قارن تقرير لناشونال إنترست بين رواندا وسنغافورة، كونهما دولتين شهدتا نهضة كبيرة ومحلية الأصل بعد الاستعمار، وأشار إلى أنه بينما احتفت الولايات المتحدة بازدهار سنغافورة، فإنها تستمر بتجاهل روندا وتهمشها، ويرجع الكاتب ذلك إلى أن رواندا بلد أفريقي، ولأن عناصر من وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية قد تكون تشعر بالتهديد من استقلالية الرئيس الرواندي وثقته.

واستنكر الكاتب والمحلل مايكل روبين اختلاف المعاملة بين البلدين، وقال إن النمو الذي تشهده رواندا الآن لا يختلف عما شهدته سنغافورة في سبعينيات القرن الماضي، بل إن رواندا واجهت صعوبات أشد وأعقد للوصول لنجاحها الحالي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فايننشال تايمز: قصة القناة الخلفية السرية بين الولايات المتحدة والصينlist 2 of 2بلومبيرغ: كوريا الشمالية تكشف عن مسيّرات للهجمات الانتحاريةend of list

وأشار الكاتب إلى أنه بينما ترك الاستعمار البريطاني لسنغافورة نظاما سياسيا "فعالا" ساعدها في بدايات نهضتها -وفق تعبير رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ- فقد كانت رواندا بعد الاستعمار البلجيكي تعاني من آثار إبادة جماعية دامية، بجانب تفكك مجتمعي وتهالك اقتصادي وفساد سياسي.

ولكن رغم هذه العوائق نهض الرئيس بول كاغامي بالبلاد لتصبح الآن مثالا يحتذى به في القارة الأفريقية من حيث التعليم والنظافة والانسجام المجتمعي والتنوع الديني، ومع ذلك تستمر الخارجية الأميركية باستبعادها.

ازدراء وتهميش

ووفق الكاتب، فإن وزارة الخارجية الأميركية تحافظ على علاقة ودية مع سنغافورة، حتى أن نائبة الرئيس كامالا هاريس زارت البلاد في عام 2021، ولكنها تعامل رواندا بـ"ازدراء" لأنها بلد أفريقي.

ودلل الكاتب على كلامه باختيار الولايات المتحدة نائب رئيس البعثة في السفارة ممثلا لها بحفل تنصيب الرئيس كاغامي الشهر الماضي، الذي فاز بولايته الرئاسية الرابعة على التوالي.

وحضر الحفل رؤساء الدول الأفريقية وكبار المسؤولين الصينيين والروس والأوروبيين، بينما فضلت الولايات المتحدة أن تبعث مسؤولا غير معروف لم يتم حتى أسبوعا في رواندا، بدلا من سفيرها في البلاد إريك نيدلر، أو سياسي رفيع آخر يماثل مستوى الحضور.

وقال الكاتب إن هذه "الإهانة" مقصودة، ورجح أن مغادرة نيدلر المفاجئة للبلاد قبل الحفل كانت بناء على أوامر من رؤسائه في وزارة الخارجية، مثل مساعدة الوزير مولي في، أو وزير الخارجية أنتوني بلينكن نفسه.

وأشاد الكاتب بجهود كاغامي في إعادة إحياء البلد ثقافيا واقتصاديا، وتركيزه على إحداث تغييرات في ثقافة المجتمع لتقليل التوترات العرقية، وتعزيز المساواة بين التوتسي والهوتو في المناصب البيروقراطية والعسكرية.

وشهدت رواندا إبادة جماعية في 1994 نفذها متطرفون من عرقية الهوتو ضد أقلية التوتسي على مدى 100 يوم دامية، قُتل خلالها أكثر من 800 ألف رجل وامرأة وطفل، معظمهم من عرقية التوتسي.

كما عبر الكاتب عن إعجابه بسياسات كاغامي الاقتصادية التي ركزت على تنمية الاقتصاد المحلي وتطوير الاكتفاء الذاتي، بدل السماح للصين أو روسيا باحتكار السيطرة على اقتصاد الدولة، كما هو الحال مع دول أفريقية أخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

المتمردون يتقدمون ويغلقون الحركة الجوية بمطار جوبا

غوما (الكونغو الديموقراطية)"وكالات": قال مسؤولان في الكونجو الديمقراطية اليوم إن الوصول إلى مطار جوما، وهي عاصمة إقليم في شرق البلاد، ليس ممكنا وألغيت بعض الرحلات مع تقدم متمردين في المدينة.

وقال متمردون في بيان اليوم إن المجال الجوي لجوما مغلق حاليا.

وقالت مالاوي وأوروجواي إن أربعة من قواتهما قُتلوا في اشتباكات بشرق جمهورية الكونجو الديمقراطية مع متمردين مدعومين من رواندا مما رفع عدد القتلى بين قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ودولة جنوب أفريقيا إلى 13 على الأقل بحلول اليوم.

واشتدت حدة التمرد المستمر منذ ثلاث سنوات من جانب حركة (23 مارس) المتمردة في يناير ي مع سيطرة المتمردين على مزيد من أراضي الدولة الواقعة في وسط أفريقيا أكثر من أي وقت مضى، وحذرت الأمم المتحدة من أن العنف قد يتحول إلى حرب إقليمية أوسع.

وقالت الأمم المتحدة في مالاوي في منشور على منصة إكس مساء أمس السبت إن ثلاثة جنود مالاويين قُتلوا في المهمة بالكونجو دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

وأعلن جيش أوروجواي مقتل أحد جنوده في بيان مساء السبت، مضيفا أن اثنين آخرين أُصيبا.

وقال في بيان "اتُخذت إجراءات مختلفة لتحسين أمن قواتنا التي تعمل في ظروف سيئة".

وقالت جنوب أفريقيا في وقت سابق أمس السبت إن تسعة من مواطنيها قُتلوا في المعارك، من بينهم اثنان ضمن بعثة الأمم المتحدة في الكونجو، وسبعة من بعثة منفصلة تابعة لجنوب أفريقيا.

ولم ترد بعثة الأمم المتحدة في الكونجو بعد على طلبات التعليق.

وتتهم الكونجو والأمم المتحدة وآخرون رواندا المجاورة بتأجيج الصراع بقواتها وأسلحتها. وتنفي رواندا ذلك، لكن جيش الكونجو قال أمس السبت إن قناصة روانديين مسؤولون عن مقتل الحاكم العسكري لإقليم شمال كيفو على خط المواجهة يوم الجمعة.

وفر مئات النازحين إلى عاصمة الإقليم جوما. وسُمع دوي إطلاق نار في ساعة مبكرة من صباح اليوم مما أدى إلى حالة من الذعر في بعض المناطق.

وقال مصدر عسكري "رواندا تحاول الدخول بكل الوسائل لكننا صامدون"، مشيرا إلى أن المتمردين دمروا بعض المعدات بالقرب من قرية كليمانيوكا على بعد نحو 20 كيلومترا من جوما.

وأضاف المصدر "إنها حرب، هناك خسائر في كل مكان.. يجب أن يبقى السكان في حالة هدوء، نحن نقاتل".

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لمناقشة تصاعد القتال في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بين الجيش وحركة "إم23"، وهي جماعة مسلحة مناهضة للحكومة تدعمها رواندا، ما يثير مخاوف من اندلاع صراع إقليمي.

وبعد فشل وساطة بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا برعاية أنغولا، تمكن متمردو حركة "إم 23" وما بين 3 إلى 4 آلاف جندي رواندي، بحسب الأمم المتحدة، من تحقيق تقدّم سريع في الأسابيع الأخيرة، وباتوا يطوقون بشكل شبه كامل غوما عاصمة إقليم شمال كيفو التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، وتضم أيضا عددا مماثلا من النازحين.

وبعد معارك عنيفة استمرت لأيام قتل فيها 13 جنديا أجنبيا بينهم ثلاثة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، اتهم المتحدث باسم الجيش الكونغولي رواندا أمس بأنها "عازمة على الاستيلاء على مدينة غوما"، مؤكدا أن جيش جمهورية الكونغو الديموقراطية عازم بدوره على "صد العدو".

وأعلنت كينشاسا استدعاء دبلوماسييها من كيغالي "بأثر فوري"، وذلك في رسالة مؤرخة الجمعة ونُشرت مساء السبت.

وتتوالى النزاعات منذ أكثر من 30 عاما في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية الغنيّ بالموارد الطبيعية. وسبق أن أُعلن التوصل إلى ستة اتفاقات وقف إطلاق نار وهدنة في المنطقة، لكنها ما لبثت أن انتُهِكَت. ووُقِّع آخر اتفاق لوقف النار في نهاية يوليو.

وذكرت مصادر أمنية أن معارك السبت تركزت حول بلدة ساكي في منطقة ماسيسي الواقعة على بعد حوالي عشرين كيلومترا غرب غوما.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت خلال محادثات هاتفية مع زعماء كونغوليين وروانديين، إلى "إنهاء الهجوم الذي تشنه حركة إم23 والقوات الرواندية فورا وانسحابها من الأراضي الكونغولية".

ودعا الاتحاد الأوروبي السبت حركة "إم23" إلى "وقف تقدمها" و"الانسحاب فورا"، في بيان وقعته الدول السبع والعشرون الأعضاء.

كما دعا الاتحاد الإفريقي إلى "التزام صارم بوقف إطلاق النار المتفق عليه بين الأطراف".

وأعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الخميس عن "قلقه" حيال تجدد العنف، محذرا من "خطر اندلاع حرب إقليمية".

بقلم فريق وكالة فرانس برس في شمال كيفو

مقالات مشابهة

  • الرئيس الكولومبي يشدد على ضرورة تسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة
  • ضغوط على رواندا لسحب قواتها من الكونغو وتنديد بـإعلان حرب
  • إخلاء المطار الدولي في مدينة غوما بالكونغو
  • المتمردون يتقدمون ويغلقون الحركة الجوية بمطار جوبا
  • الشركة المتحدة تعلن تعيين الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى مستشارا لمجلس الإدارة
  • تعيين الكاتب الصحفي أحمد الطاهرى مستشارا لمجلس إدارة الشركة المتحدة
  • رداً على دعم متمردين..الكونغو تقطع علاقاتها مع رواندا
  • ناشونال إنترست: هذه المقاتلات الأميركية أعادت تعريف ما يعنيه الطيران بسرعة
  • اشتعال شرق الكونغو الديمقراطية.. الأمم المتحدة تطالب "إم23" بوقف التقدم إلى جوما.. فرار عشرات الآلاف من السكان.. ورواندا متورطة في دعم المتمردين
  • الخارجية الأمريكية تجدد تأكيد دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل