مبادرات القاهرة لإنقاذ الخرطوم.. ماذا فعلت مصر لإنهاء الأزمة السودانية؟
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
يربط مصر والسودان علاقات شديدة الخصوصية، ويجمع البلدين علاقات استراتيجية وأخوية ممتدة على مدار التاريخ، وكانت أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب انتخابه رئيسًا للجمهورية عام 2014، كانت إلى السودان ضمن جولة شملت ثلاث دول، وأيضًا بعد إعادة انتخابه لولاية ثانية عام 2018، توجه إلى السودان في أول زيارة خارجية يقوم بها.
مصر والسودانالعلاقات المصرية السودانية راسخة
قال المتحدث باسم الخارجية السودانية خالد إبراهيم، إن العلاقات السودانية المصرية راسخة والتفاهم مع القاهرة أمر مهم جدا للقمة، موجها فى الوقت نفسه الشكر لمصر وللرئيس السيسي على وقوفهم بجوار الشعب السوداني.
ونوه إبراهيم، خلال تصريحات إعلامية لــ"القاهرة الإخبارية"، بأن مصر هى أقرب الدول للسودان والعلاقات الراسخة بين البلدين تؤكد على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما أن تفهم مصر بما يدور فى السودان هو أمر جيد لذلك رحبنا بهذه القمة .
وتطرق إلى أن حديث مصر عن الدولة السودانية والاهتمام بالمؤسسات يجد قبولا طيبا فى نفوس السودانيين لأن مصر هى الأقرب وهي التى تعلم ما يدور فى السودان وهذا يجعلنا نترقب ما ينتج عن الاجتماعات دول جوار السودان واجتماعات الآلية الوزارية ونرحب بالتعاون معها، معربا عن تمنيه فى أن تصب فى تهدئة الأوضاع .
ولفت إلى أن الخارجية السودانية منفتحة على كل المبادرات وهناك تواصل بيينا وبين دول جوار السودان، كما أن هناك تواصلا مع المؤسسات الدولة والأمم المتحدة للحفاظ على السودان وخدمة الشعب السودانى.
وأكد على سيادة السودان وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخل خارجي والتعامل مع الأزمة باعتبارها شأنا سودانيا داخليا حتى لا يجرى إعاقة جهود احتوائها وتطويل أمدها.
وأوضح أن دول الجوار تتأثر بما يدور فى السودان باعتبارها دولة مؤثرة إقليميا، ونرحب بالتعاون مع دول الجوار في إيجاد آلية مشتركة للتوصل إلى حلول للأزمة.
وتطرق إلى أن قمة جوار السودان، جاءت بعد اجتماع اللجنة الرباعية الإفريقية التي شكلتها (إيجاد)، مؤكدا أن قمة دول الجوار وضعت الأمور فى نصابها بالسودان.
ميناء قسطل البري - يربط بين مصر والسودانمصر الوجهة الأولى للسودانيينفي هذا الصدد قال السماني عوض الله الكاتب الصحفي ورئيس تحرير موقع الحاكم نيوز، إن العلاقات السودانية المصرية علاقات استراتيجية وعلاقات متجزرة وتاريخية لان البلدين هما الاقرب وجدانيا أكثر من أي بلاد أخري، وهي تميزت بصدق النوايا وبعدت هذه العلاقات عن المطامع الذاتية والمصالح الشخصية وإنما ركزت على ما يخدم مصلحة الشعبين.
وأضاف السماني عوض الله خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أنه اذا تألم السودان تسهر مصر بالسهر والحمي وكذلك مصر، وهذا ما اكدته الأزمة السودانية الحالية والتي شعرت بها مصر وتألمت بما يحدث في السودان، مشيراً إلى أنه كانت قد استقبلت مصر اكبر عدد من الفارين من الحرب ولم تفتح لهم معسكرات اللجوء كما فعلت الدول الاخري بل فتحت لهم قلوبها وبيوتها ووفرت لهم كل ما من شأنه يوفر لهم راحتهم وجعلتهم يشعرون بانهم في بلدهم.
