انتظر الإسرائيليون في حالة خوف امتدت لأسابيع من هجوم كبير سينفذه حزب الله ردا على اغتيال القائد البارز في المجموعة اللبنانية في بيروت الشهر الماضي، وسط مخاوف واسعة النطاق من أن التصعيد عبر الحدود قد يتحول إلى حرب إقليمية شاملة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لمراسلتها في القدس إيزابيل كيرشنر، إن الكثير من الإسرائيليين استيقظوا صباح الأحد ليجدوا أنه على الأقل في الأمد القريب، بدا أن الهجوم الذي طال انتظاره قد انتهى قبل أن يبدأ تقريبا.



وأضافت الصحيفة أنه "سرعان ما أعلنت إسرائيل وحزب الله عن نوع من الانتصارات: إسرائيل بسبب ضرباتها الاستباقية قبل الفجر ضد ما قال الجيش إنها آلاف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله في جنوب لبنان؛ وحزب الله بسبب إطلاقه اللاحق لوابل من الصواريخ والمسيّرات على شمال إسرائيل، والتي قال الجيش الإسرائيلي إنها قتلت ضابطا بحريا. وبحلول وقت الإفطار، كان الجانبان يستخدمان لغة الاحتواء".


وذكرت أن حزب الله أعلن اكتمال "المرحلة الأولى" من هجومه للرد على اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر، ويبدو أنه أنهى يكتفي بذلك، على الأقل في الوقت الحالي، بينما قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إنه تحدث مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، و"ناقشا أهمية تجنب التصعيد الإقليمي"، وفقا لبيان صادر عن مكتب غالانت.

وقال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله في خطاب ألقاه مساء الأحد إن مجموعته هاجمت القاعدة الاستخبارات الإسرائيلية "غليلوت" شمال تل أبيب مباشرة، مضيفا أنه إذا "كانت نتائج الهجوم على القاعدة مرضية، فإن الحزب سيتراجع، وإذا تبين أن الهجوم كان فاشلا، فإن حزب الله يحتفظ بحق الرد في وقت لاحق".

وبعد الهجمات، ظل الشرق الأوسط متوترا، والأيام المقبلة غير مؤكدة، وحذر إيهود يعاري، وهو زميل مقيم في "إسرائيل" بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قائلا: "قد تكون هناك مراحل. يمكن أن يكون هناك تصعيد تدريجي".

وفي وقت لاحق من صباح الأحد، قال جيش الاحتلال إنه يواصل ضرب منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله في جنوب لبنان. وتشير التقديرات إلى أن حزب الله يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ وعدد أقل من الصواريخ الأكثر تطورا ودقة.

وأوضحت الصحيفة "ولا تزال إيران، راعية حزب الله، لديها حساب مفتوح مع إسرائيل، حيث تتهمها باغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحليفتها حماس، أثناء وجوده في طهران، بعد ساعات فقط من مقتل  شكر"، وأعلنت إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن استشهاد شكر ولكنها لم تعلن مسؤوليتها عن استشهاد هنية.

في تصريحات نشرت في بداية اجتماع حكومي بعد ظهر الأحد، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن أحداث الصباح "لم تكن نهاية القصة"، ولكن بحلول ذلك الوقت، عادت الحياة في "إسرائيل" إلى روتينها إلى حد كبير، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

وقال يعاري إنه بناء على معلومات استخباراتية، اتخذت "إسرائيل" قرارا باستباق هجوم حزب الله يوم الأحد "ولكن ليس الذهاب إلى أبعد من ذلك"، مضيفا أن "الأهداف التي ضربتها إسرائيل كانت كلها أقل من 30 ميلا داخل لبنان".

وأوضح أن "إسرائيل ركزت على إحباط التهديد للقوات والمدنيين الإسرائيليين من ترسانة حزب الله من الصواريخ والمسيّرات، وليس أصولها أو بنيتها التحتية الأوسع".

وبين يعاري أن "حزب الله، من جانبه، يبدو أنه يشير إلى أنه انتهى الآن.. وفي الوقت نفسه، يقولون إن هذه كانت المرحلة الأولى من الانتقام، مما يترك الخيار مفتوحا للقيام بالمزيد، إذا حصلوا على الضوء الأخضر من الإيرانيين".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأحداث التي وقعت يوم الأحد أدت إلى زيادة المخاطر التي تواجه المفاوضين المجتمعين في القاهرة لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في الحرب الدائرة في غزة.

