساسا تاريخ شخصي.

لكن يبدر سؤال مهم: هل هناك من يعي أهمية التاريخ، وتوافقاته ومتحولاته ومتلازماته، يمكننا القول وبثقة للأسف قليل بل نادر من يتثبت من التاريخ وتراكماته !

كل إنسان له دفاتر وسجلات يدونها التاريخ، فهل بإمكان أي منَّا التعامل بما يجب مع حبر الصفحات؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأرض تسجل رقماً قياسياً جديداً كأقصر يوم في التاريخ!

يتوقع العلماء أن يسجل اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 رقماً قياسياً كأقصر يوم في التاريخ بـ 1.3 إلى 1.51 ميلي ثانية عن اليوم القياسي ويرجع ذلك إلى سرعة دوران الأرض حول نفسها وهي ظاهرة يراقبها العلماء بما يعرف بالساعة الذرية.
ووجد الباحثون أن ثلاثة أيام هذا الصيف، 9 يوليو، و22 يوليو، و5 أغسطس، من المتوقع أن تكون أقصر من اليوم القياسي بما يتراوح بين 1.3 و1.51 ميلي ثانية وفق ديلي ميل.
في 9 و22 يوليو و5 أغسطس 2025، سيكون القمر في أبعد نقطة له عن خط استواء الأرض، مما يُغيّر تأثير جاذبيته على محور الكوكب، ومع اقتراب القمر من القطبين، تزداد سرعة دوران الأرض، مما يجعل يومنا أقصر من المعتاد وفق ديلي ميل.

الساعة الذرية
ويرجع ذلك إلى أن دوران الأرض تسارع في السنوات الأخيرة، حيث يراقب العلماء هذه الظاهرة على الساعات الذرية والتي تعتبر هذه الساعات آلات دقيقة بشكل لا يصدق، فهي تحدد الوقت عن طريق قياس اهتزازات الذرات.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لا يزال لغزاً، يعتقد العلماء أن هناك عدة عوامل قد تجعل الأرض تدور بشكل أسرع، بما في ذلك التغيرات في الغلاف الجوي، وذوبان الأنهار الجليدية، والحركة في قلب الأرض، وضعف المجال المغناطيسي.
تستغرق الأرض عادة 24 ساعة، أو 86400 ثانية بالضبط، لإكمال دورة كاملة، وهو ما يسمى باليوم الشمسي.
أسرع يوم تم تسجيله حتى الآن كان قبل عام واحد في 5 يوليو 2024، عندما دارت الأرض أسرع بمقدار 1.66 ميلي ثانية من الـ 24 ساعة القياسية.
وجد الباحثون أن تغير الوقت يمكن أن يؤثر على كل شيء بدءاً من أنظمة الأقمار الصناعية ودقة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وحتى كيفية قياس الوقت نفسه، لم يبدأ العلماء في الاحتفاظ بسجلات دقيقة لهذه التغيرات إلا في سبعينيات القرن العشرين.

جاذبية القمر

قبل هذا التسارع الأخير في دوران الأرض، كان الكوكب في الواقع يتباطأ، بسبب جاذبية القمر، والتي كانت تؤدي إلى تمديداليوم إلى دورة الـ 24 ساعة التي نعيشها الآن في العصر الحديث.
اكتشف عالم الجيولوجيا ستيفن مايرز، أستاذ بجامعة ويسكونسن ماديسون، أنه مع ابتعاد القمر عن الأرض، فإن تأثيره الجذبي المتغير على الأرض سوف يبطئ من طول الأيام بشكل تدريجي.
وتوقع مايرز أن الأيام على كوكبنا قد تصبح في نهاية المطاف 25 ساعة، لكنه أشار إلى أن ذلك سيستغرق حوالي 200 مليون سنة.
أما عن سبب تسارع الأرض منذ عام 2020، فقد يكون لتغير المناخ دور في دوران الكوكب، فأنماط الطقس مثل ظاهرة النينيو وذوبان الأنهار الجليدية المتسارع في الصيف يؤدي إلى إخراج الكوكب عن توازنه بدرجة ضئيلة.
وقالريتشارد هولم، عالم الجيوفيزياء بجامعة ليفربول: “هناك مساحة أكبر من الأرض في نصف الكرة الشمالي مقارنة بالنصف الجنوبي، في الصيف الشمالي، تنمو أوراق الأشجار، وهذا يعني أن الكتلة تنتقل من الأرض إلى أعلى الأرض – بعيداً عن محور دوران الأرض”، كما قال لموقع Live Science .
سبب آخر

ويضيف: قد يكون سبب آخر لهذا التغيير المفاجئ هو تحرك الطبقات المنصهرة في النواة، فالأرض ليست صلبة تماماً، بل نواتها مصنوعة من معدن سائل ساخن يدور باستمرار، وعندما يتحرك هذا المعدن المنصهر، فإنه قد يؤدي إلى تغيير شكل الكوكب وتوازنه.
ينظر العلماء إلى كل هذه الأجزاء معاً، مدار القمر، ونشاط النواة، وتدفق المحيطات، وأنماط الرياح، لمعرفة ما يحدث.
ابتداءً من عام 2020، بدأت الأرض في تحطيم أرقامها القياسية لأقصر يوم، في ذلك العام، جاء يوم 19 يوليو متأخرًا بـ 1.47 ميلي ثانية. وفي 9 يوليو 2021، كان هناك انخفاض بـ 1.47 ميلي ثانية.
في عام 2022، سجلت الأرض أقصر يوم لها في 30 يونيو، مما أدى إلى حذف 1.59 ميلي ثانية من الـ24 ساعة المعتادة.
في عام 2023، تباطأ دوران الأرض قليلاً، ولم تُسجل أي أرقام قياسية جديدة، لكن في عام 2024، عادت السرعة للارتفاع، وحطمت عدة أيام الأرقام القياسية السابقة، مما جعله العام الأكثر ثباتًا في قصر الأيام على الإطلاق، وتستند هذه التقديرات إلى الملاحظات السابقة ونماذج الكمبيوتر، وهي تتضمن تصحيحات منهجية لمراعاة التقلبات الطبيعية.
إذا استمرت الأرض في الدوران بسرعة أكبر، فقد يضطر الخبراء إلى إزالة ثانية، تُسمى الثانية الكبيسة السالبة، ولم يحدث هذا من قبل.

البيان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نزع السلاح يبدأ رسميًا... هل يكتب التاريخ نهاية الصراع بين أنقرة والكرد؟
  • مُفتى عُمان يحيي المقاومة الفلسطينية ويؤكد أهمية دعمها
  • ميسي يكتب التاريخ في أميركا!
  • المنتج أحمد بدوي يتخذ إجراءات قانونية ضد مروجي الشائعات على مواقع التواصل
  • المشهد الفلسطيني .. قسوة التاريخ ومنطق البطش
  • الأمم المتحدة تؤكد أهمية خفض التصعيد في اليمن
  • الحرب على التاريخ أيضا في غزة
  • الأرض تتسارع.. 9 يوليو أقصر يوم في التاريخ!
  • 9 يوليو يشهد أقصر يوم في التاريخ المسجل
  • الأرض تسجل رقماً قياسياً جديداً كأقصر يوم في التاريخ!