يناور تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر من جديد لمحاولة الخروج من المأزق الحالي في ظل التقارب المصري التركي مؤخراً، حيث بدأ عناصر التنظيم في طرح مبادرات غير مباشرة للتصالح مع الدولة المصرية والتعهد باعتزال الحياة السياسية لمدة طويلة.

ما القصة ؟

مبادرة جديدة طرحها نائب القائم بأعمال مرشد تنظيم الإخوان حلمي الجزار والمقيم في العاصمة البريطانية لندن، كشفت تفاصيلها إحدى القنوات التابعة لتنظيم الإخوان، إذ تشير المبادرة إلى رغبة التنظيم في التصالح مع الدولة المصرية مع إطلاق سراح سجناء التنظيم مقابل اعتزال الإخوان للعمل السياسي لمدة ما بين 10 و15 عاماً.

وبمجرد نشر تفاصيل تلك المبادرة، سارع أعضاء التنظيم بنفي الحديث عن اعتزال العمل السياسي، وقالوا في بيان إن التنظيم يؤكد أن عدم المنافسة على السلطة لا يعني أبداً الانسحاب من العمل السياسي الذي يظل من ثوابت التنظيم.

نفى مصدر أمنى جملةً وتفصيلاً صحة ما تناولته إحدى القنوات العربية بشأن تلقيها رسائل من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل والتى أعلنوا خلالها تبرؤهم من الجماعة.
وأكد المصدر أن ذلك يأتى فى إطار الإدعاءات المتكررة من جانب جماعة الإخوان الإرهابية وترويجها… pic.twitter.com/jvamLDZcxV

— وزارة الداخلية (@moiegy) August 25, 2024 كيف ردت السلطات المصرية؟

ردت وزارة الداخلية المصرية على ما ذكر حول رغبة الإخوان في العفو مقابل اعتزال الحياة السياسية، وقالت الوزارة في بيان لها اليوم الإثنين "نفى مصدر أمنى جملةً وتفصيلاً صحة ما تناولته إحدى القنوات العربية بشأن تلقيها رسائل من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل والتي أعلنوا خلالها تبرؤهم من التنظيم".

واعتبر المصدر أن "ذلك يأتي في إطار الادعاءات المتكررة من جانب تنظيم الإخوان الإرهابي وترويجه لتلك المزاعم لمحاولة الخروج من حالة العزلة التي يمر بها بعد أن فقدت مصداقيته بأوساط الرأي العام".

وعَدَّ عضو مجلس النواب المصري الإعلامي مصطفى بكري، مبادرة "الإخوان" أنها دليل على وصول التنظيم إلى مرحلة اليأس، ونهاية مشروعه الذي أطلقه والساعي للعودة إلى الحكم مرة أخرى.

وكتب بكري عبر حسابه على "إكس"، مساء أمس الأحد، أن المبادرة دليل أيضاً على فقدان الإخوان للظهير الشعبي، لافتاً إلى أن حديث الصلح يعكس خلافاً حاداً في صفوف الجماعة، متوقعاً أن تؤدي المبادرة إلى زيادة حدة الانقسام داخل الجماعة.

جماعة الإخوان في رسالة للسلطات المصرية: نطلب العفو والصلح وسنتخلى عن السياسة تماماً#مصر#العربية pic.twitter.com/IGrNbKJNeM

— العربية (@AlArabiya) August 24, 2024 مبادرة متناقضة

فيما قال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي منير أديب إن تنظيم الإخوان فقد مصداقيته في الشارع المصري والعربي ولم يعد له رصيد في قلوب المصريين، ولا يمكن أن يسترد ما كان عليه في الماضي.

وأوضح أديب لـ24 أن الإخوان دائما تطرح مبادرات مختلفة والأن تقدم مبادرة تبدو متناقضة خرجت على لسان أحد المذيعين التابعين للإخوان عبر إحدى القنوات التابعة لهم، حيث سارعت الإخوان بنفي المبادرة بعد الإعلان عنها ثم تم تأكيدها فيما بعد مما يؤكد على حالة التناقض واليأس التي يشعر بها أعضاء تنظيم الإخوان.

