مواجهات الأمل والذكريات ترسم ملامح المرحلة الافتتاحية للدوري الإنجليزي
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
تعود عجلة بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للدوران مجددا مع انطلاق موسم 2023/2024.
وتشهد المرحلة الأولى من المسابقة عدة مواجهات تحمل معها آمال البداية الموفقة، بينما يحمل البعض منها ذكريات الماضي.
وسيتعين على مانشستر سيتي، حامل اللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، والمتوج بالثلاثية (الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا)، بدء الموسم الجديد على ملعب تورف مور، حيث يحل ضيفا ثقيلا على بيرنلي، العائد لمصاف أندية النخبة الإنجليزية بعد عام واحد فقط من هبوطه.
ويدين بيرنلي بعودته لأجواء الدوري الممتاز لمدربه البلجيكي فينسنت كومباني، وهو الذي سيقود الفريق في مواجهة ناديه السابق مانشستر سيتي بقيادة مدربه الإسباني جوسيب جوارديولا، الذي قضى معه كومباني فترة ذهبية لا تنسى في تاريخ الفريق السماوي.
ولعب كومباني في مانشستر سيتي في الفترة ما بين عامي 2008 و2019، حيث توج مع الفريق بلقب الدوري أربع مرات والكأس مرتين وكأس رابطة الأندية المحترفة أربع مرات.
وتولى كومباني تدريب بيرنلي مطلع الموسم الماضي، ليقود الفريق لتحقيق حلم الصعود للدوري الإنجليزي، بعد الهبوط عام 2022، وحقق الفريق تحت قيادته 101 نقطة في دوري البطولة "تشامبيون شيب"، وسجل لاعبوه 87 هدفا.
وأمام جوارديولا، سيكون على كومباني نسيان الخسارة القاسية صفر/ 6 التي لحقت ببيرنلي أمام سيتي الموسم الماضي في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، خاصة في ظل طموح الفريق الضيف في الفوز وتحقيق أول ثلاث نقاط في مشواره نحو تحقيق اللقب الرابع على التوالي.
ويسعى جوارديولا، المدرب السابق لبرشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني، لتحقيق لقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي، ليصبح سيتي الفريق الأول في تاريخ الدوري الإنجليزي منذ انطلاق "البريميرليج" الذي ينجح في تحقيق ذلك.
ويدخل سيتي، الموسم الجديد مفتقدا لبعض من النجوم الذين صنعوا إنجاز الموسم الماضي، مثل الألماني إلكاي جوندوجان الذي انتقل إلى برشلونة الإسباني، والجزائري رياض محرز الذي انضم لأهلي جدة السعودي، لكن الفريق عزز صفوفه بالتعاقد مع الكرواتي ماتيو كوفاسيتش لاعب وسط تشيلسي، ومواطنه جوسكو جفارديول، مدافع لايبزج الألماني.
وبعيدا عن التعاقدات الجديد، يتمتع مانشستر سيتي بوفرة هجومية كبيرة، في ظل وجود الهداف النرويجي إيرلنج هالاند، هداف الدوري الموسم الماضي برصيد 36 هدفا، وبديله الأرجنتيني جوليان ألفاريز، وخبرة القائد البلجيكي كيفن دي بروين ووجود أسماء عدة في مختلف المراكز مثل الهولندي ناثان آكي والبرتغالي روبن دياز في خط الدفاع، والبرتغالي الأخر بيرناردو سيلفا.
من جانبه، يسعى أرسنال للمضي قدما في الموسم الجديد، في محاولة منه لتكرار تألقه الموسم الماضي ومنافسته على لقب الدوري قبل خسارته في الأمتار الأخيرة، حينما يستضيف نوتنجهام فورست على ملعب "الإمارات"، بعد غد السبت.
ونجح أرسنال في خطف أول ألقاب الموسم الجديد، حينما تغلب على مانشستر سيتي بركلات الترجيح في مباراة الدرع الخيرية يوم الأحد الماضي، بعد نهاية المباراة بالتعادل 1 / 1.
