جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-30@15:53:32 GMT

ذلٌ وأي ذل.. والعودة لأيام الزير سالم!

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

ذلٌ وأي ذل.. والعودة لأيام الزير سالم!

 

د. إبراهيم السيابي

 

يحكى عن أيام العرب في الجاهلية، بأنَّ الشاعر عدي بن ربيعة والملقب بالزير سالم المهلهل، والذي شنَّ حرباً لمدة 40 سنة وقيل أقل من ذلك، من أجل الثأر لدم أخيه كليب بن ربيعة والذي قتل على يد جسّاس بن مُرّة من أجل الصراع على ناقة قتلها كليب؛ لأنها كانت ترعى دون استئذان في مراعي كليب، هذه الناقة لامرأة تدعى البوسوس؛ وهي خالة جساس، لهذا سُمِّيت هذه الحرب باسم "حرب البسوس".

قتل جساس كليباً لأنَّ الأخير استهزأ به عندما جاء يُعاتبه على قتل الناقة التي كانت في حماه لذا طعنه في ظهره وأرداه قتيلًا.

الحرب دارت رحاها بين قبيلتين؛ قبيلة تغلب بن وائل وأحلافها ويمثلها عدي بن ربيعة والملقب بالزير سالم، وقبيلة شيبان بن بكر وأحلافها ويمثلها جساس بن مرة.

حرب استمرت أعواماً عديدة كما ذكرنا، قُتل فيها من قُتل من أجل الثأر لشخص واحد قُتل من أجل ناقة، ولم تفلح كافة المحاولات للصلح بين القبيلتين، ولقد أذاق الزير سالم قبيلة بكر الأمرّين وهزمهم في مواقع كثيرة وقتل منهم عددًا كبيرًا، لكنه في نهاية الأمر وبعد أن أمعن الزير في القتل وبغى ولم يرض بأي شروط للصلح، اجتمعت عليه الأحلاف وهزموه؛ فاعتزل الحرب وهام في البادية حتى طعِنَ في السن، لكنه عاد إلى قبيلته، بعد أن تصالحت مع قبيلة بكر ونصب ابن أخيه ملكًا على تغلب. فدعاه ابن أخيه أن يستقر في دياره بعد أن تصالح مع أخواله وانتهت الحرب.

هنا سأله الزير: ما هي شروط الصلح التي قادت لتنصيبه ملكاً؟ فرد ابن أخيه: بأن تترك قبيلة بني تغلب الحرب وينزع عنها السلاح وتُحرم من الخيل.

هنا ردَّ الزير سالم: وقال: "ذلٌ وأي ذل" كيف تكون ملكًا بدون خيول وبدون سلاح يا ابن أخي، أنا قد أعيش بدون حرب وبدون ثأر، لكن لا أستطيع العيش بدون كرامة، فترك قومه وعاد ليهيم في صحراء البادية من جديد.

ما دعاني لهذه المقدمة، والتذكير بقصة الزير سالم وكلامه، هو ما يحدث الآن، بمطالبات البعض لأهل غزة وأهل فلسطين بالتحديد بأنهم كأن عليهم الرضوخ للأمر الواقع والعيش بسلام، دون دولة، ودون  القدس، ودون الأقصى، ودون رأي أو حتى كرامة، ودون حرية حتى لممارسة الشعائر والطقوس الدينية والعبادة، بمعنى أصح دون وطن! يُمارَس عليهم كل أنواع الاستفزاز والقتل والتنكيل ومحاصرين بجدار الفصل العنصري من جميع الجهات، تُغتَصَب منهم أرضهم لإقامة المستوطنات، ويعيشون على الفتات من المساعدات بعد أن سُلِبَت منهم خيرات أرضهم، وأخيرًا يعيشون أغرابًا مُستضعفين في وطنهم، والبقية يعيشون نازحين ومُشرّدين في الشتات.

لا يزال مثل هؤلاء هذا ديدنهم وكلامهم عن استفزاز رجال المقاومة لدولة الاحتلال، وأن المقاومة هي السبب في هذه المآسي التي يتعرض لها أهالي غزة، وهم بذلك يُحرِّمون على أهل الأرض الأصليين حق المقاومة ورفض سياسة فرض الأمر الواقع وضياع حق قيام الدولة وتقرير المصير.

