ليبيا – نشر موقع “بيزنس نيوز واير” الإخباري البريطاني مقال رأي بقلم مصطفى المانع عضو جماعة الاخوان المسلمين والعضو في لجنة إدارة المصرف الليبي الخارجي تضمن تحليلات مالية مهمة.

المقال الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد تمحور حول الأولويات الاستراتيجية للمصرف المركزي.. وفيما يلي نص المقال:

مع المناقشات الدائرة حول تعيين مجلس إدارة جديد للمصرف المركزي يتجه التركيز لأولويات استراتيجية يجب على المجلس تحديدها لضمان الاستقرار المالي والاقتصادي فالمرحلة حاسمة في ظل تحديات اقتصادية فالتضخم وتقلب أسعار الصرف وإدارة الاحتياطيات الأجنبية ووضع سياسي لا مستقر.

ما يعني بلغة مبسطة قدر الإمكان حتى يفهمها الجميع مع الأخذ في الاعتبار أن المصرف المركزي وإدارته تجاوزا مستوى السلطة والنخبة ليصبحا شأنا وطنيا استحوذ على اهتمام الجميع ألخص أولويات الإدارة الجديدة على النحو التالي:

استعادة الثقة في النظام المالي:

من أبرز الأولويات لمجلس الإدارة الجديد استعادة الثقة في النظام المالي والمصرفي الليبي وهذا أمر ضروري لإعادة بناء الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.

توحيد السياسة النقدية:

بعد سنوات من الانقسام السياسي والاقتصادي في ليبيا من الأهمية بمكان توحيد السياسة النقدية على مستوى الدولة ويتعين على مجلس الإدارة الجديد التنسيق بين الفروع المختلفة للمصرف المركزي في طرابلس وبنغازي لضمان تماسك السياسة النقدية وتناسقها وتوحيد النظام المصرفي وستكون هذه الخطوة حيوية في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز ثقة المستثمرين.

معالجة التضخم وأسعار الصرف:

التضخم وارتفاع أسعار الصرف من بين أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد وينبغي للمجلس الجديد أن يعمل على تطوير سياسات تهدف إلى استقرار الأسعار وتعزيز قيمة الدينار ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية مثل تحديد أسعار الفائدة مع مراعاة الطبيعة الخاصة للحالة الليبية.

ومعالجة الضريبة المفروضة على النقد الأجنبي واحترام الأحكام القضائية في هذا الصدد وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي وتحسين إدارة تدفقات النقد الأجنبي في السوق ومعالجة القيود غير الموضوعية المفروضة على وصول المواطنين والشركات لهذه العملات الأجنبية.

إدارة الأصول والاحتياطيات الأجنبية بشكل فعال:

الاحتياطيات الأجنبية هي حجر الزاوية للاستقرار الاقتصادي ويجب على المجلس الجديد وضع استراتيجيات مدروسة جيدا لإدارة هذه الاحتياطيات باحترافية وشفافية وضمان تلبية الاحتياجات المستقبلية للاقتصاد وتحقيق الاستدامة المالية وينبغي أن تشمل هذه الاستراتيجيات تنويع الأصول والحفاظ على مستويات السيولة الكافية.

وضمان الاستثمارات الآمنة والمربحة والنظر في مخاطر الاستثمار والالتزام بالتصنيف الائتماني للبنوك التي يتم التعامل معها.

تحسين الوصول إلى الخدمات المصرفية:

يشكل زيادة الوصول إلى الخدمات المصرفية في جميع أنحاء ليبيا تحديا مهما وينبغي للمجلس الجديد التركيز على تعزيز البنية التحتية المصرفية في المناطق المحرومة فضلا عن تعزيز الشمول المالي من خلال قنوات مبتكرة مثل الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول.

هذا بالإضافة إلى الخدمات المصرفية الأساسية التي يكافح المواطنون للوصول إليها مثل السيولة وفتح الحسابات وإصدار دفاتر الشيكات والتحويلات الدولية وغيرها.

تعزيز الرقابة وسلامة النظام المالي:

إن تعزيز الأنظمة التنظيمية على البنوك والمؤسسات المالية الأخرى أمر حيوي لضمان الاستقرار المالي وينبغي للمجلس الجديد أن يعمل على تحديث الأنظمة التنظيمية وتطبيق المعايير الدولية لضمان سلامة النظام المصرفي والمالي والحد من المخاطر وضمان وفاء البنوك والمؤسسات الدولية بالتزاماتها الوطنية والدولية فيما يتعلق بمكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.

دعم التنوع الاقتصادي:

على الرغم من أن المصرف المركزي ليس الكيان الوحيد المسؤول عن التنوع الاقتصادي إلا أن دوره في دعم هذا الهدف محوري وينبغي للمجلس الجديد أن يتعاون مع الحكومة والمؤسسات الأخرى لتوفير بيئة مواتية لتنمية القطاعات غير النفطية من خلال تقديم التسهيلات المالية والدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وينبغي للقطاع المصرفي أن يستأنف دوره في التمويل والإقراض.

تعزيز العلاقات المالية الدولية:

ونظرا للتحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه ليبيا فإن مجلس الإدارة الجديد يجب أن يعمل على تعزيز العلاقات مع المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وخاصة من خلال مواصلة إجراء مشاورات المادة الـ4 مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ توصيات المشاورات السابقة فضلا عن تعزيز التعاون مع الدول الصديقة لدعم الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات وتحسين السمعة الدولية والثقة في القطاع المصرفي والمالي الليبي.

فرض نهج الحوكمة والإفصاح والنزاهة:

على مستوى المصرف المركزي والمصارف التجارية تبرز أهمية فرض نهج الحوكمة الذي كان غائبا في السنوات الأخيرة وتتضمن الأولويات القصوى للحوكمة اتخاذ القرارات ضمن مجلس إدارة كامل يجتمع بانتظام ويعمل من خلال لجان مثل لجنة الاستثمار والمخاطر والمراجعة والتعيينات والالتزام بإعداد القوائم المالية السنوية الموحدة وفقا للمعايير المحاسبية الدولية.

ومراجعة القوائم المالية من قبل جهة محايدة والإفصاح عن تقرير الأداء السنوي والإفصاح الدوري عن الإيرادات والنفقات العامة وإنشاء نظام يمنع تضارب المصالح وتبني سياسات متقدمة للاستثمار والمخاطر والمراجعة والتعيينات وتطوير الهيكل التنظيمي، وإنشاء نظام للمساءلة والإبلاغ عن المخالفات وهذه أولويات يجب الالتزام بها على مستوى المصرف المركزي والمصارف التجارية.

ضمان استقلال المصرف المركزي وإبعاده عن الاستقطاب السياسي:

لقد حان الوقت لعودة المصرف المركزي إلى دوره المنوط به كسلطة نقدية مستقلة تركز على دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الدينار والاستفادة من موارده لضمان تقديم الخدمات المناسبة للمواطنين والشركات كما يجب على المصرف أن يعمل كشريك أساسي في دعم قطاع النفط والغاز المصدر الوحيد للاقتصاد الوطني لزيادة معدلات الإنتاج والتصدير.

علاوة على ذلك يجب أن يعمل كمستشار اقتصادي أعلى للسلطة التنفيذية من خلال تقديم المشورة العلمية القائمة على الأرقام والجداول ومؤشرات الأداء بعيدا عن الأجندات السياسية والاستقطاب الإقليمي.

وفي الختام …إن نجاح مجلس إدارة المصرف المركزي الجديد يظل رهينا بقدرته على التعامل بفعالية مع هذه الأولويات الاستراتيجية ولا شك أن التحديات كبيرة بما في ذلك إرث السنوات السابقة والهشاشة المتأصلة لاقتصادنا الوطني الذي يعتمد فقط على النفط. ومع ذلك هناك أيضا فرص لتحقيق الاستقرار المالي المستدام ودعم التنمية الاقتصادية في ليبيا.

ومن خلال الإدارة الفعّالة والقرارات المدروسة والتواصل والتنسيق مع جميع الأطراف الوطنية دون استثناء، يمكن لمجلس الإدارة الجديد أن يلعب دورا محوريا وتاريخيا في صياغة مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا للبلاد وحياة أكثر كرامة وأمانا للمواطنين.

ترجمة المرصد – خاص

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: مجلس الإدارة الجدید الخدمات المصرفیة السیاسة النقدیة المصرف المرکزی مجلس إدارة الجدید أن من خلال أن یعمل

إقرأ أيضاً:

ندوة تناقش تعزيز الوعي المالي لطلبة المدارس والاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية

انطلقت اليوم أعمال ندوة الثقافة المالية تحت شعار "نحو وعي طلبة المدارس بمبادئ الثقافة المالية" بفندق كمبينسكي الموج، وتناقش على مدى يومين تنمية الوعي بالثقافة المالية لدى طلبة المدارس، والاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية التي تبنت الثقافة المالية لدعم التنمية المستدامة والاستفادة منها في بناء استراتيجية واضحة للتعليم المالي في سلطنة عمان.

رعى حفل الافتتاح معالي الدكتور سعيد بن محمد بن أحمد الصقري وزير الاقتصاد، وبمشاركة عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وخبراء من المنظمات العالمية والعربية والبنك المركزي العماني ومؤسسات القطاع المصرفي.

أكد سعادة ماجد بن سعيد البحري وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والمالية على أهمية تنفيذ الندوة التي جاءت من منطلق أهمية غرس مبادئ الثقافة المالية لدى طلبة المدارس، وحرص وزارة التربية والتعليم على رفع الوعي بها كأحد متطلبات التنمية المستدامة بمختلف جوانبها الاجتماعية والاقتصادية؛ التي يعقبها الوصول إلى أعلى مستوى من الكفاءة الإنتاجية والتثقيفية والتعليمية في التعليم المدرسي، ومواكبة لرؤية "عُمان 2040" التي أكدت على ضرورة الاهتمام بنشر الوعي حول الثقافة المالية لدى طلاب المدارس، وإعداد جيل قادر على مواكبة التطورات الاقتصادية الحالية، والتكيف معها مستقبليًا.

وهدفت الندوة إلى إبراز دور التعليم في تنمية الوعي بالثقافة المالية لدى طلاب المدارس، وتعزيز التعاون التربوي الدولي بين وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية الدولية المعنية بالتعليم المدرسي، بالإضافة إلى عرض التجارب الدولية والإقليمية التي تبنت الثقافة المالية لدعم التنمية المستدامة والاستفادة منها في بناء استراتيجية واضحة للتعليم المالي في سلطنة عمان، إلى جانب استشراف مستقبل الثقافة المالية في رؤية "عمان 2040"، وإبراز أهمية غرس مبادئ الثقافة المالية لدى طلبة المدارس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

"التكنولوجيا المالية"

وسلطت الندوة الضوء على تطور التكنولوجيا المالية ومساهمتها في تعزيز الثقافة المالية لطلبة التعليم المدرسي، والتعليم المدرسي لاتخاذ القرارات المالية المناسبة، إلى جانب إبراز أهمية الثقافة المالية في تعزيز مهارات الإبداع والابتكار وريادة الأعمال للطلبة، وتفعيل دور الشراكة المجتمعية مع القطاع الحكومي والخاص فيما يخص الثقافة المالية لدى طلبة المدارس.

وتطرقت الندوة إلى حلقات حوارية بينها عن آليات الاستفادة من خبرات وتجارب الدول في إدخال الثقافة المالية في المناهج الدراسية بمشاركة الخبراء من خارج سلطنة عمان وعدد من المختصين بالمديرية العامة لتطوير المناهج، وحلقة أخرى حول بدء تنفيذ البرنامج التدريبي في الثقافة المالية بالتعاون مع منصة مرشد المهني الذي يستهدف أخصائيي التوجيه المهني كوسيط ناقل للمعرفة لطلبة المدارس للصفوف (7-9)، إلى جانب حلقة تطرقت إلى التعاون مع مكتب التربية "العربي لدول الخليج" ينفذ ورشة افتراضية بعنوان: "المهارات المالية الأساسية للطلبة في المدرسة: الفرص والتحديات".

كما ناقشت الجلسة الأولى من الندوة عددًا من أوراق العمل، منها: "أهمية فهم الثقافة المالية وتأثيراتها على حياة الأفراد والمجتمعات"، وورقة عمل أخرى بعنوان "دور المؤسسات في تعزيز الثقافة المالية في التعليم المدرسي من أجل تحقيق الاستدامة المالية"، بالإضافة إلى ورقة ناقشت "الموجهات والتدخلات السلوكية لتعزيز أنماط تعلم الثقافة المالية من أجل تنمية مستدامة"، في حين تطرقت الجلسة الثانية إلى عرض نماذج من التجارب الرائدة الإقليمية والدولية في الثقافة المالية، حيث استعرضت تجربة المملكة العربية السعودية ودولة قطر، بالإضافة إلى استعراض تجربة المملكة الأردنية الهاشمية، وتجربة النمسا، ثم تجربة فنلندا.

