تونس- أجرى الرئيس التونسي قيس سعيّد الأحد 25أغسطس2024، تعديلا حكوميا واسعا شمل وزيري الخارجية والدفاع، وفق ما أعلنت الرئاسة التونسية.

وشمل التعديل المفاجئ 19 وزيرا وثلاثة كتاب دولة، بعد نحو أسبوعين من إقالة سعيّد لرئيس الوزراء السابق أحمد الحشاني وتعيين كمال المدوري في المنصب.

وجاء في بيان للرئاسة "قرر رئيس الجمهورية صباح هذا اليوم.

.. تحويرا حكوميا"، من دون تقديم شرح للأسباب.

وكُلف الدبلوماسي السابق خالد السهيلي حقيبة الدفاع بدلا من عماد مميش، وعُين الدبلوماسي محمد علي النفطي وزيرا للخارجية بعد إقالة نبيل عمار.

تأتي هذه الخطوة فيما تستعد تونس لتنظيم الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الأول/أكتوبر.

انتخب سعيّد (66 عاما) ديموقراطيا عام 2019 لكنه انفرد بالسلطة في 25 تموز/يوليو 2021.

ويسعى الرئيس التونسي للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقبلة، واعتبر في تصريحات أن ترشحه يأتي ضمن "حرب تحرير" و"حرب تقرير مصير" تهدف إلى "تأسيس جمهورية جديدة".

وفيما ترشح سعيّد للمنصب مجددا، يقبع عدد من خصومه السياسيين حاليا في السجن أو يخضعون للمحاكمة.

في وقت سابق هذا الأسبوع، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن السلطات التونسية "حاكمت أو دانت أو سجنت ما لا يقل عن ثمانية مرشحين محتملين" للانتخابات الرئاسية.

وأضافت المنظمة غير الحكومية أن تونس "تستعد لانتخابات رئاسية وسط قمع متزايد للمعارضة وحرية التعبير، من دون ضوابط وتوازنات حاسمة على سلطة الرئيس سعيّد".

- معارضون في السجن -

في وقت سابق من هذا الشهر، حُكم على المعارضة عبير موسي الموقوفة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي بالسجن لعامين بموجب مرسوم مثير للجدل على خلفية انتقادها أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

وصدر الحكم على موسي بعد أيام من تقديمها ملف ترشحها الرئاسي عن طريق محاميها، وقد رفضته هيئة الانتخابات في وقت لاحق.

ومن بين المعارضين الآخرين المسجونين الذين عبروا عن رغبتهم في الترشح للانتخابات الرئاسية زعيم الحزب الجمهوري عصام الشابي، والأمين العام السابق لحزب التيار الديموقراطي غازي الشاوشي، وكلاهما محتجز في قضية "تآمر على أمن الدولة".

وقال بسام خواجا، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش، إنه "بعد سجن العشرات من المعارضين والناشطين البارزين، أبعدت السلطات التونسية جميع المتنافسين الجادين تقريبا من السباق الرئاسي، ما أدى إلى جعل هذا التصويت مجرد إجراء شكلي".

في المقابل، قبلت هيئة الانتخابات ملف مرشحين فقط لخوض الانتخابات ضد سعيّد، هما النائب السابق وزعيم حزب حركة الشعب زهير المغزاوي (59 عاما)، والنائب السابق وزعيم حزب حركة عازمون العياشي زمال.

وقالت وسائل إعلام محلية الأربعاء إن محكمة في العاصمة تونس أمرت بإيداع أمينة مال حزب عازمون الحبس الاحتياطي بتهمة "تدليس" تزكيات مواطنين ضرورية لقبول ملف الترشح.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه القضية ستؤثر على ترشح زمال.

ورفضت هيئة الانتخابات 14 ملف ترشح للرئاسة لعدم تمكن أصحابها من جمع ما يكفي من تزكيات الناخبين.

كما اتُهم عدد من الراغبين في الترشح بتزوير تزكيات، وحُكم على بعضهم بالسجن.

وقال آخرون إنهم مُنعوا بشكل غير رسمي من الترشح لأن السلطات رفضت منحهم نسخة من السجل الجنائي.

وفي بداية آب/أغسطس، أقال سعيّد رئيس الوزراء أحمد الحشاني من دون إبداء أي تفسير، واستبدله بوزير الشؤون الاجتماعية حتى ذلك الحين كمال المدوري.

 

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

محامو تونس ينظمون سلسلة من الأنشطة الاحتجاجية بسبب الانتهاكات الجسيمة بحقهم

قرّرت الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين الدخول في سلسلة من التحركات الاحتجاجية منها حمل الشارة الحمراء وتنظيم وقفات ومقاطعة جلسات، احتجاجا على التضييق والانتهاكات الممارسة ضدهم.

وقال بيان نقابة المحامين التونسية إن مجلس الهيئة الوطنية للمحامين قرر حمل الشارة الحمراء بداية من الاثنين القادم حتى الجمعة "احتجاجا على تضييقات مسلطة على المحامين أثناء أدائهم لمهامهم".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مظاهرات حاشدة في أستراليا ضد تسليح إسرائيل لليوم الثانيlist 2 of 2متحف في نيويورك يفصل 3 موظفين بسبب وضعهم الكوفية الفلسطينيةend of list

ويرمز ارتداء الشارة الحمراء في تونس إلى الاحتجاج على أمر معين ولكن دون التوقف عن العمل.

وأعلنت النقابة أنها ستنظم وقفات احتجاجية أمام قصر العدالة بتونس وبمقار جميع المحاكم الابتدائية يوم 18 سبتمبر/أيلول الجاري، بالإضافة إلى مقاطعة التساخير العدلية (للدفاع عن متهمين) لمدة أسبوع بداية من 16 سبتمبر/أيلول الجاري "وذلك للمطالبة بإصلاح مرفق العدالة والاستجابة للمطالب المهنية للمحاماة التونسية في أقرب الآجال" حسب نص البيان.

ولفت مجلس النقابة إلى معاينته "انتهاكات جسيمة مسلطة على المحامين أثناء أدائهم لمهامهم من حرمان البعض منهم من حق الاطلاع على الملفات القضائية، وحق الترافع وحق زيارة موكليهم، والتضييق عليهم وتعمد إهانتهم والاعتداء عليهم والمساس بكرامتهم أثناء قيامهم بمهامهم لدى الوحدات الأمنية والسجنية، وتهديد البعض الآخر بالملاحقات والعقوبات الجزائية بمناسبة ترافعهم في بعض القضايا".

وأشار إلى "استمرار نقل القضاة وتعيينهم في خطط وظيفية أخرى بمجرد مذكرات عمل من وزيرة العدل، يمس باستقلالية القضاء وسيادة القانون" وفق نص البيان.

وأكّد "احترام حق الدفاع ليس مجرد إجراء قانوني شكلي بل هو ركيزة أساسية من ركائز المحاكمة العادلة" داعيا جميع الجهات المعنية المتداخلة في الشأن القضائي إلى "وجوب التقيد والالتزام باحترام حق الدفاع وإجراءات المحاكمة العادلة والنزيهة".

وحمّل المجلس وزارة العدل مسؤولية ما سماه "الوضع المتردي الذي آل إليه وضع القضاء والمحاماة نتيجة اعتماد المماطلة والتسويف بعدم الجدية في الاستجابة للمطالب المشروعة للمحاماة".

ودعا إلى "إعادة تشكيل المجلس الأعلى للقضاء والمحكمة الدستورية باعتبارها الضمان للتعديل بين السلطات والحقوق والحريات المضمونة دستوريا".

ومرارا، اشتكى محامون من عدم تمكنهم من الدفاع عن موكليهم بحرية مطلقة، واتهموا السلطات بعدم احترام الإجراءات القانونية، خاصة فيما يتعلق بقانون الاحتفاظ (الاحتجاز) وقالوا إن المتهمين بقضية "التآمر على أمن الدولة" لم يطلق سراحهم رغم مرور 14 شهرا على اعتقالهم.

ومنذ فبراير/شباط 2023، أوقفت السلطات قيادات سياسية بتهم بينها "التآمر على أمن الدولة" وهو ما تنفي المعارضة صحته.

وسبق أن نفذ محامو تونس إضرابا عاما في 13 مايو/أيار الماضي احتجاجا على اقتحام فرقة أمنية مقر (نقابة) هيئة المحامين لتنفيذ مذكرة توقيف في حق المحامية سنية الدهماني.

ويقول الرئيس قيس سعيد إن منظومة القضاء مستقلة وإنه لا يتدخل في عملها، بينما تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين لإجراءات استثنائية بدأ فرضها في 25 يوليو/تموز 2021.

ومن بين هذه الإجراءات حلّ مجلسيْ القضاء والبرلمان، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء شعبي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وتعتبر قوى سياسية هذه الإجراءات "انقلابا على دستور (2014) الثورة وتكريسا لحكم فردي مطلق" بينما تراها قوى أخرى مؤيدة للرئيس "تصحيحا لمسار ثورة 2011" التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي.

 

مقالات مشابهة

  • القضاء التونسي يرفض الإفراج عن المرشح الرئاسي العياشي زمال
  • انتخابات تونس: هل عاد استقلال القضاء إلى نقطة الصفر؟
  • احتجاجا على تضييقات ضدهم.. محامو تونس يحملون الشّارات الحمراء
  • الرئيس السيسي يجري اتصالا هاتفيا بنظيره الجزائري
  • حركة النهضة تندد بسجن زمّال وضرب التنافس برئاسيات تونس
  • محامو تونس ينظمون سلسلة من الأنشطة الاحتجاجية بسبب الانتهاكات الجسيمة بحقهم
  • أي شرعية للانتخابات التونسية بعد إقصاء جمعيات رقابية؟
  • الرئيس الإيراني: ما يجري في غزة كارثة إنسانية ويجب وضع حد لاسرائيل
  • اتحاد العاصمة يطير إلى تونس تحسباً لمواجهة الملعب التونسي
  • محكمة استئناف تونس تخفف سجن محامية معارضة إلى 8 أشهر