26 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: يُعد الصراع على منصب رئيس البرلمان العراقي من أبرز القضايا التي تشهدها الساحة السياسية العراقية، والتي لم تجد حلاً منذ أكثر من تسعة أشهر. جاء هذا الصراع بعد إقالة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي بقرار من المحكمة الاتحادية العليا بتهم تتعلق بالتزوير، مما أدخل العملية السياسية في حالة من الفوضى والتعطيل.

وعلى الرغم من العديد من المحاولات لتجاوز هذه الأزمة عبر الوساطات والضغوط السياسية، ما زال المنصب شاغراً، مما يثير تساؤلات حول مستقبل البرلمان وعملية اتخاذ القرارات فيه.

لكن النائب محمود المشهداني، الذي كان رئيساً للبرلمان في فترة سابقة،أعلن  عن تلقيه دعم أغلبية أعضاء البرلمان لترشيحه لمنصب رئيس البرلمان، مؤكداً أنه سيعمل بما يقتضيه الصالح العام وبمراعاة النظام الداخلي للمجلس. من جهة أخرى، أشار عزام الحمداني، عضو تحالف “العزم”، إلى وجود توافق سياسي حول ترشيح المشهداني وعدم السماح بفتح باب الترشيح لمرشحين جدد، معتبراً أن هذا القرار يتماشى مع مخرجات المحكمة الاتحادية. كما شدد عارف الحمامي من ائتلاف “دولة القانون” على ضرورة حسم ملف الانتخابات في الأيام المقبلة، مؤكداً وجود رغبة قوية لدى الكتل السياسية لحل الأزمة.

وتبدو الأزمة الحالية في اختيار رئيس البرلمان العراقي تعكس تبايناً كبيراً في وجهات النظر بين القوى السياسية المختلفة. إن التأخير في حسم المنصب يعكس عدم الاستقرار السياسي ويؤثر سلباً على فعالية البرلمان وقدرته على اتخاذ القرارات الحيوية. إذا ما تم تأكيد ترشيح محمود المشهداني، فإن الأمر قد يساهم في تحقيق نوع من الاستقرار، خاصةً إذا لقي دعماً من الأغلبية المطلقة في البرلمان.

ومع ذلك، فإن المعضلة تكمن في أن عملية الانتخاب قد تواجه مزيداً من العراقيل في ظل استمرار الانقسامات بين الكتل السياسية. قد يؤدي ذلك إلى المزيد من التأخير والتوترات، وهو ما قد يؤثر سلباً على عملية تشريع القوانين وتطبيق السياسات الحكومية. لذا، من المتوقع أن يشهد المستقبل القريب محاولات جديدة لحسم ملف الرئاسة، مع مراعاة التوازنات السياسية الدقيقة والمتغيرات الداخلية في البرلمان.

وتعتبر تحليلات ان نجاح المشهداني في تولي المنصب يعتمد بشكل كبير على قدرته على كسب دعم جميع الأطراف وتقديم نموذج قيادي يضمن استقرار البرلمان وفعاليته.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: رئیس البرلمان

إقرأ أيضاً:

هل الفقر أصبح عائقًا أمام التحصيل العلمي للطلاب العراقيين؟

12 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: يشهد سوق المستلزمات المدرسية في العراق ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، وهو ما يثقل كاهل الأسر المتوسطة والفقيرة التي تعاني من صعوبة تأمين احتياجات أبنائها الأساسية من قرطاسية وملابس مدرسية.

وهذه الأزمة أدت إلى تفاقم الضغوط المالية على العائلات، مما أثر بشكل مباشر على قدرة الطلاب على مواصلة تحصيلهم الدراسي بصورة طبيعية.

تقول أم محمد من بغداد: “كل عام نتفاجأ بارتفاع أسعار الملابس والحقائب المدرسية. هذا العام كان الأسوأ؛ بالكاد استطعنا شراء بعض الدفاتر والكتب لأبنائي الثلاثة. لا أستطيع تأمين كل ما يحتاجونه، وأشعر بالعجز أمامهم. أبنائي محرومون من قرطاسية جيدة وزملاؤهم يأتون إلى المدرسة بأدوات أفضل، وهذا يخلق لديهم شعورًا بالنقص.”

 

وفي بداية كل عام دراسي، يشرع التجار وأصحاب محلات القرطاسية والملابس المدرسية بعرض منتجاتهم بأسعار مرتفعة، ما يعمق الأزمة المالية للأهالي.

وتعاني الأسر العراقية من غلاء هذه المستلزمات، حيث أن أسعار الحقائب، الدفاتر، والملابس المدرسية قد تضاعفت.

