وزارة الصحة ووقاية المجتمع تطوّر بروتوكولات موحدة للكشف المبكر عن السمنة لدى الأطفال واليافعين
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
في إطار استراتيجيتها لتحسين صحة الأجيال، نظمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع حزمة ورش تدريبية لتطوير كفاءات الكوادر الصحية المدرسية وتحسين مهاراتهم المعرفية، بهدف ضمان دقة وموثوقية البيانات الصحية للطلاب، وذلك دعماً للبرنامج الوطني لمكافحة السمنة لدى الأطفال واليافعين.
وتركز الورش التي انعقدت في ديوان الوزارة بدبي، ومعهد تدريب المعلمين بعجمان، وفي الشارقة، على تدريب كادر التمريض المدرسي والكادر المساند من معلمي التربية البدنية على تسجيل القياسات الإنثروبومترية لطلاب المدارس من سن 5 إلى 17 سنة، وذلك بهدف وضع بروتوكولات موحدة لجمع البيانات المتعلقة بالرصد المبكر لمؤشرات السمنة لدى الفئات العمرية المستهدفة على المستوى الوطني وتحليلها، مما يسهم في تعزيز فعالية السياسات الصحية الوقائية واتخاذ قرارات مبنية على أدلة علمية دقيقة في مجال الصحة العامة.
تعزيز جودة الحياة
وتأتي الورش التدريبية التي استمرت على مدار 4 أيام، وتخللها جلسات فرعية، في إطار استراتيجية الوزارة الهادفة لإدارة البرامج الصحية الوقائية والمجتمعية المعززة لجودة الحياة على مستوى الدولة، وضمان دقة البيانات الخاصة بالبرنامج الوطني لمكافحة السمنة لدى الأطفال واليافعين، الرامية لرفع مستوى الصحة العامة لدى أفراد المجتمع مع التركيز على طلبة المدارس.
بيانات موثوقة ودقيقة
واشتملت الورش على عدد من التدريبات التي تهدف إلى تحسين المهارات لتعزيز القدرات الفنية للممرضين والممرضات في المدارس لقياس الوزن والطول بدقة، وذلك باتباع المعايير المعتمدة للقياسات الأنثروبومترية، مما يضمن الحصول على بيانات موثوقة ودقيقة تُسهم في تحديد مدى انتشار السمنة بين الطلاب، وتحديد الحالات المرتبطة بزيادة الوزن، وتوحيد الإجراءات لتسجيل بياناتهم الصحية، وضمان اتساقها.
التدريب على تعبئة البيانات
كما استهدفت الورش التي تضمنت مجموعة متنوعة من الأنشطة التفاعلية والمحاضرات النظرية، تأسيس مفاهيم وإجراءات ضمان دقة البيانات المدخلة من خلال تعزيز مهارات المتدربين في تعبئة نموذج سجل بيانات الطلاب بشكل صحيح ومكتمل، عبر تدريب المشاركين على تعبئة نموذج سجل بيانات الطلاب بشكل صحيح، لضمان أعلى جودة للبيانات المستخدمة في البرنامج الوطني لمكافحة السمنة لدى الأطفال، إضافة إلى إعداد المشاركين في الورشة ليصبحوا مدربين، مما يمكنهم من تدريب طاقم التمريض المدرسي على هذه المهارات والإجراءات، وبالتالي توسيع نطاق الفائدة من هذه الورش.
جهود الوزارة
وأكد سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة، أن هذه الورشة التدريبية تأتي في إطار جهود الوزارة الرامية إلى تعزيز صحة المجتمع وتحقيق مستهدفات البرنامج الوطني لمكافحة السمنة لدى الأطفال، ضمن سلسلة من المبادرات الهادفة إلى تزويد الكوادر الصحية المدرسية بأحدث المعارف والمهارات اللازمة لتقديم رعاية صحية متميزة للأطفال، وذلك في إطار التزام الوزارة بتبني نهج استباقي في مواجهة التحديات الصحية، وتعزيز مكانة الدولة كنموذج رائد في مجال الرعاية الصحية الوقائية على المستوى الإقليمي والعالمي.
الكشف المبكر عن السمنة
بدورها، أوضحت نوف خميس العلي مديرة إدارة تعزيز الصحة بالوزارة أن الورشة التدريبية تندرج ضمن عدة مبادرات وبرامج لتكثيف جهود الوزارة في الترصد والكشف عن أمراض السمنة لدى الأطفال، لأن التدخل المبكر يعتبر أساسياً لضمان صحة الأطفال بشكل سليم. وتحرص الوزارة على مثل هذه الورشات والبرامج التدريبية من أجل تحسين جودة البيانات الصحية المدرسية، ما يسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للطلاب، لينعكس إيجابياً على صحتهم العامة وأدائهم الدراسي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
خبراء يحذرون من خطر "الدهون النحيفة": دراسة تكشف أن النحافة لا تعني دائما الصحة
حذر باحثون دوليون من ظاهرة "الدهون النحيفة" بعد أن كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يبدون نحيفين قد يكونون في الواقع معرضين لخطر مرتفع للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وأظهرت الدراسة، التي أجرتها جامعة ماكماستر الكندية، أن الدهون العميقة المحيطة بالأعضاء الداخلية والمخزنة في الكبد يمكن أن تسبب تلفًا تدريجيًا في الشرايين دون ظهور أي علامات خارجية على السمنة.
أبحاث تكشف الخطر الصامت
قام فريق علمي بتحليل بيانات وفحوص بالرنين المغناطيسي لأكثر من 33 ألف شخص بالغ من كندا والمملكة المتحدة، ووجدوا ارتباطًا قويًا بين تراكم الدهون الحشوية وتضيق الشرايين السباتية، التي تزود الدماغ بالدم.
ويُعد تضيق هذه الشرايين أحد أبرز أسباب السكتات الدماغية وأمراض القلب التاجية. وأكد الباحثون أن الخطر لا يرتبط بالوزن الظاهري، بل بتوزيع الدهون داخل الجسم.
مؤشر كتلة الجسم لم يعد كافيًا
أشارت النتائج، التي نُشرت في مجلة Communications Medicine، إلى أن مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو المقياس المعتمد لتصنيف السمنة، لا يعكس بدقة المخاطر الصحية.
وقال البروفيسور راسل دي سوزا من قسم أساليب البحث الصحي بجامعة ماكماستر إن الدراسة أظهرت أن الدهون الحشوية والكبدية تضر الشرايين حتى بعد التحكم في العوامل التقليدية مثل الكوليسترول وضغط الدم. ووصف النتائج بأنها "جرس إنذار" للأطباء والجمهور.
لا يمكن الحكم بالمظهر الخارجي
أكدت البروفيسورة سونيا أناند، أخصائية طب الأوعية الدموية والمؤلفة المراسلة للدراسة، أن الشخص قد يبدو نحيفًا لكنه يحمل مستويات عالية من الدهون الحشوية. وأضافت: "هذا النوع من الدهون نشط أيضيًا وخطير للغاية، فهو يرتبط بالالتهاب وتلف الأوعية حتى لدى من لا يعانون من زيادة الوزن". وأشارت إلى أن تقييم خطر أمراض القلب يجب أن يعتمد على قياسات دقيقة لتوزيع الدهون، وليس على المظهر فقط.
تتزامن هذه النتائج مع دعوات لإعادة تعريف السمنة عالميًا، إذ يقترح 58 خبيرًا دوليًا اعتماد مقاييس جديدة تشمل محيط الخصر ونسبة الطول إلى الوزن إلى جانب مؤشر كتلة الجسم.
ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام على أكثر من 300 ألف شخص، فإن تطبيق التعريف الجديد قد يؤدي إلى زيادة عدد المصنفين كأشخاص يعانون من السمنة بنسبة 60 في المائة.
تداعيات صحية واقتصادية متوقعة
يحذر العلماء من أن هذا التغيير سيضاعف تقريبًا عدد البالغين المصنفين بالسمنة في بريطانيا من 13 إلى نحو 21 مليون شخص.
وأوضحوا أن هذه الخطوة قد تحمل آثارًا مالية وصحية كبيرة، لكنها ستساعد في الكشف المبكر عن الحالات المعرضة للخطر التي لا تظهر عليها علامات السمنة التقليدية.
إصلاحات صحية لمكافحة الأزمة
بدأت الحكومة البريطانية بالفعل تنفيذ قوانين جديدة لمواجهة السمنة، تشمل حظر عروض الوجبات السريعة والعروض الترويجية على الحلويات والمشروبات الغازية، إلى جانب تقييد الإعلانات قبل التاسعة مساءً.
ويقول الوزراء إن الهدف هو الحد من أمراض مزمنة مثل السكري والسرطان المرتبطة بزيادة الوزن.
تؤكد هذه الدراسة أن النحافة الظاهرية لا تعني بالضرورة صحة داخلية، وأن الدهون "المخفية" قد تكون أخطر من السمنة الواضحة، ما يستدعي إعادة التفكير جذريًا في كيفية فهمنا لمفهوم الوزن الصحي.