سؤال وجواب.. كيف ينبغي أن نتعامل مع الألعاب الإلكترونية؟
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
غالبًا ما يبدأ الآباء بالقلق إذا قضى أطفالهم كثيرا من الوقت في لعب الألعاب الإلكترونية. ولكن ما الحد المسموح به؟ وهل الألعاب الإلكترونية دائما ضارة بالأطفال؟ يوصي الخبراء بأن يتّبع الآباء نهجًا من "الشك المريح".
يلعب الأطفال اليوم ألعابا إلكترونية كثيرة، وهناك العديد من الطرق للعبها: على الكمبيوتر أو وحدة التحكم أو الهاتف الذكي.
ويمكن أن يكون هذا تحديًا حقيقيا للآباء، خاصة أولئك الذين لم يكبروا مع الألعاب الإلكترونية. يقدم دانيال هاينز، رئيس مركز استشارات الألعاب الألماني، إجابات للأسئلة المهمة.
متى يمكن إدخال الطفل إلى عالم الألعاب الإلكترونية؟"يعتمد ذلك دائمًا على كيفية إشرافهم على الألعاب وما يلعبونه"، كما يقول هاينز الذي يوضح أن الألعاب المحمومة ذات الصور السريعة الوتيرة ليست للأطفال دون سن الخامسة أو السادسة، "وبالطبع، هناك أيضًا بعض الأنواع التي يجب أن تظل دائمًا محظورة على الأطفال والمراهقين الصغار، ومن ذلك ألعاب إطلاق النار من منظور الشخص الأول".
ومع ذلك، هناك ألعاب في السوق يمكن لعبها مع الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات في فترات قصيرة، ولكن يجب أن تكون الألعاب مناسبة للأطفال. فعلى سبيل المثال، يجب أن تحتوي على وظيفة إيقاف مؤقت، ولا ينبغي ترك الأطفال الصغار بمفردهم أمام اللعبة.
يقول مربي الألعاب الاجتماعية والإعلامية "في سن ما قبل المدرسة، لا ينبغي أن يحدث شيء دون مرافقة".
بعض الألعاب يجب أن تظل محظورة على الأطفال والمراهقين ومن ذلك ألعاب إطلاق النار (مواقع التواصل الاجتماعي) ما مقدار الوقت المقبول أمام وحدة التحكم؟لا توجد إجابة قاطعة لهذا السؤال. وبدلا من ذلك، هناك العديد من الإرشادات التي يمكن للآباء استخدامها. فبخصوص الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أقل، يوصي هاينز بعدم تجاوز 30 دقيقة من وقت الشاشة يوميا. أما الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و9، فلا يزيد الوقت لديهم على ساعة واحدة.
وينصح بأنه "مع تقدم العمر، من المستحسن عادة التفاوض على حصة زمنية أسبوعية"، ويشبه هذا الأمر الحصول على مصروف، حيث يعلم الأطفال والشباب كيفية تنظيم وقتهم. ووفقًا لمسح أجراه مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني في عام 2022، قضى الشباب البالغون من العمر 17 عامًا في المتوسط ساعة و7 دقائق يوميا في الألعاب الإلكترونية وألعاب الكمبيوتر.
ما الذي يجب أن يراقبه الآباء؟يوصي هاينز بالانتباه إلى سبب لعب طفلك للعبة وإلى الوقت الذي يقضيه. فأحد الدوافع يمكن أن يكمن وراء استخدام "الألعاب للتعويض عن عجز في العالم الحقيقي". وإذا استمر هذا السلوك في الاستخدام مدة طويلة أو إذا وقع إهمال لأشياء أخرى مثل الهوايات أو الأصدقاء أو العائلة، "فإن عليك التحدث إلى شخص ما أو طلب المساعدة، على سبيل المثال من مراكز الاستشارات التعليمية"، كما يقول هاينز.
وفي الحالات القصوى، يمكن أن تصبح الألعاب إدمانًا. ومع ذلك، لا يوجد اضطراب الألعاب الإلكترونية إلا إذا ظهرت علامات مختلفة، ومن ذلك فقدان السيطرة على مدة اللعبة أو فقدان الاهتمام بالهوايات السابقة، على مدى فترة لا تقل عن 12 شهرًا. ومن حيث المبدأ، لدى الأطفال "حق المشاركة الرقمية، بما في ذلك الألعاب والألعاب الإلكترونية"، كما يقول هاينز.
"ولكن بالطبع يجب أن يحدث كل شيء ضمن حدود، وعلى الآباء تحديد هذه الحدود".
بعض الألعاب لها تأثير إيجابي وتعزز تطور الطفل في حياته الاجتماعية (شترستوك) هل يمكن للألعاب الإلكترونية أن تعزز تطور الأطفال؟"يمكن بالتأكيد"، كما يقول المستشار هاينز، ففي العديد من الألعاب يمكن للأطفال والشباب التواصل مع لاعبين آخرين عبر الدردشة أو الرسائل الصوتية. وفي بعض الألعاب الإلكترونية، يتم تشكيل العشائر حيث يتعلم المشارك التواصل في مجموعة اجتماعية أو وضع إستراتيجيات معًا أو تحمل المسؤولية عن الفريق.
يتم أيضًا إعداد بعض الألعاب في عصور وبيئات مختلفة وتقدم حوافز للتعرف على التاريخ. فعلى سبيل المثال، يمكن للألعاب الإستراتيجية أو التعليمية أيضًا تحفيز التعلم لمختلف الموضوعات.