ورغم فوز أرسنال بالبطولة وتفويته الفرصة على سيتي من أجل تحقيق اللقب الرابع في ظل سعيه للوصول إلى "السداسية التاريخية"، يسعى الإسباني ميكيل أرتيتا، المدير الفني للفريق اللندني، إلى تغيير واقع الفريق هذا الموسم، وهو الأمر الذي بدا واضحا تماما على سوق انتقالات "المدفعجية" الصيف الجاري.
ونجح أرسنال في خطف نجم وسط ويستهام، ديكلان رايس، مقابل 105 ملايين جنيه إسترليني، بينما دعم صفوفه كذلك بالألماني كاي هافيرتز من تشيلسي، والهولندي يورين تيمبر من أياكس الهولندي، وكذلك اقترب من الحصول على خدمات الإسباني ديفيد رايا، حارس مرمى برينتفورد.
وجاءت تلك الصفقات لتضيف مزيدا من العمق لتشكيل أرسنال، وأصبح الفريق مرشحا للعب أدوار رئيسية في الموسم الجديد، بينما سيحاول نوتنجهام فورست تفادي سيناريو الموسم الماضي منذ البداية، حيث ضمن الفريق بقاءه في الدوري الممتاز قبل مباراة واحدة فقط من نهاية الموسم.
وتشهد مباريات السبت من المرحلة الأولى، مواجهة بين شيفيلد يونايتد، الصاعد مرة أخرى للبطولة، وضيفه كريستال بالاس، بينما يستضيف بورنموث فريق ويستهام حامل لقب دوري المؤتمر الأوروبي الموسم الماضي، ويحل لوتون تاون، الصاعد الثالث، الذي يخوض موسمه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز، ضيفا على برايتون، ويلعب إيفرتون مع ضيفه فولهام.
وتبرز مواجهة نيوكاسل وأستون فيلا، على ملعب سانت جيمس بارك كواحدة من أبرز مباريات المرحلة، حيث سيحاول فريق المدرب إيدي هاو، تحقيق فوز مهم في بداية موسم سيكون حافلا لفريقه الذي انتزع بطاقة الصعود لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي من خلال احتلاله المركز الثالث، ليشارك في الحدث القاري الكبير للمرة الأولى منذ 20 عاما.
وضم نيوكاسل في فترة الانتقالات الصيفية حتى الآن، 3 لاعبين، في مقدمتهم النجم الإيطالي ساندرو تونالي لاعب وسط ميلان، والجناح هارفي بارنز من ليستر سيتي، وتينو ليفرامنتو، مدافع ساوثهامبتون.
على الجانب الآخر، سيحاول أستون فيلا، بقيادة مدربه الإسباني أوناي إيمري، تقديم الشكل الأفضل للفريق في ظل تعاقدات صيفية كان أبرزها المدافع الإسباني باو توريس والمهاجم الفرنسي موسى ديابي ويوري تيليمانس لاعب ليستر سيتي.
وفي ملعب ستامفورد بريدج تأتي قمة الأحد من خلال مواجهة نارية بين تشيلسي وضيفه ليفربول، في مواجهة تتباين فيها الطموحات ما بين الفريقين.
وعاش تشيلسي فترة صعبة للغاية منذ نهاية الموسم الماضي، الذي أنهى فيه الفريق في المركز الثاني عشر، كما استغنى الفريق الأزرق عن مجموعة كبيرة من اللاعبين.
ورحل حارس المرمى السنغالي إدوارد ميندي ومواطنه كاليدو كوليبالي إلى الدوري السعودي مع الأهلي والهلال على الترتيب، بينما انضم ماسون ماونت وكاي هافيرتز وماتيو كوفاسيتش إلى مانشستر يونايتد وأرسنال ومانشستر سيتي على الترتيب.