 وتقود الولايات المتحدة الجهود، إلى جانب الوسطاء القطريين والمصريين، من أجل التوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي الحرب على قطاع غزة، على أمل أن يساعد مثل هذا الاتفاق في تهدئة التوترات في المنطقة.

وتقول الصحيفة إلى أن "حزب الله وإسرائيل  يخوضان بالفعل ومنذ عدة أشهر اشتباكات عبر الحدود. وبدأ حزب الله في إطلاق النار تضامنا مع حماس بعد أن أدى الهجوم الذي قادته حماس في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على جنوب إسرائيل إلى شن الأخيرة حربا في غزة".


وقد تزايدت حدة التبادلات بين "إسرائيل" وحزب الله في الأسابيع الأخيرة، فيما وصفه العديد من المحللين بأنه حرب استنزاف.

ويقول الخبراء إن الحرب الشاملة بين "إسرائيل" وحزب الله ستكون مدمرة لكلا الجانبين. ويمكن لصواريخ حزب الله أن تصل إلى أجزاء كبيرة من إسرائيل وقد تشل أجزاء من البلاد لأسابيع أو أشهر.

ولكن يتعين على الجماعة أن تزن رغبتها في الانتقام في مقابل مخاطر رد الفعل العنيف في الداخل في لبنان، الذي هو غارق أصلا في الاضطرابات السياسية والاقتصادية.

كانت "إسرائيل" تستعد منذ فترة طويلة للحرب في لبنان وربما تكون مستعدة بشكل أفضل بكثير مما كانت عليه على جبهتها الجنوبية، حيث فاجأتها حماس في تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال نتنياهو إن "القوات الإسرائيلية دمرت آلاف الصواريخ قصيرة المدى لحزب الله يوم الأحد واعترضت سربا من المسيّرات التي قال إن حزب الله أطلقها على هدف استراتيجي في وسط البلاد".

وقد نزح عشرات الآلاف من سكان المدن والقرى على جانبي الحدود الإسرائيلية مع لبنان من منازلهم منذ ما يقرب من 10 أشهر.

وقال نتنياهو عن إجراءات يوم الأحد: "هذه خطوة إضافية لتغيير الوضع في الشمال وإعادة سكاننا بأمان إلى منازلهم". ولكن لم يتم تحديد موعد لعودتهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيليون حزب الله اللبنانية بيروت لبنان إسرائيل بيروت حزب الله رد حزب الله المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الصواریخ حزب الله فی یوم الأحد وحزب الله لحزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ولبنان في نفق المفاوضات الحدودية

في الوقت الذي أفلحت فيه الإدارة الأميركية في تنظيم لقاء رباعي لمناقشة قضايا الخلاف الحدودي بين إسرائيل ولبنان ولإنهاء قصة احتلال إسرائيل لـ5 مواقع داخل الخط الأزرق شنت الطائرات الإسرائيلية أشد غارات جوية على مناطق مختلفة من لبنان بدعوى أنها مصانع صواريخ. وتُظهر هذه الغارات بعد أيام قليلة على بدء المفاوضات، وادعاء رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنها ستقود إلى "تطبيع" مع لبنان، أن إسرائيل تمارس هنا أيضا منطق المفاوضات تحت النار.

وكانت سرت أنباء، خصوصا من الجانب الإسرائيلي، أن نجاح اللقاء التنسيقي في الناقورة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية، في الاتفاق على تشكيل 3 لجان يفتح الباب أمام تسوية سياسية وليس فقط تثبيت وقف إطلاق النار. ورفض لبنان على الفور إيحاءات إسرائيل وتصريحاتها بأن مفاوضات لجنة الهدنة مفاوضات سياسية وأنها ستقود إلى التطبيع بين الدولتين. وفي كل حال ثمة إقرار من الطرفين على صحة الاتفاق على تشكيل 3 لجان لحل النقاط الخلافية بينهما. لكن إسرائيل ترى في هذا الاتفاق عنصرا سياسيا جديدا في حين يرى لبنان أنه مجرد تنفيذ وتواصل مع قرار 1701 الدولي وأنه ليس مفاوضات سياسية مباشرة وأن كل حديث عن التطبيع لا يستند إلى أساس. وأكدت الرئاسة اللبنانية أن اللجان الثلاث ستناقش قضايا الحدود والنقاط المتنازع عليها منذ العام 2006 والنقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل ومسألة الأسرى.