ما الآثار السلبية التي يمكن أن تحدثها الألعاب الإلكترونية؟تحتوي بعض الألعاب الإلكترونية على محتوى حساس يمكن أن يضع الأطفال تحت ضغط نفسي. لذلك، من الضروري الانتباه إلى تصنيف العمر عند الشراء أو التعرف على مختلف الألعاب مسبقًا.
وفضلا عن هذه المخاطر التي يطلق عليها "مخاطر المحتوى"، نعلم الآن أن هناك أيضًا مخاطر تفاعلية، كما يقول هاينز إذ يضيف شارحا "يعني ذلك أنه توجد إمكانية للتواصل مع الغرباء وهناك مخاطر التنمر".
كذلك الفخاخ المالية، مثل المحتوى الإضافي الذي يمكن شراؤه للعبة، هي أيضًا مشكلة محتملة. وينطبق الشيء نفسه على عوامل الترابط، مثل الآليات التي تشجع اللاعبين على اللعب كثيرًا.
و"يمكن أن تضمن إعدادات الرقابة الأبوية على الأجهزة الإلكترونية مزيدًا من الأمان في العديد من الحالات"، كما يقول هاينز.
وبوجه عام، ينصح "بالشك المريح"؛ راقب ما يحدث ولكن لا تجعل نفسك مجنونًا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الألعاب الإلکترونیة بعض الألعاب العدید من یمکن أن من ذلک یجب أن
إقرأ أيضاً:
ما ينبغي
عندما تتجسَّد الحكمة في «قول ما ينبغي، بالوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي»؛ فإنه لم يحن الوقت بعد لتحليل التطورات المتلاحقة في المشهد السوري، بشكل موضوعي ومحايد، خصوصًا أنه عمَّا قريبٍ، سينكشف المستور، وتنجلي الكثير من الحقائق!
لذلك يمكننا القول إن هيئة تحرير الشام، وفصائل المعارضة المسلحة، استثمرتا حالة الضعف المفاجئ للنظام السوري، في ظل وجود أجندة تركية دعمت تحرك المعارضين، لتتمكن بسهولة من الوصول إلى مناطق واسعة من شمال سوريا، على أقل تقدير!
كما يمكننا ملاحظة وجود أيادٍ أمريكية خبيثة، عززتها آلة التدمير «الإسرائيلية»، لقطع الطريق على «النفوذ الإيراني» المتمدد، وضمان عدم عودة تسلح «حزب الله» اللبناني، وبالتالي تحقيق الأهداف «الصهيونية»، المتمثلة في تصفية القضية الفلسطينية تمامًا.
الآن، من المبكر جدًا توقُّع كيف ستسير مجريات الأحداث في سوريا، بعد السقوط المدوِّي لنظام بشار الأسد، وكيف ستؤثر تلك المجريات على الوضع العربي والإقليمي، الذي شهد بداية تحول كبيرة منذ عملية «طوفان الأقصى»؟
إذن، بعد مرور أكثر من أسبوعين على سقوط نظام بشار، فإن كثيرين يترقبون بحذر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، رغم تطمينات القيادة الجديدة، للداخل والخارج، على لسان وجهها الأبرز أحمد الشرع «أبومحمد الجولاني سابقًا»!
تلك التطمينات، ربما كانت «مريحة» أكثر مما ينبغي لـ«إسرائيل»، بأن الدخول في مواجهتها ليس أمرًا مطروحًا في أجندة القيادة الجديدة، كون سوريا منهكة مما عانته بسبب سياسات النظام السابق، رغم احتلال «الكيان الصهيوني» أراضٍ سورية استراتيجية مباشرة بعد سقوط «الأسد»!
نتصور أن سوريا الآن في مرحلة مخاضٍ حاسمٍ، في ظل بعض الممارسات المتفرقة والمقلقة، التي تُبَثُّ عبر مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، جعلت قطاعات لا يُستهان بها من الشعب، في حاجة ماسَّة إلى رسائل طمأنة، مقرونة بأفعال واقعية وملموسة.
لعل أكثر ما يثير القلق، هو تضارب الأجندات الدولية والإقليمية تجاه المستقبل السوري، التي ترتبط بمصالح ونفوذ الدول الكبرى، وتعقيدات المشهد العالمي، الذي يشهد حروبًا مستعرة بالوكالة، منذ 13 عامًا، على الأراضي السورية المستباحة.
إننا ـ من واقع حرصنا الشديد على سوريا الشقيقة ـ نود القول بأن الحذر مطلوب، ومن الضروري إدارة الأمور بكثير من الحكمة، في ظل احتمالية تحقق سيناريوهات باعثة على الشؤم، تهدد استقرار هذا الوطن المكلوم، ولذلك يجب تضافر كافة الجهود الدولية والإقليمية، مع أصحاب القرار الجُدد، وإدراك الجميع بأن المرحلة المقبلة أصعب بكثير مما سبقها.
أخيرًا.. يجب مواجهة الحقيقة، والإقرار بأن كل شيء وارد في المرحلة الانتقالية، مثل ارتكاب الأخطاء، كإحدى سمات الفترات الانتقالية ـ التي سرعان ما ستزول ـ ولذلك نرجو أن يجتمع السوريون جميعًا على كلمة سواء، بالحوار الجاد، والابتعاد عن روح التعصب ونزعة الجموح، وأن يكون لسان حالهم: «دعونا ننظر إلى الأمام، وأن نأخذ الدروس والعِبر من الأحداث الأليمة التي مرَّت».
فصل الخطاب:
يقول الروائي والفيلسوف «فيودور دوستويفسكي»: «لا يبقى في الذاكرة سوى ما نريد نسيانه».
[email protected]