سودانايل:
2025-01-26@07:03:45 GMT

حربُ وحائطُ مبكى مدني

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

وجدي كامل

نحن امام ثلة عسكرية لصوصية حاكمة دون غطاء شرعي، ونحن امام تنظيم مهيمن على مقدرات وثروات عبر، وفيما تبقى من مؤسسات دولة من المتأسلمين الاشرار، والمليشيات المتفلتة في نزوع شرس لحرق الارض ومن فيها من بشر واشياء.
نحن ازاء كارثة انسانية باكثر من وجه وذيل تتطلب عملا ضخما من اعادة التأهيل لفكر حل الازمات ومواجهة الحقائق الطاحنة بما سببته الحرب من معاناة وكدر لغالبية اهل السودان دونما ذنب جنوه سوى انهم ثاروا في وجه الظلم والكيد لهم باسم الدين لقرابة الثلاثين عاما.

ولا جديد سيقال اذا ما تم وصف ان التنظيم الاسلاموي واعوانه من العسكريين السماسرة هم من اشعل الحرب خشية لانفسهم من العقوبات والتجريد القانوني من نهب اجروه، وسرقة ارتكبوها وما مارسوه من عناد لتطبيق مخرجات الاتفاقيات من جدة والمنامة الى عدم المشاركة في مباحثات جنيف.
تمضي الى العامين هذه الحرب، واوارها يشتد وخرابها يتراكم بآليات لا ترحم. كل ذلك يحتم عملا نوعيا من القوى المدنية المنظمة وغير المنظمة تتجاوز فيه نفسها ومحاولاتها المحدودة للحيلولة دون استمرار الحرب. فما عادت حلول وافكار المقاومة السياسية التقليدية المبذولة، القائمة بقادرة على احراز اي نتائج فورية فعالة لحل المعادلة اللئيمة، والواقع المائل الماثل على الارض.
السودانيون ذوي التخصص والكفاءة في علم فض النزاعات وحل الازمات كثر، ونشهد لهم في اروقة الهيئات والمنظات الدولية ادوارا لا تخطئها العين ولكنهم وللاسف لا يمثلون في تنظيمات القوى المدنية السياسية النشطة في معارضة الحرب والعمل لاجل ايقافها.
عدم تمثيل هذه الشريحة الهامة المتخصصة في العمل الذهني الدقيق لمثل هذه المشكلات يعكس تراثا من النقائص والعيوب في عمل القوى السياسية المدنية عبر التاريخ لحل معضلات السياسات العامة بالسودان. فهؤلاء هم الاقدر بصفة تتفوق على السياسيين العاديين، المنظمين المنخرطين في المنظمات والاحزاب، وعلى هاتين الاخيرتين وعى الدرس التاريخي والانفتاح على هذه الشريحة التى نطالع مقالاتها واوراقها ونتعرف على مشاركاتها في الفضاءات الاسفيرية بالندوات والسمنارات المقامة اثناء الحرب وعلى هذه الايام.
بدون اشراك هؤلاء لابتكار مقاومة بأفكار جريئة جديدة يشارك في انتاجها كذلك كل الناس المكتويين بنار الفقد والخسارات الفادحة ستبقى الاشياء على تداع مستمر اكثر مما هى عليه الآن، وستتسع دوائر الفاقة، والعوز، والمرض، والجوع، وسيطول النزوح من الديار والبقاء في انتظار مفتوح لقادم لن يأتي ابدا. فالقادم الاقرب هو الشبح المقسم للبلاد والمفتت لوجودها.
تعميق الاحساس بالمسؤولية، واتحادنا وتكافلنا كضحايا لهذه الحرب وتحسين المحتوى الاعلامي، وترقيته اخلاقيا في منصات التواصل ياتي في مقدمة اسباب العثور على الافكار المحررة بعد ان صارت المنصات دار حرب اخرى ومكبا لسائر الافكار المضادة لايقافها.
المجتمع الدولي والاقليمي بدوله،وحكوماته، ومنظماته لن يتمكن من ابتكار طوق او طرق لنجاتنا، وان اتصفت مبادراته بحسن النوايا، هذا ان لم نقل انه لا يخلو من لاعبين مشاركين منه في الحرب الدائرة واصحاب مصلحة في استمرارها بشكل او آخر. نحن من نصنع الحلول, وان صعبت ولكن بوضع التفكير لضخامة الدور الخارجي الدولي والاقليمي.
آفة هذه الفتنة يمكن تلخيصها في ان كل منا، افرادا وجماعات ، وتنظيمات سياسية، ومنظمات، ومهما جمعتها من روابط الا انها تتحدث الى حائط مبكاها الخاص، وتضع القصاصات الورقية لشكاويها بين شقوقه لعناية مجهول.

wagdik@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

لجنة الخدمة المدنية الدولية تنظم ورشة عمل إقليمية بالجزائر

تنظم لجنة الخدمة المدنية الدولية، بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافريقية، خلال الفترة من 26 إلى 30 جانفي الجاري، ورشة عمل إقليمية بالجزائر.

وحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية، ستتناول الورشة، الأنظمة الحديثة ذات الصلة بإعداد الرواتب والمنح. وتصنيف مراكز العمل وحركية الموظفين وبعض المسائل الأخرى التي تدخل ضمن الاختصاصات المنوطة بذات اللجنة.

وستشكل هذه الورشة، التي يتم تنظيمها سنويا بالتنسيق مع المنظمات واتحادات موظفي الأمم المتحدة، وفق مبدأ التناوب الجغرافي، أرضية تسمح للجنة الخدمة المدنية الدولية بعرض أشغالها. وكذا دورها على مستوى منظومة الأمم المتحدة، في سياق مناقشات غير رسمية حول أساليبها وسياساتها.

يشار إلى أن هذه الطبعة، وهي الأولى من نوعها التي تحتضنها الجزائر. سوف تشهد مشاركة أزيد من ثمانين موظفا دوليا يمثلون ثلاثة وعشرون منظمة دولية وإقليمية. بالإضافة إلى إطارات يمثلون هيئات جزائرية رسمية.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • حريق شقة سكنية في منطقة الوراق والحماية المدنية تسيطر
  • لجنة الخدمة المدنية الدولية تنظم ورشة عمل إقليمية بالجزائر
  • معضلة الجيش والسياسة في السودان و أثمان الحرب الإنسانية والسياسية
  • استشهاد مدني في انفجار لغم حوثي بمحافظة الجوف
  • الأمن الروسي: احتجاز طيار مدني بتهمة الخيانة العظمى
  • الجزيرة نت ترصد واقع الخدمات الكارثي في ود مدني
  • مهرجان الإسماعيلية الدولي يطلق مسابقة «ذاكرة المدنية»
  • مهرجان الإسماعيلية الدولي يطلق مسابقة "ذاكرة المدنية" بالتعاون مع هيئة التنسيق الحضاري
  • المؤسسة المدنية تعلن عن تخفيضات إلى النصف
  • أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