أنور الخنجري
alkhanjarianwar@gmail.com
بيت خليل للضيافة
بعد وفاة الحاج عبدالفتاح بن محمد المعيني بادر ورثته في عام 1969 إلى بيع البيت إلى التاجر ورجل الأعمال المعروف إبراهيم بن عبدالله بن عمر لشكو، والذي كان قبل ذلك يعمل في دولة قطر ومقيمًا فيها لسنوات، إلّا أن حدسه كان عاليًا وتوقع ما لم يتوقعه الآخرون بحدوث تغيير ما في سلطنة عُمان، وهكذا قرر العودة إلى السلطنة في عام 1968، واستثمار ما وفره من مال لبدء مشاريع تجارية في مسقط رأسه، وكان من بينها شراء هذا البيت العريق من ورثة الحاج عبدالفتاح.
عَمِلَ إبراهيم لشكو على إجراء التغييرات والتصليحات اللازمة لتحويل البيت إلى بيت ضيافة (فندق) أطلق عليه اسم ابنه البكر، خليل، وأصبح البيت بعد ذلك يعرف باسم "بيت خليل للضيافة". كان القرار والتوقيت مناسبين جدًا لتحويل البيت إلى فندق، نظرًا لافتقار المدينة لأية منشآت إيوائية تجارية في تلك الفترة. وبعد تغيُّر الأوضاع في السلطنة في بداية السبعينيات من القرن الماضي لعب هذا البيت دورًا ملموسًا في استضافة العديد من الشخصيات المُهمة من داخل البلد وخارجها؛ حيث كانت الوفود المختلفة تتوافد على مسقط مُهنئة بالتغيير الذي حصل بقيادة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد تغمده الله بواسع رحمته، كما استغل "بيت خليل للضيافة" هذا كسكن مؤقت للعديد من الشيوخ وكبار موظفي الدولة والعمانيين العائدين من الخارج لحين استقرارهم في مساكن خاصة بهم هيأتها لهم الحكومة في السنوات التالية.
بيت (!)
خلال فترة منتصف الثمانينيات، انتقلت ملكية البيت إلى أحد الأعيان المعروفين بالتجارة وأصبح البيت من ضمن أملاكه الخاصة لفترة طويلة نوعاً ما لكنه لم يُحرك فيه ساكنا ولم يبادر في استغلاله بما يُفيد سمعته ومكانته الأثرية التي كانت نارا على علم وبقي البيت مهجوراً دون حراك لفترة من الزمن حتى بدأت جدرانه تنخرها عوامل التعرية وظهرت تشققاتها بادية للعيان كما إن أجزاء من سقف البيت قد انهارت بالفعل الأمر الذي كاد أن يؤدي إلى انهيار البيت بالكامل ويكون أثرًا بعد عين.
بيت اللبان
هكذا أصبح اسمه اليوم بعد سنوات من الصيانة والترميم وجهود ملموسة ومقدرة لمالكه الحالي، الذي أبى أن يبقى هذا الإرث التاريخي الخالد مُهملًا تنخر أساساته الملوحة وعوامل التعرية والتخريب، وكان قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الكامل لولا لطف الله سبحانه وتعالى ويقظة مالكه الحالي ومبادراته الخيرة لشرائه وترميمه وإخراجه كمعلم تراثي سياحي يشار له بالبنان، فبيت اللبان اليوم صرح ذو قيمة عالية، ومعلم حضاري بارز في مدينة مطرح العريقة، استغلت بعض أقسامه في صورة مطعم تراثي فريد ومميز بتنوع أطباقه من المأكولات العمانية المطرحية التي تعكس فسيفساء المجتمع المطرحي وتنوع ديموغرافية المكان وإرثه الحضاري والثقافي.
ويحتوي بيت اللبان أيضًا على صالة لعرض وبيع لوحات الفنون التشكيلية ومختلف المنحوتات والأعمال الفنية لأبناء الولاية وآخرين من الذين تستهويهم هذه الهواية أو المهنة الحضارية الراقية، وفي الجزء السفلي من المبنى يشغله فرع لأحد البنوك الإسلامية العمانية المرموقة. إجمالا أصبح بيت اللبان بتسميته الحالية معلماً بارزاً على خارطة السياحة العمانية.
كلمة أخيرة.. نأمل من أصحاب البيوت التراثية أخذ العبرة من بيت اللبان هذا والمبادرة بإحياء بيوتهم الثمينة والاحتفاظ بها كمعالم راسخة في وجدان الأجيال تبرز بكل فخر الماضي العريق للمدينة قبل أن تصبح نيسًا منسيًا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عمرو خليل: حكومة نتنياهو توسع الصراع في المنطقة من غزة إلى لبنان والجولان
قال الإعلامي عمرو خليل، إنّ إسرائيل لا تريد سلاما في المنطقة، بل تعمل بكل جهدها لاستمرار الصراع من خلال سياساتها التوسعية، وتدفع الجميع نحو بركان من التوترات والعنف الذي لن يكون من السهل إخماده.
حكومة نتنياهو تتلقى خسائر مؤلمة في غزةوأضاف خليل، مقدم برنامج «من مصر»، المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ حكومة نتنياهو التي تتلقى خسائر مؤلمة في القوات داخل قطاع غزة، لم تكتفِ بذلك، بل وسعت العمليات العسكرية لتشمل أيضا مناطق متفرقة في الضفة الغربية خاصة مخيمات مدينتي جنين وطولكرم، ويأتي ذلك في الوقت الذي يدفع فيه اليمين المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية، بكل قوة جيش الاحتلال لخوض عمليات عسكرية برية واسعة في بيروت، وفي مناطق متفرقة أمام حزب الله.
وأشار، إلى أنه رغم التلويح المستمر بمحدودية العمليات إلا أن رئيس الأركانِ الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أكد أن قواته تستعد لاتخاذ خطوات هجومية أوسع داخل لبنان، وهو ما نراه على مدار الأيام الماضية من قصف متواصل لمناطق متفرقة في الجنوب اللبناني، أما وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش فقد أكد أنه لا مفر من خوض حرب شاملة مع حزب الله رغم الأثمان الباهظة للحرب، مؤكدا أن الحرب يجب أن تنتهي عندما لا يكون هناك حزب الله أو حركة حماس، حسب قوله.
حزب الله يحتفظ بترسانة ضخمة من الأسلحة والمعدات لم تستخدم حتى الآنوواصل: «في المقابل دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إلى تكثيف الضغط الدولي والأممي لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وتطبيق القرار الأممي رقم 1701، ورغم الخسارة الفادحة بعد عملية تفجير أجهزة البيجر واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وعدد كبير من القيادات، أبدى حزب الله اللبناني استعداده لصد الهجمات البرية في ظل احتفاظه بترسانة ضخمة من الأسلحة والمعدات لم تستخدم حتى الآن».
وأكد، أنّ الإدارة الأمريكية حذرت الحكومة الإسرائيلية من الانزلاق في الجبهة اللبنانية باعتبار أن مواجهة حزب الله هي السيناريو الأخطر، وسيكون له عواقب كارثية وأثمان باهظة على كل المستويات والمجالات، ورغم ذلك تحاول إسرائيل توسعة دائرة الحرب لتشمل هضبة الجولان السورية، وسط مطالب باحتلال الجزء السوري من جبل الشيخ، بهدف إنشاء منطقة عازلة على تلك الحدود.