الدعم السريع والكيزان والجيش والحركات المناصرة له وجوه متعددة لعملة واحدة
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
عمر البشاري
أكثر من يعمل لصالح تقوية الدعم السريع إلى الآن هم الكيزان والحركات المسلحة المحاربة والرأي العام الذي يكونه ويدعمه البلابسة…ودعاة استمرار الحرب.
لأنهم ابتداءا هم من أوجد الدعم السريع كوسيلة لممارسة العنف لفرض إرادة الدولة كمشروعية أمر واقع بعيدا عن العدل والحق اي عن المنطق والأخلاق كركائز يقوم عليها ويتجه إليها الاجتماع الإنساني كلما ارتقي أو هكذا نظنه…
وذلك عندما أسسوا قوات الجنجويد وحرس الحدود لقمع التمردات المطالبة بالعدالة والحقوق لأهل الهوامش والاطراف المنسية في بلاد السودان.
وفعلوا ذلك بعد ديسمبر باصرارهم على الانقلاب على الثورة عرقلة مسيرة التحول المدني الديمقراطي السلمي والمسير بالمجتمع نحو العنف وذلك بمشاركة الدعم السريع نفسه..
ثم حاليا بالتمسك بالعنف في القضاء على الدعم السريع ورفض كل محاولات التفاوض وصولا إلى السلام واستعادة مسار الانتقال السلمي المدني الديمقراطي الذي سيعيد زمام المبادرة إلى العمل السياسي السلمي ويرتفع به صوت الجماهير في كل بقاع السودان للتعبير عما ترغب فيه وتريده بالوسائل السلمية ويبدأ فيه أصوات أصحاب البنادق في الأضمحلال والتراجع والأنزواء…
هذا الإصرار على العنف المدفوع بالكيزان وأنصار النظام القديم كما قال بيريللو وكما رأينا الصادق الرزيقي متحكر على مقربة من برهان في مؤتمره الصحفي الأخير ببورتسودان معبرا عن الخط الإعلامي والفكري والسياسي الذي يسيطر على إرادة الجيش…
هذا الاتجاه للعنف والإصرار عليه يجرد الجماهير من العقلانية والقدرة على التنظيم المدني السلمي ويحشر الرأي العام في عوالم من الغوغائية والديمغاوجية والفوضوية ومزيدا من الانحلال والتفكك لكل الجهود الرامية نحو استعادة السلم وصوت العقل والمنطق والأخلاق..
وهذا لو تلاحظون هو الميدان الذي يملك فيه الدعم السريع رصيدا ضخما بل هو الميدان الوحيد الذي فيه إمكانية لنجاح الدعم السريع وتحقيق مكاسب على الأرض فهو قوة عنف صماء بامتياز بحكم ظروف التكوين والنشأة..ولا يعلم عن العمل السياسي الإداري المدني إلا اسم الديمقراطية ومحاربة الفلول كورقة توت يحملها الآن يتقي بها فضح حقيقته وتعريه دعاويه ولو نظريا وأمام العالم والإقليم وهذا الميدان الذي اختاره البلابسة والكيزان والحركات هو ميدانه الذي يجيد اللعب فيه وينجز متطلبات كسبه واستمراره فالتحول السلمي المدني الديمقراطي سيكون من أول شروطه إبعاد كل الجيوش ومن يستثمرون فيها ويستفيدون منها عن الاقتصاد والسياسة وتلك بداية النهاية لآل دقلو والدعم السريع…وقبلهم الحركات المسلحة المرتزقة سياسيا بالعنف المستثمرة والمنتفعة من استمرارية الحرب وهي بداية الزوال الكلي والنهائي والمنظم للكيزان
وكلما اصررنا على اللعب شروط الكيزان القائمة على العنف حقق الدعم السريع مزيدا من المكاسب وسار في أتجاه الوجود العملي المنظم المقنن واتجاه ابتلاع الدولة أو تكوين دولة جديدة…
وموهوم وحالم من يظن ان العدل والديمقراطية وحكم القانون من شروط قيام الدول فالقانون وعلوم السياسة تعرف الدولة بأنها مشروعية احتكار العنف ولم تحدد لتلك المشروعية ضوابط أخلاقية فقد تكون قائمة على الغلبة في الأمر الواقع وليس إجماع الناس وارادتهم وتلك من شروط الديمقراطية وليس الدولة بطبيعة الحال و الواقع يقول أن هناك العديد من الدول القائمة على مشروعيات ومشاريع لا تستند على الديمقراطية
والأمثلة كثيرة فأليك كوريا الجنوبية كمثال لدولة قائمة على أمر واقع يعتمد على السلاح والعنف والقنابل النووية…
الأطروحة التي أزعم أنها تفسر الواقع الذي نعيشه هي أن الكيزان والدعم السريع والحركات المسلحة المناصرة للجيش المتحالفة معه وجوه لذات العملة وهي تعمل بنفس المنطق وتستخدم نفس الوقائع والوسائل والآليات ويرغب في نفس النتائج المآلات والنهايات وهي تقسيم السودان أو الائتلاف على حكمه بالعنف في سياساته الداخلية والاستتباع في سياسته الخارجية والحرب الدائرة تحقق لهم ما يريدون .
وأي أتجاه للسلام والتحول المدني الديمقراطي سيبدأ باضعاف صوت البنادق ونزع مشروعيات العنف بالأمر الواقع التي تحمى وجود هذه القوى المعتمدة على طول ونجاعة البنادق التي تحملها.
هذه الاطروحة تشرح قوة المنطق الكامنة خلف دعوانا للسلام ورفضنا المبدئي للبلبسة واستمرارية الحرب
وهي لا تعتمد فقط على رفض الحرب ونتائجها الكارثية والمآسي الإنسانية المترتبة عليها بل هناك دوافع نفعية أصيلة وصلبة قائمة خلفها تتجاوز الرغبة في تجنب الكوارث الإنسانية الناجمة عن الحرب آنيا
والنتائج الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي ستترتب عليها لاحقا لو اعتمدنا عليها كوسيلة لتسوية الخلافات والنزاعات بيننا كشركاء وطن فرضت علينا الحياة أن نعيش فيه سويا نتقاسم خيراته أن صُلح ونتجرع مرارته أن تُلف وخسر .
ودمتم.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المدنی الدیمقراطی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تحذير أممي من “وباء عنف جنسي” ضد النساء في السودان
حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، خلال زيارة إلى السودان، الإثنين، مما أسماه "وباء عنف جنسي" تتعرض له النساء في البلد الغارق بالحرب، مشددا على أن نطاق هذه الاعتداءات "غير مقبول"، وفي أول زيارة له إلى بورتسودان، المدينة المطلة على البحر الأحمر، قال فليتشر: "أشعر بالخجل لأننا لم نتمكن من حمايتكنّ، وأشعر بالخجل من أمثالي الرجال بسبب ما فعلوه".
وأودت الحرب بين الجيش السوداني وقوت الدعم السريع بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص، وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة "أسوأ أزمة إنسانية" في الذاكرة الحديثة.
ويواجه ما يقرب من 26 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان السودان، خطر مجاعة جماعية، في الوقت الذي يتبادل فيه طرفا الصراع الاتهامات باستخدام الجوع سلاحا في الحرب.
وخلال زيارته إلى بورتسودان، التقى المسؤول الأممي بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد، وناقشا الجهود المبذولة "لزيادة توصيل المساعدات عبر الحدود وخطوط الصراع".
وتندد فرق الإغاثة بعقبات بيروقراطية تفرضها الحكومة، وفق وكالة فرانس برس.
"اغتصاب أمام العائلة".. روايات مروعة لضحايا العنف الجنسي في السودان
باب صغير هو كل ما كان يفصل أم عن ابنتها التي تتعرض للاغتصاب وتصرخ مطالبة النجدة، والاتهام هنا كان لاثنين من أفراد قوات الدعم السريع السودانية، حيث اعتدى أحدهما جنسيا على الابنة في غرفة منزلها، ووقف الآخر خارجها يهدد نساء أخريات في المنزل يتوسلن لمساعدتها.
جرت هذه الواقعة في الخرطوم، ولكنها لم تكن الوحيدة بالعاصمة وتكررت في مناطق سودانية أخرى، حيث حصل موقع "الحرة" على عدد من الشهادات من ضحايا وذويهم ومنظمة حقوقية، كشفت وقوع انتهاكات جنسية تصل إلى حد الاسترقاق الجنسي، وبشكل "ممنهج".
وخلال فعالية أقيمت في إحدى مدارس بورتسودان بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، قال فليتشر إن العالم "يجب أن يفعل ما هو أفضل" من أجل نساء السودان اللاتي يتعرضن لعنف جنسي منهجي.
وفي نهاية أكتوبر، قالت الأمم المتحدة في تقرير، إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة"، موضحة أنّها أجرت تحقيقا "أكّد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع".
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان: "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، لا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".
و"لم يسلم الأطفال من هذا العنف، في حين اختطفت نساء وفتيات لاستعبادهن جنسيا"، وفقا لهذا التقرير.
وتنفي قوات الدعم السريع بشكل متكرر الاتهامات المنسوبة إلى عناصرها. وقال مستشار قائدها، الباشا طبيق، في تصريحات سابقة لموقع "الحرة"، إن الحديث عن حدوث حالات اعتداء جنسي وعمليات اغتصاب جماعي هو "غير صحيح".
واتهم من وصفهم بـ"الفلول والكيزان" (أنصار الحركة الإسلامية)، بإدارة "حملة إعلامية ممنهجة وشرسة لإدانة قوات الدعم السريع".
كما قال طبيق إن "المواطن بالنسبة لهم خط أحمر، وأي اعتداء عليه مرفوض"، مضيفا أن "لديهم لجان تحقيق" تتولى متابعة هذه الأمور، و"قوات لحماية المدنيين ومحاربة الظواهر السلبية".
وكانت رئيسة مركز مكافحة العنف ضد المرأة في السودان، سليمة إسحق، قد تحدثت بشكل مفصل في تقرير سابق نشر على موقع "الحرة"، عن معاناة المرأة السودانية بسبب الحرب، وكشفت عن شهادتين لناجيات من العنف الجنسي على يد قوات الدعم السريع.
تزايد حالات العنف الجنسي المتصل بالنزاع في السودان
"في وضح النهار".. ناشطات يحذرن من تفاقم حالات الخطف والاغتصاب في السودان
بينما كانت إحدى الأمهات السودانيات تسير مع بنتيها البالغتين 14 و13 عاما، مساء الأحد، أوقفتهم عناصر الدعم السريع في وسط الطريق بمنطقة الحلفايا بالخرطوم بحري.
وقالت إسحاق إن النساء بشكل عام يدفعن ثمن الحرب من التشريد والنزوح وفقدان الأمن والأمان، موضحة أن المركز "وثّق أكثر من 300 حالة اغتصاب جنسي"، وذلك دون إضافة تحديثات الاعتداءات التي حدثت في ولاية الجزيرة في الآونة الأخيرة.
وأوضحت أيضًا أن العدد "لا يتجاوز 2 بالمئة من الرقم الحقيقي"، لأسباب كثيرة أبرزها "استمرار الحرب، وعدم توفر المعلومات، وعدم تمكن النساء من الوصول إلى الخدمات التي يقدمها المركز".
وأضافت أن "48 حالة من الذين وثقهم المركز تحت 18 عاما، من بينهم طفلة في السادسة من العمر"، مستطردة: "فقدنا 3 ضحايا بسبب نزيف ناجم عن الاغتصاب الجماعي، وعدم قدرتهن على للحصول على الخدمات الصحية اللازمة. حالة منهن هذا العام وحالتين العام الماضي".
كما وصفت الجرائم الجنسية ضد النساء بأنها "منظمة وتتكرر بنمط متشابه في الخرطوم والجزيرة ودارفور ومناطق أخرى"، متهمة الدعم السريع بـ"ارتكاب نحو 98 بالمئة من تلك الجرائم، لأن سيطرتهم الميدانية كانت أكبر واستخدموا العنف الجنسي كجزء من التكتيك الحربي".
وتابعت: "الجرائم التي ارتكبوها لم تحدث في مناطق مواجهة مثل ارتكازات أمنية مثلا، بل كانت هناك نية لديهم لارتكابها عندما توجهوا إلى المنازل"، مستطردة: "للأسف ما حدث هو أن المسلحين يقتحمون المنازل، حيث تجتمع النساء فقط في مكان واحد للشعور بالأمان".
الحرة - دبي