ماهر الدغيشي: كرة اليد شهدت تراجعا في الصالات والشواطئ .. والجيل الحالي مُتعِب!
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
عندما يكون الحديث عن أبطال لعبة كرة اليد العمانية، لا يمكن إغفال اسم لاعب منتخبنا الوطني سابقا ومدرب فريق كرة اليد بنادي أهلي سداب بالموسم الماضي ماهر الدغيشي، فهو من الأسماء التي صالت وجالت في سماء لعبة كرة اليد، كونه يعد أبرز اللاعبين الذين تميزوا وتألقوا في الملاعب للإمكانيات التي تمتع بها والألقاب التي جمعها مع مختلف الأندية التي ارتدى قمصانها لما يقارب 20 عاما، حيث لعب لأول مرة مع سداب خلال المراحل السنية في عام ١٩٩٤ وبعد ذلك انتقل للعب للفريق الأول بالنادي، ثم اندمج النادي مع الأهلي ليصبح اسم النادي أهلي سداب، وبعدها خاض تجربة احترافية مع نادي الأهلي القطري في موسم ٢٠٠٥/ ٢٠٠٦ وحقق معه الدوري القطري، ثم عاد بعدها للعب في صفوف أهلي سداب لمدة موسم واحد، لينتقل بعدها إلى نادي مسقط للعب في صفوفه لما يقارب ستة مواسم وتوّج معه بدرع الوزارة والدوري، ليعود بعدها لتمثيل نادي أهلي سداب لموسمين، وختم مسيرته كلاعب في صفوف نادي السيب، ثم فكر في الاعتزال في ذاك الوقت بسبب الإصابات المتكررة التي لاحقته، وقال في ذلك: وصلت إلى مرحلة كان من الضروري أن أترك اللعبة وأتوجه نحو عالم التدريب، حيث كثفت حضوري في الدورات التدريبية آنذاك.
عالم التدريب
أكد الدغيشي أنه فكّر بالبدء من الصفر في عالم التدريب في كرة اليد، حيث التحق بعدة دورات في مصر وحصل على شهادات آسيوية وعربية في مجال التدريب، كما حصل على دورة تدريبية في سلطنة عمان، ومكّنه ذلك من حصوله على شهادة "سي" و"ب". وأشار إلى أن البداية كانت بتدريب نادي مجيس في مسابقة درع الوزارة وهي تجربة قصيرة، ومن ثم أمسك بزمام تدريب فريق مهام شرطة عمان السلطانية لكرة اليد، بعدها التحق بأهلي سداب كمساعد مدرب في الموسم قبل الماضي، لافتا إلى أنه استفاد كثيرا من المدرب التونسي المنجي بوغطاس الذي كان يشرف على تدريب الفريق، بينما شهد الموسم الماضي حضوره مدربا للفريق الأول بنادي أهلي سداب.
وأوضح الدغيشي أنه ما زال يحاول أن يطور مستواه التدريبي وذلك لحداثته في التدريب مع خوضه تجربة أن يكون مدربا لفريق اليد بنادي أهلي سداب في الموسم الفائت، وأوضح أنه من الوارد جدا أن يقود المنجي بوغطاس الفريق في الموسم الجديد ليعود هو لمهمة مساعد مدرب الفريق في الموسم الجديد.
ويرى الدغيشي أن التدريب في الأجيال الحالية متعب، حيث اختلف الوضع تماما عن السابق، فعندما كان لاعبا كان الوضع مغايرا، كما أن هناك فرقا شاسعا عندما تكون لاعبا وعندما تصبح مدربا، وتتمثل الصعوبة في أن المدرب يجب أن يجهز اللاعبين جيدا، كما يتحتم عليه وضع برنامج متكامل للفريق للموسم برمته.
وأكد أن تدريب المراحل السنية أصعب من تدريب لاعبي الفريق الأول، والمدربون الوطنيون لديهم الكفاءة المؤهلات اللازمة، لكنه يرى بأنه يفضّل أن يوجد مدرب من خارج سلطنة عمان لقيادة المنتخبات الوطنية لأخذ الفائدة منه وتكون لديه مدرسة خاصة للتدريب وهذا بلا شك يعود بالفائدة على المدربين الوطنيين ليطوروا مستوياتهم التدريبية مع مرور الوقت، كما أن المدربين الأجانب تكون لديهم تجربة أكبر من المدربين المحليين.
وأضاف: شاركت في مجال التدريب لمدة ثلاثة مواسم لكنني أحتاج لعمل كبير لتطوير جوانب عديدة كمدرب، ويمكن التمعن في خبرة المدربين الذين قادوا الأندية للألقاب خلال السنوات الماضية وتوظيفهم لخبرتهم الكبيرة في التدريب بشكل جيد مع الفرق التي دربوها. وأوضح أن المنتخبات العالمية تستقطب مدربين أجانب، كما أن معظم المنتخبات الخليجية لديها مدربون أجانب، مشددا على ضرورة أن نحذو حذوهم إذا ما أردنا تطوير اللعبة في سلطنة عمان. وأشار إلى أن المدربين الوطنيين بحاجة إلى دورات تدريبية قوية وأن يكون لديهم دعم خاص من قبل الاتحاد العماني لكرة اليد، مبينا أن المدربين الوطنيين في الأندية يعملون حسب إمكانياتهم المتاحة.
طموحات أهلي سداب
أكد الدغيشي أن طموحات فريق كرة اليد في المرحلة المقبلة تتمثل في جلب مدرب جيد لقيادة الفريق، كما أن هناك خطة عمل للسنوات القادمة واسترجاع اللاعبين الذين انتقلوا للعب لأندية أخرى، مبينا أن النادي وضع خطة عمل واضحة يعمل فيها بعقلانية. وتابع: نطمح لأن يعود نادي أهلي سداب لمكانته الطبيعية ويحقق الإنجازات مثل ما تعودت جماهيره على ذلك خلال سنوات مضت، مؤكدا أن الجهاز الفني للفريق سيقدم كل ما في جعبته في سبيل خدمة الفريق والوصول به إلى منصات التتويج، ومع تكاتف الجهاز الإداري بالنادي سوف تكون لدى الفريق فرصة مواتية لتحقيق الألقاب خلال الفترة المقبلة.
مشاركة آسيوية
أكد الدغيشي أن أهلي سداب سيشارك في البطولة الآسيوية الـ 27 لأندية أبطال الدوري للرجال التي ستقام في الفترة من 13 - 24 نوفمبر القادم، وتعد إيجابية للفريق لتجهيزه للاستحقاقات المقبلة مثل مسابقة درع الوزارة والدوري العام، مبينا أن البطولة قوية ويشارك بها العديد من الأندية التي لها وزنها في اللعبة. وأشار الدغيشي إلى أن الأندية التي ستشارك في البطولة لها إعداد طويل ولاعبوها في جاهزية تامة للبطولة، بينما أهلي سداب سيبدأ إعداده في شهر سبتمبر بانتظار المدرب الذي سيشرف على تدريب الفريق خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف: ستقام البطولة بمشاركة أندية الريان والدحيل (قطر)، والكويت وكاظمة (الكويت)، والخليج (السعودية)، والشارقة (الإمارات)، والشباب (البحرين)، وأهلي سداب (سلطنة عمان)، والكرخ (العراق)، وأوزبك (أوزبكستان)، وميس كرمان (إيران). وأوضح أن الفريق يهدف إلى تشريف كرة اليد العمانية والظهور بصورة جيدة خلال منافسات البطولة.
تراجع في المستويات
أشار الدغيشي إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت تراجعا للعبة كرة اليد للصالات والشواطئ سواء فيما يخص المراحل السنية أو الفريق الأول، حيث أوضح أنه في السابق كان العمل يستمر على مدار العام سواء للمراحل السنية أو الصالات أو الشواطئ، كما أن التوقفات الطويلة وقصر مدة إقامة المسابقات أضرتا باللاعبين والمستويات الفنية للدوري لم تكن كسابق عهدها، حيث أشار إلى أن مدة المسابقات تمتد لأربعة أو خمسة أشهر فقط، وبالتالي نأمل بأن تكون هنالك تغييرات في الفترة المقبلة ولا أتمنى أن تستمر النتائج السلبية لمشاركاتنا الخارجية.
وتابع: من الضروري حضور مدربي المنتخبات الوطنية في جميع المسابقات التي يقيمها الاتحاد العماني لكرة اليد، موضحا أنه ينبغي الاهتمام بفرق المراحل السنية وأن يكون لاعبو الشواطئ مختلفين عن الصالات، ونأمل من الإدارة الجديدة لاتحاد اليد أن تكون لديهم نظرة لمستقبل كرة اليد العمانية، مبينا أن المدربين الذين يقودون المنتخبات الوطنية لديهم الكفاءة والقدرة على تحقيق الإنجازات في المنتخبات التي يشرفون على تدريبها إذا ما توفرت لهم البيئة التدريبية المناسبة.
تطوير المسابقات
وأوضح الدغيشي أنه يأمل من الاتحاد العماني لكرة اليد أن يكون قادرا على تطوير المسابقات المحلية، حيث إنه من الضروري البدء بالتركيز على منتخبات المراحل السنية للأهمية الكبيرة للاعب في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن الدوري يجب أن يحوي عددا كبيرا من المباريات ولا يقتصر على لعب مباريات قليلة، مشيرا إلى أن انتهاء الدوري في ظرف أسبوع لا يمثل أي إضافة للاعب لذا يجب أن يخوض لاعبو المراحل السنية مباريات أكثر من الفريق الأول، ويجب التركيز كذلك على الأشبال والبراعم وليس الناشئين والشباب فقط، حتى تكون هناك قاعدة جيدة من اللاعبين.
وأضاف: من الضروري أن تكون هناك تحسينات كثيرة على مسابقة درع الوزارة والدوري العام وأن يتم تمديد فترة الدوري ليصل إلى ستة أشهر أو أكثر، مؤكدا أن المدربين الذين يشرفون على تدريبات الفرق يأتون لمدة ثلاثة أشهر فقط، وهذه فترة قصيرة جدا ومن الصعب على المدرب إيصال أفكاره وتحقيق الاستمرارية على أساليب اللعب خلال فترة زمنية محدودة، كما أكد أنه كمدرب لا يجد تدريب فريق لمدة ثلاثة أشهر فترة كافية ولا تعود بالفائدة على جميع أطراف اللعبة، كما أن اللاعبين ذاتهم غير مستفيدين عند إبرامهم لعقود انضمامهم للأندية، ويتأثر مستوى اللاعب بالسلب. وأوضح أن اللاعب يخوض مباريات لمدة قصيرة وبعدها يتوقف طوال السنة، بغض النظر عن بعض اللاعبين الذين يلعبون مع المنتخب الوطني ويشاركون في بطولات متنوعة فإن معظم اللاعبين ليس لديهم الاستمرارية في اللعب والتوقف يضر بمستوياتهم.
وأكد الدغيشي على أهمية وجود مدرب لديه دراية كافية باللعبة وخطط واضحة لتطوير اللعبة ولديه معرفة بنظام الدوري والمباريات وله نظرة بعيدة لبناء منتخب قوي قادر على المنافسة في أعتى البطولات، مشيرا إلى أن المواهب موجودة في كرة اليد لكن تحتاج إلى عمل واهتمام أكبر وذلك ينطبق على لعبة كرة اليد للصالات والشاطئية.
وقدم الدغيشي الشكر للمدربين الذين أشرفوا على تدريبه خلال مسيرته بالملاعب ومنهم المدرب بوزوزو ونبيل المعشري والمصري علي الشناوي، والجزائريان بودرالي ومراد والدنماركي جورم، والقائمة تطول، وخصّ الشكر لنبيل المعشري الذي أشرف على تدريبه منذ الصغر، ثم أكمل المشوار مع المدرب علي الشناوي، كما شكر اللاعبين الذين زاملهم في مسيرته بالمنتخبات الوطنية والأندية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنتخبات الوطنیة اللاعبین الذین المراحل السنیة نادی أهلی سداب عالم التدریب أن المدربین سلطنة عمان من الضروری على تدریب أن المدرب لکرة الید فی الموسم وأوضح أن مبینا أن کرة الید أن یکون کما أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
أهلي صنعاء والحاكم بأمره
حال أنديتنا الرياضية كحال المثل الشعبي القائل «مغني جنب أصنج» فالجهات المسئولة عن الرياضة في واد والأندية في واد أخر وكل يحرث من جهته والنتيجة ما وصلت إليه الرياضة من تدهور وحالة يرثى لها من التخبط والضياع.
هذه المقدمة فرضت نفسها من خلال متابعة ما يدور في النادي الأهلي بصنعاء حيث قدم رئيس مجلس الشرف الأعلى بالنادي يحيى الحباري استقالته من النادي مرجعاً الأسباب إلى الفوضى الإدارية التي يمر بها النادي والاختلالات في عمل مجلس إدارة النادي وتحكم شخص واحد من خارج المجلس في كافة أمور النادي واعلن انه لن يعود إلا بعد تصحيح الوضع وهذا الأمر نفسه كان موضوع رسالة رفعها الكابتن سفيان الثور موقعه من عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية للنادي من لاعبين وإداريين سابقين وجمهور يطالبون فيها بتنحية هذا الشخص عن ممارسة العمل الإداري في النادي حيث وهو يشغل منصب رئيس اتحاد لعبة رياضية وكذا عضواً في هيئة رياضية أخرى في اختراق واضح للوائح المنظمة للعمل في الاتحادات والأندية وحين لم يجد تجاوبا تم توكيل احد المحامين لرفع دعوى لدى المحكمة الإدارية المختصة ضد مجلس إدارة النادي الاهلي بصنعاء.
هذا الأمر يمر على الجهات المختصة في وزارتي الشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية مرور الكرام وكأن الأمر لا يعنيهما رغم انه من صميم اختصاصهما في متابعة الأوضاع والاختلالات الإدارية في الأندية والاتحادات الرياضية ومعالجتها أو اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وفقا للقانون واللوائح المنظمة.
طبعا هذه الفوضى والاختلالات الإدارية والقانونية التي تجري في النادي الأهلي بصنعاء وتحكم هذا الشخص في مقاليد الأمور على مدى سنوات دون أن يجد من يوقفه عند حده يدعو للاستغراب عن سر هذه السلطة لشخص يكسر القوانين واللوائح إلى درجة أن أي قرار في النادي لا يمكن أن ينفذ إلا بموافقة منه وأي اجتماع لا يمكن أبدا أن يتم عقده إلا بعد أخذ الإذن منه. وحتى نتائج الاجتماعات يتم عرضها عليه للموافقة عليها وكل شيء لابد أن يمر عبره رغم انه لا يملك أي صفة قانونية ولم يتم انتخابه من قبل الجمعية العمومية.
إذا سلمنا جدلا أن هناك مصالح تربط مجلس إدارة النادي بهذا الشخص أو أن هناك أمورا خفية تؤدي إلى الصمت والسكوت على هذا الحال فما هو السبب في صمت وزارتي الشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية على هذا الوضع غير القانوني وغير المنطقي والمخالفة الصريحة للقانون واللوائح؟ وهل يمكن أن تتحرك المياه الراكدة بعد استقالة الحباري والقضية التي رفعها أعضاء الجمعية العمومية أم أن الأمر سيبقى كما هو؟
مما لاشك فيه أن غياب القوانين واللوائح المنظمة لعمل الأندية والهياكل التنظيمية الحقيقية وكذا عدم وجود المتابعة والتقييم من قبل الجهات المعنية المسئولة عن الرياضة سواء في الوزارة أو مكاتبها في المحافظات لأوضاع الأندية يؤدي إلى مزيد من التدهور والضياع ويفاقم المعاناة التي يعيشها الرياضي في اليمن جراء هذه الأوضاع المأساوية لأنديتنا والتي تنعكس سلباً على الأوضاع الرياضية في البلد، لأن كل طرف يعمل بمعزل عن الآخر وما يجري في النادي الأهلي بصنعاء وهو في العاصمة دليل على أن هناك اختلالات كبيرة في بقية الأندية وخاصة البعيدة في المحافظات والمديريات..
ختاما هذه رسالة إلى مجلس إدارة النادي الأهلي ووزارتي الشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية بتصحيح هذا الوضع غير القانوني بعيدا عن الصمت والهروب خاصة أننا في ظل حكومة التغيير والبناء التي نامل أن تعمل على تصحيح الاختلالات وتغيير واقع الرياضة إلى الأفضل.