إيطاليا.. جدل بعد نشر "قائمة سوداء لداعمي إسرائيل"
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
اندلع جدل كبير في إيطاليا، بعد أن نشر الحزب الشيوعي الجديد قائمة تضم يهودا وإسرائيليين ومواطنين إيطاليين، بما في ذلك سياسيون وصحفيون ومثقفون ورجال أعمال، وصفهم بأنهم "عملاء صهاينة في البلاد تجب إدانتهم ومحاربتهم"، بسبب دعمهم وتعاونهم مع إسرائيل.
ورغم أن هذا الحزب اليساري يعتبر هامشيا في المشهد السياسي الإيطالي، فإن نشر هذه القائمة على موقعه الإلكتروني أثار ردود فعل واسعة النطاق، واجتذب تغطية كبيرة في وسائل الإعلام المحلية.
والقائمة التي تحمل عنوان "المنظمات والوكلاء الصهاينة في إيطاليا"، تحتوي على أكثر من 150 اسما مصنفة إلى أقسام مختلفة، في قطاعات المال والصناعة والتجارة والعقارات والاستثمار والثقافة والصحافة والتكنولوجيا وغيرها.
وتضم القائمة شخصيات بارزة، مثل السفير الإيطالي السابق في إسرائيل لويجي ماتيولو، والرئيس السابق للجالية اليهودية في روما ريكاردو باسيفيكي، والصحفية السابقة والسياسية الحالية إستر ميلي، ورئيسة الجالية اليهودية في إيطاليا نويمي دي سيجني، والحاخام الرئيسي للجالية اليهودية في روما ريكاردو دي سيجني، وعددا من الحاخامات والصحفيين اليهود الآخرين.
ودافع الحزب الشيوعي الجديد في إيطاليا عن القائمة، مشيرا إلى أنها أنشئت ردا على ما وصفه بـ "حملة تشويه" ضد الشيف روبيو، وهو شخصية بارزة تصدرت عناوين الأخبار منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي، بسبب تصريحاته المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل.
ومؤخرا أمرت محكمة إيطالية الشيف روبيو، واسمه الحقيقي غابرييل روبيني، بإزالة منشورات على منصات التواصل الاجتماعي اعتبرت تحريضية ضد اليهود وإسرائيل، ودفع غرامة كبيرة عن أي منشور لم يحذف.
وقوبل نشر القائمة بإدانة في الأوساط السياسية الإيطالية، ودعا الحزب الحاكم "إخوان إيطاليا" القومي اليميني، الأحزاب اليسارية إلى إدانة هذا الفعل، كما طالب الحزب الديمقراطي من يسار الوسط بإجراء تحقيق برلماني.
وأعرب وزير الثقافة جينارو سانجوليانو عن تضامنه مع الجالية اليهودية، وأولئك الذين وردت أسماؤهم في القائمة.
كما اعتبر رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي إجنازيو لا روسا، وهو قومي يميني، أنه "أمر مقلق للغاية أن ينشر الحزب الشيوعي على موقعه على الإنترنت قائمة بأسماء السياسيين والصحفيين ورجال الأعمال الداعمين لإسرائيل.
كما دانت الجالية اليهودية في روما القائمة، قائلة إنها "علامة أخرى مثيرة للقلق على عودة معاداة السامية".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: إيطاليا اسرائيل الحزب الشيوعي سياسيون قائمة سوداء الرئيس الیهودیة فی فی إیطالیا
إقرأ أيضاً:
أيّ أوراق قوّة يملكها لبنان لدفع إسرائيل إلى الانسحاب؟
كتبت سابين عويس في" النهار": إن كان الزخم العربي والدولي نجح في إنتاج سلطة جديدة، فإن التحدي الأبرز، الاستثمار في هذا الزخم لاستكمال تنفيذ القرار الدولي. وعند هذه النقطة، يصبح السؤال مبرراً حول أوراق القوة التي يمتلكها لبنان للمضيّ في هذا القرار، الذي يشترط أولاً إلزام إسرائيل باستكمال انسحابها، لكي يصبح في الإمكان بعدها الالتفات إلى الداخل وسحب ذريعة السلاح من يد الحزب.في أولى الخطوات التي أراد فيها العهد إظهار التضامن السياسي بين مكوّنات الدولة، جاء اجتماع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا، وإرفاقه ببيان ليعكس الحرص على ترجمة موقف رسمي موحّد، خصوصاً أن الحكومة لم تنل بعد ثقة المجلس لتنطق بالموقف الرسمي. وأهم ما فيه أن لبنان قرر السير بالطرق الديبلوماسية للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها، وذلك عبر التوجّه إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف الخروق، وعبر اللجنة التقنية العسكرية للبنان و"الآلية الثلاثية" اللتين نصّ عليهما إعلان ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤. ولم يغفل المجتمعون ربط هذه التوجهات بما يشبه التهديد المبطن وذلك من خلال التذكير بحق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي.
ترافق البيان مع ما كان أعلنه الرئيس أمام نقابة المحررين "أننا سنعمل بالطرق الديبلوماسية، لأن خيار الحرب لا يفيد ولبنان لم يعد يحتمل حرباً جديدة، وسلاح الحزب سيأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون". فعن أي خيارات سيلجأ إليها لبنان؟
الأكيد أن لبنان لا يملك الكثير من أوراق الضغط والقوة وهو الخارج من حرب مدمّرة ومنهك اقتصادياً واجتماعياً ومالياً. لكنه حتماً يملك القرار السياسي بمراقبة حدوده ومنع إعادة تسليح الحزب، كما يتمتع بامتياز استثناء الجيش من وقف برامج المساعدات الأميركية، ما يستدعي العمل للحصول على الدعم الذي يؤهّل الجيش لاستكمال انتشاره وضمان حدوده شمالاً وجنوباً.
في المقابل، يواجه لبنان تحدياً داخلياً يتمثل بالمخاوف الكامنة في تحويل الاستفتاء الشعبي المنتظر في تشييع الأمين العام السابق للحزب إلى استفتاء على دور المقاومة واستمرار الحاجة إليها لتحرير النقاط المحتلة، ما يمكن أن يعيد الأمور إلى مربعها الأول!