سودانايل:
2025-01-24@18:19:00 GMT

من تدويل الأزمة إلى تدويل الحرب

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

بقلم عمر العمر

المقاتلون من أجل السلطة والثروة وحدهم الفرحون بارفضاض لقاء جنيف كيفما انتهى.إذاً فابشروا بفصول تقتيل وتدمير أكثر شراسة. وليغرق الشعب في أتون الحزن و ليذهب الوطن لجهة التمزق .نحن شعب لا نحذق مهارات الحوار فكل منا يتحدث دوما من على جزيرة منعزلة دون إبداء استعداد لعبور المساحة الفاصلة ، أو بذل جهد لبناء جسر بغية التلاقي على موجة وسطى .

لذلك تخفق كل الجهود - بغض النظر عن هوية مصدرها - في زحزحة الجزر أو التجسير . في الاستثناء النادر يحدث ذلك تحت الضغط أو الإغراء بمكاسب ضيقة.نيفاشا الأنموزج الشاخص .جنيف ليست سوى محطة لإلتقاط الأنفاس والتربص.التوجه بعدها من تدويل الأزمة إلى تدويل الحرب وفق حسابات خاطئة مبنية على فرضيات واهمة تفضي حتماً إلى خسائر فادحة بينه تمزيق الوطن .
*****

مفهوم الحوار يستند أصلا إلى الاستعداد عن التراجع والجرأة على الاقرار بالخطأ كما على التكافؤ والنأي عن الخصومة ، والاصغاء إلى الآخر وغايته بلوغ الحق. الأدب السياسي يعرّف الحوار( عملية تبادل تشاور وصولا إلى تفاهم مشترك) كما هو ضرورة من أجل تكريس التعايش وبناء السلام. في الثقافة يشكل الحوار حاجة إنسانية لنقل وتبادل الأفكار والتجارب. في الاسلام الحوار منهج قرآني حيث تتعدد آيات يرد فيها أو تشير إليه؛(إذ قال ربك)و إذ قال موسى ،،و قالت الملائكة،،،.وحدهم زبانية القمع والوصايا الدينية والسياسية يهربون من الحوار لأنه يكافح طغيانهم كما يفكك قناعاتهم المعلبة الجاهزة .
*****

رفض الذهاب إلى جنيف هو هروب من الخلاصات المنطقية في شأن تبديد هيمنة الاستبداد السياسي والاقتصادي.هو في الوقت ذاته رفض للارتداد عن ممارسة كافة أشكال العنف بما في ذلك التوغل في الحرب الظالم دعاتها وأنصارها في حق شعب كريم ظل يمارس حياته بدين الفطرة دون اللجوء إلى الدولة او الخوف منها. بعد فشل محاولات جنيف ينفتح الوطن على المجهول أوسع مما كان على الخراب ،والشعب على المعاناة والإحباط. فاستئناف الاقتتال يبدأ من قناعات متبادلة مرتكزها إما السلطة وإما الدمار. دهاقنة الحرب وتجارها ليسوا معنيين بمكابدة المهمشين بين الأشلاء في العراء والحطام أو على أرصفة المنافي !
*****

المبعوث الأميركي لامس وتراً حساسا حينما أشار إلى قوة خلفية تحرّض قادة الجيش على رفض التجاوب مع جنيف. ذلك نصف النغم .إذا من الصعب الفصل بين القادة وتلك القوة فمن العسير كذلك تبرئة القادة من شهوة السلطة. فهما حلف يستثمر الدين لاستنفار العصبية والتحشيد بغية اذكاء الصراع على السلطة والغنائم.قادة هذا التحالف مرفّهون يتمتعون بالنعيم غير مبالين بعذابات البائسين والمحرومين في قاع الكارثة العبثية.هذا التحالف هو المسؤول الأوحد عن جريمة استنبات هياكل موازية للدولة بغرض تأمين مصالحهم فاذا هي تخرج عن طاعتهم وعن شرعية الدولة ليسقط الوطن برمته في الفتنة والفوضى.
*****