وأستكمل الكاتب الصحفي السوداني وقال : لا اخفي سراً ان هنالك من يحسد الدولتين على هذه العلاقة ويسعي بكل الوسائل الوقيعة بين الشعبين ، مستخدماً وسائل عديدة ومتنوعة للوقيعة بينهما الا ان وعي الشعبين وادراكهما لذلك المخطط افشلا كافة المحاولات والتي لن تتوقف وستزداد هذه المحاولات لكنها حتما ستصدم بحائط صد منيع، ولفت إلى أن هذه العلاقات جعلت من التنسيق بين البلدين في أعلى المستويات وان حدود البلدين عبارة عن خطوط كنترولية فقط لأن القاعدة الشعبية المتداخلة صعبت من وضع حدود لها.
يذكر أنه منذ اندلاع التوترات في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع ، حدثت موجة من النزوح وترك آلاف السودانيين موطنهم واتجهوا إلى الدول المجاورة كملاذ آمن، حيث تسببت الاشتباكات في نزوح أكثر من مليوني نازح ولاجئ.
وقالت منظمة الهجرة الدولية في بيان صادر عنها في يوليو 2023، إن عدد النازحين وصل إلى نحو 3 ملايين شخص داخليًا وعبر الحدود بسبب الصراع في السودان، في أقل من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى أكثر من 2.2 مليون نازح داخليًا، فر نحو 700 ألف آخرين إلى البلدان المجاورة، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
وأضافت منظمة الهجرة أن معظم النازحين في السودان فروا من ولاية الخرطوم 67% ودارفور 33%، نحو الولاية الشمالية 16% ونهر النيل 14% وغرب دارفور 7% والنيل الأبيض.
وتم ملاحظة تحركات نزوح عبر الحدود إلى مصر (40%) وتشاد (28%) وجنوب السودان (21%) وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى. من بين ال 697،000 شخص الذين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة، 65% سودانيون و 35% يقدرون بأنهم عائدون ومواطنون من دول ثالثة، معظمهم في ظروف شديدة الخطورة.
وفي هذا الاطار كان قدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الشكر لمصر على استقبالها عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين الوافدين عبر الحدود، مؤكداً على استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لمصر لتسهيل اضطلاعها بهذه المهمة.
كما وجه ماكس شوت، مدير مكتب المنسق الإقليمي للأمم المتحدة في مصر الشكر لما تتيحه مصر من لتسهيلات للنازحين، مشيدا بما وفرته السلطات المصرية من مياه وغذاء وإسعافات للفارين من السودان.
مصرمبادرة إسكات البنادقمنذ إندلاع الازمة في السودان وقامت الدولة المصرية بجهود كبيرة فى محاولة لإحتواء الأزمة، وذلك فى إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمى المعهود فى القارة السمراء، وتمسكها بمبادرة "إسكات البنادق" تلك التى تبنتها الدولة المصرية فى فبراير عام 2019، لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة.
كما كان قد طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق، خلال اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
كما كان أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة اتصالات بنظراءه فى أفريقيا، كما أجرى وزير الخارجية سامح شكري، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، حيث ناشد بالوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا بحسب متحدث الخارجية السفير أحمد أبو زيد.
وكانت قد قامت وزارة التضامن الاجتماعي من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان بتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية والتي شملت ؛ استقبال جميع العالقين وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل، بالاضافة إلى تجهيز وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى؛ توفير وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت كي يطمأن العالقون على ذويهم؛ قيام الهلال الأحمر المصري بتنفيذ حملة إلكترونية استهدفت الطلبة والطالبات والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية؛ استقبال الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسي، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية".
كما أقامت جمعية الهلال الأحمر المصري مركزا إغاثيا إنسانيا في معبر أرقين الحدودي مع السودان، وذلك لمساعدة الجالية المصرية والطلبة المصريين القادمين من السودان ومساعدتهم علي استكمال رحلاتهم حتي الوصول لمنازلهم سالمين".
