مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا والابتكارات الحديثة، أصبح الذكاء الصناعي (AI) محور اهتمام كبير في العديد من المجالات. يعتبر الذكاء الصناعي قوة دافعة لتغيير طرق التفكير والعمل في القرن الواحد والعشرين، حيث يشمل تطبيقاته مجالات متعددة مثل الصحة، والتعليم، والصناعة، وحتى الفن. ولكن على الرغم من الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الصناعي، فإنّ هناك مخاطر وتحديات جدية ترافق هذا التطور السريع.

أحد أبرز المخاطر هو التهديد الذي يشكله الذكاء الصناعي على فرص العمل التقليدية. مع ازدياد قدرة الأنظمة الذكية على القيام بمهام كانت تتطلب سابقًا تدخلًا بشريًا، يتزايد القلق من أن يحل الذكاء الصناعي محل العمالة البشرية في العديد من الصناعات. على سبيل المثال، يمكن للروبوتات المزودة بتقنيات الذكاء الصناعي تنفيذ مهام في خطوط الإنتاج بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر، ما يؤدي إلى تقليص فرص العمل المتاحة للبشر في تلك المجالات.

كما يشكل الذكاء الصناعي خطرًا على الخصوصية والأمان. تعتمد العديد من أنظمة الذكاء الصناعي على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات، ما يثير تساؤلات حول كيفية استخدام هذه البيانات وحمايتها. إذا لم تُدار هذه البيانات بحذر، يمكن أن تكون عرضة للاختراق أو الاستخدام غير المشروع، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأفراد والشركات على حد سواء.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الذكاء الصناعي إلى تعزيز التحيز والتمييز في المجتمع. تعتمد الأنظمة الذكية على البيانات التاريخية لتدريب خوارزمياتها، وإذا كانت هذه البيانات مشوبة بالتحيزات الاجتماعية، فإن الذكاء الصناعي قد يعزز هذه التحيزات بدلاً من القضاء عليها. على سبيل المثال، يمكن أن تتخذ أنظمة التعلم الآلي قرارات متحيزة في مجالات مثل التوظيف أو القضاء بناءً على بيانات منحازة.

ولا يمكن تجاهل التهديدات الأمنية التي قد تنتج عن الاستخدام غير السليم للذكاء الصناعي. يمكن للجهات الخبيثة استخدام تقنيات الذكاء الصناعي لتطوير هجمات سيبرانية متقدمة، أو لإنشاء أسلحة ذكية تستطيع اتخاذ قرارات قاتلة دون تدخل بشري. هذه السيناريوهات تضع العالم أمام تحديات أخلاقية وقانونية كبيرة حول كيفية التحكم في هذه التقنيات والتأكد من استخدامها في الأغراض السلمية فقط.

من جهة أخرى، قد يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الصناعي إلى تقليل القدرات الإنسانية في اتخاذ القرارات المعقدة. مع ازدياد ثقة البشر في الأنظمة الذكية، قد يتراجع الدور البشري في صنع القرارات المهمة، مما يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية إذا ما كانت هذه الأنظمة معيبة أو اتخذت قرارات غير صائبة.

في الختام، يمثل الذكاء الصناعي قوة جبارة يمكن أن تحقق فوائد عظيمة للبشرية، ولكنه يأتي أيضًا مع تحديات ومخاطر تتطلب اهتمامًا جادًا. من الضروري أن يتكاتف المجتمع الدولي لوضع أطر قانونية وأخلاقية لضمان استخدام الذكاء الصناعي بشكل مسؤول ومستدام، مع الحفاظ على حقوق الإنسان وحماية الخصوصية والأمان.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي حملات الوطن جريدة الوطن التقنيات الحديثة حملة توعوية الذکاء الصناعی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

“صحة دبي”توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمان الرقمي عبر نظام ” نابض”

 

