في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت الحياة اليومية متشابكة بشكل غير مسبوق مع الأجهزة الذكية والإنترنت. مع هذا التقدم الكبير، ظهرت تحديات جديدة تتعلق بالخصوصية والأمان الرقمي.

 التكنولوجيا التي توفر لنا الراحة والكفاءة، في الوقت نفسه تشكل تهديدًا للخصوصية، حيث يمكن استخدام البيانات الشخصية بطرق غير متوقعة أو غير مرغوب فيها.

تأثير التكنولوجيا على الخصوصية

1. **جمع البيانات الشخصية:** تعتمد العديد من التطبيقات والخدمات الرقمية على جمع وتحليل البيانات الشخصية للمستخدمين. 

*التكنولوجيا والخصوصية: كيف تؤثر التقنيات الحديثة على خصوصيتنا؟

سواء كان ذلك من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو التطبيقات الصحية أو حتى الأجهزة المنزلية الذكية، يتم جمع كميات هائلة من المعلومات عن حياتنا اليومية.

هذه البيانات تشمل الموقع الجغرافي، تفضيلات الشراء، وحتى العادات الشخصية. ورغم أن الهدف الظاهري هو تحسين تجربة المستخدم، فإن هذه الممارسات تثير مخاوف بشأن كيفية استخدام هذه المعلومات ومن يمكنه الوصول إليها.

 

2. **التتبع والإعلانات الموجهة:** واحدة من أكثر الطرق الواضحة التي تؤثر بها التكنولوجيا على الخصوصية هي الإعلانات الموجهة. 

تقوم الشركات باستخدام البيانات التي تم جمعها لتقديم إعلانات مخصصة للمستخدمين.

 على الرغم من أن هذا قد يبدو مفيدًا لبعض الأشخاص، إلا أنه يمثل انتهاكًا للخصوصية بالنسبة للآخرين.

 يشعر الكثيرون بعدم الارتياح عندما يلاحظون أن الإعلانات التي يشاهدونها تستند إلى أنشطتهم على الإنترنت أو في حياتهم اليومية.

التكنولوجيا وتأثيرها على التعليم: ثورة في طرق التعلم

3. **الأجهزة الذكية والمنازل المتصلة:** 

ازداد استخدام الأجهزة الذكية مثل الهواتف، المساعدات الصوتية، والكاميرات الأمنية المتصلة بالإنترنت. 

هذه الأجهزة تجمع بيانات مستمرة عن الأشخاص الذين يستخدمونها، وغالبًا ما تكون هذه البيانات متاحة للشركات المصنعة أو مقدمي الخدمات السحابية. في بعض الحالات، قد تكون هناك مخاطر لاختراق هذه الأجهزة، مما يؤدي إلى تسرب معلومات حساسة أو انتهاك للخصوصية.

التحديات القانونية والأخلاقية

1. **التشريعات المتعلقة بالخصوصية:** مع زيادة التهديدات الرقمية، أصبحت القوانين المتعلقة بحماية الخصوصية في غاية الأهمية.

 دول مثل الاتحاد الأوروبي أصدرت قوانين صارمة مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) التي تمنح الأفراد حقوقًا أكبر في السيطرة على بياناتهم الشخصية.

 ومع ذلك، فإن التشريعات تختلف من دولة لأخرى، مما يجعل من الصعب حماية الخصوصية على مستوى عالمي.

2. **المسؤولية الأخلاقية للشركات:** بالإضافة إلى القوانين، هناك مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق الشركات التي تجمع البيانات. 

يجب على هذه الشركات أن تضمن حماية المعلومات الحساسة وعدم استخدامها بطرق غير أخلاقية. 

الشفافية في كيفية جمع البيانات واستخدامها تعتبر أحد العوامل الأساسية لبناء الثقة بين الشركات والمستهلكين.

3. **التهديدات الأمنية:** يعد الأمان الرقمي جزءًا لا يتجزأ من الخصوصية.

