بالتزامن مع اقتراب حلول موعد المولد النبوي الشريف لعام 2024، يتجدد التساؤل كل عام حول حكم مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة في ظل انتشار الاحتفالات التي تتمثل في إقامة الموالد وإنشاد القصائد الدينية التي تعبر عن حب النبي الكريم.

وفي هذا السياق، تلقّت دار الإفتاء المصرية استفسارًا حول مدى صحة مدح الرسول، وجاء نص السؤال: "ما هو ردّكم على من يزعم أن مدح النبي صلى الله عليه وسلم يعدّ من باب الغلو والمبالغة المخالفة لأحكام الشريعة؟".

حكم مدح النبي صلى الله عليه وسلم

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن مدح النبي مشروع استنادًا إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو من السنن التي تمسّك بها المسلمون عبر العصور.

وبيّنت أن الاعتقاد بأن مدح النبي غلوّ هو قول مستحدث لم يكن معروفًا في الأجيال السابقة من المسلمين.د، وعلى العكس، يعتبر إحياء هذا النوع من المدح داخلًا ضمن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ».

الإفتاء توضح حكم المديح

عرّف العلماء مدح النبي بأنه نوع من الشعر يُعنى بالثناء على رسول الله من خلال وصف صفاته الجسمانية والأخلاقية، مع التعبير عن الشوق لزيارته ورؤية الأماكن التي عاش فيها. 

ويتناول هذا الشعر أيضًا ذكر معجزاته وسيرته النبوية، مع التركيز على الصلاة عليه تقديرًا له، ويُميّز هذا الشعر بالصدق والبُعد عن التكلف، ويهدف إلى التقرب إلى الله تعالى، إذ أن مدح النبي مهما كان لن يحيط بكماله.

تجربة عمرة المولد النبوي 2024 في السعودية: من الأوراق إلى أفضل العروض إجازة المولد النبوي الشريف 2024.. الموعد وطرق الاحتفال

وقد أشار الشيخ الباجوري في مقدمة شرحه للبردة إلى أن كمالات رسول الله لا يمكن حصرها، وأن أولئك الذين يمدحونه عاجزون عن الإحاطة بحقيقته، فقد وصفه الله تعالى في القرآن بما يتجاوز التصور والإدراك، ولو اجتهد الناس في تعداد فضائله لما استطاعوا.

ما هو حكم المدح؟

مدح النبي مشروع في الإسلام استنادًا إلى القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ﴾، حيث يُفهم من التعزير تعظيم الرسول ومدحه. كما أن السنة النبوية جاءت بتشريع المدح، فقد روى الإمام أحمد أن الأسود بن سريع قال للنبي: "يا رسول الله، قد مدحت الله ومدحتك"، فرد عليه النبي: «هات، وابدأ بمدحة الله عز وجل».

تعتبر المدائح النبوية سنة مباركة توارثها المسلمون، وإحياؤها يُعد من الأمور المستحبة، وهو جزء من إحياء تعاليم النبي والعمل بها، كما جاء في الحديث: «مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ».

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المدح مدح الرسول صلى الله علیه

إقرأ أيضاً:

ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟

ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟، يتساءل كثير من المسلمين ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟، وكيف يمكن لنا تحصيل أعلى الدرجات في هذا اليوم المبارك؟، وهل هناك علامات محددة لساعة الاستجابة؟.

ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟

ومن السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجمالاً ما يلي:

1- قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره.. قال (صلى الله عليه وسلّم): «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء».

كما حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قراءة الآيات العشر الأواخر من سورة الكهف، وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال».

2- قراءة سورة الدخان، ويس في الليل، من فعل ذلك غفر الله له ذنبه.

3- قراءة سورة المنافقين أو الجمعة، أو الأعلى، أو الغاشية، أو ما تيسر منها أثناء الصلاة.

4- الاغتسال وتقليم الأظافر، والتطيب، ولبس أفضل الثياب.

5- الإكثار من الدعاء، سواء من الأدعية المأثورة في القرآن أو السنة.

6- التبكير في الخروج للصلاة في المسجد.

7- قراءة سورتي السجدة والإنسان..اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلّم-، ويرجع ذلك لأن هاتين السورتين تحدثتا عمّا كان، وما يكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور، وليس كما يعتقد البعض أن ذلك لأجل السجدة، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ {الم . تَنْزِيلُ} [السَّجْدَةَ]، و{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان]».

8- التبكير إلى الصلاة.. تهاون كثيرٌ من المسلمين في التبكير إلى الصلاة لدرجة أنّ بعضهم لا ينهض من فراشه، أو يغادر داره إلاّ بعد صعود الخطيب على المنبر، وبعضهم قبل بدء الخطيب خطبته بدقائق، وقد ورد في الحث على هذه النقطة عدة أحاديث منها: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون الأوّل فالأوّل، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهَجِّر (أي المبكّر) كمثل الذي يُهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة".

كما يستحب صلاة المسلم ركعتين تحية المسجد، حتّى وإن بدأت الخطبة: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان يَخْطُبُ يوما في أصحابه فدَخَلَ رَجُلٌ فجلس فرآه النبي فقطع الخطبة فسأله أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ».

الإصغاء للخطيب والتدبّر فيما يقول: فعن أبي هريرة، فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من اغتسل ثم أتى الجمعة، فصلَّى ما قدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام»؛ رواه مسلم (857)، وعن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت»؛ رواه مسلم (934).

9- تحري ساعة الإجابة.. من سنن صلاة الجمعة تحري ساعة الإجابة، حيث فيه ساعة إجابة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة».

10- الصلاة على النبي .. الإكثار من الصلاة على النبي من سنن يوم الجمعة بما ورد أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أوَ شَافِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

مقالات مشابهة

  • قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته
  • ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟
  • أفضل صيغة للصلاة على النبي ليلة الجمعة ويومها.. الإفتاء تنصح بهذه الطريقة
  • سر النور الخفي في بيوت المصلين أثناء الليل.. عبادة أوصى بها النبي
  • صيغة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • حكم من مات وعليه ديون وماله محجوز عليه.. الإفتاء توضح التصرف الشرعي
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • مفتي الجمهورية: الإدراك العميق لمقاصد الدين هو السبيل الأمثل للاعتدال
  • المفتي: التطرف ليس منبعه الدين بل هو ثمرة سوء الفهم والجهل بمقاصد النصوص
  • المخرج من الفتن عند اشتداد المحن: قراءة في الواقع على ضوء السيرة النبوية