سودانايل:
2024-09-13@13:05:59 GMT

من تدويل الأزمة إلى تدويل الحرب

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

بقلم عمر العمر

المقاتلون من أجل السلطة والثروة وحدهم الفرحون بارفضاض لقاء جنيف كيفما انتهى.إذاً فابشروا بفصول تقتيل وتدمير أكثر شراسة. وليغرق الشعب في أتون الحزن و ليذهب الوطن لجهة التمزق .نحن شعب لا نحذق مهارات الحوار فكل منا يتحدث دوما من على جزيرة منعزلة دون إبداء استعداد لعبور المساحة الفاصلة ، أو بذل جهد لبناء جسر بغية التلاقي على موجة وسطى .

لذلك تخفق كل الجهود - بغض النظر عن هوية مصدرها - في زحزحة الجزر أو التجسير . في الاستثناء النادر يحدث ذلك تحت الضغط أو الإغراء بمكاسب ضيقة.نيفاشا الأنموزج الشاخص .جنيف ليست سوى محطة لإلتقاط الأنفاس والتربص.التوجه بعدها من تدويل الأزمة إلى تدويل الحرب وفق حسابات خاطئة مبنية على فرضيات واهمة تفضي حتماً إلى خسائر فادحة بينه تمزيق الوطن .
*****

مفهوم الحوار يستند أصلا إلى الاستعداد عن التراجع والجرأة على الاقرار بالخطأ كما على التكافؤ والنأي عن الخصومة ، والاصغاء إلى الآخر وغايته بلوغ الحق. الأدب السياسي يعرّف الحوار( عملية تبادل تشاور وصولا إلى تفاهم مشترك) كما هو ضرورة من أجل تكريس التعايش وبناء السلام. في الثقافة يشكل الحوار حاجة إنسانية لنقل وتبادل الأفكار والتجارب. في الاسلام الحوار منهج قرآني حيث تتعدد آيات يرد فيها أو تشير إليه؛(إذ قال ربك)و إذ قال موسى ،،و قالت الملائكة،،،.وحدهم زبانية القمع والوصايا الدينية والسياسية يهربون من الحوار لأنه يكافح طغيانهم كما يفكك قناعاتهم المعلبة الجاهزة .
*****

رفض الذهاب إلى جنيف هو هروب من الخلاصات المنطقية في شأن تبديد هيمنة الاستبداد السياسي والاقتصادي.هو في الوقت ذاته رفض للارتداد عن ممارسة كافة أشكال العنف بما في ذلك التوغل في الحرب الظالم دعاتها وأنصارها في حق شعب كريم ظل يمارس حياته بدين الفطرة دون اللجوء إلى الدولة او الخوف منها. بعد فشل محاولات جنيف ينفتح الوطن على المجهول أوسع مما كان على الخراب ،والشعب على المعاناة والإحباط. فاستئناف الاقتتال يبدأ من قناعات متبادلة مرتكزها إما السلطة وإما الدمار. دهاقنة الحرب وتجارها ليسوا معنيين بمكابدة المهمشين بين الأشلاء في العراء والحطام أو على أرصفة المنافي !
*****

المبعوث الأميركي لامس وتراً حساسا حينما أشار إلى قوة خلفية تحرّض قادة الجيش على رفض التجاوب مع جنيف. ذلك نصف النغم .إذا من الصعب الفصل بين القادة وتلك القوة فمن العسير كذلك تبرئة القادة من شهوة السلطة. فهما حلف يستثمر الدين لاستنفار العصبية والتحشيد بغية اذكاء الصراع على السلطة والغنائم.قادة هذا التحالف مرفّهون يتمتعون بالنعيم غير مبالين بعذابات البائسين والمحرومين في قاع الكارثة العبثية.هذا التحالف هو المسؤول الأوحد عن جريمة استنبات هياكل موازية للدولة بغرض تأمين مصالحهم فاذا هي تخرج عن طاعتهم وعن شرعية الدولة ليسقط الوطن برمته في الفتنة والفوضى.
*****

الموفد الأميركي وضع إصبعا على أحد مفاتيح باب الخروج من الجحيم عندما ألمح إلى أهمية فرض حظر السلاح على مؤججي الحرب .لكن تلك غاية عسيرة المنال في ظل غياب مؤسسات الدولة .فلا فرق في الواقع بين قوة ونفوذ معسكري الحرب على الأرض أو قنوات التواصل مع الخارج عبر الحدود الرخوة.من الممكن تحقيق تقدم على هذه الفرضية حال وجود آلية حاكمة غالبة.ذلك إنجاز ربما أتاحت جنيف المجهضة بلوغه ثم أمسى أمنية تراود الشعب ويطردها بعيدا أقطاب الحرب.في غياب ترجيح معسكر على الآخر لجهة الحسم فسيلهث كل طرف للتسلح .ذلك لا يجرف الصراع إلى لجة التدويل فقط ، بل يحول البلد بؤرة ضمن جبهات الصراع الدولي الساخنة المزمنة.
*****

ففي ظل الاستقطاب الراهن داخل المشهد الدولي واللجوء إلى الاستقواء بالخارج من اليسير أن يتحول السودان إلى جبهة من الحرب الأكرانية او يصبح الجيش ماليشيا من أجنحة الاقتتال في المنطقة العربية.ثمة مؤشرات بدأت تتخدث علنا عن استنساخ وشيك للتجربة الليبة.هذا خطر يفرض على القوى السياسية المبعثرة المنهكة استجماع ما لديها من إرادة وطنية وجرأة براعة في التجميع والتخليق بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتجنيب السعب والوطن ويلات التوغل في الحرب.تلك غاية تستوجب ابتكار التكتيك وتقديم التنازلات حتى ولو اقتضى على الرجال (ارتداء ثوب إمرأة) حسب وصية المؤسس البلشفي.أو لنقتبس ملمح كتاب دنيال شوبيرو السفير الاميركي السابق( التفاوض حول مالا يقبل التفاوض). الاكتفاء بتكريس الجهود للاغاثة الانسانية نصراً يعني الإبقاء على تأجيج نار الحرب .

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عاشور: تدويل البحث العلمي وربطه بالصناعة أحد أبرز مبادئ الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي

كتب- عمر صبري:

شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية وشركة أسترازينيكا مصر للصناعات الدوائية، حيث وقع كل من الدكتور عمر شريف عمر أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، والدكتور حاتم الورداني رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر، مذكرة التفاهم المشترك، والتي تأتي في ضوء جهود دعم وتطوير الرعاية الصحية في مصر، ودعم استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030.

تهدف مذكرة التفاهم إلى دعم وتطوير قدرات أطباء وصيادلة الأورام بالجامعات المصرية، وتطوير أساليب التواصل والتشخيص فيما بينهم، وكذلك ضمان تطبيق البرتوكولات العلاجية وفق التوصيات العالمية بعلاج الأورام، ونشرها بين الأطباء والصيادلة، وذلك من خلال التعاون بين الجانبين لعقد النسخة الثانية من البرنامج العلمي التنافسي Oncolympics والتي تقام بمشاركة العديد من أقسام الأورام بالمستشفيات الجامعية التابعة للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية؛ بهدف رفع كفاءة الطبيب والصيدلي المصري، ورفع الوعي الطبي بأمراض الأورام، ودراسة كل ما هو جديد في مجالات تشخيص وعلاج أورام الثدي، والبروستاتا، والمبيض، والبنكرياس، والرئة وغيرها من مجالات الأورام.

وخلال مراسم توقيع مذكرة التفاهم، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن تدويل البحث العلمي وربطه بالصناعة أحد أبرز مبادئ الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى جهود المستشفيات الجامعية في دعم وتطوير برامج التعليم الطبي المستمر، وخلق بيئة تنافسية، تسهم في رفع كفاءة الأطباء والصيادلة، وتزويدهم بأحدث المعارف والمعلومات، والتوصيات الطبية والعلمية في علاج المرضى بوجه عام، ومرضى الأورام على نحو خاص.

ووجه "عاشور"، بضرورة ربط التكنولوجيات الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي بالقطاع الصحي، وأن يركز المحتوى العلمي في النسخة الثانية من مسابقة Oncolympics على تزويد معارف الأطباء والصيادلة بهذه الجوانب؛ بما يواكب أحدث النظم والمعايير العالمية في مجالات تشخيص وعلاج الأورام.

من جانبه، قال الدكتور حاتم الورداني، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر للصناعات الدوائية، إن أسترازينيكا تؤمن بأهمية المساهمة في تطوير منظومة الرعاية الصحية في المجتمعات التي تعمل بها، ولذا تتعاون مع مختلف الجهات الحكومية المصرية لإطلاق مبادرات وأنشطة متنوعة لتحقيق هذا الهدف، ومنها مشروع Oncolympics، والذي يركز على التعليم الطبي المستمر للمتخصصين في أمراض الأورام؛ بهدف تبادل الخبرات حول أحدث طرق العلاج في العالم، وهو ما يسهم في تنمية قدرات الأطقم الطبية في مصر.

حضر توقيع البروتوكول الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، والدكتور أحمد عناني مستشار الوزير للسياسات الصحية، والدكتورة نيرفانا حسين مقرر لجنة تنسيق مبادرة صحة المرأة والكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية بالمستشفيات الجامعية و دكتور أحمد قشطة رئيس قطاع العلاقات الحكومية والمؤسسية شركة أسترازينيكا مصر ولفيف من ممثلي قطاع الأورام من شركة أسترازينيكا الدكتور حسين الشامي، الدكتور أحمد الجزار والدكتور نيروز محمد.

جدير بالذكر أن الفريق الفائز بالمركز الأول في المسابقة سيحصل على معايشة في أحد مراكز الأورام العالمية لمدة ستة أيام؛ للاطلاع على أحدث طرق علاج وتشخيص الأورام، وكانت النسخة الأولى من مسابقة Oncolympics قد حققت نجاحًا كبيرًا حيث بلغ عدد الجامعات المشاركة ١٢ جامعة من مختلف أنحاء الجمهورية، وحصد فريق جامعة أسيوط المركز الأول في المسابقة.

مقالات مشابهة

  • محادثات القاهرة: مصر وأميركا تتفقان على إنهاء الأزمة السودانية
  • «حماة الوطن»: الحوار الوطني أصبح ركيزة أساسية في تطوير التشريعات
  • الاستاذ عثمان ميرغني وورجغة ياسر العطا
  • عاشور: تدويل البحث العلمي وربطه بالصناعة أحد أبرز مبادئ الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي
  • حزب حماة الوطن: تصريح رئيس الحكومة عن خفض معدل التضخم رسالة لمجتمع الأعمال (فيديو)
  • هل وضعت هذه الحرب نهاية الأغنية السودانية
  • ترامب: “سأنهي الحرب في أوكرانيا.. حتى قبل أن أصبح رئيساً”
  • الأزمة إلى السنة المقبلة.. والحكومة تكرر الاستعداد لمفاوضات غير مباشرة
  • برلماني: مصر تبذل جهودا كبيرة لإنهاء الأزمة السودانية ووقف الحرب في غزة
  • احترام اتفاقيات جنيف