 مع تزايد الهجمات الإلكترونية وتسريبات البيانات، أصبح الأفراد عرضة لفقدان معلوماتهم الشخصية بطرق غير مشروعة. 

الشركات والمؤسسات بحاجة إلى استثمار موارد كافية في تعزيز الأمان الرقمي لحماية بيانات المستخدمين.

منهج العلوم المتكاملة الجديد للصف الأول الثانوي 2025  كيفية حماية الخصوصية في عصر التكنولوجيا

1. **التوعية والتحكم:** يجب أن يكون الأفراد على دراية بما يحدث لبياناتهم الشخصية عند استخدام الخدمات الرقمية. 

من المهم قراءة سياسات الخصوصية والتحكم في إعدادات الخصوصية على التطبيقات والمواقع. 

يجب أن يكون لدى الأفراد القدرة على اختيار ما إذا كانوا يرغبون في مشاركة بياناتهم أم لا.

2. **استخدام تقنيات الحماية:** يمكن للأفراد حماية خصوصيتهم من خلال استخدام برامج مكافحة الفيروسات، وتفعيل تشفير البيانات، واستخدام الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) التي تعزز من أمان الاتصال بالإنترنت.

 كما ينبغي تجنب استخدام كلمات المرور الضعيفة وتغييرها بانتظام.

التكنولوجيا وتأثيرها على التعليم: ثورة في طرق التعلم

3. **دور الحكومات والمؤسسات:** تقع على عاتق الحكومات مسؤولية سن تشريعات صارمة تحمي خصوصية الأفراد، وضمان الالتزام بها من قبل الشركات.

 بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تقوم المؤسسات بتدريب موظفيها على أهمية حماية البيانات الشخصية وكيفية التصرف بطريقة مسؤولة فيما يتعلق بجمع البيانات ومعالجتها.

(فيديو) باحث اقتصادي: مصر عملت على تأهيل القوى البشرية لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة

أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن مع هذه التطورات تأتي تحديات كبيرة تتعلق بالخصوصية.

 من خلال تعزيز الوعي، وتبني سياسات وتشريعات صارمة، واستخدام تقنيات الحماية، يمكننا الموازنة بين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وحماية خصوصيتنا في هذا العالم الرقمي المتطور. 

الخصوصية ليست مجرد رفاهية، بل هي حق أساسي يجب علينا جميعًا الحفاظ عليه.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التكنولوجيا التقنيات الحديثة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة البیانات الشخصیة جمع البیانات

إقرأ أيضاً:

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. وصمة عار في جبين المرحلة برمّتها

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

عندما يتحقق منجز حكومي معين فإن الثناء يذهب إلى الحكومة ذاتها، والعكس صحيح أيضاً .. بمعنى أن وزير التربية والحكومة يتحملان وزر سرقة أسئلة الإمتحانات الوزارية – البكالوريا- ولا يتحملها مجلس النواب.. وحين يطلق القاضي سراح متهم خطير مثل نور زهير بكفالة -وطبعاً أنا لا أقصد قاضياً معيناً- فإن وزر هذا الإجراء حتى لو كان قانونياً – سيتحمله القضاء وليس الحكومة- وحين يشرّع البرلمان بالمقايضة طبعاً، قانون العفو العام ويخرج بموجبه المستحق وغير المستحق من السجون، فوزر هذا الفعل يقع على عاتق البرلمان العراقي، وليس على عاتق القضاء او الحكومة وهكذا البقية. لقد أردت القول هنا، إن الشعب العراقي والتاريخ سيحاسبان غداً او بعد غد، أو حتى بعد عقود، كل الذين أجرموا بحق شعبنا مهما كان نوع هذه الجرائم وحسب توصيفها وثقل حجمها، وواهم من يظن أن التاريخ ينسى، فها هو يزيد بن معاوية ينال (استحقاقه) من اللعنات بسبب جريمة قتل الإمام الحسين بعد 1400 عام..! .. كما رأينا كيف انتهى الحال بنوري سعيد والوصي عبد الإله وصدام حسين وغيرهم من قبل الشعب. لذا أقول إن الحساب سيكون عسيراً حتماً، لكن كلاً على قدر مسؤوليته، وأكرر -على قدر مسؤوليته -أي كما يقول المثل الشعبي: (كل لشة تتعلگ من كراعها)..! فمثلاً جرائم الحكومة بحق الشعب يتحمل وزرها رؤساء الحكومات وأعضاؤها وليس غيرهم.. ومصائب القضاء – أيّ قضاء كان طبعاً – يتحمل مسؤوليتها القضاء نفسه، وليس غيره.. إلا مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي يتداوله البرلمان العراقي في جلساته هذه الأيام، فمسؤوليته تقع على عاتقنا جميعاً دون استثناء أو تخصيص.. فالتصويت على هذه الجريمة وتمريرها لا يتحمل وزره البرلمان العراقي فحسب، ولا الحكومة الحالية أو القضاء العراقي، أو حتى رئاسة الجمهورية فقط، إنما يتحمله البرلمان العراقي والقضاء العراقي، وجميع القوى السياسية والمرجعيات الدينية والاجتماعية والثقافية في العراق، بمعنى، سيتحمل ثقل مسؤوليته كل ملايين الشعب العراقي دون استثناء..

