فوز مدينة الأبحاث العلمية ببرج العرب بالمركز الأول في دوري ريادة الأعمال
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
فازت مدينة الابحادث العليمة ببرج العرب بغرب الاسكندرية بالمركز الاول بمسابقة الدورى المصرى لريادة الاعمال لعام 2024 على مستوى اقليم الاسكندرية فى التصفيات النهائية للدورى .
أعلنت الدكتورة منى محمود عبد اللطيف، مدير مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية فى برج العرب بالاسكندرية، فوز المدينة بالمركز الأول بمسابقة الدوري المصري لريادة الأعمال لعام 2024 علي مستوى إقليم الإسكندرية في التصفيات النهائية للدوري ، تحت رعاية أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
وقالت إن المدينة نافست من خلال نادي ريادة الأعمال بها في المسابقة علي مرحلتين، مرحلة التنافس بين المراكز البحثية والجامعات في إقليم الإسكندرية بمكتبة الإسكندرية يوم الأربعاء الماضى بواقع 6 جامعات ومعاهد وهيئات بحثية حيث شارك كلً منهم بثلاث مشروعات.
وتأهلت المدينة بمشروع واحد لنهائي الدوري من ضمن 8 مشروعات تم تأهيلها للمنافسة النهائية والتي أقيمت بجامعة بدر يوم الأحد الموافق 25 أغسطس 2024 حيث تم التحكيم في المجمل لـ 43 مشروعًا علي مستوي الأقاليم وهي 7 أقاليم على مستوى الجمهورية.
وأكدت «منى» على أن ريادة الأعمال من أهم القطاعات التي تسهم في تطوير الاقتصاد، وأن فوز المدينة جاء فى إطار ما تمتلكه من خبرات علمية و إمكانات مادية و بشرية تؤهلها لدعم رواد الأعمال و إحتضان الأفكار الإبداعية والابتكارية للشباب في مجال الأبحاث العلمية وتهيئة البيئة الملائمة لتنمية مشروعاتهم للوصول إلى التنمية المستدامة وفقًا لمحاور الاستراتيجية القومية للعلوم والتكنولوجيا والإبتكار 2030م.
وأيضاً لمحاور الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ، فضلاً عن جهود فريق متخصص و متميز من مكتب نقل و تسويق التكنولوجيا (TICO)، ونادي ريادة الأعمال (E-Club) بالمدينة .
جدير بالذكر أن الفريق البحثى الفائز من المدينة، يضم كلاً من الباحث الرئيسي الدكتورة آيات محمد المغربي، باحث بمعهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية وفريق العمل الدكتور صلاح محمود عبد الرحمن، المهندس منة الله محمود الشريف، المهندس سيلفيا مرقص بطرس، جون سامي فكري، كما فاز الفريق بجائزة مقدمة من الجامعه المصريه الصينية عن مشروع يخدم التصنيع المحلي للمواد المستخدمة في مجال البيوتكنولوجي و تقديم الخدمات العلمية الخاصة بهذا المجال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية مدينة برج العرب المركز الأول ريادة الاعمال 2024 التطبيقات التكنولوجية ریادة الأعمال
إقرأ أيضاً:
القدس.. مدينة الروح وزهرة المدائن
خليل المعلمي
تختلف مدينة القدس عن كل مدن العالم قاطبة فهي مدينة كل الأديان السماوية وهي وطن لآثار مقدسة في كل دين وهي زهرة المدائن يقصدها الحجاج من كل الأديان وهي أيضاً مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وثالث الحرمين الشريفين.
القدس مدينة باقية بأهلها ومساكنها وآثارها وبمسجدها الأقصى، صامدة في وجه الإجراءات الإسرائيلية التي تطال هذه المدينة وعلى مدى القرون السابقة تحاول السلطات الإسرائيلية نفي المدينة المقدسة عن العروبة والإسلام، فلا يقتصر الأمر على التهويد وتحجيم دورها الثقافي والتنويري بل هي تسعى إلى الطرد التدريجي الممنهج لأهلها وبطرق شتى ومختلفة، ويظهر ذلك في حالات المدينة القديمة.
حضارات متعاقبة تراكمت حجارتها على هذه المدينة العتيقة وإذا كانت القدس الغربية التي احتلها اليهود في العام 1948م يظهر عليها التهويد والتغريب بشكل واضح إلا أن القدس الشرقية التي تم احتلالها عام 1967م لازالت رياح التعددية تقاوم التهويد.