الموفد الأميركي وضع إصبعا على أحد مفاتيح باب الخروج من الجحيم عندما ألمح إلى أهمية فرض حظر السلاح على مؤججي الحرب .لكن تلك غاية عسيرة المنال في ظل غياب مؤسسات الدولة .فلا فرق في الواقع بين قوة ونفوذ معسكري الحرب على الأرض أو قنوات التواصل مع الخارج عبر الحدود الرخوة.من الممكن تحقيق تقدم على هذه الفرضية حال وجود آلية حاكمة غالبة.ذلك إنجاز ربما أتاحت جنيف المجهضة بلوغه ثم أمسى أمنية تراود الشعب ويطردها بعيدا أقطاب الحرب.في غياب ترجيح معسكر على الآخر لجهة الحسم فسيلهث كل طرف للتسلح .ذلك لا يجرف الصراع إلى لجة التدويل فقط ، بل يحول البلد بؤرة ضمن جبهات الصراع الدولي الساخنة المزمنة.
*****

ففي ظل الاستقطاب الراهن داخل المشهد الدولي واللجوء إلى الاستقواء بالخارج من اليسير أن يتحول السودان إلى جبهة من الحرب الأكرانية او يصبح الجيش ماليشيا من أجنحة الاقتتال في المنطقة العربية.ثمة مؤشرات بدأت تتخدث علنا عن استنساخ وشيك للتجربة الليبة.هذا خطر يفرض على القوى السياسية المبعثرة المنهكة استجماع ما لديها من إرادة وطنية وجرأة براعة في التجميع والتخليق بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتجنيب السعب والوطن ويلات التوغل في الحرب.تلك غاية تستوجب ابتكار التكتيك وتقديم التنازلات حتى ولو اقتضى على الرجال (ارتداء ثوب إمرأة) حسب وصية المؤسس البلشفي.أو لنقتبس ملمح كتاب دنيال شوبيرو السفير الاميركي السابق( التفاوض حول مالا يقبل التفاوض). الاكتفاء بتكريس الجهود للاغاثة الانسانية نصراً يعني الإبقاء على تأجيج نار الحرب .

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

وزيرة التضامن تتوجه إلى جنيف لمناقشة تقرير مصر أمام جلسة المراجعة الدورية لحقوق الإنسان

تتوجه الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي إلى جنيف للمشاركة في مناقشة تقرير مصر أمام جلسة المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان، تحت مظلة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

كما تلقي وزيرة التضامن الاجتماعي الكلمة الافتتاحية في الحدث الجانبي الذي تنظمه مصر حول ما حققته مصر في  الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وسيشهد الحدث مشاركة واسعة من عدة دول.

وستشارك مصر فى آلية المراجعة الدورية الأممية للمرة الرابعة، وتعتبر هذه العملية إحدى الآليات الدولية المهمة التى تشارك فيها كافة الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، من خلال استعراض الجهود الوطنية، وتتلقى خلالها توصيات من الدول الأخرى لتعزيز الجهود الوطنية للنهوض بأوضاع حقوق الإنسان فى إطار تبادل الخبرات وأفضل الممارسات.

وستشهد زيارة وزيرة التضامن الاجتماعي إلى سويسرا عقد العديد من اللقاءات الثنائية مع الوزراء وممثلي الهيئات الدولية المشاركين في هذه الاجتماعات.

مقالات مشابهة

  • التحالف الوطني يشيد بالمشاركة الدولية بالاستعراض الدوري لملف حقوق الإنسان في جنيف
  • أبو مازن مستعد لحكم غزة إذا سمحت له إسرائيل
  • وزيرة التضامن تستعرض تقرير مصر أمام جلسة مراجعة حقوق الإنسان في جنيف
  • وزيرة التضامن تتوجه إلى جنيف لمناقشة تقرير مصر أمام جلسة المراجعة الدورية لحقوق الإنسان
  • بين تهميش السلطة وصراعات القيادة.. اتحاد الشغل يواجه اختبار البقاء بتونس
  • السودان ودولة الحرب العميقة
  • سياق التهليل والتكبير في إلانتهاكات المحفزة بالكراهية والعنصرية
  • انتصاراتهم الظرفية وانتصارنا الاستراتيجي
  • السَكْرَة فى غزة.. والفكرة
  • سياق التهليل والتكبير في إلانتهاكات المحفزة بالكراهية والعنصرية