ذلٌ وأي ذل، أن نرى دولًا تمثل الشعوب العربية والإسلامية تترفف أعلامها بألوانها الزاهية عالية خفاقة في عاصمة دولة الاحتلال، رغم كل هذه الجرائم والتي استنكرتها شعوب العالم وخرجت بالملايين تندد بهذه الأفعال التي هي جريمة ضد الإنسانية ومن أبشع جرائم الحرب، من عمليات قتل متعمد للأطفال والشيوخ والنساء الذي فاق عددهم أكثر من 40 ألف شهيد، وأضعافهم من الجرحى، وعدد كبير لا يحصى من الشهداء مدفونون تحت ركام المباني، إضافة إلى تدمير كل ما يتعلق بالحياة والإنسان في قطاع غزة.

حرب شعواء يشنها مجرمو الحرب في هذه الدولة الغاصبة عن طريق قصف ممنهج مع سبق الإصرار والترصد وأمام أنظار العالم وبمساندة فاضحة من دول الشر التي سقطت هي الأخرى في شر أعمالها وبانت سوءاتها وسقطت أقنعتها بحديثها المخجل عن ضرورة تمسك الأمم بالقيم الإنسانية وتشجيع الحريات؛ وذلك عن طريق المنظمات الحقوقية التي تتطالب بالتفسخ والانحلال والشذوذ عن الفطرة الإنسانية بتشجيع المثلية الجنسية وغيرها من سلوك لهدم ما تبقى في هذا العالم من أخلاق بينما شعب بأكمله يباد ولا يحرك أحدهم ساكناً بل العكس فهذه الدول تساند هؤلا المجرمين بكل ما أوتيت من قوة في حرب الإبادة التي فرضت على أهل غزة.

"ذلٌ وأي ذل" عندما، عندما تنتشل الجثث من المجمعات السكنية والمدارس والمستشفيات للأبرياء العزل الذين لا حول لهم ولا قوة إلّا أن يقولوا ربنا الله، ولا زلنا نتحدث عن شيء اسمه العلاقات والاحترام المتبادل بين الدول والشعوب. ذلٌ وأي ذل عندما يصل الأمر الى تداول أخبار عن اغتصاب الرجال وترويع النساء وحرق نسخ من المصاحف وتدنيس دور العبادة والمساجد، بينما الإخوة في الدين والعروبة بلا حس ولا خبر، إلّا الاستنكار والإدانة، فأين أنت أيها الخجل وأين حمرتك؟!

في الختام.. يا غزة إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على الدماء الزكية التي تراق في ترابك والله لمحزونون، ولكنا لا نملك إلّا دعاءً خالصًا والابتهال إلى الله عز وجل أن يخلصك من محنتك، وينصر أهلك على عدوهم وأن ينالوا مطالبهم وحقوقهم لإقامة دولتهم المستقلة في كافة أرضهم، وليس ذلك على الله بعزيز.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خطة النواب تطالب الضرائب ببيان عن المنازعات المتأخرة

طالبت  لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، مصلحة الضرائب المصرية بموافاة اللجنة ببيان تفصيلي بعدد المنازعات الضريبية التي تم توصل لحلول لها بين الوزارة والممولين ولم يتم صدور قرار بشأنها، يشمل تصنيفها وقيمتها.


جاء ذلك ردا على النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة، خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب برئاسة الدكتور فخري الفقي، اليوم الاثنين، لمناقشة مشروع موازنات وموازنة البرامج والاداء للجهات الإيرادية مصلحة الضرائب المصرية للسنة المالية 2025/2026، بحضور الدكتورة رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية والذي أكد أن هناك منازعات صريبية تم الانتهاء منها ولم يتم اعتمادها من اللجان المختصة وبعضها يصل لأكثر من عام، مطالبا بدراسة أسباب ذلك وإزالة المعوقات سواء بزيادة عدد اللجان أو حتى تغييرها اذا تطلب الامر ذلك لان هذا بمثل خسارة للدولة وتعطيل للممولين واضاف سالم بضرورة محاسبة المسؤول عن ذلك.


و قال  النائب مصطفى سالم، عن دمج صندوقي الرعاية الاجتماعية في ضرائب الدخل والقيمة المضافة، قائلا: في التأشيرات 400 مليون مخصصة لصندوق الرعاية الاجتماعية في ضرائب الدخل، و180 مليون في ضريبة القيمة المضافة، هل حدث دمج بين الصندوقين؟.


و علقت  الدكتورة رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، قائلة: حتى الآن حصل دمج في مصلحة الضرائب المصرية على مستوى المديريات، وعندنا صندوقين للرعاية لضرائب الدخل والقيمة المضافة، نعمل على أن نسجلهم في الرقابة المالية ونرى ما سيتم، والقصة في عدد العاملين بضرائب الدخل أكبر من العاملين في ضرائب القيمة المضافة.