وما يزيد محاولة سلطات الاحتلال الإسرائيلية طمس هوية هذه المدينة ومضايقة ساكنيها هو سكوت الموقف الدولي تجاه هذه الإجراءات وكذلك الإجراء الذي قام به الرئيس الأمريكي “ترامب” أثناء ولايته الأولى بالموافقة على نقل السفارة الأمريكية لدى الكيان الإسرائيلي إلى مدينة القدس واعتبار المدينة عاصمة لهذا الكيان الغاصب.
ومع ذلك فالعرب وحكوماتهم أمام اختبار حقيقي في إنصاف هذه المدينة العربية الهوية، والإسلامية الحضارة، والوقوف أمام هذا الإجراء المنافي للقوانين الإنسانية والدولية.
وما الاستنكار الواضح والكبير في الشارع العربي إلاّ دليل على بقاء هذه المدينة المقدسة في أفئدة وقلوب جموع العرب والمسلمين في العالم أجمع.. فالقدس ستظل هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية.
لم تكن القدس عبر تاريخها الطويل مجرد مدينة عادية مساوية لمساحتها على الأرض أو لسكانها من البشر، بل كانت على الدوام تفيض عن الوجود الواقعي للمدن والحواضر، لتتشكل من عناصر أخرى غنية بالرموز والإحالات، فهنا يتقاطع الجسد والروح، الملموس والمجرد، المرئي واللامرئي.
كما يكفي أن نتلفظ باسمها حتى تأخذنا حروفها الثلاثة إلى مقام الحيرة، حيث للمقدس نشوته ورهبته في أن، وحيث يتشكل خط التماس الأمثل بين السماء والأرض، وحيث تتحول ترجيعات الصوت وأصداؤه إلى خليط متفاوت المقادير من هديل الحمام وصليل السيوف.
فهذه المدينة التي بنيت على تل صخري قبل خمسة آلاف عام كانت على مر الزمن مكاناً لاختلاط الهويات والتنوع الإثني والثقافي الذي انعكس على اسمها نفسه، فسميت يبوس على اسم العرب اليبوسيين الذين سكنوها قبل خمسة آلاف عام، وسميت أريئيل وتعني مدينة العدل وسماها العبريون الذين سكنوها بعد العرب واليبوسيين والكنعانيين بقرون عدة، أورشليم وتعني مدينة السلام، كما عرفها الفراعنة، القدماء باسم روشاليموم، والأشوريون باسم مـن أورشاليمو، وصولاً إلى الفتح الإسلامي حيث أطلقت عليها تسمية القدس أو بيت المقدس.
ولعل من باب المفارقات المحضة أن أورشليم التي يحمل اسمها معنى السلام لم يتح لها أن تنعم بسلامها المنشود إلا لفترات قصيرة من الزمن، إذ ظلت عبر تاريخها الطويل محط أنظار الغزاة والفاتحين، واحتشد عند أبوابها الآلهة والأنبياء، فيما كان أتباعهم من البشر يتوسلون تعاليمهم الحاثة على الوئام والحب بأكثر أنواع العنف والتباغض دموية وفتكاً. هكذا دفعت المدينة غالياً ثمن رمزيتها الفريدة، وتعرضت للهدم ثماني عشرة مرة، وهي التي دمرها نبوخذ نصر واتخذها النبي داؤود عاصمة لملكه، ومن بعده النبي سليمان، وضمها الإسكندر إلى امبراطوريته المترامية، وأخضعها بومباي لحكم الرومان، ودخلها السيد المسيح محاطاً بالأطفال وأغصان الزيتون، قبل أن تصبح جزءاً من الإمبراطورية الإسلامية زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويتم استعادتها غير مرة من عهدة الصليبيين.
وإذا كانت الفترة التي بسط العرب سيطرتهم على القدس هي الأطول في تاريخها، فاللافت أن الشعر العربي القديم قد حصر تفاعله معها في الإطار المجازي والاستعاري مركزاً على كونها ملتقى الديانات الثلاث ومدينة الإسراء والمعراج.
وقد يكون ديوان القدس الذي جمع فيه الكاتب الفلسطيني “أوس يعقوب” عدداً غير قليل من القصائد والمقطوعات التي تمحورت حول المدينة هو التجسيد الأمثل لتفاوت مستويات النصوص المكتوبة عنها سواء من حيث اللغة والأسلوب وأدوات التعبير أو من حيث الرؤية والمعنى والعمق الدلالي، دون أن يقلل ذلك من قيمة الجهود الواضحة التي بذلها يعقوب لتظهير صور القدس وتجلياتها في الشعر العربي.