ويتحدث أبو علي: “كنت أتوقع أن ترتفع الأسعار قليلًا، لكن ما يحدث الآن غير معقول. حتى أبسط الأشياء أصبحت فوق قدرتنا المالية. لا أستطيع شراء ملابس مدرسية جديدة لأطفالي كل عام، فالملابس المستوردة تتلف بسرعة وعلينا البحث عن بدائل باهظة الثمن. أشعر بأن الفقر أصبح عائقًا أمام تعليم أبنائي، وأخشى أن يضطروا لترك المدرسة.”

و أشار أحد المواطنين إلى أن بعض الأسر باتت تكتفي بشراء الأدوات الأساسية فقط، نظرًا لعدم قدرتها على تغطية الاحتياجات الكاملة.

وتكشف أم فاطمة من بابل: “ابنتي الصغيرة بدأت تشعر بالخجل لأنها لا تملك الأدوات المدرسية نفسها التي يملكها زملاؤها. حقائبنا تتمزق سريعًا والكتب باهظة الثمن، لا نملك خيارًا سوى شراء الأرخص، لكنها لا تدوم طويلًا. هذه الأزمة جعلتنا نشعر بالعجز أمام توفير أبسط حقوق أبنائنا في التعليم.”

الأدوات ذات الجودة المنخفضة التي تكون أسعارها أقل قد لا تكون الحل الأمثل للأسر، إذ تعاني من التلف السريع، مما يضطر الأسر لشراء بدائل بأسعار أعلى. مثلًا، الحقائب المدرسية ذات الجودة المنخفضة لا تتحمل وزن الكتب الثقيلة، فتتمزق سريعًا، مما يزيد العبء المالي على الأسر.

التأثير على التحصيل الدراسي

تفاقم الأزمة الاقتصادية جعل الفقر عائقًا أمام التحصيل العلمي للعديد من الطلاب. وغياب الدعم الحكومي في توفير القرطاسية والكتب المدرسية مجانًا أو بأسعار مدعومة أدى إلى زيادة المعاناة.

اما الأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على المستلزمات الجيدة يشعرون بحالة من التمييز مقارنة بزملائهم الذين يستطيعون شراء أفضل الأنواع، مما يؤدي إلى خلق فجوات اجتماعية في المدرسة ويؤثر نفسيًا على الطلاب.

ويقول أبو حسن من كربلاء: “لم أكن أتخيل أن توفير مستلزمات مدرسية بسيطة سيصبح معاناة. كنا نضطر لتوفير المال لشهور قبل بداية العام الدراسي، والآن حتى ذلك لا يكفي. الحقائب المدرسية والقرطاسية أصبحت أسعارها تضاعف ما كانت عليه، ولا أستطيع شراء المستلزمات لكل أطفالي. الحلول قليلة والمشكلة تزداد يومًا بعد يوم.”

المطالبات بتدخل حكومي عاجل

ووسط هذه الأزمة المتفاقمة، تزداد المطالبات الشعبية بتدخل حكومي عاجل لتخفيف العبء عن كاهل الأسر. الأهالي يطالبون بتوفير الكتب والمستلزمات المدرسية مجانًا أو بأسعار مدعومة، لضمان حصول جميع الطلاب على فرص متكافئة في التعليم وعدم خلق فجوات بين الطلاب.

وتتزايد أيضًا الدعوات إلى إطلاق مبادرات خيرية وتطوعية تهدف إلى تقديم المساعدة للأسر المتضررة. في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يمكن لهذه المبادرات أن تكون حلاً مؤقتًا للتخفيف من حدة الأزمة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ابتسامة السوداني وزيدان تعيد الثقة بين السلطتين
  • النظام الديمقراطي في مواجهة تحديات خطيرة تستهدف القضاء العراقي
  • هل الفقر أصبح عائقًا أمام التحصيل العلمي للطلاب العراقيين؟
  • بزيادة كبيرة في الراتب الإسمي.. البرلمان العراقي يتحرك نحو ضباط ومنتسبي الداخلية
  • ولايتي:البرلمان العراقي في خدمة المشروع الإيراني
  • اللون الواحد يعطل تقييم واستجواب وزراء السوداني في البرلمان العراقي
  • سجناء سياسيون كورد يطالبون البرلمان العراقي بتدخل عاجل
  • انتقادات تطال مناقشة البرلمان العراقي لإلغاء اتفاقية الوحدة الاقتصادية
  • نص رسالة قائد الثورة الاسلامية إلى الشعب العراقي
  • الضغوط تُغيّر قواعد اللعبة: من سيفوز برئاسة البرلمان؟