وسأل وكيل لجنة الخطة والموازنة عن أثر معدلات التضخم على معدلات النمو في الإيرادات الضريبية ونسبتها المئوية، وردت رئيس مصلحة الضرائب قائلة: أكيد التضخم له تأثير، آثاره تكون ظاهرة أكثر في القيمة المضافة التي كان معدل نموها 34%، ومعدلات التضخم قد تكون مؤثرة بنسبة 20%، لكن هناك أيضاً عوامل أخرى.


و اكد  الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة: التوقعات التي أعلنها صندوق النقد الدولي أن يقل معدل التضخم من 19.9% إلى 12.5% العام القادم.


كما سأل النائب مصطفى سالم، عن مستجدات موقف المتأخرات الضريبية من حيث آخر رقم لحجم المتأخرات وتصنيفها، وقالت "عبد العال": "المتأخرات الضريبية كانت 396 مليار جنيه، وحالياً يوجد سيستم يتابع المتأخرات، ويوميا هناك زيادة ونقص، وعملنا متحصلات ما يقارب 40% من ال 396 مليار جنيه وزادت أيضا بمستحقات جديدة.


وعقب وكيل اللجنة، قائلا: "أكثر من 131 مليار جنيه ضرائب متنازع عليها سنوياً ويتعذر تحصيلها، ما الحل ورؤية المصلحة في التعامل مع هذا الرقم والذي نتحدث عنة منذ سنوات دون حل من الوزارة والمصلحة.

وعقبت رئيس مصلحة الضرائب بأن الأمر قد يتطلب إجراء تعديل تشريعي وسندرس ذلك.



ووجه سالم، الشكر لمصلحة الضرائب على حزمة التيسيرات الضريبة الجديدة والحملة التي تقوم بالترويج لها، وسأل عن تكلفة هذه الحملة، لترد "عبد العال"، بأنها ستوافي اللجنة. بالمبلغ بالتحديد، فيما قال أحد ممثلي مصلحة الضرائب في الاجتماع إنه تم الدفع من الحملة 75 مليون جنيه من المستحقات الضريبية لدى المؤسسات، وسيتم استكمال الحملة السنة المقبلة.

وقالت رئيس مصلحة الضرائب المصرية إن هناك مئات الآلاف من الإقرارات الضريبية تم تقديمها من الممولين، وهناك آلاف الطلبات لتسوية المنازعات.

كما وجه "سالم" سؤالاً آخر عن المنازعات الضريبية، قائلا: الناس تشتكي من تعقيدات في طلبات تسوية المنازعات، وهناك ناس وصلت إلى حلول والمنازعات لم تعتمد منذ أكثر من سنة، وذلك يضر المصلحة قبل الممول، ونريد بيان بعدد المنازعات الضريبية التي تم توصل لحلول لها بين الوزارة والممولين ولم يتم صدور قرار بشأنها، تصنيفها وقيمتها".

وتابع: "من لم يعتمد ويصدر القرار المفروض يحاسب، لأنه يهدر أموال الدولة، ونطلب موافاتنا ببيان رسمي خلال أسبوع بعدد المنازعات الضريبية التي تم التوصل لحلول لها ولم يتم صدور قرار بشأنها".


وقالت رئيس مصلحة الضرائب المصرية، إن هناك تحديات ومشاكل لكن الصورة ليست سوداء أو قاتمة، وهناك صحوة في مصلحة الضرائب، ونسمع أي مشاكل لحلها والصورة ليست قاتمة، وهناك طفرة في التنفيذ على الأرض، وعقب وكيل اللجنة قائلا: "نشعر بمجهودكم ونتمنى المزيد" .

و لفت   سالم إلى ان هناك مشاكل كثيرة تواجه الممولين والعاملين أثناء تطبيق قوانين التيسيرات ولكنها معوقات فنية، وسلم رئيس مصلحة الضرائب مذكرة تفصيلية بها طالبا الرد عليها خلال أسبوع.

طباعة شارك الضرائب مصلحة الضرائب مجلس النواب البرلمان اخبار النواب

مقالات مشابهة

  • أتوبيس يدهـ.س شابا ونجله في صلاح سالم بمدينة نصر
  • مصرع شاب في تصادم سيارتين على طريق صلاح سالم
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • حسرة سالم الدوسري بعد الخروج من آسيا .. .فيديو
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • وفيات الثلاثاء .. 29 / 4 / 2025
  • خبير: كاميرات المراقبة قد تورطك في جريمة معلوماتية دون أن تشعر! .. فيديو
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • خطة النواب تطالب الضرائب ببيان عن المنازعات المتأخرة
  • رئيس اتحاد الجودو: هدفنا حصد ميداليات عالمية والعودة لمنصات التتويج بالأولمبياد