إعلان مفاوضات سياسية

وكان مسؤول أميركي كبير قال يوم الثلاثاء الفائت، إن إسرائيل ولبنان اتفقتا، بوساطة أميركية وحضور فرنسي، على بدء مفاوضات لحل النزاعات على الحدود البرية بين البلدين. واعتبر أن بدء المحادثات السياسية بين إسرائيل ولبنان، يشكل تقدما كبيرا في العلاقات بين حكومة تل أبيب والحكومة اللبنانية الجديدة. وأن هذا إنجاز لإدارة ترامب التي نجحت في منع تجدد التوترات في لبنان وجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات. وأن "الذين سيقودون مجموعات العمل هم دبلوماسيون من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان. ونأمل أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل". وهذه هي المرة الأولى منذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000 وإعلان الأمم المتحدة أن إسرائيل انسحبت إلى الخط الأزرق، التي تقبل فيها حكومة إسرائيلية دخول مفاوضات بشأن إدخال تغييرات على هذا الخط الحدودي.

مسؤول أميركي اعتبر الاجتماع الرباعي إنجازا لإدارة ترامب (رويترز)

وبداية فإن مجموعات العمل أو اللجان الثلاث التي اتفق على تشكيلها تتعلق، كما سلف، بالحدود البرية، وقضية الأسرى وشروط انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها داخل الأراضي اللبنانية. ومعروف أن قضيتي الأسرى والنقاط الخمس المحتلة قضيتان واضحتان تعبر كل منهما عن أهمية وقيمة لدى هذا الطرف أو ذاك لكن قضية رسم الحدود خصوصا في 13 منطقة متنازع عليها قضية تتسم بدرجات من الغموض والتداخل لأنها ترتبط بأصل ترسيم الحدود. ولم تفلح الأمم المتحدة لا في العام 2006 ولا قبلها في إنهاء النزاع بشأنها. كما أن محاولات لإدارة الأميركية عبر مبعوثيها وخصوصا آموس هوكشتاين لنزع فتيل هذه الأزمة لم تصل إلى نتيجة رغم سنوات من الجهود. ولذلك فإن موافقة حكومة نتنياهو على البدء بمفاوضات بشأنها فجّر نوعا من الخلاف السياسي في إسرائيل من جهة وفتح شهية البعض، وخصوصا قادة مستوطنات، لعرض مطالب إقليمية.

إعلان

وكان أول المنتقدين لهذه الخطوة زعيم المعارضة، يائير لبيد، الذي في عهد توليه رئاسة الحكومة أبرم بوساطة أميركية اتفاق ترسيم الحدود البحرية. وقد تعرض حينها لبيد لانتقادات واسعة وخصوصا من نتنياهو واليمين متهمين إياه وحكومته بالتنازل عن ذخائر اقتصادية للبنان في عرض البحر. وهذا ما دفع لبيد للقول عن ادعاء حكومة نتنياهو بأن المفاوضات على الحدود ستقود للتطبيع: "كان من الممكن أن يكون الأمر مضحكا". لقد توصلتُ إلى اتفاق بشأن المياه الاقتصادية، وهو اتفاق اقتصادي مع الحكومة اللبنانية والأميركيين والفرنسيين، وكانوا في اليمين يصرخون: "اتفاق مع حماس"، "اتفاق مع حماس". لماذا أعتبر هذا مُضحكًا؟ لأنه في إطار المفاوضات، كان هناك حديث عن حوالي كيلومترين من المياه المالحة وبعض الأسماك البعيدة عن أعماق البحر. "لم يكن حتى، غاز هناك"

