سعي الجيش وقوات الدعم السريع للواجهات المدنية في السودان منذ حكم المجلس العسكري الانتقالي إلى الحرب الأهلية: الأسباب الرئيسية، آليات الاستقطاب، طرق الاستخدام ووسائل السيطرة

**د. عبد المنعم مختار**
أستاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية

**تم إعداد هذا المقال بمساعدة فعالة من برنامج الذكاء الاصطناعي Chat GPT-4*في

السودان، تعتبر العلاقة بين الجيش، وقوات الدعم السريع، والواجهات المدنية جزءًا أساسيًا من المشهد السياسي، خصوصًا بعد الانقلابات العسكرية المتكررة والأزمات السياسية والحروب الأهلية المستمرة.

تسعى القوى العسكرية إلى التحالف مع واجهات مدنية لعدة أسباب، تتجاوز مجرد السعي للشرعية أو الاستجابة للضغوط الداخلية والدولية. تشمل هذه الأسباب تحسين القدرة على إدارة الأزمات، تحقيق الاستقرار الاقتصادي، التأثير على القوى السياسية الداخلية، وتجنب الصراعات الاجتماعية. عبر هذه التحالفات، تسعى القوى العسكرية في السودان إلى ترسيخ نفوذها، وتوسيع سيطرتها، وضمان دعم شعبي ودولي يمكنها من الحفاظ على السلطة في ظل الظروف المتقلبة.

منذ الإطاحة بالنظام العسكري الإسلامي في أبريل 2019، واصل الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، محاولات التحالف مع قوى مدنية لحكم السودان بشكل مشترك أو منفرد، لكن دون نجاح يذكر. بعد مفاوضات جنيف الأخيرة حول الحرب في السودان، وفي غياب ممثلي الجيش، أعلن البرهان وقوات الدعم السريع عن خطط لتشكيل حكومتين مدنيتين في مناطق سيطرتهما العسكرية. جاء هذا الإعلان بالتزامن مع تعزيز تحالف الجيش مع بعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، وإنشاء تحالف "القوى المدنية المتحدة" المرتبط بقوات الدعم السريع. في ظل هذا السياق، يثار التساؤل حول الدوافع الحقيقية للإعلان عن تشكيل حكومتين مدنيتين، إحداهما تحت سيطرة الجيش في بورتسودان، والأخرى تحت سيطرة قوات الدعم السريع في الخرطوم.

يشعر الشعب السوداني بالإحباط جراء فشل مفاوضات جنيف في تحقيق وقف إطلاق النار، وعدم الثقة في إمكانية التوصل إلى توافق مع الأطراف المتحاربة بشأن إدخال المساعدات الإنسانية. أسفرت المفاوضات عن تشكيل "التحالف الدولي من أجل العون الإنساني والسلام في السودان" (ALPS Group)، الذي يضم سبع جهات دولية وإقليمية رئيسية. يُتوقع أن يقود هذا التحالف جهود إدخال المساعدات الإنسانية، حماية المدنيين، ووقف إطلاق النار. ويبدو أن سعي الجيش وقوات الدعم السريع لتعزيز واجهاتهم المدنية يرتبط بالسخط الشعبي وتكوين هذا التحالف الدولي.

يستعرض المقال تحالف الجيش وقوات الدعم السريع مع الواجهات المدنية، موضحًا الأسباب والآليات المستخدمة في كسب هذه التحالفات والسيطرة عليها. كما يتناول تأثير هذه التحالفات على الحياة السياسية والعسكرية في السودان، ويقدم تحليلاً لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات. بالإضافة إلى ذلك، يستعرض المقال أمثلة من دول أخرى ويوفر توصيات عملية للحد من الآثار السلبية لهذه التحالفات في المستقبل.

في هذا المقال، سنناقش خمسة أسباب رئيسية تدفع الأنظمة العسكرية للتحالف مع واجهات مدنية، مع تطبيقها على فترات حكم المجلس العسكري الانتقالي في 2019، فترة ما بعد انقلاب أكتوبر 2021، وفترة الحرب الأهلية الجارية منذ أبريل 2023. سنقدم تحليلاً لسياق كل فترة، التحديات التي واجهتها، ومدى نجاح الجيش وقوات الدعم السريع في تحالفهم مع الواجهات المدنية. سنناقش أيضًا تحالفات الجيش مع القوى المدنية التقليدية، الإسلاميين، أنصار النظام السابق، الكتلة الديمقراطية لقوى الحرية والتغيير، وبعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام. بالمثل، سنسلط الضوء على تحالفات قوات الدعم السريع مع القوى المدنية التقليدية، أفراد من المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وبعض الحركات المسلحة.

سنقدم كذلك تحليلاً لآليات الاستقطاب، طرق الاستخدام، ووسائل السيطرة على الواجهات المدنية من قبل الجيش وقوات الدعم السريع، مع استعراض الاختلافات بينهما. وسنناقش التأثيرات قصيرة، متوسطة، وطويلة الأمد لهذه التحالفات على المشهد السياسي والعسكري في السودان، وسنقدم توصيات عملية للحد من هذه التحالفات مستقبلاً. نختم المقال باستعراض الأسباب الأخرى التي تدفع الأنظمة العسكرية للتحالف مع واجهات مدنية، مع إشارة إلى إمكانية تطبيقها على الحالة السودانية.

### الواجهات المدنية للنظام العسكري في السودان (2019-2024): قراءة في معالم المشهد السياسي

منذ انقلاب أكتوبر 2021 في السودان، دخلت البلاد مرحلة جديدة من الحكم العسكري الذي لبس في بعض الأحيان قناع الواجهة المدنية. وقد كانت هذه المرحلة محورية في تحديد ملامح الصراع السياسي والاجتماعي في السودان، وأدت إلى تهيئة المسرح لاندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023. نحاول تالياً إلقاء الضوء على كيفية استغلال النظام العسكري للواجهات المدنية، والدور الذي لعبته تلك الواجهات في تعزيز السلطة العسكرية وتهميش القوى المدنية الحقيقية.

#### 1. **التحالفات الهشة مع القوى المدنية**

بعد انقلاب أكتوبر 2021، كان من الضروري للنظام العسكري تأمين نوع من الشرعية على الصعيدين المحلي والدولي. لتحقيق ذلك، قام بتشكيل تحالفات هشة مع بعض القوى التقليدية، والتي شملت إدارات أهلية وزعامات قبلية وشيوخ طرق صوفية، ومع بعض القوى المدنية الحديثة، والتي كانت في الغالب من الأحزاب السياسية الصغيرة، ومع بعض الحركات المسلحة، الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، وكانت هذه القوى والحركات الضعيفة تبحث عن دور في المشهد السياسي. إلا أن هذه التحالفات كانت سطحية بطبيعتها، حيث كانت القوات المسلحة تتحكم في زمام الأمور، بينما كانت القوى المدنية التقليدية والحديثة والحركات المسلحة تلعب دور الواجهة فقط، بدون أي تأثير فعلي على القرارات الاستراتيجية.

#### 2. **الحكومة الانتقالية ذات الطابع المدني**

في محاولة لتهدئة المجتمع الدولي والحصول على الدعم المالي، قام الجيش بتشكيل حكومة انتقالية ذات مدنية. على الرغم من أن هذه الحكومة كانت تبدو ظاهرياً مدنية، إلا أنها كانت في الواقع تحت سيطرة الجيش بشكل شبه كامل. فقد كان الجيش يحتفظ بالسلطة الفعلية في التوجهات الرئيسية والسياسات الكبرى، بينما كان المدنيون يشاركون في الحكومة بصفة تزيد قليلا عن الرمزية، مع وجود استثناءات لصالح المدنيين. هذا الوضع خلق نوعاً من الغموض حول من يتحكم فعلياً في السودان، مما أدى إلى تزايد الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية.

#### 3. **الدور المحوري للمجلس السيادي**

تم تشكيل المجلس السيادي ليكون هو الهيئة العليا للحكم في السودان خلال الفترة الانتقالية. وكان هذا المجلس يضم ممثلين من العسكريين والمدنيين. لكن مع مرور الوقت، أصبح واضحاً أن المجلس كان يعمل كأداة بيد الجيش للسيطرة على السلطة. فقد كان للعسكريين الكلمة الأخيرة في القرارات المهمة، مما جعل المدنيين في المجلس مجرد واجهة لتحسين الصورة العامة للنظام.

#### 4. **التلاعب بالمطالب الشعبية**

اعتمد النظام العسكري على استغلال المطالب الشعبية لتحقيق مكاسب سياسية. فبينما كانت الجماهير تطالب بالتحول الديمقراطي وتحسين الأوضاع المعيشية، كان الجيش يقدم وعوداً فارغة بتحقيق هذه المطالب عبر واجهاته المدنية. لكن هذه الوعود كانت تهدف فقط إلى كسب الوقت وإخماد الاحتجاجات دون نية حقيقية للإصلاح. وقد ساهم هذا التلاعب في زيادة الفجوة بين الجيش والشعب، مما أدى في النهاية إلى تصاعد حدة الصراع.

#### 5. **تهيئة الأجواء للحرب الأهلية**

تسببت السياسات العسكرية المستترة خلف الواجهات المدنية في تأجيج الصراعات الداخلية، حيث شعرت العديد من الأطراف بأنها مستبعدة من العملية السياسية. هذا الشعور بالإقصاء والاستبعاد، إلى جانب الفشل في تحقيق التوافق الوطني، أدى إلى تصاعد التوترات بين الفصائل المختلفة، مما هيأ الأجواء لاندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023. وكانت هذه الحرب نتيجة حتمية لسلسلة من السياسات الفاشلة التي اتبعتها القيادة العسكرية في محاولتها للاحتفاظ بالسلطة عبر الواجهات المدنية.

*اسباب بحث الأنظمة العسكرية عن الواجهات المدنية*

الأنظمة العسكرية غالبًا ما تبحث عن أغطية مدنية لأسباب عدة:

1. **إضفاء الشرعية**: الأنظمة العسكرية تسعى في كثير من الأحيان إلى إضفاء شرعية على حكمها من خلال التظاهر بأنها حكومة مدنية أو تتبنى قيماً مدنية. هذا يساعد في كسب دعم الشعب وتخفيف الانتقادات الدولية.

2. **التهرب من العقوبات**: عندما يكون النظام العسكري صريحًا في إدارته، قد يتعرض لعقوبات دولية أو ضغط دولي. بإظهار واجهة مدنية، قد يتمكن النظام من التخفيف من هذه الضغوط والعقوبات.

3. **استقرار الحكم**: وجود واجهة مدنية يمكن أن يساعد في تحقيق توازن بين القوة العسكرية والاحتياجات السياسية، مما يعزز من استقرار النظام على المدى الطويل.

4. **التأثير على المجتمع الدولي**: إظهار واجهة مدنية قد يساعد النظام في الحصول على القبول والاعتراف الدولي، والذي يمكن أن يترجم إلى دعم اقتصادي أو سياسي.

5. **التحكم في المعارضة**: وجود حكومة مدنية كواجهة يمكن أن يساعد في التعامل مع المعارضة السياسية الداخلية بطريقة تبدو أكثر قبولًا ومشروعية.

باختصار، الواجهات المدنية توفر للأنظمة العسكرية وسيلة للتحكم في السلطة بشكل أكثر ذكاءً ومقبولية، سواء داخليًا أو دوليًا.

*المجلس العسكري الانتقالي في السودان 2019*

### **أسباب بحث الجيش وقوات الدعم السريع عن واجهات مدنية خلال فترة حكم المجلس العسكري الانتقالي (أبريل - أغسطس 2019)**

في أبريل 2019، أدى الإضراب الشعبي الكبير إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير، وتم تشكيل المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان. خلال الفترة من أبريل إلى أغسطس 2019، سعى المجلس العسكري وقوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى إضفاء الطابع المدني على حكمهم لأسباب متعددة تتعلق بالشرعية المحلية والدولية، التهديدات الاقتصادية، والتحديات السياسية.

### **تحليل أسباب البحث عن أغطية مدنية**

#### **1. إضفاء الشرعية**
**التفاصيل والفوائد:**
بعد الاستيلاء على السلطة، كان من الضروري للمجلس العسكري وقوات الدعم السريع تعزيز شرعيتهم سواء على الصعيدين المحلي أو الدولي. كانت احتجاجات الشعب السوداني تدعو إلى حكومة مدنية، مما دفع المجلس العسكري إلى تشكيل لجنة تفاوض مع قوى الحرية والتغيير وإظهار استعدادهم للتعاون في عملية الانتقال الديمقراطي.

**التحديات:**
على الرغم من الجهود المبذولة لتقديم صورة إيجابية، واجه المجلس العسكري صعوبات في إقناع الشعب بأن نواياه في التحول الديمقراطي حقيقية. القمع المستمر للاحتجاجات زاد من فقدان الثقة.

**الكتاب:**
- **Svolik, Milan W. (2012). *The Politics of Authoritarian Rule*. Cambridge University Press.**
- يناقش سوليك كيف تستخدم الأنظمة الاستبدادية الواجهات المدنية لتعزيز شرعيتها.

**السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- حاول المجلس العسكري تهدئة الشعب من خلال تقديم خطاب اعلامي داعم لحكم قوى مدنية تقليدية أو لاحق لانتخابات، ولكن هذا لم يكن كافياً لتهدئة المتظاهرين الذين طالبوا بحكم مدني انتقالي كامل.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي كان يضغط على المجلس العسكري للانتقال نحو حكومة بقيادة مدنية، مما دفعه إلى محاولة تحقيق هذه الصورة.

#### **2. التهرب من العقوبات الدولية**
**التفاصيل والفوائد:**
كان من الواضح أن الاستمرار في الحكم العسكري الكامل قد يتسبب في فرض عقوبات دولية وقطع المساعدات. لتجنب هذه العقوبات، حاول المجلس العسكري تقديم نفسه كطرف ملتزم بالانتقال الديمقراطي، مما يساعد على تجنب العزلة الدولية.

**التحديات:**
رغم الخطوات المعلنة، لم يكن المجتمع الدولي مقتنعاً بجدية المجلس العسكري بسبب استمرار القمع والانتهاكات.

**الكتاب:**
- **Levitsky, Steven, & Way, Lucan A. (2010). *Competitive Authoritarianism: Hybrid Regimes After the Cold War*. Cambridge University Press.**
- تناقش الدراسة كيف تستخدم الأنظمة العسكرية الواجهات المدنية لتفادي العقوبات والضغوط الدولية.

**السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- اعتبر الشارع السوداني التحركات التي قام بها المجلس العسكري محاولة للتهرب من العقوبات، مما أدى إلى زيادة التوترات.
- **السياق الخارجي:**
- بعض الدول والمجتمع الدولي ضغطوا على المجلس العسكري لتقديم خطوات ملموسة نحو التحول الديمقراطي، مما دفعه إلى محاولة الاستجابة لهذه المطالب.

#### **3. استقرار الحكم الداخلي**
**التفاصيل والفوائد:**
كان المجلس العسكري يهدف إلى تحقيق استقرار داخلي بعد الإطاحة بالبشير، حيث شعر أن الحكومة المدنية المقبلة قد تقلص من دور الجيش وقوات الدعم السريع. من خلال تعزيز الطابع المدني للحكم، كان المجلس يسعى إلى تهدئة الوضع الداخلي وضمان استقرار سياسي تحت السيطرة العسكرية.

**التحديات:**
التحدي الأكبر كان في تحقيق استقرار حقيقي في ظل معارضة شعبية قوية ورفض واسع للهيمنة العسكرية. استمرار القمع لم يساهم في تحقيق الاستقرار المطلوب.

**الكتاب:**
- **Geddes, Barbara, Wright, Joseph, & Frantz, Erica (2018). *How Dictatorships Work: Power, Personalization, and Collapse*. Cambridge University Press.**
- يناقش الكتاب كيف تستخدم الأنظمة العسكرية الواجهات المدنية لتحقيق الاستقرار الداخلي.

**السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- بالرغم من الجهود المبذولة، استمرت الاحتجاجات وعرفت تصعيداً، مما زاد من التوترات والاضطرابات.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي كان يدعو إلى تحقيق استقرار حقيقي من خلال الانتقال إلى حكومة مدنية، مما زاد من الضغوط على المجلس العسكري.

#### **4. التأثير على المجتمع الدولي**
**التفاصيل والفوائد:**
كان الهدف من تقديم مظهر مدني للحكم هو إقناع المجتمع الدولي بأن السودان ملتزم بالتحول الديمقراطي. كانت هذه الاستراتيجية تهدف إلى الحفاظ على الدعم الدولي وتجنب العزلة، وضمان استمرار المساعدات الاقتصادية والسياسية.

**التحديات:**
التحدي الرئيسي كان في إقناع المجتمع الدولي بصدق نوايا المجلس العسكري في ظل استمرار القمع والانتهاكات. كان يجب على المجلس تحقيق توازن بين تقديم صورة مدنية والتحكم العسكري.

**الكتاب:**
- **Levitsky, Steven, & Way, Lucan A. (2002). "The Rise of Competitive Authoritarianism." *Journal of Democracy*, 13(2), 51-65.**
- تناقش الدراسة كيف تستخدم الأنظمة العسكرية واجهات مدنية للتأثير على المجتمع الدولي.

**السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- الشعب السوداني لم يكن مقتنعاً بالنوايا الحقيقية للمجلس العسكري، مما أدى إلى استمرار الاحتجاجات.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي كان حذراً وراقب الوضع عن كثب، حيث كانت هناك ضغوط لانتقال حقيقي نحو الحكم المدني.

### **5. التحكم في المعارضة**

**التفاصيل والفوائد:**
سعى المجلس العسكري الانتقالي، من خلال القبول بالحكم المدني الكامل بعد الانتقال وليس خلاله، إلى تقسيم المعارضة وإضعافها. عبر تشكيل مجلس سيادي يضم شخصيات مدنية كان الهدف هو تقديم صورة للحكم المدني والتقليل من الاحتجاجات الشعبية. كانت هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقليل الضغط على المجلس العسكري من خلال إضفاء شرعية مدنية جزئية، مع منح قوى الحرية والتغيير بعض النفوذ لتخفيف حدة المعارضة وإظهار نوع من التفاهم والتعاون.

**التحديات:**
من أبرز التحديات التي واجهها المجلس العسكري الانتقالي كانت تحقيق توازن بين تقديم مظهر مدني للحكم وضمان السيطرة العسكرية الفعلية. بينما كان للمجلس العسكري مصلحة في الحفاظ على التحكم النهائي، كانت المعارضة الشعبية تشكك في مصداقية هذه التحركات. استمرار القمع والانتهاكات ضد المتظاهرين لم يساهم في تهدئة الشارع السوداني، بل زاد من حدة الاحتجاجات والرفض الشعبي.

**الكتاب:**
- **Gandhi, Jennifer, & Przeworski, Adam (2007). "Authoritarian Institutions and the Survival of Autocrats." *Comparative Political Studies*, 40(11), 1279-1301.**
- يناقش الكتاب كيف تستخدم الأنظمة الاستبدادية المؤسسات المدنية كأدوات للتحكم في المعارضة، مما يساهم في بقاء النظام الاستبدادي لفترة أطول.

**السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- رغم محاولة المجلس العسكري تهدئة المعارضة من خلال تقديم مظهر مدني، استمرت الاحتجاجات وأصبحت المعارضة أكثر تنظيماً وتحدياً للهيمنة العسكرية، مما زاد من التوترات بدلاً من تخفيفها.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي كان على دراية بمحاولات المجلس العسكري للسيطرة على المعارضة بدلاً من تعزيز التحول الديمقراطي الحقيقي، مما أدى إلى استمرار الضغوط من الدول والمنظمات الدولية على المجلس العسكري للانتقال إلى حكم مدني حقيقي.

### **الخلاصة**

خلال فترة حكم المجلس العسكري الانتقالي، سعى الجيش وقوات الدعم السريع إلى استخدام واجهات مدنية لتحقيق أهداف متعددة. حاولوا إضفاء الشرعية على حكمهم، التهرب من العقوبات الدولية، تحقيق الاستقرار الداخلي، التأثير على المجتمع الدولي، والتحكم في المعارضة السياسية. ومع ذلك، واجهت هذه المحاولات تحديات كبيرة. القمع المستمر والتأييد الشعبي المحدود لم يكن كافياً لإقناع الشارع السوداني والمجتمع الدولي بجدية التحول الديمقراطي.

الخطوات التي اتخذها المجلس العسكري، مثل تشكيل حكومة مدنية وإشراك شخصيات سياسية، كانت تهدف إلى السيطرة على الوضع بشكل مؤقت والتهدئة من الاحتجاجات، لكنها لم تنجح في تحقيق الاستقرار المطلوب أو تعزيز ثقة الشعب السوداني والمجتمع الدولي. النتيجة كانت استمرار الاضطرابات والضغط الدولي على النظام العسكري للعودة إلى المسار الديمقراطي الحقيقي، مما يعكس أن الواجهات المدنية وحدها لم تكن كافية لتجاوز التحديات العميقة التي واجهت السودان خلال تلك الفترة.

*الانقلاب العسكري في السودان 2021*

في 25 أكتوبر 2021، قاد الفريق عبد الفتاح البرهان والفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد الجيش وقوات الدعم السريع السوداني، على التوالي، انقلاباً عسكرياً ضد الحكومة الانتقالية التي كان يرأسها دكتور عبد الله حمدوك. كانت هذه الحكومة الانتقالية نتاجاً لاتفاق بين القوى العسكرية والمدنية بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019. جاء الانقلاب في وقت كان فيه السودان يسعى نحو التحول الديمقراطي بعد عقود من الحكم العسكري والديني والديكتاتوري. إلا أن البرهان وحميدتي، برفقة عناصر من الجيش وقوات الدعم السريع، قررا السيطرة على السلطة بشكل كامل، مما أدى إلى تعطيل العملية الانتقالية.

### تحليل أسباب الانقلاب وأهداف البرهان وحميدتي باستخدام واجهات مدنية

سأقوم بتحليل انقلاب البرهان وحميدتي على حكومة حمدوك من خلال تطبيق الأسباب الرئيسية التي تدفع الأنظمة العسكرية للبحث عن واجهات مدنية، مدعومًا بكتب عالية المبيعات ودراسات مرتفعة الإحالات وأمثلة صارخة من دول اخرى، مع التركيز على كيفية تجلي هذه العوامل في الحالة السودانية.

### 1. **إضفاء الشرعية**

#### **التفاصيل والفوائد:**
عندما قام البرهان وحميدتي بالانقلاب على حكومة حمدوك، كانا يدركان أهمية الحصول على الشرعية، سواء على الصعيدين المحلي أو الدولي. على الرغم من أن الجيش وقوات الدعم السريع تولوا السلطة بالقوة، فإن البرهان وحميدتي سعيا لاحقًا إلى إضفاء طابع مدني على النظام الجديد لضمان قبوله. أحد الأدلة على ذلك هو إعادة حمدوك إلى منصب رئيس الوزراء في نوفمبر 2021 بعد ضغوط داخلية ودولية، في محاولة لتهدئة الانتقادات وإظهار الالتزام بالتحول الديمقراطي.

#### **التحديات:**
التحدي الذي واجهه البرهان وحميدتي في هذا السياق كان كيفية إضفاء شرعية على النظام في ظل رفض شعبي واسع وتظاهرات مستمرة تطالب بعودة الحكم المدني الكامل. كذلك، كان هناك ضغط دولي من دول ومنظمات كانت تراقب الوضع في السودان عن كثب، مما جعل مهمة البرهان وحميدتي في إضفاء الشرعية أكثر تعقيدًا.

#### **الكتاب:**
- **Svolik, Milan W. (2012). *The Politics of Authoritarian Rule*. Cambridge University Press.**
- يناقش سوليك كيف تحاول الأنظمة الاستبدادية التي تستولي على السلطة بالقوة استخدام واجهات مدنية كوسيلة لإضفاء شرعية على حكمها.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- حاول البرهان وحميدتي تهدئة الشعب السوداني وقوى الثورة من خلال إعادة حمدوك إلى السلطة، ولكنهما في ذات الوقت أبقيا الجيش وقوات الدعم السريع في موقع السيطرة الفعلية على الدولة، مما جعل الشارع السوداني يشعر بخيبة أمل ويدرك أن التحول الديمقراطي الحقيقي لا يزال بعيد المنال.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كان ينتظر خطوات ملموسة من البرهان وحميدتي نحو عودة الحكم المدني. إعادة حمدوك كانت بمثابة محاولة لتهدئة الضغوط الدولية وتجنب العزلة أو العقوبات.

### 2. **التهرب من العقوبات الدولية**

#### **التفاصيل والفوائد:**
كان البرهان وحميدتي يدركان أن الانقلاب قد يؤدي إلى فرض عقوبات أو قطع المساعدات الدولية عن السودان، وهي دولة كانت تعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية بعد سقوط نظام البشير. لذلك، كانت خطوة إعادة حمدوك إلى منصبه جزءًا من استراتيجية لتجنب العقوبات الدولية وإظهار أن الجيش وقوات الدعم السريع ملتزمان بالتحول المدني.

#### **التحديات:**
التحدي الرئيسي هنا كان مدى قدرة البرهان وحميدتي على إقناع المجتمع الدولي بأن السودان لا يزال على مسار الانتقال الديمقراطي. مع استمرار القمع ضد المتظاهرين والاعتقالات، لم يكن المجتمع الدولي مقتنعًا تمامًا بالتحركات التي قام بها البرهان وحميدتي، مما أدى إلى استمرار التهديد بفرض عقوبات.

#### **الكتاب:**
- **Levitsky, Steven, & Way, Lucan A. (2010). *Competitive Authoritarianism: Hybrid Regimes After the Cold War*. Cambridge University Press.**
- تناقش الدراسة كيف تلجأ الأنظمة العسكرية إلى الواجهات المدنية للتهرب من الضغوط والعقوبات الدولية.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- الشارع السوداني رأى في إعادة حمدوك محاولة لشراء الوقت وتجنب العقوبات، مما زاد من عدم الثقة بين الجماهير والجيش وقوات الدعم السريع. هذه الخطوة لم تؤد إلى تهدئة الوضع الداخلي، بل أدت إلى زيادة التوترات.
- **السياق الخارجي:**
- الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية علقت مساعداتها للسودان بعد الانقلاب، لكن إعادة حمدوك أدت إلى تعليق بعض العقوبات مؤقتًا، في انتظار رؤية ما إذا كان البرهان وحميدتي سيستمران في خطوات نحو التحول الديمقراطي.

### 3. **استقرار الحكم الداخلي**

#### **التفاصيل والفوائد:**
كان البرهان وحميدتي يسعيان من خلال هذا الانقلاب إلى تحقيق استقرار داخلي على المدى الطويل، بعد أن شعرا بأن الحكومة المدنية الانتقالية كانت تسعى لتحجيم دور الجيش وقوات الدعم السريع في السياسة السودانية. من خلال السيطرة على السلطة، كانا يهدفان إلى خلق وضع مستقر تحت سيطرة الجيش وقوات الدعم السريع، حيث يكون للجيش وقوات الدعم السريع الدور الأكبر في اتخاذ القرارات المهمة.

#### **التحديات:**
رغم السيطرة العسكرية، لم ينجح البرهان وحميدتي في تحقيق الاستقرار المنشود. التظاهرات المستمرة والرفض الشعبي المتزايد للانقلاب أديا إلى زيادة التوتر وعدم الاستقرار الداخلي. الاعتماد على القوة العسكرية لقمع الاحتجاجات أدى إلى تصاعد العنف والمزيد من عدم الاستقرار.

#### **الكتاب:**
- **Geddes, Barbara, Wright, Joseph, & Frantz, Erica (2018). *How Dictatorships Work: Power, Personalization, and Collapse*. Cambridge University Press.**
- يناقش الكتاب كيفية استخدام الأنظمة العسكرية للواجهات المدنية لتحقيق الاستقرار الداخلي والتوازن بين مختلف القوى داخل الدولة.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- سيطرة الجيش وقوات الدعم السريع على السلطة لم تؤد إلى الاستقرار كما كان يخطط البرهان وحميدتي، بل أدت إلى زيادة الانقسامات الداخلية ورفض شعبي واسع للجيش وقوات الدعم السريع. استخدام العنف لقمع الاحتجاجات أدى إلى زيادة التوتر وعدم الاستقرار.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي كان يراقب الوضع عن كثب، وعلّق بعض الدول دعمها للسودان، مما زاد من الضغوط على البرهان وحميدتي لإظهار جدية في إعادة الحكم المدني.

### 4. **التأثير على المجتمع الدولي**

#### **التفاصيل والفوائد:**
حاول البرهان وحميدتي إظهار للمجتمع الدولي أن السودان لا يزال ملتزمًا بالانتقال الديمقراطي، وذلك من خلال إعادة حمدوك إلى منصبه وإظهار بعض التعديلات في الحكومة. كان الهدف هو تجنب العزلة الدولية والحفاظ على الدعم المالي والسياسي من الدول الكبرى والمنظمات الدولية.

#### **التحديات:**
التحدي كان في إقناع المجتمع الدولي بصدق نوايا البرهان وحميدتي في ظل استمرار القتل والاعتقالات والقمع ضد المعارضة. كان على البرهان وحميدتي أن يوازنا بين إظهار الالتزام بالتحول الديمقراطي وبين الحفاظ على السيطرة العسكرية على الدولة.

#### **الكتاب:**
- **Levitsky, Steven, & Way, Lucan A. (2002). "The Rise of Competitive Authoritarianism." *Journal of Democracy*, 13(2), 51-65.**
- تناقش الدراسة كيف تستخدم الأنظمة العسكرية واجهات مدنية للتأثير على المجتمع الدولي وكسب الاعتراف والدعم.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- الشارع السوداني لم يكن مقتنعًا بأن البرهان وحميدتي يسعيان بالفعل إلى انتقال ديمقراطي، مما أدى إلى استمرار الاحتجاجات والرفض الشعبي للجيش وقوات الدعم السريع.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي أبقى على ضغوطه على السودان، مع بعض الدول التي تراجعت عن تعليق مساعداتها بعد عودة حمدوك، ولكنها ظلت حذرة في التعامل مع الحكومة الجديدة.

### 5. **التحكم في المعارضة**

#### **التفاصيل والفوائد:**
سعى البرهان وحميدتي من خلال السيطرة على الحكومة المدنية إلى التحكم في المعارضة السياسية بشكل أكثر فعالية. إعادة عبد الله حمدوك إلى منصب رئيس الوزراء بعد الانقلاب كانت تهدف إلى تقسيم المعارضة وإضعافها من خلال إظهار أن هناك مسارًا مدنيًا للحكم، في حين كان الجيش وقوات الدعم السريع يحتفظان بالسلطة الفعلية. هذا النهج كان يمكن أن يساعد في تقليل الاحتجاجات أو على الأقل تهدئتها بشكل مؤقت، مما يمنح النظام العسكري وقتًا لتنظيم نفسه والتعامل مع التحديات الداخلية.

#### **التحديات:**
التحدي الأكبر الذي واجهه البرهان وحميدتي كان في تحقيق توازن دقيق بين تقديم مظهر مدني للحكم والحفاظ على سيطرة الجيش وقوات الدعم السريع دون إثارة المزيد من السخط الشعبي. على الرغم من أن بعض الشخصيات السياسية والمدنية قد دعمت العودة المؤقتة لحمدوك، إلا أن الغالبية العظمى من الشارع السوداني والمعارضة الثورية رفضوا هذه الخطوة باعتبارها محاولة مكشوفة للالتفاف على مطالب الشعب بالتحول الديمقراطي.

#### **الكتاب:**
- **Gandhi, Jennifer, & Przeworski, Adam (2007). "Authoritarian Institutions and the Survival of Autocrats." *Comparative Political Studies*, 40(11), 1279-1301.**
- يناقش الباحثان كيف تستخدم الأنظمة الاستبدادية، بما في ذلك الأنظمة العسكرية، المؤسسات المدنية كأدوات للسيطرة على المعارضة السياسية، مما يساهم في بقاء النظام الاستبدادي لفترة أطول.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- على الرغم من أن إعادة حمدوك هدفت إلى تهدئة المعارضة وتقسيمها، إلا أن الشارع السوداني كان واضحًا في رفضه لهذه الخطوة. استمرت الاحتجاجات ضد الانقلاب، وأصبحت المعارضة أكثر تنظيماً وتحديًا للجيش وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى زيادة التوترات بدلاً من تخفيفها.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، كان على دراية بالتحركات التي تهدف إلى إضعاف المعارضة بدلاً من تعزيز التحول الديمقراطي الحقيقي. هذا أدى إلى موقف حذر من هذه القوى الدولية، حيث واصل البعض تعليق مساعداتهم أو فرض ضغوط على النظام السوداني للتحرك نحو حكم مدني حقيقي.

### **الخلاصة**

إعادة حمدوك عقب انقلاب البرهان وحميدتي على الحكومة ذات القيادة المدنية في السودان يعكس بوضوح الأسباب التي تدفع الأنظمة العسكرية إلى البحث عن أغطية مدنية. من خلال هذا الإعادة، سعى البرهان وحميدتي إلى إضفاء شرعية على نظامهم، التهرب من العقوبات الدولية، تحقيق استقرار داخلي، التأثير على المجتمع الدولي، والتحكم في المعارضة السياسية. إلا أن هذه الأهداف، رغم أنها تعتبر أهدافًا كلاسيكية للأنظمة العسكرية، واجهت تحديات كبيرة في السياق السوداني، حيث كانت المعارضة الشعبية قوية والمنظمات الدولية متيقظة.

الخطوات التي اتخذها البرهان وحميدتي، مثل إعادة حمدوك، كانت تعكس محاولة للسيطرة على الوضع بشكل مؤقت، لكنها لم تنجح في تحقيق الاستقرار أو إقناع الشعب السوداني والمجتمع الدولي بصدق نواياه في التحول إلى حكم مدني حقيقي. النتيجة كانت استمرار الاضطرابات في السودان، وتزايد الضغط الدولي على النظام العسكري للعودة إلى المسار الديمقراطي.

### **2. فترة ما بعد انقلاب أكتوبر 2021 حتى بداية الحرب الأهلية في أبريل 2023**

بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 في السودان بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان والفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، دخلت البلاد في مرحلة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي. هذه الفترة شهدت محاولات متكررة من القيادة العسكرية لتثبيت سيطرتها باستخدام واجهات مدنية للحفاظ على شرعيتها المحلية والدولية، حتى انفجرت التوترات في شكل حرب أهلية واسعة النطاق في أبريل 2023. سأقوم بتحليل هذه المرحلة باستخدام نفس الأساليب التي استخدمتها في تحليلي السابق حول الانقلاب.

### **1. محاولة الحفاظ على الشرعية عبر الواجهات المدنية**

#### **التفاصيل والفوائد:**
بعد انقلاب أكتوبر 2021، كان من الواضح أن البرهان وحميدتي يدركان أهمية الحفاظ على واجهة مدنية في السلطة لضمان الشرعية أمام المجتمع الدولي والشعب السوداني. تمثل هذا السعي في إعادة عبد الله حمدوك إلى منصب رئيس الوزراء لفترة قصيرة، على الرغم من أنه كان واضحًا أن السلطة الفعلية بقيت بيد الجيش وقوات الدعم السريع.

#### **التحديات:**
واجهت هذه الاستراتيجية تحديات كبيرة، حيث استمرت الاحتجاجات الشعبية التي كانت ترى في هذه الواجهة المدنية مجرد محاولة للالتفاف على المطالب الديمقراطية. هذا الوضع أدى إلى تفاقم الأزمة وعدم قدرة القيادة العسكرية على تثبيت شرعيتها بشكل كامل.

#### **الكتاب:**
- **Svolik, Milan W. (2012). *The Politics of Authoritarian Rule*. Cambridge University Press.**
- يناقش الكتاب كيف تحاول الأنظمة الاستبدادية الاستفادة من واجهات مدنية لإضفاء الشرعية على حكمها.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- استمرار الاحتجاجات ضد الحكم العسكري أظهر أن الشارع السوداني لم يقتنع بالخطوات التي اتخذها البرهان وحميدتي لإضفاء الشرعية على نظامهم عبر الواجهات المدنية.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي بقي حذرًا تجاه الوضع في السودان، ولم يتمكن البرهان وحميدتي من الحصول على دعم دولي قوي بسبب عدم الاقتناع بجدية التحول الديمقراطي.

### **2. محاولة تجنب العقوبات الدولية**

#### **التفاصيل والفوائد:**
أدرك البرهان وحميدتي أن الانقلاب العسكري قد يؤدي إلى عقوبات دولية وعزلة السودان. لذلك، تم استخدام الواجهات المدنية، مثل إعادة حمدوك، كوسيلة لتهدئة الضغوط الدولية وإظهار التزام زائف بالتحول الديمقراطي.

#### **التحديات:**
مع استمرار القمع ضد المتظاهرين وفشل حمدوك في تلبية تطلعات الشعب السوداني، لم تنجح هذه الخطوات في تحقيق الهدف المنشود بالكامل، مما أدى إلى استمرار تهديد العقوبات من قبل المجتمع الدولي.

#### **الكتاب:**
- **Levitsky, Steven, & Way, Lucan A. (2010). *Competitive Authoritarianism: Hybrid Regimes After the Cold War*. Cambridge University Press.**
- يناقش الكتاب كيف تلجأ الأنظمة العسكرية إلى استخدام واجهات مدنية للتهرب من العقوبات الدولية.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- كانت التظاهرات ضد النظام العسكري تعبيرًا عن رفض الشعب السوداني لما اعتبره محاولة للالتفاف على مطالبه عبر استخدام الواجهات المدنية.
- **السياق الخارجي:**
- رغم بعض التحسن المؤقت في العلاقات مع بعض الدول، بقي المجتمع الدولي مشككًا في نوايا القيادة العسكرية السودانية، مما أدى إلى استمرار التهديدات بالعقوبات.

### **3. استقرار الحكم الداخلي والسيطرة على المعارضة**

#### **التفاصيل والفوائد:**
في محاولة لتحقيق الاستقرار الداخلي والسيطرة على المعارضة، حاول البرهان وحميدتي استخدام الواجهات المدنية كوسيلة لتقسيم المعارضة وإضعافها. إعادة حمدوك إلى منصبه كان يُنظر إليها كوسيلة لإقناع جزء من المعارضة بالتعاون مع النظام العسكري.

#### **التحديات:**
رغم هذه الجهود، استمرت الاحتجاجات وتصاعدت مع مرور الوقت، مما أظهر فشل القيادة العسكرية في تحقيق استقرار داخلي فعلي. بدلاً من ذلك، أدت هذه الاستراتيجيات إلى زيادة الانقسامات الداخلية وتصاعد العنف.

#### **الكتاب:**
- **Geddes, Barbara, Wright, Joseph, & Frantz, Erica (2018). *How Dictatorships Work: Power, Personalization, and Collapse*. Cambridge University Press.**
- يناقش الكتاب كيف تستخدم الأنظمة الاستبدادية واجهات مدنية لتحقيق الاستقرار الداخلي والتوازن بين مختلف القوى داخل الدولة.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- فشلت المحاولات المتكررة لتهدئة الوضع الداخلي، مما أدى إلى تصاعد العنف والتوترات، وخصوصاً في مناطق النزاع مثل دارفور.
- **السياق الخارجي:**
- ازداد الضغط الدولي على السودان، ولم تتمكن القيادة العسكرية من تحقيق الاستقرار المطلوب لتخفيف هذه الضغوط.

### **4. تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع**

#### **التفاصيل والفوائد:**
مع اقتراب نهاية عام 2022 وبداية عام 2023، بدأت التوترات بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي تتفاقم بشكل ملحوظ. كان السبب الرئيسي وراء هذه التوترات هو الخلافات حول تقاسم السلطة والنفوذ داخل البلاد. قوات الدعم السريع، التي كانت قد لعبت دورًا رئيسيًا في دعم انقلاب أكتوبر 2021، أصبحت تطالب بدور أكبر في الحكومة المستقبلية وفي إدارة شؤون الدولة. البرهان، من جهته، كان يسعى لتقليص نفوذ حميدتي وقواته من خلال دمجها في الجيش تحت قيادته المباشرة، وهي خطوة رفضها حميدتي بشدة.

#### **التحديات:**
كان التحدي الرئيسي يتمثل في إدارة هذه الخلافات المتصاعدة بين حلفاء الأمس. بينما حاول البرهان إبقاء قوات الدعم السريع تحت السيطرة من خلال مفاوضات وتسويات سياسية، كان حميدتي يسعى للحفاظ على استقلالية قواته وربما تعزيز نفوذه على حساب الجيش. هذا التوتر أدى إلى انقسامات داخلية عميقة داخل القوات المسلحة، مما جعل الوضع أكثر هشاشة وخطورة.

#### **الكتاب:**
- **Gandhi, Jennifer, & Przeworski, Adam (2007). "Authoritarian Institutions and the Survival of Autocrats." *Comparative Political Studies*, 40(11), 1279-1301.**
- يشرح الكتاب كيف تعتمد الأنظمة الاستبدادية على المؤسسات الأمنية للحفاظ على السلطة، وكيف يمكن أن تؤدي الانقسامات داخل هذه المؤسسات إلى انهيار النظام.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- التوترات المتزايدة بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى انعدام الثقة بين البرهان وحميدتي، ما جعل من الصعب إدارة البلاد بشكل موحد. هذه الخلافات الداخلية لم تقتصر على القيادة العسكرية فقط، بل امتدت لتشمل تأثيرها على القوى السياسية والمجتمع المدني، حيث ازداد الاستقطاب والتوتر الاجتماعي.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي بدأ يعبر عن قلقه المتزايد بشأن الانقسامات الداخلية في السودان، خاصة وأن أي صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع قد يؤدي إلى انهيار أمني شامل في البلاد، مما قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي.

### **5. اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023**

#### **التفاصيل والفوائد:**
في أبريل 2023، وصلت التوترات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى نقطة الانفجار، مما أدى إلى اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين الطرفين. هذه الحرب الأهلية كانت نتيجة حتمية للصراع المتزايد حول السلطة والنفوذ، بالإضافة إلى التنافس الشخصي بين البرهان وحميدتي، الذي خرج عن السيطرة رغم المحاولات العديدة لاحتوائه.

#### **التحديات:**
التحديات التي واجهتها السودان كانت هائلة. فقد دخلت البلاد في دوامة من العنف الداخلي، مع انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة وتفكك النسيج الاجتماعي. الحرب الأهلية لم تؤد فقط إلى سقوط آلاف الضحايا، ولكنها تسببت أيضًا في نزوح مئات الآلاف من المدنيين، مما فاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مخاوف حقيقية من أن تمتد الحرب إلى دول الجوار، مما يهدد الاستقرار الإقليمي.

#### **الكتاب:**
- **Kaldor, Mary (2012). *New and Old Wars: Organized Violence in a Global Era*. Stanford University Press.**
- يناقش الكتاب كيف تتشكل الحروب الأهلية الحديثة في سياقات الدول الضعيفة والمؤسسات المتهاوية، مما يؤدي إلى نزاعات عنيفة طويلة الأمد تتسم بتدمير شامل للمجتمعات والبنى التحتية.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- داخليًا، أدت الحرب الأهلية إلى انقسام السودان إلى مناطق نفوذ متناحرة، حيث سعى كل من البرهان وحميدتي إلى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي والموارد. كما أدت إلى زيادة تعقيد الأوضاع الأمنية والاقتصادية، مع انهيار الخدمات الأساسية واستمرار القتال في مختلف أنحاء البلاد.

- **السياق الخارجي:**
- على الصعيد الخارجي، أثار اندلاع الحرب الأهلية قلق المجتمع الدولي، خاصة الدول المجاورة للسودان، التي خشيت من تداعيات الصراع على أمنها واستقرارها. كما كثفت المنظمات الدولية والإقليمية جهودها لمحاولة التوسط ووقف إطلاق النار، إلا أن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل نظرًا لتعنت الأطراف المتحاربة وتمسكها بمواقفها.

### **الخلاصة**

الفترة ما بين انقلاب أكتوبر 2021 وحتى اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023 كانت مليئة بالتوترات والصراعات التي أظهرت هشاشة الأوضاع في السودان. التنافس على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع تحول إلى صراع مفتوح أدى إلى كارثة إنسانية وأمنية. استخدام الواجهات المدنية لتضليل المجتمع الدولي وإضفاء شرعية على الحكم العسكري فشل في نهاية المطاف، حيث تفجرت التناقضات الداخلية وأدت إلى انهيار كامل للنظام. الدروس المستفادة من هذه الفترة تؤكد على أهمية بناء مؤسسات قوية ومستقلة قادرة على الصمود أمام الطموحات الفردية والنزاعات المسلحة.

*تحالفات الجيش وقوات الدعم السريع مع الواجهات المدنية والحركات المسلحة في السودان*

#### **تحالفات الجيش**

**الوصف والسياق الداخلي والخارجي:**
بعد انقلاب أكتوبر 2021، سعى عبد الفتاح البرهان لسلطته من خلال تحالفات قديمة وجديدة. جاءت هذه الفترة مليئة بالاحتجاجات الشعبية والضغوط الدولية لإعادة السلطة إلى حكومة مدنية، مما جعل التحالفات المدنية ضرورية لتعزيز موقف الجيش.

** الواجهات المدنية المتحالفة مع الجيش:**

- **الإدارات الأهلية وزعماء القبائل:** سعى الجيش لتكوين تحالفات مع زعماء القبائل والإدارات الأهلية الذين يتمتعون بنفوذ محلي قوي، مثل بعض نظار قبائل الشرق والشمال والوسط. بعض هؤلاء الزعماء قدموا دعمًا محليًا للجيش وساهموا في إضفاء طابع شرعي على سلطته في المناطق الريفية.

- **شيوخ الطرق الصوفية:** كانت جزء من قواعد الطرق الصوفية مثل الطريقة السمانية بقيادة الشيخ الطيب الجد، والطريقة القادرية بقيادة الشيخ عبد الرحمن نور الدائم، حلفاء للجيش. قدم هؤلاء الشيوخ دعمًا روحيًا وشعبيًا، مما ساعد الجيش في الحفاظ على قاعدة دعم تقليدية في الريف.

- **الإسلاميون وأنصار النظام السابق:** تعززت علاقات الجيش مع الإسلاميين وأنصار النظام السابق، بما في ذلك حزب المؤتمر الوطني المنحل. شخصيات مثل علي كرتي وأحمد هارون قدموا دعمًا سياسيًا وماليًا للجيش، بهدف استعادة نفوذ الإسلاميين في الحياة السياسية السودانية.

- **الكتلة الديمقراطية لقوى الحرية والتغيير:** تحالفت الكتلة الديمقراطية، التي تضم بعض الحركات المسلحة والإدارات الأهلية والأحزاب الصغيرة المنشقة والغير منشقة عن قوى الحرية والتغيير، مع الجيش. كان الهدف من هذا التحالف تقديم واجهة مدنية لحكم الجيش، رغم أن تأثير هذه الكتلة كان محدودًا مقارنةً بالمعارضة الشعبية الواسعة.

- **جزء من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام:** شكلت بعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، مثل حركتي تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي وجبريل ابراهيم، تحالفات مع الجيش. كانت هذه الحركات تسعى للحصول على ضمانات لمصالحها من خلال دعم الجيش ضد خصومه.

**التحديات ومدى النجاح:**
رغم هذه التحالفات، لم يتمكن الجيش من استعادة الاستقرار الكامل. استمرت الاحتجاجات والضغوط الدولية على السلطة العسكرية، مما أدى إلى استمرار عدم الاستقرار في البلاد.

#### **تحالفات قوات الدعم السريع**

**الوصف والسياق الداخلي والخارجي:**
في هذه الفترة، كانت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي تسعى لترسيخ موقعها كقوة سياسية مستقلة. حاولت توسيع تحالفاتها المدنية والعسكرية لتحقيق أهدافها.

** الواجهات المدنية المتحالفة مع قوات الدعم السريع:**

- **جزء من قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي):** تحالفت قوات الدعم السريع مع بعض الشخصيات من المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بهدف تقديم نفسها كحامية لمبادئ الثورة. رغم أن هذه التحالفات وفرت دعمًا مدنيًا محدودًا لقوات الدعم السريع، لم يكن تأثيرها كافيًا لتغيير الموقف العام بشكل كبير.

- **جزء من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام:** عملت قوات الدعم السريع على تشكيل تحالفات مع بعض الفصائل من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مثل جبهة التحرير والعدالة بقيادة الطاهر حجر وحركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي بقيادة الهادي ادريس. كانت هذه التحالفات تهدف إلى عدم أضعاف القوة العسكرية لقوات الدعم السريع وضمان تأثيرها في المعادلة السياسية.

**.**التحديات ومدى النجاح:**
واجهت قوات الدعم السريع صعوبات في كسب دعم شعبي واسع. لم تكن التحالفات مع بعض الفصائل المدنية والحركات المسلحة كافية لتخفيف الانتقادات الكبيرة التي وُجهت لها، وظلت القوات تواجه تحديات كبيرة في توسيع نفوذها السياسي.

### ** 4. الحرب الأهلية الحالية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع**

الحرب الأهلية في السودان التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) ما زالت مستمرة. هذا الصراع، الذي تفجّر نتيجة تصاعد التوترات بين الطرفين حول السيطرة على السلطة والنفوذ في الدولة، تسبب في دمار واسع النطاق ومعاناة كبيرة للشعب السوداني. كل طرف يحاول تحقيق أهدافه الخاصة وسط هذه الفوضى، مستخدمين تكتيكات مختلفة لمحاولة كسب الشرعية والتأييد على الصعيدين الداخلي والدولي.

### **1. إضفاء الشرعية على أطراف الصراع**
#### **التفاصيل والفوائد:**
كل من البرهان وحميدتي يسعى لإضفاء شرعية على موقفه أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي. البرهان يصور نفسه كحامي وحدة الدولة، مدافعًا عن السودان ضد "المليشيات الخارجة عن الدولة" والممثلة في قوات الدعم السريع. من جهة أخرى، حميدتي يسعى إلى تصوير نفسه كمدافع عن التحول الديمقراطي وضد عودة نفوذ الإسلاميين والجيش التقليدي في السودان.

#### **التحديات:**
الشرعية تبقى مسألة معقدة لكلا الطرفين؛ فمعظم المدنيين يعانون من الحرب ويرون أن الطرفين يسعيان لتحقيق مصالحهما الخاصة على حساب الشعب. لكن، هناك أيضًا فصائل مدنية تدعم الجيش، مثل الإسلاميين والكتلة الديمقراطية، مما يضيف تعقيدًا إضافيًا للصراع.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Thompson, William R. (1996). "Democracy and Peace: Putting the Cart Before the Horse?" *International Organization*, 50(1), 141-174.**
- تناقش هذه الدراسة كيف تسعى الفصائل المسلحة خلال الصراعات الأهلية إلى إضفاء شرعية على مواقفها أمام الشعب والمجتمع الدولي.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- انقسام الشارع السوداني بين مناصري الجيش وبين من يرون في قوات الدعم السريع حامٍ للتحول الديمقراطي يعكس حالة الاستقطاب التي عمقت من تعقيد الصراع.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي لا يزال مترددًا في دعم أي من الطرفين، مع قلق متزايد من تفاقم الأزمة الإنسانية، مع الضغط المستمر على الطرفين لإنهاء القتال.

### **2. التهرب من العقوبات الدولية**
#### **التفاصيل والفوائد:**
كلا الطرفين يحاول تجنب العقوبات الدولية التي قد تفرض نتيجة تصاعد العنف. البرهان يسعى إلى تقديم نفسه كقائد شرعي للقوات المسلحة السودانية التي تمثل الدولة، بينما حميدتي يحاول تصوير قواته كقوة تحمي التحول الديمقراطي، في محاولة لتجنب العقوبات واستمالة المجتمع الدولي.

#### **التحديات:**
التحايل على العقوبات يبقى تحديًا كبيرًا للطرفين، إذ أن المجتمع الدولي يتابع عن كثب تصرفات كل من الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تزايد الانتهاكات الإنسانية والتقارير عن جرائم الحرب.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Regan, Patrick M. (2000). *Civil Wars and Foreign Powers: Outside Intervention in Intrastate Conflict*. University of Michigan Press.**
- تتناول هذه الدراسة كيف تحاول الأطراف المتحاربة في النزاعات الأهلية تجنب العقوبات الدولية من خلال تقديم نفسها كجهات شرعية.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- الشعب السوداني يعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية، مما يزيد من الغضب الشعبي ضد الطرفين.
- **السياق الخارجي:**
- التهديد بفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية من قبل الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان يضغط على الطرفين لإيجاد مخرج للأزمة.

### **3. تحقيق استقرار الحكم الداخلي**
#### **التفاصيل والفوائد:**
كل طرف يسعى إلى بسط السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها لتحقيق الاستقرار النسبي وكسب دعم السكان المحليين. البرهان يحاول تعزيز وجود الجيش في شرق السودان حيث يتواجد في بورتسودان، بينما حميدتي يركز على المناطق التي يسيطر عليها في دارفور والخرطوم.

#### **التحديات:**
تحقيق الاستقرار أمر بالغ الصعوبة في ظل استمرار القتال؛ فالدمار الواسع والبنية التحتية المدمرة أديا إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص وتفاقم الأزمات الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، النزاع الطويل يجعل من الصعب على كلا الطرفين الحفاظ على ولاء قواتهما وسط الانشقاقات والمواجهات المستمرة.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Kalyvas, Stathis N. (2006). *The Logic of Violence in Civil War*. Cambridge University Press.**
- تناقش هذه الدراسة كيف تسعى الفصائل المسلحة في الحروب الأهلية إلى تحقيق الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها من خلال السيطرة العسكرية وتوفير الخدمات الأساسية.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- يعاني السكان في المناطق المتأثرة من الحرب من انعدام الأمن وفقدان الثقة في كلا الطرفين، مما يفاقم الأزمات الإنسانية ويزيد من احتمالية تفاقم النزاع.
- **السياق الخارجي:**
- المنظمات الإنسانية تحذر من كارثة إنسانية واسعة النطاق في السودان، مما يزيد الضغط على الطرفين للبحث عن تسوية سلمية.

### **4. التأثير على المجتمع الدولي**
#### **التفاصيل والفوائد:**
يحاول البرهان التأثير على المجتمع الدولي بتقديم نفسه كقائد شرعي يحافظ على وحدة السودان، بينما يسعى حميدتي للحصول على الدعم الخارجي بتقديم نفسه كقوة ديمقراطية بديلة للنظام العسكري التقليدي. يسعى كل طرف لكسب تعاطف المجتمع الدولي أو على الأقل لتجنب معاداته.

#### **التحديات:**
كان من الصعب على الطرفين الحصول على دعم صريح من المجتمع الدولي بسبب التورط في انتهاكات حقوق الإنسان. الانقسامات الدولية بشأن الدعم للطرفين تزيد من تعقيد الموقف وتجعل من الصعب التأثير على المواقف الدولية.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Cunningham, David E. (2010). "Blocking Resolution: How External States Can Prolong Civil Wars." *Journal of Peace Research*, 47(2), 115-127.**
- تناقش هذه الدراسة كيف تحاول الأطراف المتحاربة في النزاعات الأهلية التأثير على المجتمع الدولي لكسب الدعم أو تحييد التدخل الخارجي.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- بعض الأطراف المدنية السودانية، بما في ذلك الإسلاميين والكتلة الديمقراطية، يدعمون الجيش، مما يزيد من تعقيد النزاع داخليًا.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، يضغط على الطرفين لإنهاء القتال والعودة إلى الحوار، لكن التدخلات الدولية المباشرة لا تزال محدودة.

### **5. التحكم في المعارضة**
#### **التفاصيل والفوائد:**
كلا الطرفين يسعى للسيطرة على المعارضة السياسية والمدنية. البرهان يحاول احتواء القوى المدنية المعارضة من خلال التأكيد على أن الجيش يحمي وحدة السودان واستقراره. في المقابل، يسعى حميدتي لكسب تعاطف ودعم الفصائل السياسية المعارضة للجيش، مدعيًا أنه يقف إلى جانب التحول الديمقراطي.

#### **التحديات:**
السيطرة على المعارضة ليست سهلة، إذ أن المعارضة المدنية في السودان منقسمة؛ بعض الفصائل تدعم الجيش، بينما فصائل أخرى تعارض تدخل القوات المسلحة في السياسة وتدعم التحول الديمقراطي. هذه الانقسامات تزيد من تعقيد الموقف وتجعل السيطرة على المعارضة مسألة صعبة لكل من البرهان وحميدتي.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Gandhi, Jennifer, & Przeworski, Adam (2006). "Cooperation, Cooptation, and Rebellion Under Dictatorships." *Economics & Politics*, 18(1), 1-26.**
- تناقش هذه الدراسة كيف تسعى الأنظمة العسكرية للسيطرة على المعارضة من خلال استراتيجيات متعددة تشمل التعاون، الاحتواء، والقمع.

#### **السياق الداخلي والخارجي:**
- **السياق الداخلي:**
- المعارضة السودانية تواجه تحديات كبيرة في ظل النزاع الحالي، حيث تعاني من القمع والانقسامات الداخلية، مما يقلل من قدرتها على التأثير بشكل فعال في مسار النزاع.
- **السياق الخارجي:**
- المجتمع الدولي يراقب عن كثب وضع المعارضة السودانية، لكنه يواجه صعوبة في تقديم دعم فعال في ظل استمرار الصراع وتصاعد العنف.

*كتب عالية المبيعات ودراسات مرتفعة الإحالات وأمثلة صارخة من دول اخرى لأسباب سعي الأنظمة العسكرية للواجهات المدنية*

### لماذا تبحث الأنظمة العسكرية عن أغطية مدنية؟

تبحث الأنظمة العسكرية عن أغطية مدنية لأسباب متعددة، تتعلق بشكل أساسي بالحفاظ على السلطة والاستقرار، وتحقيق الشرعية الداخلية والدولية. يتم ترتيب هذه الأسباب حسب قوتها وأهميتها كالتالي:

### 1. **إضفاء الشرعية**
#### **التفاصيل والفوائد:**
السبب الأبرز والأكثر أهمية هو إضفاء الشرعية على الحكم. الأنظمة العسكرية غالبًا ما تواجه تحديات في إقناع الشعب والمجتمع الدولي بشرعيتها، خاصةً عندما تأتي إلى السلطة عبر انقلابات أو وسائل غير ديمقراطية. من خلال استخدام أغطية مدنية، مثل إنشاء مؤسسات تشريعية أو تنفيذية شكلية، تستطيع هذه الأنظمة تقديم نفسها على أنها ملتزمة بقيم الديمقراطية والحكم المدني. هذا يعزز من قدرتها على الحكم لفترة أطول ويقلل من خطر الاضطرابات الداخلية.

#### **التحديات:**
التحدي الأساسي هو الحفاظ على هذه الواجهة المدنية بشكل فعال دون فقدان السيطرة الفعلية. إذا كانت المؤسسات المدنية تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية، فقد تواجه القيادة العسكرية صعوبة في الحفاظ على قبضتها على السلطة.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Svolik, Milan W. (2012). *The Politics of Authoritarian Rule*. Cambridge University Press.**
- يناقش سوليك في كتابه كيفية استخدام الأنظمة الاستبدادية للواجهات المدنية كوسيلة لإضفاء شرعية على حكمهم، مما يساعد في تجنب الانتقادات الداخلية والدولية.

#### **أمثلة واقعية:**
- **مصر (2013):**
- بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، قاد الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي عملية انتقال سياسي تظاهر فيها بالتحول إلى الحكم المدني من خلال انتخابات رئاسية. السيسي، القائد العسكري السابق، أصبح رئيسًا مدنيًا بعد الانتخابات.
- **السياق الداخلي:** السيسي حصل على دعم شعبي واسع من خلال وعده بتحقيق الاستقرار وإنهاء الفوضى.
- **السياق الخارجي:** العديد من الدول الغربية قبلت هذه التحولات، على الرغم من الانتقادات حول نزاهة الانتخابات.

### 2. **التهرب من العقوبات الدولية**
#### **التفاصيل والفوائد:**
الأنظمة العسكرية التي تواجه عقوبات أو ضغوطًا دولية قد تستخدم أغطية مدنية لتحسين صورتها الخارجية والتخفيف من وطأة العقوبات. من خلال إنشاء مؤسسات مدنية شكلية وتنظيم انتخابات، تحاول هذه الأنظمة إظهار التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون، مما قد يؤدي إلى رفع العقوبات أو تخفيفها.

#### **التحديات:**
التحدي يكمن في تحقيق توازن بين إظهار الالتزام بالتحول الديمقراطي والحفاظ على السلطة العسكرية. إذا لم يكن التحول المدني مقنعًا بما فيه الكفاية، قد يستمر المجتمع الدولي في فرض العقوبات أو زيادتها.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Levitsky, Steven, & Way, Lucan A. (2010). *Competitive Authoritarianism: Hybrid Regimes After the Cold War*. Cambridge University Press.**
- يناقش المؤلفان كيفية استخدام الأنظمة الاستبدادية للواجهات المدنية كوسيلة للتهرب من العقوبات الدولية والضغط الخارجي، من خلال إظهار تحولات ديمقراطية سطحية.

#### **أمثلة واقعية:**
- **ميانمار (بورما):**
- في عام 2011، قام النظام العسكري في ميانمار بتنظيم انتخابات متعددة الأحزاب وإطلاق حكومة مدنية شكلية لتحسين علاقاته مع الغرب وتخفيف العقوبات. على الرغم من ذلك، احتفظ الجيش بسلطات كبيرة.
- **السياق الداخلي:** الجيش سعى إلى تعزيز سيطرته مع تجنب أي انزلاق إلى الفوضى.
- **السياق الخارجي:** المجتمع الدولي، خاصة الدول الغربية، خففت من العقوبات تدريجيًا مع بعض التحفظات حول مدى صدق التحولات الديمقراطية.

### 3. **استقرار الحكم الداخلي**
#### **التفاصيل والفوائد:**
تسعى الأنظمة العسكرية إلى استقرار حكمها من خلال إنشاء واجهة مدنية تساهم في تقليل الاحتكاك بين القوى العسكرية والمدنية. المؤسسات المدنية الشكلية تساعد في تخفيف الضغط الشعبي وتوزيع المسؤولية عن القرارات الصعبة، مما يمنع حدوث اضطرابات داخلية.

#### **التحديات:**
التحدي الرئيسي هو الحفاظ على هذه المؤسسات المدنية الشكلية دون أن تتحول إلى تهديد فعلي لسلطة الجيش. إذا كانت المؤسسات المدنية قادرة على كسب ثقة الشعب وتحدي الجيش، قد يؤدي ذلك إلى ضعف سيطرة العسكريين على السلطة.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Geddes, Barbara, Wright, Joseph, & Frantz, Erica (2018). *How Dictatorships Work: Power, Personalization, and Collapse*. Cambridge University Press.**
- يناقش الكتاب كيفية استخدام الأنظمة العسكرية للواجهات المدنية لضمان استقرار النظام على المدى الطويل وتقليل مخاطر الاضطرابات الداخلية.

#### **أمثلة واقعية:**
- **باكستان:**
- شهدت باكستان عدة انقلابات عسكرية، ومع ذلك، كان الجنرالات يسعون دائمًا إلى إضفاء طابع مدني على حكمهم من خلال إجراء انتخابات أو تعيين حكومات مدنية شكلية، مما ساعد على تحقيق استقرار نسبي دون التنازل عن السلطة الحقيقية.
- **السياق الداخلي:** الحفاظ على التوازن بين المؤسسات العسكرية والمدنية لمنع حدوث اضطرابات.
- **السياق الخارجي:** المجتمع الدولي غالبًا ما تعامل بمرونة مع الأنظمة الباكستانية التي تظهر التزامًا شكليًا بالديمقراطية.

### 4. **التأثير على المجتمع الدولي**
#### **التفاصيل والفوائد:**
تسعى الأنظمة العسكرية إلى الحصول على الاعتراف والدعم الدولي من خلال إظهار نفسها كأنظمة مدنية أو شبه ديمقراطية. هذا التأثير يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية، وزيادة المساعدات الاقتصادية، وتعزيز التعاون العسكري.

#### **التحديات:**
التحدي يتمثل في مدى قدرة النظام على إقناع المجتمع الدولي بصدق نواياه. إذا كانت التحولات المدنية سطحية للغاية، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الانتقادات الدولية بدلًا من تحسين الوضع.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Levitsky, Steven, & Way, Lucan A. (2002). "The Rise of Competitive Authoritarianism." *Journal of Democracy*, 13(2), 51-65.**
- يناقش المقال كيف تسعى الأنظمة العسكرية إلى استخدام أغطية مدنية لتحسين صورتها الدولية والحصول على الاعتراف والدعم من المجتمع الدولي.

#### **أمثلة واقعية:**
- **تايلاند (2014):**
- بعد الانقلاب العسكري في 2014، قامت الحكومة العسكرية بتنظيم انتخابات في 2019 وصياغة دستور جديد كجزء من محاولة لتحسين صورتها الدولية وكسب الشرعية. ومع ذلك، احتفظ الجيش بسلطات كبيرة.
- **السياق الداخلي:** الحفاظ على السيطرة السياسية في ظل تزايد الضغط الشعبي للعودة إلى الحكم المدني.
- **السياق الخارجي:** تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي، خصوصًا دول الغرب، من خلال إظهار التزام شكلي بالديمقراطية.

### 5. **التحكم في المعارضة**
#### **التفاصيل والفوائد:**
يمكن للأنظمة العسكرية أن تستخدم المؤسسات المدنية الشكلية كوسيلة للتحكم في المعارضة السياسية. هذه المؤسسات توفر منفذًا للمعارضة للتعبير عن نفسها بطريقة منظمة، مما يقلل من فرص نشوء حركات تمرد أو اضطرابات كبيرة.

#### **التحديات:**
التحدي هو منع هذه المؤسسات من أن تصبح فعالة جدًا بحيث تتحول إلى تهديد حقيقي للنظام. يجب أن يظل التحكم العسكري قويًا بما يكفي للحد من تأثير المعارضة داخل هذه المؤسسات.

#### **الدراسات العلمية:**
- **Gandhi, Jennifer, & Przeworski, Adam (2007). "Authoritarian Institutions and the Survival of Autocrats." *Comparative Political Studies*, 40(11), 1279-1301.**
- يناقش البحث كيف يمكن للأنظمة الاستبدادية، بما في ذلك العسكرية، استخدام المؤسسات المدنية للتحكم في المعارضة السياسية وإدارة النظام بطريقة أكثر استقرارًا.

#### **أمثلة واقعية:**
- **الجزائر (1990s):**
- خلال التسعينيات، استخدم الجيش الجزائري واجهة مدنية للسيطرة على المعارضة الإسلامية المتزايدة. تم إنشاء حكومة مدنية شكلية بعد الانتخابات، ولكن الجيش ظل يحتفظ بالسيطرة الفعلية.
- **السياق الداخلي:** تهدئة الأوضاع الداخلية ومنع تصاعد العنف الذي هدد استقرار البلاد.
- **السياق الخارجي:** تجنب تدخل دولي مع الحفاظ على الدعم من الدول الغربية في إطار مكافحة التطرف.

### الخلاصة:
تسعى الأنظمة العسكرية إلى أغطية مدنية لأسباب متعددة تتراوح بين إضفاء الشرعية والتهرب من العقوبات، إلى تحقيق الاستقرار الداخلي والتأثير على المجتمع الدولي والتحكم في المعارضة. الدراسات العلمية تدعم هذه الأسباب، والأمثلة الواقعية تظهر كيف تم تطبيق هذه الاستراتيجيات بنجاح في مختلف السياقات. ترتيب الأسباب حسب الأهمية يعكس التحديات والمكاسب التي تسعى هذه الأنظمة لتحقيقها من خلال استخدام الأغطية المدنية.

**مراجعة تفصيلية وتجميعية عبر الكتب والدراسات المتعلقة بالأنظمة العسكرية والتحالف مع الواجهات المدنية**

### **1. المناهج**

**المناهج المستخدمة في دراسة سعي الأنظمة العسكرية للتحالف مع الواجهات المدنية تتنوع بشكل كبير، ويمكن تصنيفها إلى:**

- **المنهج التاريخي:** يركز على دراسة حالات تاريخية مشابهة في بلدان أخرى أو في فترات مختلفة لفهم كيفية تطور العلاقة بين الأنظمة العسكرية والواجهات المدنية. يشمل تحليل تواريخ الانقلابات، الاستراتيجيات العسكرية، والتحولات السياسية.

- **المنهج المقارن:** يقارن بين حالات مختلفة لأنظمة عسكرية تستخدم الواجهات المدنية. يهدف إلى فهم التباين في الاستراتيجيات والنتائج في بلدان مختلفة أو في سياقات سياسية مختلفة.

- **المنهج النوعي:** يعتمد على تحليل السرديات والمقابلات مع قادة سياسيين وعسكريين، وصحفيين، وناشطين، لفهم كيفية تطور العلاقة بين الأنظمة العسكرية والواجهات المدنية وكيفية إدارتها.

- **المنهج الكمي:** يتضمن جمع البيانات الإحصائية حول حالات استخدام الواجهات المدنية، وتقييم النتائج من خلال مؤشرات محددة مثل الاستقرار السياسي، والنمو الاقتصادي، ومدى تأثير الضغوط الدولية.

### **2. النتائج**

**نتائج الدراسات التي تناولت سعي الأنظمة العسكرية للتحالف مع الواجهات المدنية تتضمن:**

- **إضفاء الشرعية:** تُظهر النتائج أن الأنظمة العسكرية تستخدم الواجهات المدنية لإضفاء الشرعية على حكمها، حيث تساهم الواجهات المدنية في تحسين الصورة العامة للنظام وجعله يبدو أكثر توافقًا مع المعايير الدولية.

- **تجنب العقوبات الدولية:** تُفيد الدراسات بأن استخدام الواجهات المدنية يمكن أن يكون استراتيجية فعالة للتهرب من العقوبات الدولية وضغوط المجتمع الدولي، حيث تعزز الواجهات المدنية من قدرة الأنظمة على الاستمرار في الحكم دون مواجهة العزلة الدولية.

- **تحقيق الاستقرار الداخلي:** توفر الواجهات المدنية توازنًا بين القوات العسكرية والمجتمع المدني، مما يمكن أن يؤدي إلى تحسين الاستقرار الداخلي من خلال تقليل التوترات والاحتجاجات.

### **3. آليات استقطاب الواجهات المدنية ووسائل توظيفها وكيفية السيطرة عليها**

**تستند آليات استقطاب الواجهات المدنية ووسائل توظيفها إلى استراتيجيات متعددة:**

- **تعيين شخصيات مدنية بارزة:** تُعتمد الأنظمة العسكرية على تعيين شخصيات مدنية ذات سمعة جيدة أو مؤثرة في المناصب الحكومية لتعزيز مصداقية النظام وإظهار التزامه بالتحول الديمقراطي.

- **التعاون مع الأحزاب السياسية:** تقوم الأنظمة العسكرية بتشكيل تحالفات مع أحزاب سياسية مدنية، وتقديمها كواجهات للحكم. قد تشمل هذه التحالفات تعيين وزراء أو مستشارين مدنيين في الحكومة.

- **استخدام الإعلام:** تعزز الأنظمة العسكرية من خلال الواجهات المدنية في الإعلام، حيث تُسوق للخطوات التي تتخذها كخطوات إيجابية نحو الديمقراطية، مما يساعد على تحسين صورتها العامة.

- **الضغط والتلاعب:** تستخدم الأنظمة العسكرية أساليب ضغط على الشخصيات المدنية والسياسية لتوجيههم نحو التعاون وتقديم دعم النظام، أو حتى تطويعهم لتلبية أهداف النظام العسكري.

### **4. الخلاصات**

**الخلاصات التي يمكن استخلاصها من الدراسات حول سعي الأنظمة العسكرية للتحالف مع الواجهات المدنية تتضمن:**

- **أهمية الواجهات المدنية:** تُعتبر الواجهات المدنية أداة فعالة للأنظمة العسكرية لتقليل المعارضة وإضفاء الشرعية على الحكم، ولها دور كبير في تحسين العلاقات الدولية.

- **تحديات ومخاطر:** بالرغم من الفوائد المحتملة، فإن التحالف مع الواجهات المدنية قد يؤدي إلى استمرار الأزمات الداخلية، إذا لم يتم التحقق من التحول الحقيقي نحو الحكم المدني.

- **عدم التوازن:** في كثير من الحالات، تظل السيطرة الفعلية بيد الأنظمة العسكرية، مما يؤدي إلى عدم تحقيق التقدم المطلوب نحو التحول الديمقراطي الكامل.

### **5. المعالم**

**تتمثل المعالم الرئيسية في تحليل العلاقة بين الأنظمة العسكرية والواجهات المدنية في:**

- **توزيع السلطة:** يتم توزيع السلطة بين الأطراف العسكرية والمدنية، لكن تبقى السلطة الفعلية غالبًا في يد العسكريين، مما يحد من فعالية التحالف المدني.

- **التأثير الدولي:** تأثير الواجهات المدنية على العلاقات الدولية وتحسين الصورة العامة للنظام، ومع ذلك، تظل هناك ضغوط دولية على النظام للانتقال نحو حكم مدني حقيقي.

- **التوازن الداخلي:** تحسين التوازن الداخلي عبر تقديم الواجهات المدنية كواجهة لتقليل الاحتجاجات والتوترات، رغم أن القضايا الجذرية قد تظل دون معالجة.

### **6. التوصيات**

**للتعامل مع الآثار السلبية لتحالفات الأنظمة العسكرية مع الواجهات المدنية، يمكن النظر في التوصيات التالية:**

- **تعزيز الشفافية:** ضمان أن تكون عملية التحالف مع الواجهات المدنية شفافة، مع وضع آليات لمراقبة الأداء الحكومي والمساءلة.

- **تشجيع المشاركة المدنية الفعالة:** تعزيز مشاركة القوى المدنية في اتخاذ القرارات لضمان أن يكون هناك توازن حقيقي بين القوى العسكرية والمدنية.

- **إصلاحات قانونية ودستورية:** دعم الإصلاحات القانونية والدستورية التي تحد من السيطرة العسكرية وتضمن الانتقال الفعلي نحو الحكم المدني.

- **المراقبة الدولية:** تعزيز دور المجتمع الدولي في مراقبة العملية السياسية وضمان أن التحالفات مع الواجهات المدنية لا تستخدم كواجهة فقط، بل تؤدي إلى تحول حقيقي نحو الديمقراطية.

- **بناء توافق وطني:** تشجيع الحوار الوطني بين جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق توافق سياسي وتحقيق إصلاحات ملموسة.

### **7. دراسات الحالة**

**دراسات الحالة المتعلقة بالتحالفات بين الأنظمة العسكرية والواجهات المدنية توفر رؤى هامة حول كيفية تنفيذ هذه الاستراتيجيات وتداعياتها. تشمل بعض الدراسات المهمة:**

- **السودان بعد انقلاب أكتوبر 2021:** تُعَد هذه الحالة مثالاً حديثاً على كيفية استخدام الجيش وقوات الدعم السريع للواجهات المدنية لإضفاء الشرعية على حكمهم. يتم تحليل كيف ساهمت الواجهات المدنية في تحسين صورة النظام وتخفيف الضغوط الداخلية والخارجية. تعكس هذه الدراسة التحديات المتعلقة بتحقيق الاستقرار الفعلي والتحديات المرتبطة بانتقال السلطة والتوازن بين القوى العسكرية والمدنية.

- **مصر بعد ثورة 2011:** تشير الدراسات إلى كيف استخدم الجيش المصري الواجهات المدنية لتعزيز شرعيته بعد الثورة. تسلط الدراسات الضوء على التحديات التي واجهتها الحكومة المدنية المعينة في ظل هيمنة الجيش، وكيف أثر ذلك على عملية التحول الديمقراطي واستقرار النظام.

- **تايلاند بعد الانقلاب العسكري 2014:** تدرس هذه الحالة كيف اعتمد الجيش التايلاندي على الواجهات المدنية بعد الانقلاب لتعزيز سيطرته على البلاد. تركز الدراسات على استراتيجيات استقطاب الواجهات المدنية وتوظيفها، وأثر ذلك على الحياة السياسية والإصلاحات العسكرية والأمنية.

- **باكستان بعد انقلاب 1999:** تحلل الدراسات كيف استخدم الجيش الباكستاني الواجهات المدنية لتثبيت حكمه بعد الانقلاب العسكري. تسلط الدراسة الضوء على كيفية توظيف الواجهات المدنية لإضفاء الشرعية على النظام العسكري، وتقييم مدى تحقيق الاستقرار السياسي والإصلاحات العسكرية في هذه الفترة.

- **الجزائر بعد انتخابات 1999:** تركز هذه الحالة على كيفية استخدام الجيش الجزائري للواجهات المدنية لتعزيز سلطته بعد الانتخابات. تُقيِّم الدراسة دور الشخصيات المدنية في تقديم شرعية للنظام العسكري ومدى تأثير ذلك على العملية السياسية والإصلاحات.

### **التوصيات العملية**

للتقليل من الآثار السلبية لاستخدام الأنظمة العسكرية للواجهات المدنية، والتعامل مع التحديات المستقبلية، يمكن النظر في التوصيات التالية:

1. **تعزيز الشفافية والمساءلة:** يجب وضع آليات صارمة لمراقبة الأداء الحكومي وضمان الشفافية في استخدام الواجهات المدنية. يتطلب ذلك وجود هيئات مستقلة لرصد الأنشطة الحكومية وتقييم تأثيراتها على الانتقال نحو الحكم المدني.

2. **إصلاح النظام القانوني والدستوري:** يجب إجراء إصلاحات قانونية ودستورية تدعم انتقال السلطة من العسكريين إلى المدنيين. يتضمن ذلك تعديل الدساتير لضمان فصل واضح بين السلطات العسكرية والمدنية وتعزيز الحوكمة الرشيدة.

3. **تشجيع الحوار الوطني:** ضرورة إقامة حوار شامل بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، والقوى العسكرية، لضمان تحقيق توافق سياسي وحل النزاعات بطرق سلمية.

4. **تعزيز المشاركة المدنية:** دعم وتعزيز مشاركة القوى المدنية في عملية اتخاذ القرار وتنفيذ السياسات لضمان توازن فعلي بين القوى العسكرية والمدنية.

5. **مراقبة المجتمع الدولي:** تعزيز دور المجتمع الدولي في مراقبة التحولات السياسية وضمان أن استخدام الواجهات المدنية لا يتم كواجهة فقط بل يؤدي إلى تغييرات حقيقية نحو الديمقراطية.

6. **بناء مؤسسات مستقلة:** إنشاء مؤسسات مستقلة قادرة على القيام بدور رقابي فعال لضمان عدم استغلال الواجهات المدنية كواجهة لمصالح عسكرية ضيقة.

7. **التدريب والتطوير:** توفير التدريب والتطوير المستمر للقوى المدنية التي تعمل مع الأنظمة العسكرية لتعزيز قدرتها على ممارسة دورها بشكل فعال ومستقل.

من خلال تنفيذ هذه التوصيات، يمكن التخفيف من المخاطر المرتبطة بالتحالفات بين الأنظمة العسكرية والواجهات المدنية، وتعزيز احتمالات الانتقال الفعلي نحو الحكم المدني الديمقراطي.

### **تأثيرات التحالف بين الأنظمة العسكرية والواجهات المدنية: أمثلة من دول مختلفة**

**1. مصر بعد انقلاب 2013:**

#### **أ. السياق الداخلي:**
في يوليو 2013، نفذ الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي انقلابًا عسكريًا ضد الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. بعد الانقلاب، تولت الحكومة المؤقتة التي شكلها الجيش إدارة البلاد، وسعت إلى تقديم واجهة مدنية عبر انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا في عام 2014.

#### **ب. السياق الخارجي:**
واجهت مصر انتقادات دولية واسعة بعد الانقلاب، حيث كانت العديد من الدول والمنظمات الدولية قلقة بشأن حقوق الإنسان وحرية التعبير في البلاد. رغم ذلك، حصلت مصر على دعم مالي من دول خليجية حليفة.

#### **ج. آليات استقطاب الواجهات المدنية ووسائل توظيفها:**
1. **الانتخابات الرئاسية:** الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2014 تحت إشراف الجيش كانت وسيلة لتعزيز شرعية النظام العسكري من خلال تقديم مظهر من الديمقراطية.
2. **تشكيل حكومة مدنية:** بعد الانقلاب، تم تعيين شخصيات مدنية في المناصب الحكومية، مما ساعد في تقديم واجهة مدنية للنظام العسكري.
3. **إجراءات إصلاحية:** تم تقديم بعض الإصلاحات الاقتصادية والقانونية، ولكنها غالبًا ما كانت تعتبر خطوات شكلية، بينما استمرت السيطرة العسكرية على السلطة.

#### **د. الخلاصات:**
التحالف بين الجيش والحكومة المدنية في مصر ساعد على تقديم مظهر من الشرعية للنظام العسكري، ولكن السيطرة الفعلية بقيت بيد الجيش. هذا التحالف لم يؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام السياسي، وظل هناك قلق بشأن حقوق الإنسان والحريات.

---

**2. الجزائر بعد انقلاب 2019:**

#### **أ. السياق الداخلي:**
في أبريل 2019، استقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتحول الديمقراطي. تولت القيادة العسكرية، بقيادة الفريق أحمد قايد صالح، دورًا بارزًا في المشهد السياسي. في ديسمبر 2019، تم انتخاب عبد المجيد تبون رئيسًا، وكان مدعومًا من الجيش.

#### **ب. السياق الخارجي:**
حظيت الجزائر بدعم دولي محدود، حيث كان المجتمع الدولي يراقب عن كثب التحولات السياسية في البلاد، خاصةً فيما يتعلق بالشفافية والانتخابات.

#### **ج. آليات استقطاب الواجهات المدنية ووسائل توظيفها:**
1. **تنظيم الانتخابات:** الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2019 كانت أحد الوسائل التي استخدمها الجيش لإضفاء طابع مدني على النظام. عبد المجيد تبون كان مرشحًا مدعومًا من الجيش، مما ساعد في تعزيز شرعية النظام الجديد.
2. **تعيين حكومة مدنية:** تم تشكيل حكومة تحت قيادة تبون شملت مجموعة من الشخصيات المدنية، مما ساعد على تقديم واجهة مدنية للنظام العسكري.
3. **إجراءات إصلاحية:** تم تقديم إصلاحات دستورية وسياسية تهدف إلى تحسين الحوكمة، ولكنها في كثير من الأحيان كانت تعتبر خطوات شكلية من قبل المعارضة.

#### **د. الخلاصات:**
استخدام الواجهات المدنية في الجزائر ساعد على تقديم مظهر من التغيير والإصلاح، ولكن القوة الحقيقية بقيت بيد الجيش. هذا التحالف بين الجيش والحكومة المدنية لم يؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام السياسي، وظل هناك قلق بشأن مدى تحقق التحول الديمقراطي الحقيقي.

---

**3. ميانمار بعد انقلاب 2021:**

#### **أ. السياق الداخلي:**
في فبراير 2021، نفذ الجيش البورمي (ميانمار) بقيادة الجنرال مين أونغ هلاينغ انقلابًا عسكريًا ضد حكومة أونغ سان سو تشي المنتخبة ديمقراطيًا. بعد الانقلاب، تم تشكيل حكومة مدنية جديدة تحت إشراف الجيش، مما أظهر الجيش بمظهر أنه يلتزم بعملية سياسية مدنية.

#### **ب. السياق الخارجي:**
لقي الانقلاب في ميانمار إدانات دولية واسعة، حيث فرضت العديد من الدول والمنظمات الدولية عقوبات على النظام العسكري. لكن الصين وروسيا قدمتا دعمًا دبلوماسيًا غير مباشر للنظام العسكري.

#### **ج. آليات استقطاب الواجهات المدنية ووسائل توظيفها:**
1. **تشكيل حكومة مدنية:** تم تشكيل حكومة مدنية تحت إشراف الجيش، حيث تم تعيين شخصيات مدنية في المناصب الحكومية لتقديم مظهر من الشرعية.
2. **إجراء انتخابات مزيفة:** تم تنظيم انتخابات تحت إشراف الجيش التي كانت مُنتقدة لكونها غير حرة ولا نزيهة، مما ساعد في تأكيد السيطرة العسكرية على الحكم.
3. **الرقابة على الإعلام والمجتمع المدني:** سيطر الجيش على وسائل الإعلام وأوقف النشاطات السياسية المعارضة، مما ضمن السيطرة الفعلية على الشؤون الداخلية للبلاد.

#### **د. الخلاصات:**
في ميانمار، استخدم الجيش الواجهات المدنية لإضفاء الشرعية على حكمه وتقديم مظهر من التحول الديمقراطي. ومع ذلك، فإن السيطرة الفعلية للجيش على الحكومة وأجهزة الأمن أدت إلى استمرار القمع وعدم الاستقرار، مع عدم تحقيق تحول حقيقي نحو الديمقراطية.

---

**4. باكستان بعد انقلاب 1999:**

#### **أ. السياق الداخلي:**
في أكتوبر 1999، قاد الجنرال برويز مشرف انقلابًا عسكريًا ضد الحكومة المدنية برئاسة نواز شريف. بعد الانقلاب، تولى مشرف السلطة وأصبح رئيسًا للبلاد، بينما تم تشكيل حكومة مدنية لتمثيل واجهة مدنية للنظام العسكري. الفترة التي تلت الانقلاب شهدت تحسينًا في بعض الجوانب الاقتصادية، ولكنها أيضًا شهدت قيودًا على الحريات السياسية.

#### **ب. السياق الخارجي:**
تعرضت باكستان لانتقادات دولية بعد الانقلاب، خاصة من قبل الدول الغربية التي كانت تشدد على أهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومع ذلك، تلقت باكستان دعمًا ماليًا واستراتيجيًا من بعض الدول التي كانت مهتمة بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي.

#### **ج. آليات استقطاب الواجهات المدنية ووسائل توظيفها:**
1. **تشكيل حكومة مدنية:** بعد الانقلاب، تم تشكيل حكومة مدنية تحت إشراف مشرف، مما ساعد في تقديم مظهر مدني للنظام العسكري. وقد تم تعيين مسؤولين مدنيين في المناصب الحكومية لتقليل المعارضة الداخلية وتحسين العلاقات مع المجتمع الدولي.
2. **إجراء انتخابات:** تم تنظيم انتخابات في عام 2002 تحت إشراف الجيش، مما ساعد في تعزيز شرعية النظام العسكري من خلال تقديم مظهر من الديمقراطية. هذه الانتخابات أظهرت براعتهم في إدارة النظام السياسي بشكل يحقق مصالحهم.
3. **الإصلاحات الاقتصادية:** تم تقديم إصلاحات اقتصادية لتحسين الوضع الاقتصادي، مما ساعد على تعزيز الدعم الشعبي للنظام. هذه الإصلاحات شملت تحسين البنية التحتية وتشجيع الاستثمارات.

#### **د. الخلاصات:**
في باكستان، استخدم مشرف الواجهات المدنية لتقديم مظهر من الشرعية للنظام العسكري، ولكن السيطرة الفعلية بقيت بيد الجيش. هذا التحالف ساعد في تحسين الوضع الاقتصادي، لكنه لم يؤدِ إلى استقرار سياسي حقيقي. كما بقيت القيود على الحريات السياسية والحقوق المدنية جزءًا من المشهد السياسي.

---

**5. تايلاند بعد انقلاب 2014:**

#### **أ. السياق الداخلي:**
في مايو 2014، قاد الجيش التايلاندي بقيادة الجنرال برايوت تشان أوتشا انقلابًا عسكريًا ضد الحكومة المنتخبة برئاسة ينجلوك شيناواترا. بعد الانقلاب، تولى الجيش السيطرة على الحكومة وفرض الأحكام العرفية، مما أتاح له تشكيل حكومة مدنية تحت قيادته.

#### **ب. السياق الخارجي:**
لاقى الانقلاب في تايلاند انتقادات من المجتمع الدولي، حيث أعربت العديد من الدول والمنظمات عن قلقها إزاء قمع الحريات السياسية وحقوق الإنسان. ومع ذلك، استمر الجيش في الحصول على دعم اقتصادي واستراتيجي من دول حليفة.

#### **ج. آليات استقطاب الواجهات المدنية ووسائل توظيفها:**
1. **تشكيل حكومة مدنية:** بعد الانقلاب، تم تشكيل حكومة مدنية بقيادة برايوت تشان أوتشا، الذي تولى منصب رئيس الوزراء، مما أعطى النظام العسكري واجهة مدنية. هذا التشكيل ساعد في تقديم مظهر من الشرعية للنظام العسكري.
2. **إجراءات انتخابية:** تم تنظيم انتخابات في عام 2019 تحت إشراف الجيش، والتي كانت تحت رقابة شديدة وساهمت في تعزيز شرعية الجيش كحاكم. الانتخابات كانت مصممة لضمان استمرار السيطرة العسكرية على الحكم.
3. **الرقابة على الإعلام والمعارضة:** فرض الجيش قيودًا صارمة على وسائل الإعلام والأنشطة السياسية المعارضة، مما ساعد في تعزيز السيطرة العسكرية على الشؤون السياسية وتقييد الفضاء السياسي.

#### **د. الخلاصات:**
استخدم الجيش التايلاندي الواجهات المدنية لتقديم مظهر من الشرعية والتزامه بالعملية الديمقراطية، ومع ذلك، فإن السيطرة الفعلية بقيت بيد الجيش. هذا التحالف لم يحقق استقرارًا سياسيًا حقيقيًا، بل ساهم في قمع المعارضة والتقليص من الحريات العامة.

### أسباب أخرى لسعي الأنظمة العسكرية للواجهات المدنية

إلى جانب الأسباب التقليدية، هناك عدة دوافع تدفع الأنظمة العسكرية للبحث عن واجهات مدنية، وتتنوع هذه الدوافع حسب السياق السياسي والاجتماعي:

1. **تعزيز القدرة على إدارة الأزمات**: تسعى الأنظمة العسكرية أحيانًا إلى الحصول على واجهات مدنية لتحسين قدرتها على إدارة الأزمات وتعزيز فعالية الحكم، من خلال الاستفادة من الخبرات المدنية في التعامل مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

2. **تحقيق الاستقرار الاقتصادي**: قد تستعين الأنظمة العسكرية بحكومات مدنية لتحسين إدارة الاقتصاد وجذب الاستثمارات الدولية، إذ يكون المستثمرون عادة أكثر استعدادًا للتعاون مع حكومات ذات طابع مدني.

3. **تقليل الفجوة بين المدنيين والعسكريين**: تهدف الأنظمة العسكرية إلى تحسين علاقتها مع القطاعات المدنية، ما يسهم في تقليل الفجوة بين الجيش والمجتمع المدني ويحد من احتمالات الصراع الداخلي أو الاحتجاجات.

4. **تجنب الصراعات الداخلية**: يمكن للواجهات المدنية أن تسهم في تهدئة الأوضاع الداخلية وتجنب الصراعات المحتملة من خلال تقديم وجوه مدنية تدير الشؤون اليومية وتخفف من الغضب الشعبي.

5. **التأثير على القوى السياسية الداخلية**: تتيح الواجهات المدنية للأنظمة العسكرية التحكم بشكل أفضل في القوى السياسية الداخلية عبر جمع اللاعبين المدنيين الرئيسيين والتأثير عليهم، مما يعزز من قدرتها على إدارة السياسات الداخلية.

6. **تعزيز التماسك الوطني**: في بعض الحالات، تستخدم الأنظمة العسكرية الواجهات المدنية لتعزيز التماسك الوطني من خلال تقديم صورة أكثر شمولية وتعاون بين مختلف فئات المجتمع، مما يساعد في بناء وحدة وطنية أكبر.

7. **الاستجابة لضغوط التحول الديمقراطي**: تحت ضغوط داخلية أو دولية للتحول نحو أنظمة أكثر ديمقراطية، قد تلجأ الأنظمة العسكرية إلى استخدام الواجهات المدنية كوسيلة للامتثال لهذه الضغوط مع الحفاظ على نفوذها العسكري.

8. **تحقيق الشرعية الداخلية**: تساهم الواجهات المدنية في تعزيز الشرعية الداخلية للنظام العسكري من خلال إشراك قوى مدنية في الحكم، مما يقلل من المعارضة السياسية.

9. **تعزيز صورة النظام في الإعلام**: يمكن لاستخدام أغطية مدنية أن يحسن صورة النظام الإعلامية، مما يجعله يبدو أكثر توافقًا مع المعايير الدولية والمبادئ الديمقراطية.

10. **تأمين الدعم الدولي**: قد تسعى الأنظمة العسكرية للحصول على أغطية مدنية لتحسين علاقاتها مع الدول الغربية والمنظمات الدولية، التي قد تكون أكثر استعدادًا لدعم الأنظمة التي تشمل عناصر مدنية.

11. **تخفيف الضغوط الاجتماعية**: من خلال تقديم واجهات مدنية، يمكن للأنظمة العسكرية تخفيف الضغوط الاجتماعية الناتجة عن الفقر، البطالة، وسوء الإدارة، مما يسهم في استقرار الوضع الاجتماعي.

12. **إدارة التوترات الإقليمية**: تساعد الواجهات المدنية في إدارة التوترات الإقليمية من خلال تعزيز استراتيجيات التعاون والتنسيق مع الدول الأخرى.

13. **إعداد الانتقال السلمي للسلطة**: قد تستخدم الأنظمة العسكرية الواجهات المدنية كخطوة تمهيدية لتحضير انتقال سلمي للسلطة في المستقبل، مما يساعد على تفادي الفوضى السياسية.

14. **تسهيل عمليات الإصلاح**: تعتمد الأنظمة العسكرية على الواجهات المدنية لتسهيل تنفيذ إصلاحات سياسية أو اقتصادية قد تكون صعبة التنفيذ بدون دعم مدني.

15. **تعزيز دعم القاعدة الشعبية**: تسهم الواجهات المدنية في كسب دعم شرائح واسعة من المجتمع التي قد تكون أقل تذمرًا من وجود حكومات مدنية، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي والسياسي.

16. **توسيع نطاق السيطرة**: قد تسعى الأنظمة العسكرية إلى استخدام الواجهات المدنية لتوسيع نطاق سيطرتها على المؤسسات المدنية والحفاظ على تأثيرها في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية.

كل هذه الأسباب تلعب دورًا في دفع الأنظمة العسكرية نحو البحث عن واجهات مدنية، وتتفاوت الأهمية والأولوية بناءً على السياق السياسي والاجتماعي لكل بلد.

### **التحالف بين الجيش وقوات الدعم السريع والواجهات المدنية: آليات الاستقطاب، وسائل الاستخدام، وأدوات السيطرة**

#### **1. آليات الاستقطاب (كيفية كسب الواجهات المدنية):**

**أ. الجيش:**

1. **التعيينات السياسية:** يُعد التعيين في المناصب الحكومية من أبرز آليات استقطاب الجيش للواجهات المدنية. من خلال تعيين شخصيات مدنية موالية في مناصب رفيعة، يضمن الجيش ولاء هؤلاء الأفراد ويدمجهم في النظام العسكري. يشمل ذلك تعيين وزراء ومستشارين في الحكومة لضمان تنفيذ السياسات العسكرية وتثبيت النفوذ العسكري في مؤسسات الدولة.

2. **التعاون مع الأحزاب السياسية:** يسعى الجيش إلى تشكيل تحالفات استراتيجية مع الأحزاب السياسية الرئيسية. من خلال دعم هذه الأحزاب أو التفاوض معها لتشكيل حكومات ائتلافية، يتمكن الجيش من كسب دعمها السياسي، مما يعزز من شرعيته ويساعده في التوجه نحو أهدافه.

3. **البرامج الاجتماعية والتطويرية:** يقدم الجيش دعمًا للبرامج الاجتماعية والمبادرات التنموية التي يديرها المدنيون، مما يعزز من صورته العامة ويجذب الدعم من الواجهات المدنية. من خلال تقديم المساعدات والتنمية، يظهر الجيش التزامه بمصلحة المجتمع، مما يعزز من قبول المدنيين لتواجده.

**ب. قوات الدعم السريع:**

1. **المال السياسي:** تلعب المساعدات المالية دورًا حيويًا في استقطاب الواجهات المدنية. تقدم قوات الدعم السريع تمويلًا للأحزاب السياسية والشخصيات المدنية، مما يعزز من دعمها وتأثيرها. تشمل هذه المساعدات التمويل المباشر للحملات الانتخابية أو تقديم منح لدعم برامج اجتماعية تديرها الواجهات المدنية.

2. **النفوذ القبلي والاجتماعي:** تستخدم قوات الدعم السريع علاقاتها مع الزعماء القبليين والمجتمعات المحلية لتوسيع نفوذها. من خلال تعزيز علاقاتها مع هؤلاء المؤثرين، تضمن قوات الدعم السريع دعم المجتمعات المحلية وتساهم في تعزيز شرعيتها بين المدنيين.

3. **التنسيق مع النخب الاقتصادية:** تتعاون قوات الدعم السريع مع النخب الاقتصادية للحصول على دعم مالي وسياسي. يشمل ذلك التنسيق مع رجال الأعمال والشركات الكبرى لتقديم الدعم المادي والتأثير على السياسات الاقتصادية، مما يعزز من قدرة قوات الدعم السريع على التأثير في الواجهات المدنية.

#### **2. وسائل الاستخدام (كيفية الاستفادة):**

**أ. الجيش:**

1. **السيطرة على السياسات الحكومية:** يستخدم الجيش التعيينات السياسية والتعاون مع الأحزاب لتوجيه السياسات الحكومية بما يتماشى مع أهدافه. من خلال وضع المدنيين في مناصب رئيسية، يستطيع الجيش التأثير على صنع القرار وتنفيذ استراتيجياته ضمن النظام المدني.

2. **التأثير على التشريعات:** يعمل الجيش على التأثير في التشريعات والقوانين من خلال السيطرة على المؤسسات التشريعية أو التأثير على أعضائها المدنيين. من خلال تمرير قوانين وتعديلات تدعم أهدافه، يضمن الجيش تنفيذ سياساته العسكرية بطرق غير مباشرة.

3. **الاستفادة من البرامج الاجتماعية:** يستفيد الجيش من دعم البرامج الاجتماعية التي يديرها المدنيون كوسيلة لتعزيز علاقته بالمجتمع. من خلال ربط نفسه بنجاحات هذه البرامج، يعزز الجيش من صورته العامة ويكسب دعمًا إضافيًا من المدنيين.

**ب. قوات الدعم السريع:**

1. **التأثير على القرارات الاقتصادية:** تسيطر قوات الدعم السريع على الموارد الاقتصادية وتستخدمها للتأثير على القرارات الاقتصادية. من خلال السيطرة على مصادر التمويل الرئيسية، تضمن قوات الدعم السريع تأثيرها في السياسات الاقتصادية واستفادة الواجهات المدنية من هذه الموارد.

2. **التحكم في توزيع المساعدات:** من خلال التحكم في توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية، تضمن قوات الدعم السريع أنها تبقى في موقع القوة. تتحكم قوات الدعم السريع في كيفية توزيع المساعدات بما يعزز من دعم المدنيين ويضمن ولاءهم.

3. **الضغط على المؤسسات المدنية:** تستخدم قوات الدعم السريع الضغط على المؤسسات المدنية للتأثير على القرارات السياسية والإدارية. من خلال التهديدات أو استخدام القوة، تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على الواجهات المدنية وتوجه القرارات بما يتماشى مع مصالحها.

#### **3. أدوات السيطرة (كيفية التحكم):**

**أ. الجيش:**

1. **القوة العسكرية:** يحتفظ الجيش بالقوة العسكرية كأداة رئيسية للسيطرة على الواجهات المدنية. يمكن للجيش استخدام القوة العسكرية لفرض أوامره وإجبار المدنيين على التعاون، مما يضمن التحكم الكامل في جميع جوانب الحكم.

2. **الرقابة على الإعلام:** يفرض الجيش الرقابة على وسائل الإعلام لضمان عدم نشر معلومات تتعارض مع أهدافه أو تكشف عن مشكلات في إدارة الحكم. من خلال التحكم في الأخبار والتقارير، يضمن الجيش الحفاظ على صورة إيجابية لنفسه ويحد من الانتقادات.

3. **إدارة الأزمات:** يستخدم الجيش إدارة الأزمات كوسيلة للسيطرة على الوضع الداخلي. من خلال السيطرة على استجابة الدولة للأزمات، يتمكن الجيش من توجيه السياسات واتخاذ القرارات التي تدعم مصالحه، مما يعزز من قدرته على التحكم في الواجهات المدنية.

**ب. قوات الدعم السريع:**

1. **النفوذ العسكري المباشر:** تستخدم قوات الدعم السريع وجودها العسكري المباشر كوسيلة للضغط والسيطرة. من خلال نشر قواتها في المناطق الحساسة والقيام بعمليات عسكرية، تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على المناطق المدنية وتؤثر على قراراتها.

2. **التأثير عبر المال:** تستخدم قوات الدعم السريع المال كأداة للتحكم في الواجهات المدنية. من خلال تقديم التمويل وشراء الولاءات، تضمن قوات الدعم السريع تأييد المدنيين وتوجيه سياساتهم بما يتماشى مع مصالحها.

3. **التحكم في موارد الدولة:** تسيطر قوات الدعم السريع على الموارد الأساسية، مثل النفط والمعادن، وتستخدمها كوسيلة للضغط على الحكومة المدنية. من خلال التحكم في توزيع هذه الموارد، تستطيع قوات الدعم السريع التأثير على السياسات الاقتصادية وضمان دعم المدنيين.

### **الخلاصة:**

في التحالف بين الجيش وقوات الدعم السريع والواجهات المدنية، يعتمد كل طرف على استراتيجيات محددة لتحقيق أهدافه:

- **الجيش** يعتمد على التعيينات السياسية، التعاون مع الأحزاب السياسية، وإصلاحات شكلية لاستقطاب الواجهات المدنية، ويستفيد من السيطرة على السياسات الحكومية، التأثير على التشريعات، والاستفادة من البرامج الاجتماعية. أدوات سيطرته تشمل القوة العسكرية، الرقابة على الإعلام، وإدارة الأزمات.

- **قوات الدعم السريع** تعتمد على المال السياسي، النفوذ القبلي والاجتماعي، والتنسيق مع النخب الاقتصادية لاستقطاب الواجهات المدنية، وتستفيد من التحكم في الموارد الاقتصادية، توزيع المساعدات، والضغط على المؤسسات المدنية. أدوات سيطرتها تشمل النفوذ العسكري المباشر، التأثير عبر المال، والتحكم في موارد الدولة.

تظهر هذه الاستراتيجيات كيف يمكن للأطراف العسكرية أن تدمج المدنيين في نظامها لتحقيق أهدافها، مما يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي وإعادة تشكيله بما يتماشى مع مصالحهم.

**التأثيرات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد لتحالفات الجيش وقوات الدعم السريع مع الواجهات المدنية في السودان على المشهد المدني*

تحالف الجيش وقوات الدعم السريع مع الواجهات المدنية في السودان يحمل تأثيرات متعددة الأبعاد على الحياة السياسية والأحزاب المدنية ومسار التحول الديمقراطي. هذه التأثيرات يمكن تقسيمها إلى قصيرة، متوسطة، وطويلة الأمد:

### 1. **التأثيرات قصيرة الأمد:**
- **تشويه المشهد السياسي:** يؤدي التحالف إلى خلق حالة من الارتباك والتشويش بين القوى السياسية والمدنية، حيث يصعب التفريق بين القوى المدنية الحقيقية والواجهات المدعومة عسكرياً.
- **إضعاف المعارضة:** يساهم التحالف في إضعاف المعارضة المدنية الحقيقية، حيث يتم تقديم الواجهات المدنية كبديل شرعي، مما يعزز من تشتت الجهود المعارضة ويضعف صوتها.
- **استقرار مؤقت:** قد يؤدي التحالف إلى استقرار سياسي مؤقت نظراً لسيطرة الجيش وقوات الدعم السريع، ولكن هذا الاستقرار يكون هشا وقابلاً للانهيار.

### 2. **التأثيرات متوسطة الأمد:**
- **تآكل الثقة في المؤسسات:** مع استمرار التحالف، تبدأ الثقة في المؤسسات المدنية والديمقراطية بالتآكل. يصبح من الصعب على المواطنين الثقة في أي مؤسسات أو قيادات مدنية تُعتبر مدعومة من الجيش أو قوات الدعم السريع.
- **تنامي الاحتجاجات الشعبية:** يمكن أن يؤدي الإحباط العام من هذه التحالفات إلى زيادة الاحتجاجات والمظاهرات، حيث يشعر الشعب بأن التحول الديمقراطي يتم التلاعب به ولا يتم تحقيق مطالبهم الحقيقية.
- **زيادة النفوذ العسكري:** على المدى المتوسط، يمكن أن يؤدي هذا التحالف إلى ترسيخ النفوذ العسكري في الحياة السياسية، مما يجعل من الصعب على القوى المدنية استعادة قوتها أو تحقيق أي تقدم نحو التحول الديمقراطي.

### 3. **التأثيرات طويلة الأمد:**
- **تعميق الاستبداد:** إذا استمرت هذه التحالفات، فقد تؤدي إلى ترسيخ الاستبداد، حيث يصبح النظام السياسي محكوماً بشكل شبه كامل من قبل الجيش وقوات الدعم السريع مع وجود واجهات مدنية شكلية فقط.
- **فشل التحول الديمقراطي:** على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي استمرار هذه الديناميكيات إلى فشل كامل في التحول الديمقراطي، حيث يتم إحباط أي محاولات حقيقية لتحقيق الديمقراطية.
- **إضعاف الأحزاب المدنية:** مع مرور الوقت، يؤدي التحالف إلى تهميش وإضعاف الأحزاب المدنية الحقيقية، مما يجعلها غير قادرة على المنافسة أو تقديم بديل فعلي للنظام المدعوم عسكرياً.
- **انقسام اجتماعي عميق:** يمكن أن تؤدي هذه التحالفات إلى انقسامات اجتماعية عميقة، حيث يتزايد الشعور بالظلم والاستبعاد بين مختلف الفئات، مما قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات الداخلية في البلاد.

بشكل عام، تحالف الجيش وقوات الدعم السريع مع الواجهات المدنية يعزز سيطرة القوى العسكرية على الحياة السياسية، مما يعيق أي تقدم نحو التحول الديمقراطي الحقيقي ويهدد استقرار السودان على المدى الطويل.

**التأثيرات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد لتحالفات الجيش وقوات الدعم السريع مع الواجهات المدنية في السودان على المشهد العسكري*

تحالف الجيش وقوات الدعم السريع مع الواجهات المدنية في السودان يحمل تأثيرات كبيرة على الحياة العسكرية وعمليات دمج الجيش وقوات الدعم السريع والإصلاح الأمني والعسكري والسيطرة المدنية على القوى العسكرية. يمكن تقسيم هذه التأثيرات إلى قصيرة، متوسطة، وطويلة الأمد كما يلي:

### 1. **التأثيرات قصيرة الأمد:**
- **تعزيز نفوذ القوى العسكرية:** يؤدي التحالف إلى تعزيز نفوذ الجيش وقوات الدعم السريع داخل الدولة، حيث يزداد دورهم في توجيه السياسات والاستراتيجيات الوطنية على حساب المؤسسات المدنية.
- **تأجيل الإصلاحات الأمنية والعسكرية:** مع تحالف الجيش وقوات الدعم السريع مع الواجهات المدنية، يتم تأجيل أو تعطيل الجهود الرامية إلى إصلاح القطاع الأمني والعسكري، حيث تصبح هذه الإصلاحات أقل أولوية بالنسبة للنظام الحاكم.
- **تقويض جهود دمج القوات:** قد يؤدي التحالف إلى تعميق الخلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تسعى كل قوة إلى الحفاظ على استقلاليتها ونفوذها، مما يعوق الجهود الرامية إلى دمج هذه القوات في جيش موحد.

### 2. **التأثيرات متوسطة الأمد:**
- **تزايد التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع:** قد يؤدي التحالف إلى زيادة التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث يبدأ كل طرف في الشك في نوايا الطرف الآخر، خاصة في ظل غياب رقابة مدنية فعالة.
- **صعوبة تنفيذ الإصلاحات العسكرية:** على المدى المتوسط، يصبح من الصعب تنفيذ الإصلاحات العسكرية الضرورية، مثل إعادة هيكلة القوات المسلحة أو تحسين تدريبها وتجهيزها، بسبب المقاومة من القوى العسكرية الراغبة في الحفاظ على الوضع القائم.
- **تقليص السيطرة المدنية:** يؤدي التحالف إلى تقليص فرص بسط السيطرة المدنية على القوى العسكرية، حيث يتم تقوية وضع القوات المسلحة في مواجهة أي محاولات مدنية لتقليص نفوذها أو فرض رقابة عليها.

### 3. **التأثيرات طويلة الأمد:**
- **إضعاف مؤسسات الدولة:** على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي التحالف إلى إضعاف مؤسسات الدولة بشكل عام، حيث يتم تحويل الموارد والجهود إلى دعم النفوذ العسكري بدلاً من تعزيز الدولة المدنية والمؤسسات الديمقراطية.
- **استمرار الانقسامات داخل الجيش:** التحالف قد يؤدي إلى تعزيز الانقسامات داخل الجيش نفسه، حيث تنشأ ولاءات متعددة بين الجيش التقليدي وقوات الدعم السريع، مما يعقد محاولات توحيد القوات العسكرية تحت قيادة واحدة.
- **فشل دمج القوات وإصلاح القطاع الأمني:** مع استمرار التحالف، قد يفشل السودان في تحقيق دمج فعلي بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يؤدي إلى استمرار وجود جيش موازٍ قوي يعرقل جهود الإصلاح الأمني والعسكري.
- **غياب سيطرة مدنية فعلية:** في الأمد الطويل، قد يؤدي هذا التحالف إلى ترسيخ غياب السيطرة المدنية على القوى العسكرية، مما يجعل السودان عرضة لحكم عسكري دائم تحت غطاء مدني زائف، وبالتالي إعاقة أي تقدم نحو ديمقراطية حقيقية وسيطرة مدنية فعالة.

في المجمل، تحالف الجيش وقوات الدعم السريع مع الواجهات المدنية في السودان يعمق من السيطرة العسكرية على الحياة السياسية، ويعيق عمليات الدمج والإصلاح الأمني، مما يضعف فرص إقامة دولة مدنية ديمقراطية ذات سيطرة فعالة على القوات المسلحة.

### خاتمة

إن تجربة السودان بين انحياز الجيش وقوات الدعم السريع للثورة السودانية في ابريل 2019 وبداية الحرب الأهلية بينهما في أبريل 2023 تعكس أهمية إدراك العلاقة بين الحكم العسكري والواجهات المدنية. فقد أثبتت الأحداث أن محاولة الجيش وقوات الدعم السريع الحفاظ على السلطة عبر استخدام الواجهات المدنية قد يؤدي في النهاية إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها. إن الطريق نحو الاستقرار في السودان يتطلب تبني نهج شفاف وشامل، يضمن مشاركة حقيقية لكل القوى المدنية، عدا الاسلاميين المتطرفين وأنصار النظام السابق، في العملية السياسية بعيداً عن سيطرة الجيش.

يكشف سعي الجيش وقوات الدعم السريع للتحالف مع الواجهات المدنية في السودان عن استراتيجيات معقدة تهدف إلى تأمين السيطرة السياسية والعسكرية بينما يظهر النظام بمظهر الالتزام بالتحول الديمقراطي. على الرغم من المظاهر المدنية، فإن هذه التحالفات غالباً ما تؤدي إلى تعزيز الهيمنة العسكرية، مما يعيق التقدم نحو ديمقراطية حقيقية ويزيد من عدم الاستقرار.

لمواجهة هذه التحالفات بشكل فعال في المستقبل، وبالنظر إلى تعدد القوى المدنية بتنوعاتها التقليدية والحديثة، يمكن تقديم التوصيات العملية التالية:

1. **تعزيز التنسيق بين القوى المدنية**: يجب على القوى المدنية، سواء الكبيرة أو الصغيرة، التقليدية أو الحديثة، أن تعمل بشكل متكامل على تنسيق جهودها وتطوير استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحالفات العسكرية. يمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء شبكات تواصل وتعاون فعالة بين المنظمات السياسية والاجتماعية المختلفة.

2. **تقوية المؤسسات المدنية**: دعم وتعزيز قدرة المؤسسات المدنية على ممارسة دورها الرقابي والتشريعي بشكل مستقل. يتطلب ذلك بناء قدرات مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز شفافيتها وكفاءتها.

3. **دعم الابتكار السياسي**: تشجيع القوى المدنية على الابتكار في استراتيجياتها وأساليبها السياسية. يشمل ذلك تطوير أساليب جديدة للتواصل مع الجماهير وتعزيز المشاركة الشعبية من خلال وسائل الإعلام الرقمية والتقنيات الحديثة.

4. **إجراءات قانونية وقضائية**: العمل على وضع وتنفيذ تشريعات صارمة تحظر على العسكريين التدخل في السياسة، وتأكيد الفصل بين السلطات العسكرية والمدنية. يجب دعم المحاكم المستقلة والنزاهة القانونية للتصدي لأي تجاوزات.

5. **تعزيز الوعي العام**: تنفيذ حملات توعية لزيادة فهم المواطنين حول أهمية التحول الديمقراطي وحقوقهم السياسية. يمكن استخدام الوسائل الإعلامية والمشاركة المجتمعية لتسليط الضوء على المخاطر المرتبطة بالتحالفات العسكرية وكيفية التصدي لها.

6. **تشجيع المراقبة الدولية**: دعوة المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية لمراقبة الوضع السياسي في السودان وتعزيز الضغوط على أي محاولات للالتفاف على الديمقراطية. دعم التدخلات الدولية التي تساند المساعي نحو التحول الديمقراطي وتعزيز الشفافية.

من خلال تنفيذ هذه التوصيات، يمكن للقوى المدنية في السودان أن تساهم بشكل فعال في تقليص تأثير التحالفات العسكرية مع الواجهات المدنية وتعزيز جهود التحول نحو نظام ديمقراطي حقيقي يعكس إرادة الشعب السوداني.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بین الجیش وقوات الدعم السریع الفریق عبد الفتاح البرهان تستخدم قوات الدعم السریع قوات الدعم السریع بقیادة للجیش وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع على السیطرة على المعارضة على المؤسسات المدنیة لقوى الحریة والتغییر فی المعارضة السیاسیة السیطرة العسکریة على قوات الدعم السریع فی الانقسامات الداخلیة الانتقال الدیمقراطی على الحیاة السیاسیة فی المناصب الحکومیة مع الأحزاب السیاسیة الرقابة على الإعلام قوى الحریة والتغییر البرامج الاجتماعیة الکتلة الدیمقراطیة السیاسی والاجتماعی الاحتجاجات الشعبیة من خلال السیطرة على من البرهان وحمیدتی على المجلس العسکری البرهان وحمیدتی فی التعاون مع الأحزاب على النظام العسکری التوترات بین الجیش فی تحقیق الاستقرار من الدول والمنظمات المجتمع الدولی کان إلى زیادة التوترات انقلاب ا عسکری ا ضد الأطراف المتحاربة والمنظمات الدولیة هذه الاستراتیجیات السیاسیة الداخلیة منصب رئیس الوزراء الحفاظ على السلطة إضفاء الشرعیة على القیادة العسکریة الدراسات العلمیة العملیة السیاسیة الانقلاب العسکری على المدى الطویل ا المجلس العسکری إلى زیادة التوتر نحو الدیمقراطیة والمجتمع المدنی

إقرأ أيضاً:

قصف متبادل بين الجيش السوداني والدعم السريع بالفاشر وإصابة مدنيّيْن في أم درمان

قالت مصادر محلية للجزيرة إن طيران الجيش السوداني قصف، صباح اليوم الأربعاء، مواقع قوات الدعم السريع شرقي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

يأتي ذلك بينما أفادت مصادر محلية بأن قوات الدعم السريع تقصف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ الراجمة من مواقعها بالاتجاه الشرقي لمدينة الفاشر، وذلك لاستهداف الأحياء الغربية، ومحيط قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني.

وتتصاعد المعارك بين الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه بصورة يومية عبر معارك مباشرة أو تبادل قصف.

ويكثف الطيران الحربي، التابع للجيش السوداني، هذه الأيام، من الغارات على مواقع قوات الدعم، حول مدينة الفاشر، وأبرز مدن ولاية شمال دافور الأخرى، والطرق الرابطة بين أطرافها، بينما يستمر القصف المدفعي من قبل الدعم السريع على الاتجاهات المختلفة للمدينة لساعات، يوميا.

من جهة ثانية، قال مصدر مطلع بحكومة ولاية الخرطوم للجزيرة إن اثنين من المدنيين أصيبوا بالحارة "مئة" (الصحفيين) بمحلية كرري في أم درمان نتيجة لقصف قوات الدعم السريع على عدد من الأحياء السكنية. وأضاف المصدر أن أحد الضحايا حالته حرجة.

تجاهل القانون الدولي

وفي سياق آخر، قالت ندى الناشف نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن أطراف الحرب الأهلية في السودان تتجاهل تماما القانون الدولي.

جاء ذلك في كلمتها، أمس الثلاثاء، باجتماع الحوار التفاعلي بشأن السودان الذي عقد في إطار الدورة 57 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وأشارت الناشف إلى مرور أكثر من 16 شهرا منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في البلاد وخروج الوضع عن السيطرة.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

مقالات مشابهة

  • السودان يكشف وثائق جديدة بشأن دعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع (صورة)
  • السودان يكشف وثائق جديدة بشأن دعم الإمارات لميليشا الدعم السريع (صورة)
  • الجيش السوداني يعلن تدمير آليات لقوات الدعم السريع بالفاشر
  • مرصد أم القرى: معارك مرتقبة بين الجيش والدعم السريع في شرق الجزيرة
  • المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع
  • الجيش والدعم السريع يتبادلان القصف وقرار أممي ضد السودان
  • الغارديان: الدعم السريع ينشر مقاطع فيديو تدينه بجرائم حرب
  • قصف متبادل بين الجيش السوداني والدعم السريع بالفاشر وإصابة مدنيّيْن في أم درمان
  • بالصورة.. القائد الميداني للدعم السريع بالجزيرة “كيكل” يعترف: (فقدنا عددا كبيرا من الضباط وقوات العمل الخاص استغلت الظرف وقامت باغتيال قائد شعبة الإعلام التابع لنا)
  • الجيش السوداني نفذ ضربات جوية لمواقع تجمعات قوات الدعم السريع في مناطق كبكابية وجبل عامر والضعين