إن مقترح تعديل قانون الاحوال الشخصية المعروض في البرلمان العراقي اليوم، جريمة كبيرة ترتكب بحق العراق أناثاً وذكوراً، شيعةً وسنة وطوائف أخرى، كما لا يقتصر ضرر التعديل على أبناء هذا الجيل فقط، إنما سيلحق الأذى والضرر بعشرين جيلاً قادماً دون شك.. وباختصار شديد أقول إن هذا التعديل، سيكون وصمة عار على جبين هذا المرحلة برمتها..

وسأفترض أن أحدكم يسألني: ولماذا يصمت شعبنا الأبي على جريمة صوت عليها البرلمان العراقي بالمقايضة مقابل تمرير قانون العفو العام؟

ولماذا يصمت هذا الشعب – وهو المعني والمتضرر دون غيره من هذا التعديل- ولماذا لا يخرج إلى الشوارع ولن يعود إلى البيوت حتى يزلزل الارض تحت أقدام الذين حولوا ساحة البرلمان إلى مزاد علني مكشوف تعقد فيه الصفقات السياسية والتجارية، باتت تباع فيه وتشترى الأصوات ؟..
وللإنصاف أيضاً أقول: نعم لقد نطقت وتظاهرت جماهير بعض القوى اليسارية والمدنية بقيادة الحزب الشيوعي العراقي في ساحة التحرير، وببعض ساحات الحرية في عدد من المحافظات، وكان لي شرف إلقاء بيان المثقفين المشاركين في إحدى هذه التظاهرات، ولكن يجب أن نعترف أن هذه التظاهرات ومجمل الفعاليات التي نددت بالتعديل لم تكن مؤثرة جداً، ولم تحرك شعرة في مفرق أيّ من القائمين على مقترح التعديل، فنحن نعرف أن الفعاليات والتظاهرات التي لا تزلزل الارض تحت اقدام تجار السياسة – مثل ما حدث في تظاهرات انتفاضة تشرين- لن تأتي ثمارها أبداً، وهذا ليس تقليلاً من شأن الوقفات الاحتجاجية والفعاليات المدنية العامة التي جرت، لاسيما النسائية.. لكن السؤال الأهم: أين هي الكتل البرلمانية الديمقراطية لاسيما ممثلو انتفاضة تشرين، وأين القوى الكردستانية التقدمية، وأين ممثلو القوائم السنية المدنية، أين البرلمانيات، أين التيارات (الشعبية) التي تحظى برصيد جماهيري كبير.. لماذا يصمت كل هؤلاء على جريمة تطبخ على نار هادئة أمام أعينهم.. وكيف يوافقون على إقرار وتصدير هذه الجريمة إلى الأجيال القادمة.. وكيف يؤيدون بصمتهم – ضمناً – تمرير مشاريع تجار المزادات السياسية في البرلمان وغير البرلمان ؟!

اسمحوا لي أن أقول: إننا جميعاً مسؤولون أمام أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا وحفيداتنا، وأيضاً مسؤولون أمام ضمائرنا، وأخلاقنا، وأمام التاريخ والأجيال القادمة، نعم فنحن مسؤولون جميعاً عن عار تعديل قانون الاحوال الشخصية إذا تم تمريره لاسمح الله، فهذه المرحلة برمتها ستوصم بهذا العار وليس البرلمان او الحكومة او القوى السياسية فقط..

إن قانون 188 لسنة 1959 العظيم، لم يصدره

الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم لوحده، ولم تكتبه المناضلة نزيهة الدليمي، أو تؤيده رابطة المرأة العراقية،وجماهير النساء العراقيات فحسب إنما هو قانون مرحلة مضيئة، كتبه نخبة من ابناء الشعب العراقي عبر مشاورات وحوارات طويلة تمت بين أفضل مفكري وحقوقيي ومجتهدي ومشرعي واكاديميي ونقابيي وقانونيي العراق، كما شارك في مناقشات بعضه عدد من رجال الدين المتنورين، الذين كان لهم رأي في محتواه، فأنا شخصياً سمعت من الشيخ جلال الحنفي قبل حوالي 35 عاماً بحضور الإعلامية المرموقة ابتسام عبد الله والزميلة الصحفية فردوس العبادي، يقول :(إن قانون الاحوال الشخصية قانون منصف فيه الكثير من المحطات والوقفات الإنسانية المضيئة التي نالت اعجابي وتأييدي).

انتهى كلام الشيخ الحنفي.

ولعل الغريب أن قانون الأحوال الشخصية الذي صدر قبل 65 عاماً كان أكثر تقدمية وانسانية وإنصافاً من التعديلات التي يريد (الجماعة) إجراءها اليوم.. فأي حرج تاريخي، وعيب حضاري يريد الجماعة وضعنا فيه أمام أجيالنا القادمة بعد قرون او حتى بعد عقود؟!

إن قانون الاحوال الشخصية نتاج مرحلة عراقية مضيئة، انطفأت مصابيحها اليوم للأسف، وبتنا في ظلام دامس، بحيث لم يعد الباشا نور زهير يفرق بين ورقة الدولار الخضراء وورقة اليورو الأرجوانية! ..

هي مرحلة سوداء شكلاً ومضموناً، وعارها على جبين التاريخ لن يمحى ..

ربما يلاحظ القارئ أني لم أتطرق الى الخلافات حول تعديلات قانون الأحوال الشخصية، كقضايا سن الزواج للإناث وتسجيل عقد الزواج في المحاكم، والمرجعية القانونية والشرعية للزواج المختلط، وحقوق المرأة المطلقة وحضانة الأطفال وغيرها، والسبب،لأني لا أريد أن أخوض في (منجز) من (منجزات) مرحلة، أتبرأ من عارها وعيوبها وانتسابي لها !.

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • متخصص في التكنولوجيا يكشف سبب خطورة "السوشيال ميديا" على الأطفال
  • محمد مغربي يكتب.. وداعا للدروس الخصوصية
  • مدعوون للمقابلة الشخصية في التربية / أسماء
  • 100 تريليون ميجا بايت من البيانات اللاسلكية استخدام الأمريكيين العام الماضي
  • تعديل قانون الأحوال الشخصية.. وصمة عار في جبين المرحلة برمّتها
  • الخصوصية والاستئذان والتثقيف.. 13 التزامًا لـ "الممارس الصحي" نحو المستفيد
  • الخصوصية والاستئذان والتثقيف.. 13 التزامًا لـ "الممارس الصحي" نحو المستفيد -عاجل
  • منها استخدام طائرات الدرونز ..سفير الهند بالقاهرة يستعرض التكنولوجيا الحديثة في الزراعة
  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش
  • عبقرية النبي محمد العسكرية وأثرها في تطوير فنون القتال الحديثة