تقرير: سيف العدل مهندس تحالف إيران والقاعدة في اليمن (ترجمة)
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
نشر موقع (Yemen Details) الناطق بالإنجليزية، والمختص بتتبع التنظيمات الإرهابية، خفايا التحالف بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم القاعدة في اليمن.
وكشف التقرير، الذي أعدته الصحفية اليمنية خلود الحلالي، تفاصيل نجاح أول امتحان للتحالف بين إيران والقاعدة والحوثيين في اليمن، وقدم حقائق ومعلومات استخباراتية كشفت عن صورة مخيفة للحرب ضد الإرهاب في هذه المنطقة الملتهبة أصلاً بالحروب والصراعات.
ونقل الموقع عن مصادر استخباراتية يمنية وإقليمية، أن خالد سيف العدل، وهو نجل زعيم تنظيم القاعدة سيف العدل والذي كان يقيم مع والده في إيران حتى 2015م، وشهد في هذا العام أول صفقة لعملية تبادل الأسرى بين إيران وتنظيم القاعدة في اليمن، تم بموجبها إفراج النظام الإيراني عن عدد من قيادات تنظيم القاعدة المحتجزين في إيران، مقابل إفراج تنظيم القاعدة عن الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية في اليمن المدعو نور أحمد نكباخت والذي اختطف في عام 2013م.
هذه العملية كانت أول انطلاقة للتحالف بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم القاعدة، وكان المهندس لنجاح هذه الصفقة هو الإرهابي المصري سيف العدل المتواجد حتى الآن في إيران، عبر نجله الإرهابي خالد سيف العدل بعد أن انتقل من إيران بحرا إلى اليمن في منتصف عام 2015م، بتوجيه من والده بعد سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا وعدد من مديريات حضرموت الساحلية.
وبحسب المصادر الاستخباراتية، فإن الإرهابي خالد العدل، انتقل من إيران إلى اليمن برفقة قيادات تنظيم القاعدة الذين أفرجت عنهم إيران في صفقة تبادل الأسرى وهم:
- الإرهابي/ مبشر القحطاني - قيادي في تنظيم القاعدة - سعودي الجنسية.
- الإرهابي أبو يوسف الكويتي - قيادي في تنظيم القاعدة - كويتي الجنسية - متزوج من شقيقة الإرهابي خالد سيف العدل.
- الإرهابي/ أحمد بن عبدالله الزهراني - المكنى أبو مريم الأزدي - سعودي الجنسية - تم إعدامه بتهمة الجاسوسية.
- الإرهابي الزبير المغربي - قيادي في تنظيم القاعدة.
وتؤكد المصادر الاستخباراتية أن انتقال الإرهابي خالد سيف العدل إلى اليمن جاء بعد الاتفاق الذي حصل بين والده سيف العدل والحرس الثوري الإيراني، حيث قام سيف العدل بإرسال نجله خالد إلى اليمن للقيام بمهمة إقناع القيادات العليا للتنظيم بضرورة العمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بينه وبين إيران.
ومن أبرز ما تضمنه هذا الاتفاق: عدم مشاركة تنظيم القاعدة في الحرب ضد مليشيا الحوثي، إضافة إلى عدم تنفيذ أي عمليات انتحارية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وعلى أن يتم تركيزهم واهتمامهم في هذه الفترة على بناء وتقوية التنظيم من خلال الاستقطاب والتجنيد، وإنشاء معسكرات، والتدريب والتسليح، وأن يعمل التنظيم على توسيع نطاق سيطرته في المناطق المحررة، ويعمل على استهداف مصالح أمريكا والغرب في المنطقة والتي تتمثل في استهداف مصالح السعودية ودولة الإمارات باعتبارهما حلفاء لأمريكا في المنطقة.
وبحسب الموقع، فإن هذه المتغيرات الجديدة انعكست بشكل واضح على توجهات ونشاط تنظيم القاعدة على أرض الواقع منذ عام 2017م، حيث توقف تنظيم القاعدة عن قتال مليشيا الحوثي في مختلف الجبهات، وكذلك تم إيقاف تنفيذ أي عمليات إرهابية في مناطق سيطرة مليشيات جماعة الحوثي.
وعلى عكس ذلك عمل تنظيم القاعدة على استهداف القوات والقيادات المدعومة من التحالف العربي بشكل مكثف، بالإضافة إلى محاولات تنفيذ عمليات إرهابية ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، ومنها التخطيط لاستهداف السفن والبارجات الأمريكية في بحر العرب وخليج عدن.
