عربي21:
2025-01-31@03:18:05 GMT

حصون الثورة السورية المهددة من الداخل

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

فوجئت كما فوجئ الكثيرون بالزيارة التي قام بها وفد من معهد جسور برئاسة السيد محمد سرميني إلى العراق، ولقائه مع عمار الحكيم الذي شاركت مليشياته الطائفية في قتل السوريين والعراقيين، وكان جزءا من العملية السياسية العراقية الممهدة للاحتلال الأمريكي والإيراني.. وفوجئت بهذا الانحدار والانعطاف عن طريق الثورة، فالزيارة لا تشكل إضافة بحثية للمعهد، بعد أن بدت زيارة سياسية، وأقرب ما تكون إلى وفد رسمي سياسي، لا علاقة لشكل أو مضمون أو جلسة الزيارة بالبحوث والمعاهد والدراسات التي لم تعتد على مثل هذا النوع من الزيارات، إلّا إذا كانت جزءا من سياسة التطبيع مع القتلة والطائفيين، بعد أن تحولت بغداد الحشد الشعبي اليوم إلى مسوّق وواسطة للتطبيع مع العصابة الأسدية المجرمة.

.

هل يجرؤ معهد من معاهد المليشيات الطائفية على زيارة شخصية ثورية سورية أو عراقية مناهضة للمشروع الطائفي؛ الذي أجرم ولا يزال وسيظل يجرم بحق أهل السنّة؟ يحدث هذا في ظل تداعي الحصون الداخلية لثورة أهل الشام التي دفع الشعب السوري ثمنها باهظا، ولا يزال يدفع الثمن الأبهظ وسيظل، بوجود نخب تفتقر للإرادة في مواجهة المشروع الطائفي المجرم الذي يستهدف المنطقة، ولم يعد يستهدف سوريا والعراق ولبنان واليمن، فعينه غدت على حواضر ومدن جديدة.

منذ اليوم الأول للتصعيد الإيراني- الإسرائيلي لم يكن لدي شك في أن هذا التصعيد لن يقود إلى المواجهة، فكلا الطرفين يفهمان ويدركان مخاطر الانزلاق إلى حرب شاملة تفقدهما الكثير والكثير من مكتسباتهما التي لم يحلما بها طوال قرون، فإيران استطاعت أن تسطو على أربع حواضر عظمى لأهل السنة، بصمت أو تأييد واشنطن وموسكو وبكين وتل أبيب، في المقابل الكيان الصهيوني استطاع أن يتخلص من كتل ديمغرافية سنية تهدد كيانه استراتيجيا، فوجد ضالته في المليشيات الطائفية، التي أنجزت ما عجز الكيان الصهيوني عن إنجازه طوال قرون، ففرّغت مدن وحواضر أهل السنة من ساكنيها.

كان سفير عربي سابق يصف لي الصراع الإيراني- الإسرائيلي بأنه صراع المتشددين الذين يخدمون بعضهم بعضا، فالتشدد عملية تخادمية لطرفين، وهو ما جرى ويجري بين الإيراني والإسرائيلي، ولذلك فأي تخلٍ عن هدف مواجهة الحلف الطائفي، وأي عمل فردي أو قُطري في مواجهة هذا المشروع سيكون فاشلا، فالمشروع حضاري، وهو أقرب ما يكون لمواجهة المشروع الطائفي في القرن الرابع والخامس الهجريين يوم، ولذا ينبغي الحذر من هذا الخطر، والدعوة إلى مواجهته.

الكتل السنية المقاومة اليوم في سوريا وغزة تشكل خوارزم حقيقية يوم وقفت لعشر سنوات في مواجهة المد المغولي الخطير، وحين صمتت بغداد ودمشق والقاهرة عن مساعدة خوارزم في مواجهة التتار، كان مصير هذه العواصم أشبه ما يكون بخوارزم، واليوم التاريخ يكرر نفسه، إن لم يتدارك الجميع الخطر، ويستشعره، فأول مواجهة الخطر استشعاره والعمل على التصدي له، ومثل هذا التصدي لا يمكن أن يكون بشكل قُطري أو فردي، فلا بد أن يكون جماعيا، ولا بد أن يكون على مستوى الإقليم كله، فلا تدعو الحصون تتداعى أكثر فأكثر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق الطائفية سوريا الإيراني العراق إيران سوريا غزة الطائفية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

كلمة القائد العسكري فضل الله الحجي في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية

2025-01-30Hassan Nasrسابق كلمة القائد العسكري عزام الغريب في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية انظر ايضاً كلمة القائد العسكري عزام الغريب في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية

آخر الأخبار 2025-01-29وزير الخارجية والمغتربين يلتقي وفداً أوروبياً في دمشق 2025-01-29انطلاق فعاليات مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية وسط حضور موسع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية 2025-01-29وفاة أربعة أشخاص وإصابة أربعة جراء انفجار لغم أرضي في ريف ‏حماة الشرقي 2025-01-29(حماة تنبض من جديد).. مبادرةٌ أطلقتها المحافظة لتعزيز العمل التطوعي وإعادة تأهيل البنية التحتية 2025-01-29وزارة النقل: ندرس تعرفة خطوط نقل الركاب ‏بشكل دقيق 2025-01-29وفاة شخصين وإصابة 4 آخرين نتيجة حادث سير على طريق إدلب سرمين 2025-01-29وزير المالية في لقاء مع بعثة الاتحاد الأوروبي: ضرورة رفع كامل العقوبات عن سوريا 2025-01-29ورشة في وزارة الصحة لتنسيق الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في ‏سوريا 2025-01-29وزارة التربية والتعليم تناقش مع منظمات دولية ومحلية ‏خطتها وأولويات النهوض بالواقع التربوي 2025-01-29تشخيص وعلاج الانصمام الرئوي في محاضرة للجمعية الطبية السورية ‏الأمريكية بمشفى دمشق

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين ‏دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • كلمة وزير الخارجية أسعد الشيباني خلال مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
  • خطاب النصر لرئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
  • كلمة القائد العسكري فضل الله الحجي في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
  • شاهد | حقيقة الثورة السورية .. كاريكاتير
  • من مشاركات القادة العسكريين في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
  • من فعاليات مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
  • مباركة قيادة جيش سوريا الحرة للقائد الشرع بانتصار الثورة السورية
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • المخاطر المحيطة بالثورة السورية
  • الإشكالية الطائفية في الخريطة السياسية السورية!