جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-13@14:31:11 GMT

التاريخ.. دفاتر وسجلات!

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

التاريخ.. دفاتر وسجلات!

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"التحدي المتمثل في القيادة هو أن تكون قويا، ولكن ليس وقحا. كن لطيفا، لكن ليس ضعيفا، كن جريئا، لكن ليس متنمرا، كن مدروسا، لكن ليس كسولا، كن متواضعا، لكن ليس خجولا، كن فخورا، لكن ليس متعجرفا، لديك الفكاهة، ولكن دون حماقة"، جيم رون.

 

****************

عندما تفكر في الكتابة حول بحث منشور أو دراسة مخطوطة في علم التاريخ، أو حتى لما تتفكر في كتابة تقرير عن تقدير موقف في دراسة ضمن العلوم السياسية، تتراءى أمامك عدة إشكاليات لكيفية بدء استنطاق البحث أو الدراسة، أو محاولة استشراف الأفق في ورقة تقدير الموقف، يتلازم مع ما سبق محاولات بحث لا تتوقف حول معلومات يحتاجها استنطاق البحث أو تحريك المياه الراكدة للدراسة، فتبدأ في تقليب أوراق التاريخ للتأكد من حيثيات ما جاء في البحث حتى يتم التفنيد، والتحقق، كذلك الوضع مع تقدير الموقف، لن يكون التاريخ وصفحاته سوى ملازم لصيقا بك، فلا يمكنك سوى الانطلاق من أوراق التاريخ التي تفصح عمَّا تتحدث عنه النفس وعن هاجسها البحثي.

نقف جانبا ولو قليلا وتساؤل مستحق يشغل الخاطر، وهو: هل يعيد التاريخ نفسه؟ هل يتكرر التاريخ و إن بأوجه متعددة إنما بنفس الفكرة؟

لا ننسى أن التاريخ يلاحقنا، وكل حبر يجف إلا حبر التاريخ، وكل كتاب يركن إلا كتاب التاريخ، أحيانا أتساءل هل التاريخ هو أساسا ترجمة أو نقل أو تأريخ لقصص أو سير ملحمية، أو أحداث هامة غيرت مجرى التاريخ هي التي سيستلمها المؤرخ أو الكاتب، وماذا عن بديهيات الحياة وحيثياتها، وحياة الناس العادية، والبسطاء من يكتب تاريخهم، هل لهم أهمية، أم مرورهم على التاريخ كمرور الكرام، هذا إن مروا أصلا، تحدثك نفسك حديثا عن أهمية القيادة ودورها ومكانها في التدوين التاريخي، تصور أحداث هامة غيرت مجرى العالم من قام بها آلاف من البشر، لولاهم لما قام الحدث أساسا، لكن التاريخ لايذكر سوى القادة، قادة الحدث، ولاعزاء للبقية، هنا أيضاً يبرز سؤال: هل صفحات التاريخ ظالمة، هل هي متواطئة فقط مع القادة، الجواب وبقياس بسيط جدا: لأن الصفحات لاتتسع للكل بل لمن يعدل الكفه، أو يبادر لتقليب صفحات التاريخ بأعمال وأحداث يجبر الأقلام على تدوينها على الصفحات، هذا قدر التاريخ لأن الحبر لن يكفي للكتابة ولأن الصفحات لن تتسع للجميع.

أتفكر في الحياة، وقوانينها المكتوبة وأعرافها ومدى التقيد بها وتتفيذها، وقبل ألا أتجاوز هذه العبارة أتفكر أيهما أهم عبر التاريخ وعقوده المتتالية وسنواته العديدة، أيهما أهم: القانون أم العرف؟، الحرام أم العيب؟

لا تذهب بعيدا لأن حل إشكالية التباين بين القانون والعرف، والحرام والعيب ستفرز تأريخ ممارسات عديدة قد تغير مسارا معينا في التاريخ، صدقني التاريخ تحتوي صفحاته على كل شيء وأي شيء !

هناك من يعتقد بأن كتب التاريخ هي في الواقع قصص وحكاوي ممتعة أو محزنة بحسب السياق المتبع، لكنها في الحقيقة دروس للحاضر واستشراف للمستقبل، ابحث عن التاريخ ستجده حتى في سجل السيارة عندما تذهب بها للصيانة سيحدثك المختص عن تاريخ الصيانة وقد جرت العادة تدوين تواريخ الصيانة، لو لاسمح الله ذهبت للعلاج أول سؤال سيكون عن تاريخك العلاجي، ومتى وأين وكيف كان العلاج وماهي الأدوية، ولو تفكرت في المواد الغذائية المستهلكة لوجدت تاريخ صلاحية، التاريخ يلاحقنا في كل شيء، حتى السمعة الشخصية هي أساسا تاريخ شخصي.

لكن يبدر سؤال مهم: هل هناك من يعي أهمية التاريخ، وتوافقاته ومتحولاته ومتلازماته، يمكننا القول وبثقة للأسف قليل بل نادر من يتثبت من التاريخ وتراكماته !

كل إنسان له دفاتر وسجلات يدونها التاريخ، فهل بإمكان أي منَّا التعامل بما يجب مع حبر الصفحات؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لتوفير نافذة على التاريخ والإنسان.. شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والأرشيف الوطني البريطاني

البلاد- ياسر خليل

وقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، شراكة مع الأرشيف الوطني البريطاني؛ بهدف تعزيز التعاون ومشاركة الأبحاث المشتركة في مختلف المجالات ذات العلاقة لتطوير الأبحاث والأرشفة، وفقًا لرؤية العلا المتماشية مع رؤية المملكة 2030.

ويشمل نطاق عمل الاتفاقية 5 مجالات رئيسة، وهي: التدريب والتبادل العلمي، ورقمنة المجموعات الأرشيفية ونشرها، وتطوير المعارض والفعاليات، وبرنامج البحث في المحتوى الأرشيفي، بالإضافة إلى التعاون في مجال الرقمنة، مستعينًا بخبرة الأرشيف البريطاني.

وتتضمن الشراكة مجموعة من المبادرات، التي تركز على مشاريع البحث المشتركة، ومبادرات الأرشفة الرقمية والمعارض الثقافية، والمساعدة على جمع وحفظ المستندات والصور والفيديوهات من أهالي العلا؛ لتوفير نافذة على تاريخ العلا والإنسان.

ويعد الأرشيف الوطني البريطاني الأرشيف الرسمي في المملكة المتحدة؛ حيث يهدف إلى حفظ مجموعة من الوثائق الوطنية الهامة، التي يعود تاريخها لأكثر من ألف عام، ويشمل هذا الأرشيف أول مسح جغرافي في إنجلترا من القرن الحادي عشر، المعروف باسم كتاب ونشستر، بالإضافة إلى الوثائق الحديثة.

من جانب آخر، تتعاون الهيئة مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، لإنشاء مركز لحفظ المخطوطات في العلا، إلى جانب تعزيز مهارات الفهرسة، وآليات حفظ التراث، وتدريب فريق الهيئة على ذلك، ويقود برنامج ذاكرة العالم التابع لليونسكو الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الوثائقي في العلا، وتفعيل إمكاناته؛ بصفته موردًا للحوار بين الثقافات.

مقالات مشابهة

  • "حكايات من التاريخ الفرعوني" ضمن لقاءات ثقافة الفيوم
  • بسبب 10 دقائق في الفضاء.. جاريد إيزاكمان يدخل التاريخ
  • رونالدو يحدد المدربين الأفضل في التاريخ
  • «صباح الخير يا مصر» يحيي ذكرى وفاة بليغ حمدي: أشهر الموسيقيين في التاريخ
  • لحظة تغير فيها وجه العالم.. هجمات 11 سبتمبر بدلت مسار التاريخ
  • خطوة واحدة تفصل هالاند عن التاريخ مع منتخب النرويج
  • رونالدو يرشح هذا اللاعب للفوز بالكرة الذهبية.. ويكشف عن النادي الأفضل على مر التاريخ
  • لتوفير نافذة على التاريخ والإنسان.. شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والأرشيف الوطني البريطاني
  • اليمن يهدم مستقبل الصناعات الأمريكية .. طائرات MQ9 إلى محرقة التاريخ
  • زيارة إلى جورجيا.. خزان التاريخ والطبيعة القوقازية المميزة