سواليف:
2025-03-05@19:10:26 GMT

طبول الرقص في زمن الحرب

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

#طبول #الرقص في زمن #الحرب
م. أنس معابرة

في هذا الوقت قاربت فيه الحرب العالمية على غزة عاماً كاملاً، ارتقى فيه أكثر من أربعين ألف شهيد، بالإضافة إلى مئات الألاف من الجرحى والمفقودين، وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة، واستهداف أماكن النازحين والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية.

في ذات الوقت الذي تُدق فيه طبول حرب عالمية في المنطقة المشتعلة، حرب يريد الكيان أن يشعلها من أجل اظهار صورته بصورة المنتصر، بعد أن فشل في تحقيق أهدافه داخل قطاع محاصر منذ عدة عقود.

نحن نحاول أن ننصر المقاومة بأساليب مختلفة، البعض اختار أن يقدم المساعدات للمدنيين في القطاع المكلوم، والبعض الآخر ينتصر لهم بنشر تجاوزات العدو المنافية للإنسانية، وبعضنا ينتصر بقلمه، أو حتى برفع الدعاء إلى خالق السماوات والأرض، القادر على احقاق الحق وهزم الباطل.

مقالات ذات صلة كوبنهاغن تشهد واحدة من اكبر التظاهرات تنديدا بالابادة الجماعية وتأكيدا على المقاطعة 2024/08/24

المقاطعة كان لها دور كبير في نصرة الحق، حيث هوت أسهم الشركات التي تدعم الاحتلال بالمال والسلاح أو الغذاء، وخسرت تلك الشركات عشرات المليارات من الدولارات، وبتنا اليوم نسمع الإعلانات المتتالية لتلك الشركات عن تلك الخسارات التي لم يعد اخفاءها ممكناً.

وصحيح أن الكثير من المخذّلين قد راهنوا على جدوى المقاطعة، ولكنهم اليوم باتوا يرون الحقيقة واضحة غير قابلة للإخفاء عن جدوى المقاطعة.

ولكن ما لفت انتباهي هو أن ننتصر للمقاومة بنشر اغنية أو رقصة أصحاب الأرض، نعم؛ أنا أقدر الفن بجميع أشكاله، واحترم تلك الفئة المُرهفة من الناس التي تعبر عن مكنونات صدرها بالرسم أو النحت أو الموسيقى أو حتى الدبكة والرقص.

ولكن القضية لا تحتمل كل هذا العبث، ربما نرقص يوم فرحنا بالانتصار، ولكننا الآن نرقص وندق طبول الرقص فوق أكوام الجثث والشهداء والمباني المدمرة، والأطفال الذين سُحقت طفولتهم على أيدي الاحتلال.

هل شاهدت الطفل الذي يتقاسم فردة حذاءه مع شقيقة لاتقاء حر الاسفلت وهم يحملون الماء إلى أهلهم؟ وهل شاهدت ذلك الطفل الذي نزح من منزله وهو يجر متاعاً يزيد عن وزنه؟ كيف بإمكانك أن تقنع هؤلاء بأنك تنتصر لهم برقصة أو بطبل أو بأغنية؟

هل تعلم أن القطاع على وشك دخول موسوعة جينيس في عدد اليتامى والأرامل والثكالى؟ كيف لك بتعويضهم عن آبائهم، وامهاتهم، وابناءهم بالطبل، والرقص؟

أرجوك كن على قدر من المسؤولية، ولا تنشر الأغاني والرقصات على حسابك، حتى لو كانت تنتمي للقضية، لا تسعى وراء المشاهدات والاعجابات وإعادة النشر.

إذا أردت النشر؛ انشر ما يقوم به الاحتلال من مجازر، افضح الاحتلال امام العالم ليراه على حقيقته، انشر التأمر العالمي على تلك الفئة المظلومة في قرن الحضارة والتطور، أو حاول أن تطمئن تلك القلوب الخائفة، والأمهات الثكلى، واليتامى من قطاع غزة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الرقص الحرب

إقرأ أيضاً:

مآرب نتنياهو في فتح الجبهة السورية.. قراءة متأنية في الأوراق التي يحاول اللعب بها!

اشتهرت شخصية رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بالمراوغة الشديدة والتحايل الكبير والكذب الذي يمارسه كما يتنفس! والرجوع كذلك عن الوعود المبذولة كأنك أمام طفل مدلل قد أعيا أسرته إزاء محاولات تقويمه فباءوا بالفشل وعدم النجاح.

ولربما ساعدت الأجواء المحيطة بنتنياهو الذي لا يجد من يأخذ على يديه ليرتدع عن التدليل المموج في ظل الدعم اللامحدود من الحلفاء التقليديين في الغرب، والتواطؤ لزاعق من الجوار الرسمي العربي الرافض للمقاومة والممانعة التي تغضب السيد الراعي المقيم بالبيت الأبيض! فحمله ذلك على عدم احترام أي اتفاق، وعلى اختلاق الأكاذيب والزعم بأن المقاومة الفلسطينية قد نقضت ما تم الاتفاق عليه لمجرد الرفض الفلسطيني لعدم احترامه لما تم التوقيع عليه، وبناء عليه قام نتنياهو بتوقيع العقوبات على القطاع ومنع كل الاستحقاقات التي قامت برعايتها أمريكا..