وانتقل القائد سيزار أزبلكويتا إلى أتلتيكو مدريد الإسباني في عملية تغيير شاملة مع مدربه الجديد الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، مدرب توتنهام هوتسبير وباريس سان جيرمان الفرنسي السابق.
ولن يكون الاختبار الأول في الموسم الجديد سهلا بالنسبة لتشيلسي، الذي تعاقد مع الفرنسي كريستوفر نكونكو من لايبزج الألماني ونيكولاس جاكسون من فياريال الإسباني وأكسل ديساسي من موناكو، بالإضافة إلى وفرة من اللاعبين الشباب في محاولة لتغيير جلد الفريق في مواجهة تحديات صعبة في موسم لن يشارك فيه تشيلسي في أية بطولة أوروبية.
في المقابل، لم تكن جماهير ليفربول راضية عن احتلال الفريق المركز الخامس في ترتيب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، لذلك جاءت التدعيمات في صفوف الفريق لتثبت نواياه بقيادة مدربه الألماني يورجن كلوب.
وتعاقد ليفربول مع الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر من برايتون، والنمساوي دومينيك سوبوسلاي من لايبزج الألماني مع رحيل جوردان هندرسون وفابينيو إلى الاتفاق والاتحاد السعوديين، والمخضرم جيمس ميلنر إلى برايتون ونابي كيتا إلى فيردر بريمن الألماني.
وسيكون توتنهام على موعد مع ديربي "لندني" أمام جاره ومضيفه برينتفورد، يوم الأحد القادم أيضا، وسط شكوك حول مصير القائد هاري كين الذي يتمسك بايرن ميونخ الألماني بضمه إلى صفوفه، بينما سيبدأ مانشستر يونايتد موسمه من خلال استضافة وولفرهامبتون في المباراة الختامية للجولة الأولى يوم الاثنين القادم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدوري الإنجليزي الدوري الانجليزي فانتازي الدوري الانجليزي الدوري الانجليزي الممتاز جدول الدوري الانجليزي ترتيب الدوري الانجليزي دوري الإنجليزي الدوری الإنجلیزی الموسم الماضی الموسم الجدید مانشستر سیتی
إقرأ أيضاً:
العيد في العراق بين الماضي والحاضر: ما الذي طرأ على المجتمع
آخر تحديث: 30 مارس 2025 - 11:34 صبقلم:د. مصطفى الصبيحي
العيد في العراق كان مناسبة ذات طابع خاص اجتماعياً ودينياً يعكس التلاحم بين الأفراد والعائلات. كانت الاستعدادات تبدأ قبل أيام، حيث تنشغل العائلات بصناعة الحلويات التقليدية مثل الكليجة، وهي من أبرز رموز العيد التي يجتمع حولها الكبار والصغار. وكانت الأسواق تشهد حركة نشطة لشراء الملابس الجديدة، خاصة للأطفال، الذين كانوا ينتظرون هذه المناسبة بلهفة للحصول على “العيدية”، وهي المبلغ المالي الذي يمنحه الكبار للصغار كنوع من العطاء والبركة.
كان العيد أيضاً فرصة للتزاور وصلة الرحم، حيث يحرص الجميع على زيارة الأقارب والجيران وتبادل التهاني. ولم تكن هذه الزيارات مجرد مجاملات، بل كانت تعكس روح المحبة والتضامن بين أفراد المجتمع. كما لعبت المساجد والمجالس العشائرية دوراً محورياً في توحيد الناس، حيث كانت تقام فيها الصلوات وتبادل التهاني بين أفراد القبائل والعشائر المختلفة.
وشهد العراق تغيرات اجتماعية كبيرة خلال العقود الأخيرة أثرت على طبيعة الاحتفال بالعيد. في الماضي، كانت العلاقات العائلية أكثر تماسكاً، وكانت الزيارات تتم ببساطة ودون تكلف. أما اليوم، فقد تغير نمط الحياة، وأصبحت الزيارات العائلية أقل تواتراً بسبب الانشغال بالعمل أو الابتعاد الجغرافي الناجم عن الهجرة الداخلية والخارجية. ومع ذلك، لا تزال بعض العادات قائمة، وإن كان يتم التعبير عنها بطرق حديثة، مثل تبادل التهاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الزيارات المباشرة.
ومنذ عام 2003، شهد العراق تحولات سياسية وأمنية أثرت على الطابع الاجتماعي للأعياد. في بعض الفترات، أدى الانقسام السياسي والطائفي إلى تراجع بعض مظاهر الاحتفال بالعيد، خاصة في المناطق التي شهدت اضطرابات أمنية. كما أن الهجرة الداخلية بين المحافظات، بسبب النزاعات أو البحث عن فرص اقتصادية، أحدثت تغييرات في طبيعة العلاقات الاجتماعية، مما أثر على التجمعات العائلية الكبيرة التي كانت سائدة سابقاً.
ورغم هذه التحديات، يبقى العيد مناسبة تجمع العراقيين، حيث يحاولون تجاوز الخلافات السياسية والاستمتاع بأجواء الفرح، ولو بطرق أكثر تحفظاً وأقل انفتاحاً مقارنة بالماضي.
ولعبت الظروف الاقتصادية دوراً بارزاً في تغيير عادات العيد في العراق. في الماضي، كانت العائلات قادرة على تحمل نفقات العيد من شراء على تحمل نفقات العيد من شراء الملابس الجديدة وإعداد الولائم وتقديم العيديات. أما اليوم، فمع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، أصبح الكثيرون يقتصدون في نفقات العيد، مما أثر على بعض العادات الاستهلاكية المرتبطة بالمناسبة. ورغم ذلك، يحاول العراقيون التكيف مع هذه الأوضاع، حيث باتت الاحتفالات أكثر بساطة، لكن الروح الحقيقية للعيد، المتمثلة في التواصل الاجتماعي وتبادل الفرح، لا تزال قائمة. وكان للإعلام دور مهم في توثيق مظاهر العيد في العراق عبر العقود. ففي الماضي، كانت الإذاعة والتلفزيون تقدمان برامج خاصة بالعيد، تشمل الأغاني الوطنية والفقرات الترفيهية، كما كانت الصحف تسلط الضوء على أجواء العيد في مختلف المحافظات. أما اليوم، فقد تطور الإعلام مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت هذه المنصات جزءاً من الاحتفال، من خلال نشر التهاني والصور والفيديوهات التي توثق الأجواء العائلية والمجتمعية خلال العيد. ويرتبط مستقبل العيد في العراق بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد. مع تطور التكنولوجيا، قد تصبح بعض العادات أكثر رقمية، مثل تبادل التهاني عبر الإنترنت بدلاً من الزيارات التقليدية. ولكن في المقابل، لا يزال هناك تمسك قوي بالعادات الأصيلة، خاصة بين الأجيال الأكبر سناً التي تسعى لنقلها إلى الشباب. إذا تحسنت الأوضاع الأمنية والاقتصادية، فمن المتوقع أن يستعيد العيد في العراق أجواءه السابقة، وأن يعود ليكون مناسبة تجمع العراقيين في احتفالات أكثر بهجة، رغم استمرار بعض التغيرات التي فرضها العصر الحديث. ورغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على العراق، فإن العادات والتقاليد لا تزال تحافظ على هوية العيد. لا تزال الكليجة تُصنع في أغلب البيوت، ولا تزال الأسر تحاول جمع شملها في هذه المناسبة رغم الصعوبات. كما أن فكرة العيدية، وإن تضاءلت قيمتها المالية بفعل التضخم، لا تزال تشكل فرحة للأطفال. بشكل عام، يعكس العيد في العراق مزيجاً من الأصالة والتغيير، حيث تحافظ بعض التقاليد على وجودها رغم التحولات الكبيرة، مما يؤكد أن هذه المناسبة تبقى رمزاً للاستمرارية والتواصل الاجتماعي في المجتمع العراقي… كل عام وانتم بخير