وأكد الخبير السياسي أنه عندما حاول تنظيم الإخوان اختبار الشارع المصري وجد أن الناس غير متهيئة لعودة الإخوان سواء اجتماعياً أو سياسياً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإخوان المصري الإخوان مصر تنظیم الإخوان إحدى القنوات

إقرأ أيضاً:

ضياع الهويّة الذاتيّة

عندما كنا في معزل عن الأحداث الخارجية ، ولم تكن هناك شبكة عنكبوتية و لابرامج تواصل اجتماعية ولا هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية ؛ سعِدنا بذواتنا ووجدنا أنفسنا وفهمنا أرواحنا وارتقت أفكارنا ونضجت عقولنا مبكراً..

احترمنا أنفسنا قبل أن نحترم الآخر ، وكان مقياس الحرام والعيب ثابت يردع القلوب عن الزلل والخطأ ، ودفئ الأسرة ملموس ، والتفاهم والتقارب بين العائلة قائم على الحب ، وقّرنا الكبير واحترمنا الصغير منهم..

تجد فتى العاشرة يتصرف تصرف الرجال وفتاة الثانية عشرة أم لإخوتها الصغار ، يسعدنا الخلوة بكتاب ونبتهج بصحيفة ومجلة ومقال ، نتسمّر أمام شاشة التلفاز..

شربنا الأخلاق السليمة من أفلام الكرتون القديمة ، الصدق والكرم وحسن التعامل والصداقة والإثار..

وعند البرامج التثقيفية تجدنا علماء صغار ، اندمجنا بمسلسلات عربية أصيلة كانت نِعم الطرح للأفكار ، مع نقاش العائلة أجمع ، حول أحداثها الاجتماعية والعاطفية العفيفة بعيدة عن العُهر والإنحلال والإنحطاط..
.
انحدر الحال بمجرد انفتاحنا على العالم الخارجي ، وتعددت القنوات وكثرت برامج التواصل الاجتماعي ؛ التي سلختنا من أنفسنا وأبعدتنا عن منازلنا ودفئ عائلتنا ، وأخرجتنا من عاداتنا وتقاليدنا وألبستنا ثياب الشهوة والرغبة لما في حوزة الغير ، وأعمّت أعيننا عما أنعم الله به علينا ؛ مسحت القناعة وزرعت التطفل والفضول والحسد والغِل وأفسدت الذوق العام ، وانطبق علينا قوله تعالى:-(وَ لَاتَكُونُوا كَالَّذِين نَسُوا الله فَأنْسَاهُْمَ أنْفُسَهُْم) ، سورة الحشر آية ١٩
.

كثرت الرسائل الدينية والتثقيفية والاجتماعية والتوعويّة وبناء الذات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ؛ فأزددنا جهل على جهلنا ، الذي بات واضحاً في تصرفاتنا وتعاملاتنا مع بعضنا الآخر ، حينها نكتشف بخيبة أنها مجرد رسائل لا تُقرأ بل تُعمم بالقص واللصق والإرسال ؛ لانعي ما فيها ، أصبحنا جُهلاء فكر وعقل وتصرف ، رغم أن شرائح المجتمع تنوع فيه حملة الشهادات العالية ..
.
متى العودة للعقل والمنطق في خضم هذا العبث وهذا الغث..؟ لم نعد نجد أنفسنا الحقيقية ، نحن نعيش حالياً حالة من التوهان وضياع الهوية الذاتية..

قال الشاعر:
النفس في خيرها في خير عافيةٍ والنفس في شرّها في مرتعٍ وخمٍ..

مقالات مشابهة

  • الديهي: دماء الشهداء لن تنساها الدولة المصرية ولن نخونها بالمصالحة مع الإخوان
  • عاجل. بركان فويغو يثور في غواتيمالا.. والسلطات تأمر بإجلاء 30 ألف شخص
  • مسئول يمني: الامريكي يناور .. لن نترك البطون الجائعة تنتظر
  • مجدداً.. أخطاء "أشغال شقة جداً" تثير ضجة
  • "الدولة" يناقش مشروعي "مكافحة الاتجار بالبشر" و"التنظيم العقاري"
  • غموض الرسالة الأمريكية.. هل يناور "ترامب" بتكتيك جديد أم تواجه إيران معضلة الرد الاستراتيجي؟
  • قاتل قديم يظهر في أمريكا مجدداً ويصيب العشرات
  • مطالب بإضافة رئيسي التنظيم والإدارة والقومي للإعاقة إلى تشكيل الأعلى لتنمية المهارات
  • التنظيم والإدارة يتيح خدمة الاستعلام عن موعد امتحان وظائف البريد للمتقدمين من 3 محافظات
  • ضياع الهويّة الذاتيّة