وها هو يمارس هوايته في فرض رؤيته الأحادية من أجل تحقيق مصالحه السياسية حتى رغم أنف المعارضة بل والشارع الإسرائيلي، وهو يعمد إلى توجيه دفة الأحداث يمنة ويسرا لا يبالي بمعارضة من أحد ولا يأبه لردود الفعل حين يحرك طيران دولته ليعتدي على الدولة العضو في الجامعة العربية، سوريا، واثقا مطمئنا لحالة الموات العربية والأممية وأن الأمر لا يعدو أكثر من بيان هنا أو هناك يستنكر الاعتداء على دمشق وطرطوس والقنيطرة في الجنوب السوري، والكل يعرف أن الكلمات التي صيغ منها البيان لا تساوي الحبر الذي كُتب به!..

لكننا بحاجة لقراءةٍ متأنيةٍ لمساعي "بنيامين نتنياهو" ومآربه المتعددة في فتح الجبهة السورية من أجل كشف الأوراق التي يحاول "بيبي" اللعب بها، وهذا ما سنتعرض له فيما يلي:

1- الهروب من استحقاقات المفاوضات بالفتح المفتعل للجبهة السورية!! وهي إحدى إبداعات شخصية الرجل الذي يجيد صناعة الحدث الخادم لمصالحه ومصالح أطماع دولته، ودائما ما يجعل من بلاده فاعلا لا مفعولا به كما هو الحال في الجوار العربي المهموم بحلقات رامز الرمضانية! وبسوق انتقالات لاعبي الكرة ذات الأرقام الفلكية التي تنافس كبرى الدوريات الأوروبية، والمهموم كذلك بإقامة الحفلات الغنائية للشواذ والملحدين ممن تحملهم الطائرات الخاصة وتستقبلهم بلادنا في صالات كبار الزوار! وهذه إحدى أهم أوراق اللعب التي يجيدها "بيبي" في رمي قنبلة الدخان التي تحجب الرؤية عن حلفائه قبل أعدائه!

2- لا شك أن سقوط حكم عائلة الأسد المترعة بالخيانة حتى الثمالة من الأب إلى الابن، قد أزعج دولة الاحتلال أيما إزعاج بعد ما قدمته العائلة المشئومة من خدمات جليلة لدولة الاحتلال، حولت الجيش العربي السوري إلى أكبر حام لأمن إسرائيل في جبهة الجولان. وقد اقتضت معالجة مخاوف الاحتلال لخسارته الحليف الاستراتيجي الذي على مدار 54 سنة لم يطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل؛ ضرورة التنغيص على التجربة السورية التي كُللت بالنجاح وحملت إلى سدة الحكم إسلاميي سوريا الجهاديين! فقام جيش الاحتلال بقصف بعض كتائب الدفاع الجوي بطرطوس بالإضافة لمحاولاته إشعال نار الفتنة الطائفية بادعائه الاستجابة لنداء دروز الأرض المحتلة بضرورة التدخل لحماية الأقلية الدرزية المتمركزة في الجنوب السوري! وفي بعض المناطق مثل "جرمانا"..

3- إشغال الداخل الإسرائيلي عن ملاحقة "نتنياهو" سياسيا وقضائيا، ومحاولة فرض النغمة الممجوجة التي تغنت بها قديما وما زالت بعض الأنظمة العربية السلطوية بالقول: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! وفي ظل المعركة كانت تستبيح كل شيء، وأخطرها كرامة الشعوب وحرياتهم وثرواتهم بل وحياتهم! وهذا ما يفعله نتنياهو بإشغال دولته وجيشه ومعارضته وشعبه بالملف السوري لكن دون المساس بكرامتهم وحياتهم، فالاستنساخ ليس كاملا لتجربة الاستبداد العربية، وغير معقول أن تسمح دولة ديمقراطية مثل إسرائيل باستنساخ تجارب الأنظمة السلطوية فذلك لا يحدث إلا في بلادنا حصرا وقسرا!

4- تغذية الحالة النفسية المَرضية لشركاء نتنياهو في الحكومة الإسرائيلية ممن لا تهدأ عريكتهم ولا تصفوا سريرتهم إلا بإشعال الحروب من أجل تسريع وتيرة الخراب؛ لخدمة أهداف جماعة جبل صهيون الداعية إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة معبد داود وتخريب العمران في المحيط العربي خاصة دول الطوق، ولذلك لا عجب بأن تجد الاحتلال يسارع إلى فتح المزيد من الجبهات في ظل تركيبة الحكومة الحالية ذات الأغلبية الدينية المهووسة ببعض الخلفيات التلمودية، وإن كان من الضروري أن نذكر أن ذلك لا يحدث من قبيل الشجاعة لديهم أو الحرص على الشهادة كما هو الحال في عقيدتنا كمسلمين بحسبها إحدى الحسنيين، فهم لا يسارعون إلى المواجهات وفتح الجبهات إلا مع ضمانة التفوق العسكري الكاسح لديهم وإلا فلن يحركوا جيوشهم قيد أنملة!

مقالات مشابهة

  • مآرب نتنياهو في فتح الجبهة السورية.. قراءة متأنية في الأوراق التي يحاول اللعب بها!
  • تلغراف: بريطانيا لا تقوى على قرع طبول الحرب الآن
  • 62.7% حصة آسيا من الشركات متعددة الجنسيات التي استقطبتها غرفة دبي العالمية في 2024
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • شاهد بالفيديو.. حسناء سودانية تفاجئ الجميع في ليلة تخرجها من الجامعة وتزف نفسها بأغنية “براؤون يا رسول الله” وسط فرحة والدها الذي شاركها الرقص
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • لكي تستحق القمة العربية اسمها..