هل مدح الرسول يعد من الغلو المخالف لأحكام الدين؟.. الإفتاء تُجيب
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
بالتزامن مع اقتراب حلول موعد المولد النبوي الشريف لعام 2024، يتجدد التساؤل كل عام حول حكم مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة في ظل انتشار الاحتفالات التي تتمثل في إقامة الموالد وإنشاد القصائد الدينية التي تعبر عن حب النبي الكريم.
وفي هذا السياق، تلقّت دار الإفتاء المصرية استفسارًا حول مدى صحة مدح الرسول، وجاء نص السؤال: "ما هو ردّكم على من يزعم أن مدح النبي صلى الله عليه وسلم يعدّ من باب الغلو والمبالغة المخالفة لأحكام الشريعة؟".
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن مدح النبي مشروع استنادًا إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو من السنن التي تمسّك بها المسلمون عبر العصور.
وبيّنت أن الاعتقاد بأن مدح النبي غلوّ هو قول مستحدث لم يكن معروفًا في الأجيال السابقة من المسلمين.د، وعلى العكس، يعتبر إحياء هذا النوع من المدح داخلًا ضمن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ».
الإفتاء توضح حكم المديحعرّف العلماء مدح النبي بأنه نوع من الشعر يُعنى بالثناء على رسول الله من خلال وصف صفاته الجسمانية والأخلاقية، مع التعبير عن الشوق لزيارته ورؤية الأماكن التي عاش فيها.
ويتناول هذا الشعر أيضًا ذكر معجزاته وسيرته النبوية، مع التركيز على الصلاة عليه تقديرًا له، ويُميّز هذا الشعر بالصدق والبُعد عن التكلف، ويهدف إلى التقرب إلى الله تعالى، إذ أن مدح النبي مهما كان لن يحيط بكماله.
تجربة عمرة المولد النبوي 2024 في السعودية: من الأوراق إلى أفضل العروض إجازة المولد النبوي الشريف 2024.. الموعد وطرق الاحتفالوقد أشار الشيخ الباجوري في مقدمة شرحه للبردة إلى أن كمالات رسول الله لا يمكن حصرها، وأن أولئك الذين يمدحونه عاجزون عن الإحاطة بحقيقته، فقد وصفه الله تعالى في القرآن بما يتجاوز التصور والإدراك، ولو اجتهد الناس في تعداد فضائله لما استطاعوا.
ما هو حكم المدح؟مدح النبي مشروع في الإسلام استنادًا إلى القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ﴾، حيث يُفهم من التعزير تعظيم الرسول ومدحه. كما أن السنة النبوية جاءت بتشريع المدح، فقد روى الإمام أحمد أن الأسود بن سريع قال للنبي: "يا رسول الله، قد مدحت الله ومدحتك"، فرد عليه النبي: «هات، وابدأ بمدحة الله عز وجل».
تعتبر المدائح النبوية سنة مباركة توارثها المسلمون، وإحياؤها يُعد من الأمور المستحبة، وهو جزء من إحياء تعاليم النبي والعمل بها، كما جاء في الحديث: «مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ».
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المدح مدح الرسول صلى الله علیه
إقرأ أيضاً:
كيف يكون الشتاء ربيع المؤمن؟ اغتنم هذه العبادة سماها النبي «الغنيمة الباردة»
كيف يكون الشتاء ربيع المؤمن؟ الشتاء ربيع المؤمن ، وجعل الله تعالى في الشتاء فرص للعبادة، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «الشتاء غنيمة العابدين»، وكان الصحابة يفرحون بقدوم فصل الشتاء لما يتميز به من طول الليل فيعين ذلك على قيام الليل، ومن قصر النهار فيعين ذلك على صيام النافلة،
الشتاء ربيع المؤمنوأوصت دار الإفتاء المصرية، بالإكثار من الصيام في الشتاء، منوهة بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شبه الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة، وذلك خلال منشور لها عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
واستشهدت الإفتاء في فتوى لها، بما رواه الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: «ألا أدلكم على الغنيمة الباردة، قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء».
وأوضحت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شبه الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة، لأن فيه ثوابًا بلا مشقة، ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه.
خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها:
أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»
ثانيًا: إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
رابعًا:إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»
سادسًا:إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
سابعًا:إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ثامنًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».