الرئيس عبد الفتاح السيسيقمة دول جوار السودانكان قد شارك رؤساء دول وحكومات جمهورية أفريقيا الوسطي، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة لدول جوار السودان بالقاهرة والتي عقدت يوم 3 يوليو 2023 بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمين عام جامعة الدول العربية، لبحث كيفية معالجة الأزمة السودانية، حيث توافق المشاركون على ما يلي :
الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمني والإنساني في السودان، ومناشدة الأطراف المتحاربة على وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، وتجنب إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوداني وإتلاف الممتلكات .التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً، والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بما يعيق جهود احتوائها ويطيل من أمدها .
التأكيد على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها، وهو الأمر الذي سيكون له تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة ككل.
أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل يأخذ في الاعتبار أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذي سيمثل ضغطاً إضافياً على مواردها يتجاوز قدرتها على الاستيعاب، وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسئوليتهما في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، والذي عقد يوم 19 يونيو 2023 بحضور دول الجوار .
الإعراب عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وإدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية، ومناشدة كافة أطراف المجتمع الدولي لبذل قصارى الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، بما يخفف من وطأة التداعيات الخطيرة للأزمة على المدنيين الأبرياء .
الاتفاق على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، وتشجيع العبور الآمن للمساعدات لإيصالها للمناطق الأكثر احتياجاً داخل السودان، ودعوة مختلف الأطراف السودانية لتوفير الحماية اللازمة لموظفي الإغاثة الدولية .
التأكيد على أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار .
الاتفاق على تشكيل آليه وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، تعقد اجتماعها الأول في ندجامينا، لوضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة، في تكاملية مع الآليات القائمة، بما فيها الايجاد والاتحاد الأفريقي ، وتكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل استقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومنعها من الانهيار، ووضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار، ودراسة آلية إيصال المساعدات الإنسانية والاغاثية إلى الشعب السوداني ، و تعرض الآلية نتائج اجتماعاتها وما توصلت إليه من توصيات على القمة القادمة لدول جوار السودان. عربية النواب: مصر حريصة على دعم واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه إمدادات طارئة.. بيان عاجل لمنظمة الصحة العالمية بشأن الوضع الصحي في السودان
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر السودان الأزمة في السودان قمة لدول جوار السودان الرئیس عبد الفتاح السیسی الأزمة السودانیة دول جوار السودان الشعب السودانی وسلامة أراضیه دول الجوار فی السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
السودان..مقتل وإصابة 40 شخصاً بغارة جوية جنوب الخرطوم
أفادت غرفة الطوارئ بجنوب الخرطوم، في بيان، أن " 10 أشخاص قتلوا وأصيب 30 آخرين، بينهم 5 إصابات بحروق من الدرجة الأولى، بفعل غارات جوية استهدفت محطة الصهريج في حي مايو، في جنوبي الخرطوم".
وأشارت الغرفة إلى أن محطة الصهريج تعرضت للقصف 3 مرات خلال شهر واحد.
ولفتت الغرفة إلى أن المنطقة تكون في العادة مكتظة بالمدنيين، لكةنها لأنها تحتوي على سوق والعديد من المرافق الخدمية.
وبينت مصادر محلية أن معظم المصابين نثلوا إلى مستشفى بشائر، التي تقع على بعد 4 كيلومترات من موقع الحادث. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند السودان..مقتل وإصابة 40 شخصاً بغارة جوية جنوب الخرطوم تشكيلات الفرق: إنتر ميلان ضد إيه سي ميلان في كأس السوبر الإيطالي 2024-25 وزير خارجية فرنسا يعلق على رفض الشرع مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية مانشستر يونايتد يكشف ثغرات ليفربول في قمة أنفيلد مقتل وإصابة 11 إسرائيلياً بعملية نوعية شرق قلقيلية(فيديو) Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
اقرأ ايضاً"اسرائيل" تهدد لبنان بحرب شاملة.. حزب الله يدمر "همر" ويقتل من فيها © 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter