سودانايل:
2025-03-20@06:57:19 GMT

من تدويل الأزمة إلى تدويل الحرب

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

بقلم عمر العمر

المقاتلون من أجل السلطة والثروة وحدهم الفرحون بارفضاض لقاء جنيف كيفما انتهى.إذاً فابشروا بفصول تقتيل وتدمير أكثر شراسة. وليغرق الشعب في أتون الحزن و ليذهب الوطن لجهة التمزق .نحن شعب لا نحذق مهارات الحوار فكل منا يتحدث دوما من على جزيرة منعزلة دون إبداء استعداد لعبور المساحة الفاصلة ، أو بذل جهد لبناء جسر بغية التلاقي على موجة وسطى .

لذلك تخفق كل الجهود - بغض النظر عن هوية مصدرها - في زحزحة الجزر أو التجسير . في الاستثناء النادر يحدث ذلك تحت الضغط أو الإغراء بمكاسب ضيقة.نيفاشا الأنموزج الشاخص .جنيف ليست سوى محطة لإلتقاط الأنفاس والتربص.التوجه بعدها من تدويل الأزمة إلى تدويل الحرب وفق حسابات خاطئة مبنية على فرضيات واهمة تفضي حتماً إلى خسائر فادحة بينه تمزيق الوطن .
*****

مفهوم الحوار يستند أصلا إلى الاستعداد عن التراجع والجرأة على الاقرار بالخطأ كما على التكافؤ والنأي عن الخصومة ، والاصغاء إلى الآخر وغايته بلوغ الحق. الأدب السياسي يعرّف الحوار( عملية تبادل تشاور وصولا إلى تفاهم مشترك) كما هو ضرورة من أجل تكريس التعايش وبناء السلام. في الثقافة يشكل الحوار حاجة إنسانية لنقل وتبادل الأفكار والتجارب. في الاسلام الحوار منهج قرآني حيث تتعدد آيات يرد فيها أو تشير إليه؛(إذ قال ربك)و إذ قال موسى ،،و قالت الملائكة،،،.وحدهم زبانية القمع والوصايا الدينية والسياسية يهربون من الحوار لأنه يكافح طغيانهم كما يفكك قناعاتهم المعلبة الجاهزة .
*****

رفض الذهاب إلى جنيف هو هروب من الخلاصات المنطقية في شأن تبديد هيمنة الاستبداد السياسي والاقتصادي.هو في الوقت ذاته رفض للارتداد عن ممارسة كافة أشكال العنف بما في ذلك التوغل في الحرب الظالم دعاتها وأنصارها في حق شعب كريم ظل يمارس حياته بدين الفطرة دون اللجوء إلى الدولة او الخوف منها. بعد فشل محاولات جنيف ينفتح الوطن على المجهول أوسع مما كان على الخراب ،والشعب على المعاناة والإحباط. فاستئناف الاقتتال يبدأ من قناعات متبادلة مرتكزها إما السلطة وإما الدمار. دهاقنة الحرب وتجارها ليسوا معنيين بمكابدة المهمشين بين الأشلاء في العراء والحطام أو على أرصفة المنافي !
*****

المبعوث الأميركي لامس وتراً حساسا حينما أشار إلى قوة خلفية تحرّض قادة الجيش على رفض التجاوب مع جنيف. ذلك نصف النغم .إذا من الصعب الفصل بين القادة وتلك القوة فمن العسير كذلك تبرئة القادة من شهوة السلطة. فهما حلف يستثمر الدين لاستنفار العصبية والتحشيد بغية اذكاء الصراع على السلطة والغنائم.قادة هذا التحالف مرفّهون يتمتعون بالنعيم غير مبالين بعذابات البائسين والمحرومين في قاع الكارثة العبثية.هذا التحالف هو المسؤول الأوحد عن جريمة استنبات هياكل موازية للدولة بغرض تأمين مصالحهم فاذا هي تخرج عن طاعتهم وعن شرعية الدولة ليسقط الوطن برمته في الفتنة والفوضى.
*****

الموفد الأميركي وضع إصبعا على أحد مفاتيح باب الخروج من الجحيم عندما ألمح إلى أهمية فرض حظر السلاح على مؤججي الحرب .لكن تلك غاية عسيرة المنال في ظل غياب مؤسسات الدولة .فلا فرق في الواقع بين قوة ونفوذ معسكري الحرب على الأرض أو قنوات التواصل مع الخارج عبر الحدود الرخوة.من الممكن تحقيق تقدم على هذه الفرضية حال وجود آلية حاكمة غالبة.ذلك إنجاز ربما أتاحت جنيف المجهضة بلوغه ثم أمسى أمنية تراود الشعب ويطردها بعيدا أقطاب الحرب.في غياب ترجيح معسكر على الآخر لجهة الحسم فسيلهث كل طرف للتسلح .ذلك لا يجرف الصراع إلى لجة التدويل فقط ، بل يحول البلد بؤرة ضمن جبهات الصراع الدولي الساخنة المزمنة.
*****

ففي ظل الاستقطاب الراهن داخل المشهد الدولي واللجوء إلى الاستقواء بالخارج من اليسير أن يتحول السودان إلى جبهة من الحرب الأكرانية او يصبح الجيش ماليشيا من أجنحة الاقتتال في المنطقة العربية.ثمة مؤشرات بدأت تتخدث علنا عن استنساخ وشيك للتجربة الليبة.هذا خطر يفرض على القوى السياسية المبعثرة المنهكة استجماع ما لديها من إرادة وطنية وجرأة براعة في التجميع والتخليق بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتجنيب السعب والوطن ويلات التوغل في الحرب.تلك غاية تستوجب ابتكار التكتيك وتقديم التنازلات حتى ولو اقتضى على الرجال (ارتداء ثوب إمرأة) حسب وصية المؤسس البلشفي.أو لنقتبس ملمح كتاب دنيال شوبيرو السفير الاميركي السابق( التفاوض حول مالا يقبل التفاوض). الاكتفاء بتكريس الجهود للاغاثة الانسانية نصراً يعني الإبقاء على تأجيج نار الحرب .

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

اتهام الجيش السوداني باستخدام الأسلحة الكيماوية.. ومسؤول ملف حقوق الإنسان في جنيف يرد

متابعات ــ تاق برس  فند مسؤول ملف حقوق الانسان ببعثة السودان بجنيف السكرتير الأول عمر شريف أكاذيب ممثل منظمة اتحاد التنمية الإفريقية لدى مشاركته في مداولات مجلس حقوق الانسان حول البند الثالث الخاص بالحقوق الاقتصادية حيث خرج ممثل المنظمة عن الموضوع ووجه اتهامات للقوات المسلحه رغم ان البند ليس بشأن السودان ،  ووصف مندوب السودان الاتهامات  انها اكاذيب مفضوحة تحاول تشويه صورة القوات المسلحة السودانية وتقديم سردية خاطئة ومنحازة الأمر الذي يتناقض مع المباديء المهنية والاخلاقية للمجتمع المدني الحقوقي. وأكد ممثل البعثة أن السودان طرف أصيل وملتزم باتفاقيات حظر اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية. وقال ممثل البعثة ان اتهام القوات المسلحة السودانية باستخدام الاسلحة الكيميائية كاذب ومرفوض ،وان كافة الإفادات التي وردت في بيان المنظمة لا أساس لها من الصحة. و حول إتهام القوات المسلحة السودانية بتجنيد الأطفال، فقد اكد ممثل البعثة ان قوانين ولوائح القوات المسلحة السودانية كاي جيش مهني ومحترف لا تسمح بتجنيد الأطفال . وطلب من المنظمة المذكورة بحكم أنها مهتمة بالشأن السوداني أن تنظر في الانتهاكات الموثقة والممنهجة ضد الأطفال في السودان التي ظلت ترتكبها  الدعم السريع ضد الأطفال بمافي ذلك تجنيدهم واستخدامهم في العمليات العسكرية وحراسة مراكز الاحتجاز كما ورد في آخر تقرير للمفوضية السامية لحقوق الانسان نفسها ،فقد ظلت الدعم السريع تستهدف الأطفال على أساس العرق كما جاء في التقارير التي اعدتها المفوضية السامية عن اللاجئين السودانيين في تشاد الذين هربوا من حرب المليشيا وأعمال الاستهداف الممنهج التي مارسته ضدهم في ولاية غرب دارفور. إلى جانب ممارسة الدعم السريع العنف ضد الفتيات بأساليب ممنهجة أكدتها عدد من التقارير الحقوقية ، و كما اثبتتها التحقيقات الجنائية التي قامت بها السلطات المعنية وتقارير السلطة المعنية عن مكافحة العنف ضد النساء . الأسلحة الكيماويةالجيش السودانيجنيف

مقالات مشابهة

  • جهود دولية وإقليمية حثيثة لتوحيد منابر حل الأزمة السودانية
  • محافظ جنوب سيناء: مصر أجهضت محاولات تدويل طابا وخطة تنمية شاملة للمدينة
  • محافظ جنوب سيناء: تجاوزنا محاولات تدويل طابا و ننفذ خطة للتنمية
  • محافظ جنوب سيناء: تجاوزنا محاولات تدويل طابا وننفذ خطة تنمية شاملة حتى 2030
  • السعودية بوصلة الاستقرار العالمي (1-3)
  • اجتماع بنّاء في جنيف بشأن مستقبل قبرص
  • بمشاركة العراق.. استئناف اجتماعات المؤتمر الدولي لإدارة الدين في جنيف
  • اتهام الجيش السوداني باستخدام الأسلحة الكيماوية.. ومسؤول ملف حقوق الإنسان في جنيف يرد
  • الشعبية «التيار الثوري»: قوى الثورة يجب ألا تسمح باستخدامها كـ«ديكور» لقسمة السلطة
  • وزير خارجية تركيا يشارك بمباحثات أزمة قبرص في جنيف