ترحيب مشروط

وأضاف "أرادوا منا أن نناقش النقاط الحدودية التي تُناقش الآن، وقلتُ لهم لا. حتى لو أدى ذلك إلى إفشال المفاوضات، فأنا لست مستعدا بأي شكل من الأشكال لإجراء مفاوضات على الأراضي الإسرائيلية. الآن تجري الحكومة مفاوضات على الأراضي الإسرائيلية، بعد أن توصلت إلى اتفاق مع حزب الله، وهو ما لم نفعله". ولكن حسنًا، سأدعم ما هو جيد لدولة إسرائيل. وأشار لبيد إلى أنه "قد يكون ذلك مفيدا لأمن إسرائيل، وهذا يتضمن بالطبع مسألة إذا كنا نعرف كيف ننزل الجيش اللبناني إلى الجنوب بحيث يقطع الطريق بين حزب الله والمجتمعات الإسرائيلية، فهذا يعني السؤال عن كيفية إعداد الجيش بشكل مختلف على خط الحدود، لأنه من المستحيل أن تشعر المستوطنات الشمالية بأنها معرضة لأي هجوم مرة أخرى. "ولكن إذا كان الأمر جيدًا، فسأرحب به، لكننا لا نعرف التفاصيل بعد".

اتفاق ترسيم الحدود البحرية تم خلال ولاية الحكومة التي ترأسها زعيم المعارضة الحالي يائير لبيد (وكالة الأناضول)

وتقريبا انتقد قادة المستوطنات الشمالية على الحدود مع لبنان إعلان حكومة نتنياهو عن بدء مفاوضات حدودية مع لبنان. ورأى بعضهم أن هذا تسليم لأمن المستوطنات ما يعرضها لخطر مشابه لما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتنبع هذه الانتقادات من جانب هؤلاء من إدراك لواقع أن المفاوضات ستقود، إن عاجلا أو آجلا، إلى انسحاب الجيش ليس فقط إلى الخط  الأزرق وإنما أيضا إلى خلفه في 13 نقطة هامة. وكان مستوطنو الشمال يأملون أنه وفق نظرية الأمن الإسرائيلية الجديدة سيبقى الجيش الإسرائيلي ليس فقط في النقاط الـ13 المتنازع عليها تاريخيا وإنما أيضا في المواقع الخمسة التي يحتلها منذ الحرب الأخيرة. وبحسب معلقين إسرائيليين فإن مخاوف رؤساء مستوطنات كالمطله ومرغليوت نابعة من واقع تم فيه إفراغ الاتفاقيات من معناها واضطرار هذه المستوطنات لمواجهة مصيرها كمناطق حدودية. وكتب رئيس مستوطنة المطلة، ديفيد أزولاي، إلى نتنياهو أن "سكان الشمال ليسوا على استعداد لأن يكونوا رهائن لاتفاقيات خاسرة أو تنازلات أمنية". وفي رسالته، كتب أزولاي إلى نتنياهو: "لا تستسلم للحلول الجزئية التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل، والتي من شأنها أن تجلب معها مرة أخرى انعدام الأمن الذي شهدناه قبل السبت الملعون 7 أكتوبر". وأكدت أزولاي أيضًا أن "عودة  السكان إلى المطلة في ظل الظروف الحالية غير محتملة، حيث عاد 8% فقط من السكان حتى الآن، بسبب التهديد الأمني الحقيقي وانعدام البنية التحتية المناسبة".

إعلان

كما يطالب مستوطنون من المطلة نتنياهو بأن يتم في المفاوضات مع لبنان طرح قضية تاريخية للنقاش وهي قضية أراضي المطلة الزراعية الواقعة في وادي العيون في السهل اللبناني: "حوالي 4 آلاف دونم من الأراضي الزراعية التي كانت مملوكة لمزارعي المطلة من فترة الانتداب البريطاني بقيت خارج السيطرة الإسرائيلية على الرغم من الوعود بتحديث الحدود".

كفى ندما

كما أدان  إيتان دافيدي، رئيس مستوطنة مرغليوت، المفاوضات الحدودية وقال "كفى ندمًا، من الجنرال إلى قائد اللواء، كفوا عن الندم علينا. أتوقع من جنرال القيادة الشمالية أن يأتي ويقول إن على الجيش البقاء في هذه المواقع، وأن ينتقد بشدة وزير الدفاع والسياسة الفاشلة". وأضاف دافيدي "كنت قلقًا عندما وقعوا على وقف إطلاق النار، والآن أشعر بقلق أكبر بكثير. التقيت بمسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع، وأدركت أن هذه النقاط سوف يتعين عليهم الانسحاب منها في مرحلة ما، وفي نهاية المطاف سوف يسيطر الجيش اللبناني على هذه النقاط. وهذا يعني أن إسرائيل تسلم أمن سكان الشمال إلى حزب الله. لا يخطئ أحد، فالجيش اللبناني هو من أعضاء حزب الله. "هذه فضيحة غير مسبوقة."

الدخان يتصاعد من التلال المحيطة بمستوطنة مرغليوت خلال الحرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 (الفرنسية)

في كل حال ما المواقع الـ13 التي يطالب بها لبنان منذ عقود والتي وافقت إسرائيل على دخول مفاوضات بشأنها؟ وما قصتها؟

تعود قصة هذه النقاط في الغالب إلى ترسيم الحدود بين الانتدابين البريطاني على فلسطين والفرنسي على لبنان في عشرينيات القرن الماضي وتضاربها مع خط الهدنة العام 1949. وقد سبق للأمم المتحدة أن حددت 13 نقطة حدودية برية منتشرة على طول الحدود اللبنانية، نقاطًا متنازعًا عليها بين الطرفين من رأس الناقورة في الغرب إلى مزارع شبعا في الشرق. من أقصى نقطة غربية بي1 في رأس الناقورة، عبر عدة نقاط إضافية تقع بالقرب من شلومي، وحانيتا شوميرا، جبل أدير، وأفيفيم، ويفتاح، وكريات شمونة. وفي الشرق، يدور نزاع في "قرية النزاع" – قرية غجر السورية المحتلة المقسمة حاليا بين إسرائيل ولبنان، ومنطقة مزارع شبعا.

إعلان موقع حساس

وتعتبر النقطة بي1 على رأس الناقورة وهي خط العوامة والتقاء الحدود البرية مع الساحل النقطة الأكثر أهمية من ناحية إستراتيجية لكلا الجانبين، جغرافيا وعسكريا. بفضل موقعها الحساس وارتفاعها، فهي تطل على مساحات واسعة. ويرى خبير إسرائيلي أن "هذه نقطة إستراتيجية نسيطر عليها، وحزب الله يريد منا الانسحاب منها حتى تصبح تابعة للبنان". "إذا قمت بتحريك النقطة، فسوف يتعين على الحدود البحرية بأكملها أن تتحرك وفقًا لذلك، وباعتمادها، يمكن الاعتماد على الحدود بأكملها". ويطالب لبنان بالسيادة على النقطة بي1، بناء على خريطة الحدود الأصلية من عام 1923.

وأيضا قرية غجر العلوية في هضبة الجولان المحتلة حيث أقيم جدار فاصل داخل البلدة بين الحدين اللبناني والسوري لكن سرعان ما عادت إسرائيل إلى تجاوز هذا الحد.

تمثل الناقورة نقطة التقاء الحدود البرية بين لبنان وإٍسرائيل (رويترز) مزارع شبعا

وتحتل إسرائيل هذه المزارع  بدعوى أنها أراض سورية احتلتها عام 1967 وطبقت عليها السيادة لإسرائيلية. وترفض إسرائيل الاعتراف بأن هذه أراض لبنانية.

وتواصل إسرائيل السيطرة على 5 نقاط أخرى قبالة مستوطنة شلومي وفي جبل بلاط  ومقابل مستوطنتي أفيفيم ومالكية، ومقابل مستوطنة مرغليوت، وأيضا مقابل المطلة والخيام.

ومن غير المتوقع أن تكون المفاوضات سهلة ويسيرة خصوصا وأن المطالب والاشتراطات الإسرائيلية  كثيرة ومتباينة وأهمها  استمرار السيطرة الأمنية وتوسيع منهج التطبيع.

 

مقالات مشابهة

  • معهد إسرائيلي: الهجمات من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على غزة
  • إسرائيل ولبنان في نفق المفاوضات الحدودية
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
  • وزير الثقافة من قلعة شمع الأثرية : اسرائيل كانت تسعى لنهبها
  • إسرائيل تقصف منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • إسرائيل تشنّ غارة جوية على منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • الجيش اللبناني يتسلم عسكريا احتجزته إسرائيل
  • بعدما اختطفته إسرائيل الأحد.. الجيش يتسلم العسكري زياد شبلي عند معبر رأس الناقورة
  • لبنان سيشكلها.. ما هي مهام اللجان الـ3 المكلفة حل النقاط العالقة مع إسرائيل؟
  • الصواريخ تفحم سيارة أمام عقار ببنها