فنادق فلسطين صفحات مشرقة شاهدة على حضارتها
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
نظرا للمكانة الدينية والتاريخية لفلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص شيدت عدة فنادق في مدينة القدس خارج أسوار المدينة، وفي المدن الفلسطينية الكبرى مثل رام الله والخليل وعكا وحيفا ويافا منذ القرن التاسع عشر وخلال النصف الأول من القرن العشرين، وتركز معظمها في المنطقة الغربية لأسوار البلدة القديمة في القدس.
صناعة السياحة في فلسطين مغرقة في القدم، فهي منطقة جذب للزوار والوافدين والسائحين السياح والحجاج والزائرين منذ أقدم العصور حتى يومنا الحالي نظرا لموقعها الجغرافي المتميز، ومكانتها الروحية المقدسة لدى الديانات السماوية.
ولا يمكننا حصر جميع هذه الفنادق في تقرير واحد، لذلك سنقدم تعريفا ببعض هذه الفنادق للوقوف على عراقة وحضارة المدن الفلسطينية قبل قدوم أي مهاجر إليها، وتقديم صورة مختصرة للواقع الحضاري والثقافي والسياحي لفلسطين.
فندق الملك داود
تحتوى البلدة القديمة في القدس لوحدها على نحو 10 فنادق موزعة بين أحيائها، ولهذه الفنادق قيمة تاريخية كبيرة اكتسبتها من عراقة بنائها وقدمها، وكان أبرزها فندق الملك داود الذي شيد في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين.
وأقيم الفندق على قطعة أرض مساحتها 18 دونما بقيمة 31 ألف جنيه فلسطيني، باعتها بطريركية الروم الأرثوذوكسية عام 1921 لعائلة عربية يهودية مصرية ثرية، وتقع على السلسلة الجبلية الغربية المقابلة للسلسلة الجبلية التي أقيمت عليها البلدة القديمة للقدس.
وافتتح الفندق عام 1931 بمشاركة وتوقيع المندوب السامي البريطاني وقتها، ورئيس بلدية القدس في تلك الفترة راغب النشاشيبي على كتاب الفندق الذهبي، إضافة إلى توقيعات العديد من الملوك لاحقا.
وسعى الفندق إلى استيعاب حركة الزوار والحجاج إلى الأرض المقدسة وحركة التجار ورجال الأعمال الذين كانوا يرغبون بالمبيت في فندق فخم. ولاستقبال واستضافة شخصيات شهيرة على الصعيد السياسي، خاصة المسؤولين السياسيين ورؤساء الدول.
وفي عام 1938 نقل مدير حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين مكتبه إلى الجناح الجنوبي لفندق الملك داود، حيث أصبح مقرا لأمانة الحكومة والمقر الرئيسي للجيش، واستقر فيه العديد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في حكومة الانتداب.
ونتيجة للمواقف البريطانية التي لم تكن تتماشى بالكامل مع مطالب الحركة الصهيونية، فقد قررت العصابات الصهيونية المسلحة تنفيذ عمليات انتقام استهدفت البريطانيين والسكان العرب على حد سواء.
فندق الملك داود يعتبر من فنادق الخمسة نجوم وهو أحد معالم مدينة القدس
دوى الانفجار الضخم ودمر الجزء الجنوبي من الفندق وأسفر عن مقتل 92 شخصا، 41 عربي و28 بريطاني و17 يهودي و 6 من جنسيات أخرى، وخطط لها مناحيم بيغن الذي أصبح رئيس وزراء دولة الاحتلال وحصل على نوبل للسلام !!
وفي عام 1958 اشترى الفندق تاجر يهودي مصري فكان أول فندق في سلسلة فنادق داخل منطقة الخط الأخضر.
الفندق الآن يعتبر من فنادق الخمسة نجوم وهو أحد معالم مدينة القدس وتملكه وتديره مجموعة "دان الفندقية" الإسرائيلية.
فندق البوابة الذهبية
يعد فندق البوابة الذهبية الذي يقع في عقبة البطيخ في طريق خان الزيت بالبلدة القديمة من أقدم المباني الموجودة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى 850 عاما.
الفندق صمم لاستقبل زوار المدينة الذين يأتون لزيارة الأقصى أو للتجارة، ولكنه حول على مدار السنوات المتعاقبة إلى معصرة للزيتون ثم منجرة، لكن المالكين عادوا إلى تحويل المبنى المؤلف من 13 غرفة إلى فندق في عام 2000.
على بعد أمتار من فندق البوابة الذهبية يقع فندق العرب، الذي يعد من أقدم الفنادق في البلدة القديمة، حيث تم افتتاحه كفندق عام 1980، لكن مع مرور الوقت أخذت جدران مبناه بالتآكل، وأصبح يواجه شح الزبائن كون غرفه لم تعد تلبي رغبة الزوار.
فندق (أوتيل) فلسطين
ومن الفنادق التاريخية في فلسطين، فندق فلسطين أو أوتيل فلسطين الذي يقع في مدينة الخليل، وتشير بعض المصادر بأن المبنى عمره 150 عاما وهو أول فندق تم بناؤه عند بداية البلدة القديمة الخليل. وتذكر بعض المصادر أن الفندق بني بين عامي 1928-1929 وأن مالكه هو موسى النتشة.
ومنذ تأسيسه استخدم فندقا منذ إنشائه حتى عام 1964، حيث تحول إلى مصنع للأحذية، واستمر كذلك حتى الانتفاضة الثانية، حيث أغلق نظرا لإنشاء نقطة عسكرية إسرائيلية بالقرب منه.
وعملت لجنة إعمار الخليل في بداية عام 2020 على ترميم مبنى الفندق، وتحويله إلى متحف وذلك للحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني، وتنمية وتطوير قطاع السياحة في فلسطين.
فندق رام الكبير
ويعتبر فندق رام الكبير من أقدم الفنادق برام الله وقد تأسس عام 1906 في ظل الحكم العثماني، وأشرف كل من: حسن عودة وزوجته زهية عودة على عملية البناء في ركن مليء بالأشجار وسط المدينة، وأدار الزوجان الفندق في ظل تقلب سياسي واقتصادي. وتروي عائدة عودة أن الفندق كان أول الأماكن في فلسطين التي استخدمت الكهرباء في الإنارة واستخدم التلفون الآلي.
وتوقف فندق رام الله الكبير عام 1982 عن العمل لأسباب كثيرة لم يفصح أصحابه عنها إلا المكان ما زال حاضرا وحيا في ذاكرة الفلسطينيين وسياح فلسطين على مدار قرن من الزمان. وبقيت عائدة حسن عودة في المكان حتى يومنا هذا.
لوكاندة فلسطين
أما لوكاندة فلسطين فهي من أوائل الفنادق السياحية في فلسطين، ونالت شهرة محلية وخارجية وظلت حتى إغلاقها بعد مجيء الاحتلال إحدى الصفحات المشرقة في تاريخ نابلس. تم بناء هذا الفندق قبل أكثر من 90 عاما ليكون من أوائل الفنادق السياحية في فلسطين، وقد عاصر الفندق مراحل العثمانيين والانجليز والأردن والاحتلال الإسرائيلي، وكان في أوج عطائه وتوافد عليه الرؤساء والأمراء والوزراء والفنانين والسياح والضيوف من شتى أنحاء العالم وكسب شهرة واسعة وكان مفخرة للعائلة ولنابلس ولفلسطين بشكل عام.
إلا العائلة المالكة للفندق أغلقته رغم صعوبة هذا القرار لأنه طوى صفحة من التاريخ والذكريات، لكن الظروف والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية كانت قاهرة بالنسبة للمالكين.
ومر الفندق بنكبات عديدة فالقوات البريطانية وأثناء احتلالها لفلسطين استولت على الفندق واتخذته مقرا للقيادة، كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالعمل نفسه واقتحمت الفندق واستولت عليه واتخذته مقرا لإقامة جنودها وضباطها بعد احتلالهم للمدينة عام 1967.
وبحلول عام 1990 تم تأجير مبنى الفندق إلى وكالة الغوث الدولية، وذلك في مسعى من العائلة لمنع قوات الاحتلال من العودة للاستيلاء عليه، وبعد انتهاء عقد إيجار وكالة الغوث في عام 2015، أغلقت أبوابه نهائيا.
ويواجه أصحاب الفنادق بالبلدة القديمة دعاية مضللة من قبل الاحتلال، ويقوم موظفون إسرائيليون بتقديم نصائح للسياح بعدم التوجه إلى المناطق العربية في القدس، ويقومون بتشويه صورة العرب بأنهم لصوص وقتله.
الفنادق في القدس تحديدا تعد من قلاع القدس وإغلاق أي فندق أو مبنى تاريخي يحقق للاحتلال أهدافه الرامية إلى إفراغ المدينة من أهلها، لذلك يعمد غالبية مالكي هذه الفنادق إلى عدم تركها مهجورة وتشغيلها بأي شكل وبأي طريقة حفاظا على هويتها التي هي هوية فلسطين.
المصادر:
ـ "فندق الملك داود في القدس.. مقر الانتداب الذي فجرته العصابات الصهيونية"، الجزيرة نت، 22/7/2024.
ـ "وراء كل فندق عربي تاريخي قصة الفخامة والضيافة بعبق التاريخ وشخصياته"، صحيفة الشرق الأوسط، 13/7/2015.
ـ محمد أبو الفيلات، "فنادق القدس.. قلاع تحمي تاريخها"، الجزيرة نت، 2/6/2016.
ـ إبراهيم نيروز، "رام الله ـ جغرافية تاريخ حضارة"، دار الشروق، رام الله، 2004،
ـ "شاهد على فلسطين: فندق رام الله الكبير"، موقع عرب 48، 7/11/2004.
ـ "لوكاندة فلسطين.. كتاب جديد يسلط الضوء على صفحة مشرقة من تاريخ نابلس"، سما الإخبارية، 26/11/2021.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير فنادق الفلسطينية السياحة تاريخية فلسطين سياحة تاريخ فنادق تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البلدة القدیمة فی فلسطین رام الله فنادق فی فی القدس فی عام
إقرأ أيضاً:
عضو بـ«غرفة السياحة»: إشغالات الفنادق وصلت إلى 100% مع بداية موسم الشتاء
أكد الدكتور جلال الشيخ عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، أن الموسم الشتوي للسياحة المصرية للعام الجاري 2024-2025 بدأ بقوة مع اكتمال الحجوزات وتحقيق إشغالات تصل إلى نسبة 100% في عدد كبير من الفنادق والمنتجعات السياحية، بالتزامن مع العديد من المناسبات سواء موسم إجازات المدارس في الخليج مع اقتراب موسم آجازات أعياد الميلاد في الأسواق الدولية بأوروبا والولايات المتحدة مقدرا حجم السائحين في الموسم الشتوي مع اختتامه بنحو 16 مليون سائح بزيادة بنسبة كبيرة عن حجم الموسم العام الماضي.
المقاصد الخمسة السابقة استطاعت استقطاب عدد كبيروأشار خلال لقائه في برنامج «المجلة السياحية» بقناة «النيل للأخبار» إلى أن الأقصر وأسوان تتصدر المقاصد السياحية المصرية في حجم الحجوزات والإقبال، خلال موسم الشتاء، يليها شرم الشيخ والغردقة ثم القاهرة، كاشفا أن المقاصد الخمسة السابقة استطاعت استقطاب عدد كبير من السائحين القادمين لمصر بسبب الترويج السياحي للمنتجات السياحية، مرجعا السبب في هذه الطفرة السياحية وجذب المزيد من الزائرين إلى إقامة مجموعة من المهرجانات والفعاليات السياحية متزامنا مع التحسن الواضح والمستمر في خدمات البنية التحتية بالجمهورية عامة وأيضا في المدن السياحية المصرية.
إيرادات القطاع السياحي سجلت هذا العام 15 مليار دولاروتوقع عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، أن يؤدي إعلان رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي خلال اجتماعه مع وزير السياحة ومجموعة من المستثمرين مؤخرا عن وجود توجيهات رئاسية بتفعيل عمل اللجنة الوزارية المعنية بالسياحة إلى مضاعفة مساهمة قطاع السياحة في الناتج القومي، مشيرا إلى أن إيرادات القطاع السياحي سجلت هذا العام 15 مليار دولار.