"دائرة الطباشير" إبداع من الواقع
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
قدم الفنان السوري أيمن زيدان، عرضاً مسرحياً بعنوان "دائرة الطباشير" كشف عن رؤية إخراجية جديدة لمسرح بريخت، حيث أسقط زيدان المحمولات الفكرية للنص على الواقع الراهن، وما نشهده اليوم من أحداث وصراعات، مما أضفى جمالية وإبداع لهذا العمل الفني.
ويعتمد الإطار العام للمسرحية على القصة نفسها التي كتبها بريخت، والتي تتناول ملكًا ينجب وريث عرشه، ثم تتولى مدبرة المنزل تربية الطفل.
وتُقام المحاكمة في الشوارع والحقول، حيث يضع القاضي الطفل في دائرة مرسومة بالطباشير، ويأمر السيدتين بأن تجذبا الطفل من يديه، لتكون حضانته للمرأة التي تتمكن من سحبه. لكن الخادمة ترفض ذلك خوفاً من تعريض الطفل للخطر، وبناءً على موقفها هذا، يحكم القاضي بأحقيتها بأن تكون أمه.
وجال العرض المسرحي عدداً من المدن في الأردن، بفنيات مسرح الفرجة، ونجح المخرج زيدان بتحويل المواقف التراجيدية إلى مواقف مملوءة بالسخرية السوداء، ومن ناحية السينوغرافيا اعتمد على قطع بسيطة يمكن أن يكون للواحدة منها أكثر من استخدام، مثل برميل ماء يمكن أن يصبح مقعداً أو منصة، وقطع قماشية يمكن أن تتحول إلى ساقية ماء.
وتميزت الملابس التي ارتداها الممثلون بالبساطة والتناسق مع أدائهم الجسدي فوق الخشبة، وطوال مدة العرض كانوا على تقارب مع الجمهور، سواء عبر استخدام الممرات بين المقاعد أو من خلال الاقتراب من مقدمة الخشبة ومواجهة الجمهور.
واستند زيدان في اختياره لأزياء الممثلين على وضع أقنعة خلف رأس كلٍّ منهم، في إشارة إلى فكرة القناع وما يخفيه، وهو ما عمّق الصراع ونقله من خارج الذات إلى داخلها، فالملامح التي تظهر فوق الوجوه وترتسم بوضوح تبدو زائفة، بينما الحقيقة تكمن أسفل القناع وفي طياته الخفية.
أنتج العرض مسرح شمس ضمن برنامجه التدريبي للفنون المسرحية، وكانت موسيقى العرض من إعداد المسرحي الدكتور عبد السلام قبيلات، وشكلت جزءاً أصيلًا من تلك الفرجة الساخرة التي أرادها المخرج. ففي كل مفصل تراجيدي يعبر عن مأساة المصير، تتعالى موسيقى مرحة تتلاعب بمشاعر الجمهور وتنقلهم إلى حالة من البهجة المرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأردن سينما ومسرح
إقرأ أيضاً: