أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، أن التعديل الوزاري الموسع والذي شمل 19 وزيرا و3 كتاب دولة، كان ضروريا نظرا لتعطل دواليب الدولة.

واعتبر سعيد، أن من يستغربون إجراء التعديل قبل موعد الانتخابات " هم من المفترين الكاذبين الذين لا يفرقون بين الدولة وأمنها القومي، والسير العادي لدواليبها وبين الانتخابات".

واتهم سعيد أطرافا لم يسمها "بنوايا إجرامية لتأجيج الأوضاع لغايات انتخابية مفضوحة"، مشددا على أنه ولو اقتضت المصلحة العليا للبلاد إدخال تحوير وزاري حتى بعد فتح مكاتب الاقتراع، لما تم التردد ولو للحظة واحدة في إجراء مثل هذا التعديل".





ويأتي التعديل الوزاري قبل 40 يوما على موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من أكتوبر / تشرين القادم، ما أثار انتقادات واسعة من السياسيين من مختلف الانتماءات الفكرية معتبرين أن قيس سعيد يعتمد سياسة الأمر الواقع والمرور بقوة وأنه على " يقين بمروره في الانتخابات وحكم البلاد خمسة أعوام أخرى." وفق تقديرهم.

3 رؤساء حكومات.. 18وزيرا لـ6 وزارات 

والأحد أدخل سعيد، تعديلا موسعا على حكومة كمال المدوري الذي تم تكليفه منذ 3 أسابيع، تحوير لم يشمل وزيرة العدل التي حافظت على منصبها بالحكومة الثالثة على التوالي وشمل وزارات سيادية كالدفاع والخارجية .

ومنذ إعلان إجراءات 25 يوليو 2021، والتي تم من خلالها إعفاء حكومة هشام المشيشي،تداول على قصر الحكومة بالقصبة 3 رؤساء حكومات.



فكانت الحكومة الأولى مع نجلاء بودن وهي أول امرأة تكلف برئاسة حكومة في تاريخ البلاد ولكن لم يستمر حكمها أكثر من سنة ليتم عزلها وتكليف أحمد الحشاني خلفا لها فوجد بدوره نفسه معزولا وتم تعيين كمال المدوري خلفا له بتاريخ السابع من الشهر الجاري.

وفي كل تكليف يؤكد سعيد أن الوظيفة التنفيذية يمارسها رئيس الجمهورية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس الحكومة، فالوزير هو للمساعدة وليس وزرا أو أن تكون له اختيارات خارج التي يضبطها رئيس الجمهورية ".

والتعديلات الوزارية بتونس في الثلاث سنوات الأخيرة،كانت عديدة ومتواترة بشكل لافت، ففي وزارات "الداخلية والخارجية، والتربية والفلاحة، والاجتماعية والتجارة " تتداول أكثر من 18 وزيرا على هذه الوزارات فقط، فهناك وزارات لا يستمر فيها الوزير أكثر من شهرين.

يشار إلى أن جميع الإعفاءات كانت تصدر في بلاغات رئاسية على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " ودون أية توضيحات عن أسبابها.

"لا نية للخروج من الحكم"

وقال الوزير السابق والسياسي خالد شوكات إن " التعديل الحكومي زمن سعيد تحول إلى مجرد ترقيات وظيفية حيث أن أغلب المعينين وجوه مغمورة بلا ماض سياسي، وهم قادمون من الإدارة حيث كانوا يشغلون مناصب من قبيل مدراء عامين لأقسام وزارية أو شركات عمومية".

واعتبر شوكات في حديث لـ"عربي21"، "أن التعديل يجعل هذه الحكومة كسابقاتها من حكومات سعيد بعد انقلابه على الانتقال الديمقراطي سنة 2021، حكومة بلا برنامج سياسي أو تنموي تندرج ضمن سياق حكم ترقيعي يدير اليومي ويطفئ الحرائق المستجدة، حكم بلا أفق استراتيجي أو إصلاحي ".

وأضاف السياسي شوكات " فيما ما يتعلق بتغيير الحكومات، فقد تعود التونسيون على حكومات فاشلة يقع تعويضها بحكومات أكثر فشلا، وهي حكومات قصيرة النفس معدل أعمارها لا يتجاوز السنة…بل لعلها هذه المرة محاولة من سعيد لمسح يديه في الحكومة المقالة حتى يقول الناس أن من فشل هي الحكومة لا الرئيس، وهكذا يحسّن من حظوظه الانتخابية ".

وفي رده عن توقيت التعديل أجاب شوكات " التوقيت يعزز الاعتقاد بأنه لا نية لسعيد في الخروج من الحكم أو التداول السلمي على السلطة، فالمسألة ليست يقينا من نتيجة الانتخابات سلفا، لأن أي سياسي بصفر منجز وسيرة متأزمة يفترض به أن يخسر الانتخابات لا أن يربحها، لكننا في سياق هذا الانحراف السياسي الكبير نتوقع أي شيء".

