نددت الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -اليوم الاثنين- بدعوات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لإقامة كنيس داخل المسجد الأقصى، ووصفتها بأنها خطيرة جدا وتعكس طبيعة نيات حكومة الاحتلال تجاه الحرم القدسي.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة -في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)- إن الشعب الفلسطيني لن يقبل المساس بالمسجد الأقصى المبارك، وهو خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقا.

وحذّر من أن هذه الدعوات المرفوضة والمدانة للمساس بالمسجد هي محاولات لجرّ المنطقة إلى حرب دينية ستحرق الجميع، مؤكدًا أن مساحة الحرم الشريف البالغة 144 دونما هي ملك للمسلمين.

ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأميركية، إلى التحرك الفوري للجم هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، وإجبارها على الالتزام بالوضع القانوني والتاريخي السائد في الحرم الشريف.

كما لفت إلى أن الدعم الأميركي السياسي والعسكري والمالي هو الذي شجع المتطرفين على الاستمرار في عدوانهم على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

الخارجية: تحذر من مخاطر دعوات بن غفير وتحريضه لبناء كنيس في #الأقصى pic.twitter.com/JJ2D78ZCnl

— State of Palestine – MFA ???????????????? (@pmofa) August 26, 2024

وأكد أبو ردينة أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة في قطاع غزة، وقتل واعتقال وتدمير في الضفة الغربية بما فيها القدس، وأن عليها إجبار حليفها الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه واعتداءاته وإرهاب مستوطنيه.

كذلك حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية -في بيان- من مخاطر دعوات بن غفير تلك وعدّتها "دعوة علنية وصريحة لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه".

وأدانت الخارجية اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد وقيامهم بأداء رقصات وصلوات تلمودية في باحاته بما في ذلك ما يسمى "بالسجود الملحمي" وغيره، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذا التحريض الذي يمارسه بن غفير وأمثاله.

وطالبت الخارجية الفلسطينية بتحرك عربي وإسلامي ودولي فاعل للضغط على الجانب الإسرائيلي لإجباره على وضع حد لممارسات بن غفير وتصريحاته ومواقفه الاستفزازية، ومن ذلك فرض عقوبات رادعة على عناصر المستوطنين المتطرفين الذين يروّجون للتصعيد والعنف وتوسيع دائرة الصراع.

الشيخ عكرمة صبري للجزيرة: بن غفير فشل فيما يدعيه من مخططات ويريد الآن أن يفجر الوضع ليثبت أنه يفعل شيئا، ونؤكد على إسلامية الأقصى ونحذر من الاقتراب منه، وما يقال من مشاريع هي وهمية#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/gJxcIt4CIs

— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 26, 2024

مشاريع وهمية

بدورها، قالت حركة حماس -في بيان- إن تأكيد المتطرف بن غفير عزمه بناء كنيس في الأقصى إعلان خطير يعكس طبيعة نيات حكومة الاحتلال تجاه الأقصى.

وأضافت الحركة أن "جرائم الاحتلال الفاشي هي سياسة تصبّ الزيت على النار ولن تجد من شعبنا إلا المقاومة لحماية المقدسات"، في حين قال الشيخ عكرمة صبري إمام وخطيب المسجد الأقصى -للجزيرة- إنه لا حجة لبن غفير في ما يدعيه من حق لليهود في الأقصى.

وأضاف الشيخ صبري أن ما يصدر عن الاحتلال هي مشاريع وهمية وأن الأقصى سيبقى، وحمّل المسؤولية كاملة بشأن الأقصى للحكومة الإسرائيلية، قائلا إن "بن غفير فشل في ما يدعيه من مخططات، ويريد الآن أن يفجر الوضع ليثبت أنه يفعل شيئا".

وفي وقت سابق اليوم، قال بن غفير -في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي- إنه ينوي إقامة كنيس يهودي في ما سماه جبل الهيكل، وهم الاسم الذي يطلقه اليهود على المسجد الأقصى.

تغطية صحفية: الخارجية الفلسطينية: دعوة بن غفير لبناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى تعتبر دعوة صريحة لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه. pic.twitter.com/Qmd8fhy9jk

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 26, 2024

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف، عن إقامة كنيس داخل المسجد الأقصى، بعد أن دعا مرات عديدة في الأشهر الماضية إلى السماح لليهود بالصلاة في المسجد إلى جانب تزعّمه اقتحامات عدة للأقصى.

وتزامنت تصريحات بن غفير الجديدة مع إقدام مزيد من المستوطنين على اقتحام الأقصى، بحماية من الشرطة الإسرائيلية التي تخضع فعليا لصلاحياته.

ومنذ توليه منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2022 اقتحم بن غفير الأقصى مرارا، رغم انتقادات إسلامية وعربية ودولية، إلى جانب تكثيف الاحتلال إجراءاته لتهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المسجد الأقصى بن غفیر

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: نتنياهو يتسبب بانتفاضة ثالثة بالضفة بانحيازه لسموتريتش وبن غفير

اتهم محللون سياسيون وعسكريون إسرائيليون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمسؤولية عن تفجير الأوضاع في الضفة الغربية والمسجد الأقصى، وحذروا من أن إسرائيل -ووفقا لمخطط نتنياهو- ستكون مسؤولة بشكل مباشر عن فلسطينيي غزة والضفة.

وقال رام بن باراك، وهو عضو الكنيست عن حزب "يوجد مستقبل" إن رئيس الوزراء انحاز لوزيري الأمن إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وهو "يتسبب بانتفاضة ثالثة في الضفة لأنه لا يواجه الإرهاب اليهودي" و(يدعهم) يدخلون المسجد الأقصى للصلاة فيه.

وأشارت كيلي كوهين، وهي مراسلة الشؤون السياسية لقناة "كان 11" إلى ما وصفته بالتحذير شديد اللهجة الذي قدمه رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار -في نقاش أجراه المجلس المصغر بشأن أحداث المسجد الأقصى- حيث حذر الوزراء -وخاصة بن غفير- من التغييرات التي يقودها في المسجد الأقصى، سواء المصادق عليها أو غير المصادق عليها.

وقال رئيس الشاباك للوزراء "إن ما يحدث في المسجد الأقصى يوحد كل الجبهات، وقد يؤدي إلى انتفاض الشارع، وهذا ما لم تفعله 10 شهور من الحرب".

ويلفت نير دفوري مراسل الشؤون العسكرية في قناة 12 إلى أن ما يقلق الشاباك في الضفة هو عودة ما سماها ظاهرة جديدة قديمة "الانتحاريين" في إشارة منه لعودة العمليات الاستشهادية.

ومن جهته، اتهم أودي سيغال، وهو مقدم برامج سياسية في قناة 13، حكومة نتنياهو بتهديد المشروع الصهيوني، وأكد أنه "بعد 10 شهور من الحرب على غزة، ودون إقرارها بمسؤوليتها، ومع رشقات الصواريخ من لبنان، وإطلاق النار في غزة، والعمليات المتصاعدة بالضفة، تسارع الحكومة تجاه الخطر الأعظم، وهو خراب المشروع الصهيوني".

وأضاف أن "رئيس الحكومة يسمح لوزير المالية الفاشل اقتصاديا والناجح جدا سياسيا بتنفيذ خطته لتحطيم السلطة الفلسطينية وخنقها تدريجيا، وسحب صلاحيات الجيش صاحب السيادة في الضفة منذ احتلالها عام 1967". واعتبر أنه في حال لم يتم وضع حد لتلك الإجراءات، فستكون إسرائيل حسب القانون الدولي وفي نظر كل العالم مسؤولة بشكل مباشر عن نحو 3 ملايين فلسطيني بالضفة.

ورأى الصحفي الإسرائيلي أن نتنياهو -الذي جعل من محور فيلادلفيا قضية إستراتيجية، لم يقض على احتمال ضعيف للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، بل إن معنى تصريحاته سياسيا حول المحور تعني "إلغاء خطة الانفصال وإعادة السيطرة على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة لتكون إسرائيل مسؤولة عنهم".

وقال "إن إسرائيل ستكون مسؤولة بشكل مباشر عن 5 ملايين فلسطيني، فبين النهر والبحر في أرض إسرائيل سيكون هناك 5 ملايين فلسطيني دون مكانة قانونية، ونحو مليوني عربي من مواطني إسرائيل، جزء كبير منهم ذوو انتماء فلسطيني، مقابل 8 ملايين يهودي.. أي تعادل ديموغرافي تقريبا" واعتبر ذات المتحدث أن ما يجري يتم بسرية وبرعاية الحرب، وهو الأخطر على إسرائيل منذ قيامها.

ومن جهة أخرى، ذكر الإعلام الإسرائيلي في نقاشاته أن نتنياهو يتعرض لهجوم متواصل من قبل ذوي الأسرى الذين يتهمونه بإفشال صفقة التبادل.

مقالات مشابهة

  • حماس تحذر الاحتلال والمستوطنين من المساس بالأقصى
  • 40 ألف فلسطيني يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مخططات إسرائيلية للنيل من المسجد الأقصى الشريف
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مخططات إسرائيلية للنيل من المسجد الأقصى  
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من ارتكاب الاحتلال جريمة كبرى بحق الأقصى
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من تداعيات جماعات إسرائيلية بشأن تفجير المسجد الأقصى
  • الخارجية الفلسطينية: ندين اقتحام نتنياهو الاستفزازي للأغوار ونعتبره تعميقا لضم الضفة
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يتسبب بانتفاضة ثالثة بالضفة بانحيازه لسموتريتش وبن غفير
  • فلسطين ترحب بإعلان جنوب إفريقيا استمرار متابعتها القضية الفلسطينية أمام محكمة العدل