"القرية البنكية"

وعن مشاركة البنك المركزي العماني في ندوة الثقافة المالية، قالت فدوى بنت محمد السعيدية، مساعدة تطوير المصارف بالبنك المركزي العماني: إن البنك المركزي العُماني جزء من فريق إدارة مشروع "خزنة" لغرس مبادئ الثقافة المالية لدى طلبة المدارس التابع لوزارة التربية والتعليم، موضحة أن القرية البنكية هي إحدى الأفكار التي شارك بها طلاب جامعة الشرقية في مسابقة "خططها صح" التي أطلقها البنك المركزي العُماني لطلاب الجامعات والكليات في سلطنة عُمان.

لافتة إلى أن القرية البنكية هي مبادرة تعليمية مبتكرة ومصممة خصيصًا لطلاب مدارس الحلقة الأولى، حيث تقدم بيئة تفاعلية ممتعة تهدف إلى غرس مفاهيم الثقافة المالية بأسلوب بسيط وجذاب، كما تمنح الطالب جولة تبدأ باستلام شيك مصرفي للطالب بقيمة معينة، ثم ينتقل الطالب إلى جهاز الصراف الآلي (ATM)، ليصبح بإمكانه بعدها التصرف بحرية في كيفية استثمار هذا المبلغ، ويمكن للطالب صرف أمواله في محل بيع المواد الغذائية أو التوجه إلى "محل اصنع واستثمر"، إذ يتيح له تعلم فنون الادخار من خلال شراء مواد خام لصنع حصالات وأدوات أخرى تسهم في بناء حس الادخار والاستثمار، كما يمكن للطالب شراء الألعاب أو المنتجات المختلفة من محل بيع الألعاب، مما يمنحه حرية التصرف في إدارة أمواله. وبينت أن القرية البنكية لا تقدم فقط تجربة تعليمية، بل تمثل رحلة تعليمية تفاعلية تغرس لدى الطالب أساسيات التعامل المالي بحكمة، وتساعده على تطوير مهارات اتخاذ القرارات المالية بطريقة بسيطة وسهلة.

"المعرض المصاحب"

يصاحب الندوة معرض يحوي إبداعات الطلبة ويبرز إنجازاتهم في مجال الثقافة المالية، إذ يضم المعرض خمس قرى معرفية تضمنت خزنة، والتاجر الصغير، والمستثمر الذكي، والذكاء الاصطناعي، ومخرجات الملتقى الطلابي الخليجي في الثقافة المالية، إلى جانب القرية البنكية ومرسم للثقافة المالية. وتصاحب الندوة تقديم (12) حلقة تدريبية لطلبة المدارس من المراحل التعليمية (1-12)، يقدمها مجموعة من الخبراء والمختصين في تعزيز الوعي المالي، وكذلك فعاليات مصاحبة في المديريات التعليمية في المحافظات، وأخرى تتمثل في زيارات طلابية للمؤسسات المصرفية.

كما استعرض خلال اليوم الأول من الندوة عرض مرئي حول جهود الوزارة في الثقافة المالية، وعرض لفقرة "قطوف مالية" لبرنامج أكاديمية "ماليات" الذي ينفذه المشروع بالتعاون مع بنك مسقط، واستعراض نتائج الدراسة الدولية لتقييم نتائج الطلبة في (برنامج بيزا) التي تقيس مدى إلمام الطلاب بالأساسيات المالية.

مقالات مشابهة

  • “المركزي”: الاحتياطيات الدولية للقطاع المصرف تنمو 8%.. والتحويلات بين البنوك تتجاوز 9.3 تريليون درهم
  • لنقي: دور الصديق الكبير في إدارة المصرف المركزي «انتهى»
  • الكبير: 30 مؤسسة دولية علقت معاملاتها مع المصرف المركزي  
  • الصديق الكبير لرويترز: مصرف ليبيا المركزي معزول عن النظام المالي الدولي
  • ممثل المجلس الرئاسي يتوقع عقد جولة مشاورات رسمية الأسبوع القادم بشأن أزمة المصرف المركزي
  • الرئاسي: المنفي بحث مع أعضاء من مجلس الدولة توحيد الجهود حول قضية المصرف المركزي
  • دغيم: “الرئاسي” يرحب بكل ما يتفق عليه مجلسا النواب والدولة حول محافظ المصرف المركزي
  • ندوة تناقش تعزيز الوعي المالي لطلبة المدارس والاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية
  • عقيلة صالح: المجلس الرئاسي يتحمل كامل المسؤولية على اقتحام المصرف المركزي
  • كرموس: نرفض أن يكون المجلس الرئاسي طرفاً في حوار يتعلق بأزمة المصرف المركزي