وتقول مصادر استخباراتية يمنية، إن خالد سيف العدل الذي وصل إلى اليمن واستقر في المكلا بمحافظة حضرموت أواخر 2015م، عمل بعد أشهر في اللجنة الإعلامية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب التي كان يديرها آنذاك الإرهابي/ خالد باطرفي (أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب حاليا)، وكان حرصه على العمل في اللجنة الإعلامية بسبب العلاقة القوية بين باطرفي مع مصطفى حامد المكنى أبو الوليد المصري (أحد القيادات العليا للتنظيم -يتواجد في إيران- وتربطه صلة قرابة بالإرهابي خالد سيف العدل).
وفي عام 2016 بعد انسحاب تنظيم القاعدة من المكلا انتقل الإرهابي خالد سيف العدل مع قيادات التنظيم إلى محافظة الجوف واستقر مع عائلته، وفي عام 2020م انتقل إلى حضرموت. وتؤكد المصادر أن خالد سيف العدل عمل خلال الخمس السنوات الأولى في عدد من قطاعات التنظيم حيث عمل في الجناح الأمني للتنظيم الذي يديره الإرهابي إبراهيم البناء (مصري الجنسية)، ثم عمل منسقا في مجلس شورى التنظيم، كما عمل في لجنة العمليات الخارجية للتنظيم، بالإضافة إلى عمله في اللجنة الإعلامية للتنظيم.
وخلال هذه الفترة قام خالد سيف العدل بممارسة عمله بالقرب من رأس الهرم القيادي للتنظيم المتمثل بالأمير وأعضاء مجلس الشورى ومسئولي اللجان، ما مكنه من الاطلاع على الكثير من أسرار وخفايا التنظيم، وأكسبه خبرة كبيرة في القيادة، كما تمكن أيضا من التعرف على الكثير من القيادات واستطاع بناء علاقات واسعة مع العديد من تلك القيادات، حيث تمكن خلال تلك السنوات من استقطاب العديد من قيادات الصف الأول والثاني في تنظيم القاعدة وفتح قناة تواصل لهم مع والده سيف العدل المتواجد في إيران. ومن أبرز تلك القيادات:
- إبراهيم البناء - (مسئول الجناح الأمني للتنظيم).
- خالد باطرفي- (مسئول اللجنة الإعلامية للتنظيم).
- عبدالله المبارك - (مسئول اللجنة الشرعية والقضائية للتنظيم).
كما تمكن من استمالة الإرهابي الصريع عمار الصنعاني (أمير الجناح العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب من 2015 - 2022م، كما عمل على فتح قناة تواصل مباشرة بين الصنعاني ووالده سيف العدل حيث استطاع الأخير إقناع الصنعاني بعدم تنفيذ أي عمليات انتحارية أو تفجيرات أو اغتيالات في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، وكذلك عدم المشاركة في أي مواجهات مسلحة ضد الحوثيين في كافة جبهات القتال في اليمن.
إعدام المعارضين للاتفاق مع إيران
تقول المصادر إن خالد سيف العدل يقف أيضا خلف عمليات إعدام وتصفية العديد من القيادات الهامة في تنظيم القاعدة خلال الفترة من 2016 - 2020م، حيث قام وعبر عناصر الجناح الأمني للتنظيم بتوجيه اتهامات للمعارضين لتنفيذ الاتفاق مع إيران بالتجسس لصالح أجهزة مخابرات دولية، (وأغلب الذين تم إعدامهم هم قيادات يمنية وسعودية وكانوا يرون بأن أولوية أهداف تنظيم القاعدة تتمثل في القتال ضد الحوثيين)، فتمت عمليات إعدامهم بالتنسيق وبترتيب وتواطؤ من مسئول الجناح الأمني ومسئول اللجنة القضائية والشرعية للتنظيم (وبإيعاز من سيف العدل عبر نجله خالد)، مما أدى إلى تنامي نفوذ تيار سيف العدل داخل التنظيم في اليمن.
ومن أبرز القيادات في القاعدة الذين تم إعدامهم:
- حمزة الكربي - المكنى حمزة الشروري - سعودي الجنسية - كان يعمل مسئولا ماليا للتنظيم في محافظة حضرموت - تم إعدامه في معسكر التنظيم بمنطقة الخسف بمحافظة الجوف عام 2017.
- عبدالله السلمي – المكنى أبو عامر - سعودي الجنسية - كان يعمل قياديا عسكريا في تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء، تم إعدامه في معسكر التنظيم بمنطقة الخسيف بمحافظة الجوف عام 2017.
- أبو عمر الشهري - سعودي الجنسية - كان يعمل قياديا عسكريا في تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء، تم إعدامه في معسكر التنظيم بمنطقة الخسيف بمحافظة الجوف عام 2018.
- محمد عثمان - المكنى/ أبو تراب السوداني - سوداني الجنسية - كان يعمل قياديا في الجانب المالي لتنظيم القاعدة في اليمن، تم إعدامه في معسكر التنظيم بمنطقة الخسيف بمحافظة الجوف عام 2017.
- حسام الخالدي - سعودي الجنسية - كان يعمل قياديا عسكريا في تنظيم القاعدة بمحافظة حضرموت، تم تصفيته في أحد مآوي التنظيم بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت عام 2016.
- زين الله الصيعري - كان يعمل قياديا في تنظيم القاعدة بمحافظة حضرموت، تم إعدامه في معسكر التنظيم بمنطقة الخسيف بمحافظة الجوف عام 2017.
- رشيد الحبشي - قيادي ميداني في تنظيم القاعدة، تم إعدامه في أحد معسكرات التنظيم منطقة المصينعة بمحافظة شبوة عام 2019.
- عبدالرحمن جامل - المكنى أبو الحسن التعزي - قيادي عسكري في تنظيم القاعدة بمحافظة أبين، تم إعدامه في أحد معسكرات التنظيم بأبين عام 2018.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: القاعدة فی الیمن تنظیم القاعدة فی سعودی الجنسیة إلى الیمن فی إیران
إقرأ أيضاً:
تقرير جديد يكشف عن جهود مكافحة تغير المناخ في اليمن
يمن مونيتور/قسم الأخبار
كشف تقرير حديث صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن عن تداعيات تغير المناخ الخطيرة على البلاد، موضحاً الجهود المبذولة للتخفيف من آثاره.
يُعاني اليمن من ندرة المياه، وتفاقمت هذه الأزمة بسبب تغير المناخ والصراعات والظواهر الجوية المتطرفة كالفيضانات. وقد أثر هذا الوضع سلباً على إدارة الموارد، مما أعاق جهود التعافي وبناء السلام.
وتُظهر الدراسة حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ، خاصةً في القطاع الزراعي. فقد أدى تدهور التربة ونقص المياه وتواتر الظواهر الجوية القاسية إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما أثر بشكل كبير على الفئات الأكثر ضعفاً.
إلا أن التقرير سلط الضوء على مبادرات محلية واعدة تسعى لبناء القدرة على الصمود والتكيف مع تغير المناخ. فقد التزمت السلطات المحلية، ضمن مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن (SIERY)، بالحد من الآثار البيئية الضارة عبر قطاعات عدة، منها البناء وإدارة المياه والطاقة المتجددة والزراعة.
واعتمدت السلطات المحلية، ضمن سعيها للتخفيف من آثار تغير المناخ، على استخدام مواد بناء مستدامة كالأحجار والأخشاب المحلية، وتصاميم موفرة للطاقة، مع دمج أنظمة الطاقة المتجددة، كالألواح الشمسية، وأنظمة حصاد مياه الأمطار.
وشملت هذه الجهود التخطيط الدقيق لضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من التلوث، مع مراعاة تحمل البنية التحتية للظواهر الجوية القاسية. كما شجعت السلطات المحلية مشاركة المجتمعات المحلية في عملية التخطيط.
وفي سياق مواجهة انقطاع التيار الكهربائي، قامت السلطات المحلية بتركيب ألواح شمسية في أكثر من 70 مركزًا تعليميًا ضمن مشروع SIERY، مما وفر كهرباءً مستمرة، وخفض التكاليف، وعزز التعلم، لا سيما للنساء والفتيات.
كما ركزت جهود التشجير على زراعة حوالي 6000 شجرة حول مرافق الخدمات العامة، وذلك لامتصاص انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء.
وفي المناطق المعرضة للفيضانات، دعم مشروع SIERY السلطات المحلية بتوفير معدات لإدارة نفايات الفيضانات وتحسين شبكات الصرف الصحي. كما تم إعادة تأهيل 15 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي و34 شبكة مياه، وتحسين خدمات الصرف الصحي في 365 مرفقاً.
وفي حضرموت، أدت إعادة تأهيل قنوات الري الرئيسية إلى خفض هدر المياه بنسبة 57%، وزيادة كفاءة استخدام المياه بنسبة 77%، وتحسين الإنتاجية الزراعية.
وعزز مشروع SIERY الزراعة المائية كحل مستدام، كما دعم تحسين البنية التحتية للمياه لنحو 200 مزارع بن، مما قلل من اعتمادهم على هطول الأمطار.
وأخيراً، أدى التحول من مولدات الديزل إلى الطاقة الشمسية في 114 مكانًا عامًا إلى توفير ما يقارب 738,504 دولارًا أمريكيًا سنويًا من تكاليف الديزل، وتجنب انبعاث 2,735 طنًا من ثاني أكسيد الكربون. ويُعد هذا المشروع ممكناً بفضل دعم الاتحاد الأوروبي.