"تعديل حملة الأمل"

بدوره قال القيادي بحركة النهضة و"جبهة الخلاص الوطني" بلقاسم حسن "إن مختلف التحويرات و التعديلات في تركيبات الحكومات منذ 25 تموز / يوليو 2021، لا تغير من موقفنا المبدئي في اعتبارها حكومات الانقلاب، و ما ينجم عن ذلك من قراءة لها في علاقة بالشرعية و بالتجربة الديموقراطية ".

وأضاف بلقاسم حسن في حديث خاص لـ"عربي21": "نعتبر كل من يشارك في التعديل من بين أطراف الانقلاب بقطع النظر عن اسمه، خاصة أننا نعرف حدود مسؤولياتهم و نعرف جيدا طبيعة ارتباطهم برئيس الجمهورية في ظل الصلاحيات التي حددها لنفسه بعد انقلاب 25 يوليو 2021".

وعن التعديل الواسع وتوقيته اعتبر بلقاسم حسن أنه "كان منتظرا منذ مدة أن يحصل، بالتحديد في علاقة بالموعد الانتخابي القادم الذي يتطلب الإتيان بوجوه جديدة ليس عليها ملاحظات تحملها مسؤوليات الفشل الحكومي الذي سوف يبقى بمثل هذا التعديل مرتبطا بالوزراء السابقين و برئيس الحكومة المقال و من سبقهم منذ 25 يوليو 2021".



ورأى القيادي بالنهضة أنه "أمر طبيعي أن تنحية وزراء ورئيس حكومة تعني عدم الرضا على أدائهم ويكونون بذلك عرضة لتحميلهم مسؤولية عدم النجاح وعدم الإنجاز وبث الأمل في نجاح المعينين الجدد، أما بالنسبة إلى من وقعت المحافظة عليهم، فذلك يعني بكل بساطة أنهم يحظون بثقة الرئيس و رضاه عنهم".

وتابع محدثنا "توقيت التعديل، حقيقة لا بد من ربطه بالموعد الانتخابي القادم و باستباق الحملة الانتخابية بحكومة جديدة ليس وراءها ما تم تسجيله من فشل و مشاكل و تكون فرصة للحديث عن برامج و وعود مستقبلية حتى يطمئن التونسيون لانتظارها طيلة السنوات الخمس القادمة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية التونسي سعيد الانتخابات تونس انتخابات حركة النهضة سعيد انقلاب سعيد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یولیو 2021

إقرأ أيضاً:

لا يعقل أن تظل وزارات الموارد مثل المالية، المعادن وغيرها تحت أمرة حركات تمثل اثنية واحدة

بالمختصر..
بذات العقلية المعطوبة التي مكنت قوات الدعم السريع القبلية يتم التمكين السياسي والاقتصادي والعسكري الآن لمليشيات قبلية أكثر تطرفا، فلا يعقل أن تظل وزارات الموارد مثل المالية، المعادن وغيرها تحت أمرة حركات تمثل اثنية واحدة تحت ذريعة إنفاذ اتفاقية سلام دارفور،

في حين أنه لا سلام اصلا على أرض الواقع، وابلغ دليل على ذلك أن ممثلي تلك الحركات يديرون حركاتهم من خارج الإقليم، والأخطر من ذلك أن تلك الحركات وبذات المنهج العنصري فتحت معسكرات تجنيدها في الشرق والوسط وهو بالطبع تجنيد خارج أطر مؤسسات الدولة النظامية، ودون أي معايير غير الانتماء القبلي،

بربك هل هناك خطر على وحدة البلاد وتماسك نسيجها أكثر من هذا..
الله المستعان..

طارق عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جامع الجزائر يحضر لاتفاقية شراكة مع جامعة الزيتونة بتونس
  • بركة: حزب الإستقلال متشبث بالتماسك الحكومي ومن يتحدث عن حكومة المونديال مبكراً سيفقد ثقة الشعب وجلالة الملك
  • الإطار التنسيقي يراهن على القوائم المتفرقة في انتخابات النواب
  • مجلس الوزراء يعفي مديرين ويثبت آخرين في أمانة بغداد وعدة وزارات
  • المحافظون وقادة الحكومة أمام مشروع قانون: الاستقالة قبل الانتخابات
  • حزب طالباني:حصتنا من المناصب في حكومة البارزاني الجديدة لا تقل عن 50%
  • لا يعقل أن تظل وزارات الموارد مثل المالية، المعادن وغيرها تحت أمرة حركات تمثل اثنية واحدة
  • أنهى حياة ابنته.. الجنايات تنطق بالحكم على مدعي النبوة في أسيوط
  • حكومة القضارف تبحث مع وفد المنظمة العربية للتنمية الزراعية الدخول في الموسم الزراعي الجديد بالولاية
  • حكومة العهد الجديد في لبنان.. آمال عريضة تواجه تحديات اقتصادية وسياسية