أعلنت هيئة الصحة بدبي ، عن توظيف الذكاء الاصطناعي في نظام “نابض” لتعزيز أمن وخصوصية بيانات المرضى، بالتعاون مع شركة Imprivata، في خطوة نوعية تعكس ريادة الهيئة في التحول الرقمي الصحي، والتزامها بتبني الحلول الصحية الرقمية المتقدمة لتعزيز ثقة المرضى، وترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية في التحول الرقمي.
جاء الإعلان عن هذا الإنجاز، خلال فعالية خاصة نظمتها الهيئة، بحضور سعادة عوض صغير الكتبي المدير العام لهيئة الصحة بدبي، ونخبة من قيادات القطاع الصحي، وصناع القرار، وخبراء التكنولوجيا، لمناقشة مستقبل الرعاية الصحية الرقمية في دبي.
وأكد الكتبي، على الاهتمام البالغ الذي توليه الهيئة للحفاظ على بيانات وخصوصية المرضى، ضمن نهج استراتيجي مستدام يتبنى التقنيات الحديثة، ويساهم بشكل فاعل في تعزيز كفاءة المنظومة الصحية لخلق تجربة متميّزة للمرضى قائمة الثقة في التعامل مع البيانات الصحية.
وقال إن توظيف الذكاء الاصطناعي في نظام “نابض”، يعكس التزام الهيئة بتوفير بيئة صحية رقمية أكثر أماناً، وكفاءة، واستدامة، واستجابة لاحتياجات المرضى، مشيراً إلى الجهود التي تقوم بها الهيئة لبناء منظومة صحية متكاملة تمتثل لأفضل المعايير العالمية في حماية خصوصية المرضى.
وأكد على الحرص الذي توليه الهيئة للاستثمار في الحلول الرقمية المتقدمة، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، لتوفير بيئة صحية رقمية تعزز كفاءة النظام الصحي، وتدعم مستهدفات دبي في أن تكون المدينة الأذكى في العالم، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي شريكاً استراتيجياً في رسم ملامح الرعاية الصحية المستقبلية.
وأشار إلى أن الشراكة الاستراتيجية للهيئة مع الشركات الرائدة تعزز قدرة دبي على قيادة مستقبل الصحة الرقمية، خاصة وإن الهيئة تمكنت حتى الآن من توحيد أكثر من 9.82 مليون سجل طبي للمرضى ضمن نظام إلكتروني متكامل، وربط أكثر من 1,500 منشأة صحية داخل نظام “نابض”، مع تحقيق مشاركة فاعلة مع النظام بنسبة 82% من الكوادر الطبية في دبي، وهذا إنجاز يعكس التزام الهيئة بتحقيق التحول الرقمي الشامل.
من جانبها، أوضحت منى بجمان المديرة التنفيذية لقطاع خدمات الدعم المؤسسي المشترك بالهيئة، الجهود التي تقوم بها الهيئة لتحقيق أعلى معايير الأمان الرقمي من خلال تبني الحلول الذكية التي تعمل على المراقبة الاستباقية، ضمن نظام “نابض”، الذي أصبح يعتمد على تحليلات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لاكتشاف محاولات اختراق البيانات في الوقت المناسب، مما يعزز أمن المعلومات الصحية ويرسخ الثقة بين مقدمي الخدمات والمرضى.
وأكدت أن نظام “نابض” يشكل محوراً أساسياً في استراتيجية الهيئة لرقمنة الخدمات الصحية، وتعزيز التكامل بين مقدمي الرعاية الصحية، وتحسين كفاءة العمليات الطبية، والتقليل من الأخطاء المحتملة، مما يتيح للمرضى والمتعاملين بشكل عام تجربة صحية أكثر دقة وسلاسة، تتماشى مع الرؤية الطموحة لحكومة دبي في بناء منظومة صحية ذكية ومتكاملة.
وذكر الدكتور محمد الرضا، مدير إدارة المعلومات الصحية والصحة الذكية بالهيئة، أن توظيف الهيئة للذكاء الاصطناعي في نظام “نابض”، يرسخ نموذجاً عالمياً في إدارة البيانات الصحية.
وقال خالد عسيبي، المدير الإقليمي لشركة Imprivata في الشرق الأوسط، إن التزام هيئة الصحة بدبي بحماية بيانات المرضى وأمنهم عبر نظام “نابض” يمثل نموذجاً عالمياً يحتذى به، مشيراً إلى أن الحلول الرقمية التي تم تنفيذها توفر أعلى مستويات الأمان والامتثال للمعايير الصحية العالمية، وتدعم رؤية دبي في بناء منظومة صحية متكاملة ومتوافقة بالكامل مع المستقبل الرقمي.وام


مقالات مشابهة

  • "غرفة شمال الباطنة" تناقش تحديات سوق العمل في استقطاب وتشغيل الكفاءات الوطنية
  • مراكز البيانات الأميركية في مرمى التجسس الصيني.. ثغرات تهدد الذكاء الاصطناعي
  • عودة صناعة النسيج تواجه تحديات الطاقة والعقوبات في حلب
  • صحة دبيتوظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمان الرقمي عبر نظام نابض
  • “صحة دبي”توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمان الرقمي عبر نظام ” نابض”
  • تحديات العمل القضائي في ظل الذكاء الاصطناعي..مؤتمر بـ قضايا الدولة
  • "عُمان داتا بارك" تقود تعاونًا استراتيجيًا في الذكاء الاصطناعي لتعزيز المستقبل الرقمي
  • خلال اجتماعات مجموعة العشرين.. محافظ البنك المركزي يحذر من مخاطر تواجه الأسواق الناشئة
  • "إكسترا نيوز" تبرز مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي فيه مخاطر وتحديات غير مسبوقة