وإذا كانت وجوه المدينة المنعكسة في مرايا الشعراء أكثر من أن تحصى، فإن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى أن غالبية هذه الوجوه قد توزعت بين التأكيد على جوهرها السماوي والنوراني، والتأكيد الموازي على بعدها الأرضي والوطني، باعتبارها عاصمة فلسطين التي تم اغتصابها ومصادرتها بالقوة الغاشمة، وصولاً إلى رثائها والتحسر على فقدانها والحث على استعادتها من براثن الاحتلال وهو ما تظهره قصائد ومقطوعات متفاوتة الأساليب والمقاربات، لكل من إبراهيم اليازجي وخليل مطران وعمر أبو ريشة ونزار قباني ومظفر النواب وعبد الرحمن الأبنودي ومحمود درويش وغيرهم.
وقد تكون قصيدة عبد الغني النابلسي (1641- 1730م) “سلام على الإخوان في حضرة القدس”، واحداً من أفضل النصوص القديمة التي استلهمت روح المدينة وطابعها الإيحائي، وهي التي يقول فيها:
سترت الهوى إلا عن القوم فارتقى
فؤادي إلى غيب عن العقل والحش
سریت به ليلاً إلى رفرف المني
وبي رج في النور الذي جل عن لبس
سماء التجلي بالبراق صعدتها
وقد غبت عن جسمي الكثيف وعن نفسي
سأهدم ما تبني العقول لأهلها
من الفكر في أرض الخيالات والحدس
ولم يكن بالأمر المستغرب أن تمتلك القدس في العصر الحديث حضورها المضاعف والاستثنائي بالنسبة للشعراء العرب، سواء في الفترة التي تبعت وعد بلفور وتركيز الحركة الصهيونية على حق الدولة الموعودة في اتخاذها عاصمة لها، أو بعد قيام دولة الكيان الاسرائيلي وإطباقها على المدينة بكاملها في فترة لاحقة، وإذ غلبت الشعارات والدعاوى الأيديولوجية على الكثير من النصوص المتعلقة بالقدس، فإن القليل من الشعراء عرفوا كيف يوائمون بمهارة بين الحماس العاطفي وشعرية التأويل والصور الموحية، ففي قصيدته القدس والساعة يكتب راشد حسين:
كانت الساعة في القدس قتيلاً وجريحاً ودقيقة
كانت الساعة طفلاً سرق النابالم رجليه
ولما ظل يمشي سرقوا حتى طريقه
كانت الساعة أن تنبت للأشجار والأحجار
والماء أظافر
كانت الساعة عاقر
وعلى طريقته في المزج بين الواقعية الحسية والاحتدام العصبي والعاطفي حاول سميح القاسم في قصيدته موعظة لجمعة الخلاص استنطاق الجانب الأبهى من تاريخ القدس، وإسقاط الماضي على الحاضر، متقمصاً شخصية محررها الأشهر صلاح الدين الأيوبي ومخاطباً ريكاردوس قلب الأسد بالقول:
أنا ملك القدس نجل يبوس، وريث سلالة كنعان وحدي
خليفة روح النبي القديم الجديد محمد
أنا ملك القدس لا أنت ريتشارد
هي القدس روح وهاجس سر وشعر ومعنى
وجغرافيا تحتفي بالمجرة حلماً فلا تتوعد
بسيف الجنون المجرد
وإذا كان من المتعذر الاستشهاد بمختلف النصوص التي كتبها حول القدس شعراء من مختلف الأجيال والأساليب، بدءاً من خليل مطران وإبراهيم طوقان وعمر أبو ريشة ونزار قباني وليس انتهاء بمظفر النواب وعبد الرحمن الأبنودي ومحمود درويش.
ويقول الشاعر نزار قباني:
بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
إلى أن يقول:
يا قدسُ.. يا مدينتي
يا قدسُ.. يا حبيبتي
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
وتضحكُ العيون..
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..
إلى السقوفِ الطاهرة
ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
ويلتقي الآباءُ والبنون
على رباك الزاهرة..
يا بلدي..
يا بلد السلام والزيتون
وأفضل ما نختم به هو التذكير برائعة الأخوين رحباني زهرة المدائن التي غنتها فيروز بصوت شبيه بالتسابيح، وحمله أكثر من ملاك نحو أجراس المدينة وقبابها وجمالها المنهوب، ومن منا لا يتذكر صرخة شاعرة الصوت الابتهالية وهي تهتف بالمدينة السليبة:
لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي
لأجلك يا بهية المساكن
يا زهرة المدائن
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد.