سودانايل:
2024-09-13@13:08:18 GMT

حربُ وحائطُ مبكى مدني

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

وجدي كامل

نحن امام ثلة عسكرية لصوصية حاكمة دون غطاء شرعي، ونحن امام تنظيم مهيمن على مقدرات وثروات عبر، وفيما تبقى من مؤسسات دولة من المتأسلمين الاشرار، والمليشيات المتفلتة في نزوع شرس لحرق الارض ومن فيها من بشر واشياء.
نحن ازاء كارثة انسانية باكثر من وجه وذيل تتطلب عملا ضخما من اعادة التأهيل لفكر حل الازمات ومواجهة الحقائق الطاحنة بما سببته الحرب من معاناة وكدر لغالبية اهل السودان دونما ذنب جنوه سوى انهم ثاروا في وجه الظلم والكيد لهم باسم الدين لقرابة الثلاثين عاما.

ولا جديد سيقال اذا ما تم وصف ان التنظيم الاسلاموي واعوانه من العسكريين السماسرة هم من اشعل الحرب خشية لانفسهم من العقوبات والتجريد القانوني من نهب اجروه، وسرقة ارتكبوها وما مارسوه من عناد لتطبيق مخرجات الاتفاقيات من جدة والمنامة الى عدم المشاركة في مباحثات جنيف.
تمضي الى العامين هذه الحرب، واوارها يشتد وخرابها يتراكم بآليات لا ترحم. كل ذلك يحتم عملا نوعيا من القوى المدنية المنظمة وغير المنظمة تتجاوز فيه نفسها ومحاولاتها المحدودة للحيلولة دون استمرار الحرب. فما عادت حلول وافكار المقاومة السياسية التقليدية المبذولة، القائمة بقادرة على احراز اي نتائج فورية فعالة لحل المعادلة اللئيمة، والواقع المائل الماثل على الارض.
السودانيون ذوي التخصص والكفاءة في علم فض النزاعات وحل الازمات كثر، ونشهد لهم في اروقة الهيئات والمنظات الدولية ادوارا لا تخطئها العين ولكنهم وللاسف لا يمثلون في تنظيمات القوى المدنية السياسية النشطة في معارضة الحرب والعمل لاجل ايقافها.
عدم تمثيل هذه الشريحة الهامة المتخصصة في العمل الذهني الدقيق لمثل هذه المشكلات يعكس تراثا من النقائص والعيوب في عمل القوى السياسية المدنية عبر التاريخ لحل معضلات السياسات العامة بالسودان. فهؤلاء هم الاقدر بصفة تتفوق على السياسيين العاديين، المنظمين المنخرطين في المنظمات والاحزاب، وعلى هاتين الاخيرتين وعى الدرس التاريخي والانفتاح على هذه الشريحة التى نطالع مقالاتها واوراقها ونتعرف على مشاركاتها في الفضاءات الاسفيرية بالندوات والسمنارات المقامة اثناء الحرب وعلى هذه الايام.
بدون اشراك هؤلاء لابتكار مقاومة بأفكار جريئة جديدة يشارك في انتاجها كذلك كل الناس المكتويين بنار الفقد والخسارات الفادحة ستبقى الاشياء على تداع مستمر اكثر مما هى عليه الآن، وستتسع دوائر الفاقة، والعوز، والمرض، والجوع، وسيطول النزوح من الديار والبقاء في انتظار مفتوح لقادم لن يأتي ابدا. فالقادم الاقرب هو الشبح المقسم للبلاد والمفتت لوجودها.
تعميق الاحساس بالمسؤولية، واتحادنا وتكافلنا كضحايا لهذه الحرب وتحسين المحتوى الاعلامي، وترقيته اخلاقيا في منصات التواصل ياتي في مقدمة اسباب العثور على الافكار المحررة بعد ان صارت المنصات دار حرب اخرى ومكبا لسائر الافكار المضادة لايقافها.
المجتمع الدولي والاقليمي بدوله،وحكوماته، ومنظماته لن يتمكن من ابتكار طوق او طرق لنجاتنا، وان اتصفت مبادراته بحسن النوايا، هذا ان لم نقل انه لا يخلو من لاعبين مشاركين منه في الحرب الدائرة واصحاب مصلحة في استمرارها بشكل او آخر. نحن من نصنع الحلول, وان صعبت ولكن بوضع التفكير لضخامة الدور الخارجي الدولي والاقليمي.
آفة هذه الفتنة يمكن تلخيصها في ان كل منا، افرادا وجماعات ، وتنظيمات سياسية، ومنظمات، ومهما جمعتها من روابط الا انها تتحدث الى حائط مبكاها الخاص، وتضع القصاصات الورقية لشكاويها بين شقوقه لعناية مجهول.

wagdik@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إهانة إسرائيلية للمجتمع الدولي

لم تجد إسرائيل ما ترد به على الدعوات الدولية المتوالية إلى وقف العدوان على غزة، والكف عن اختلاق الذرائع والعراقيل لتقويض جهود مفاوضات الهدنة، إلا بإزهاق أرواح المزيد من الأبرياء، وأضافت، من دون سابق إنذار إلى سجلها، مجزرة جديدة في مخيم المواصي للنازحين في «منطقة إنسانية» مزعومة بجنوب قطاع غزة.
ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها إسرائيل مذبحة في غزة وفي مخيمات النازحين بالذات، فقد كشفت الصور والمشاهدات والشهادات عن وضع مروع اختلطت فيه دماء الأبرياء بأنسجة الخيام، كما اختفت عائلات كاملة بين الرمال بعد تعرضها للقصف بثلاث قنابل أمريكية الصنع من نوع «إم كي 84»، وهي نفس القنابل التي ارتكبت على مدى 11 شهراً، مذابح في النصيرات ومستشفى المعمداني ومجمع مدارس للأونروا في غزة.
ورغم ادعاء واشنطن أنها لا تسمح باستخدام مثل هذه الأسلحة ضد المدنيين، فإن إسرائيل تستخدمها لتثبت للجميع أن لا أحد قادر على منعها من مواصلة حرب الإبادة والتهجير، ومثل هذه المجزرة تمثل إهانة للمجتمع الدولي وحتى الولايات المتحدة نفسها، التي تقول إنها تتوسط لإنهاء الحرب، وإمعاناً في الإهانة تشن إسرائيل الآن حملة على محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية لوقف ملاحقتها في جرائم الحرب التي ارتكبتها، وإبطال مذكرات التوقيف بحق بعض قادتها، مثل بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت.
الاستهداف الوحشي للمدنيين العزل من نساء وأطفال، يؤكد مجدداً أن إسرائيل ماضية في حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين أينما كانوا سواء في غزة أو الضفة الغربية، وتصمم على عدم الاكتراث بالقانون الدولي والاستخفاف بحرمة التشريعات الأممية التي تجرم استهداف المدنيين، وخصوصاً اللاجئين منهم في زمن الحرب.
ويشهد العالم كله أن الهجمات الإسرائيلية تجاوزت كل الأعراف والنواميس القانونية، وتسببت بكارثة إنسانية غير مسبوقة، ومع ذلك لا يواجهها المجتمع الدولي بما يلزم من مواقف حازمة وتفعيل لآليات المحاسبة المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات، فعدم إبداء مواقف مناسبة مع جرائم القتل الجماعية، يشجعها على ارتكاب مزيد من هذه الجرائم التي تجاوزت الأراضي الفلسطينية لتمتد إلى لبنان وسوريا وربما أبعد في قادم الأيام.
في القاهرة، حيث يفترض إتمام مفاوضات الهدنة التي لم تتحقق، انعقدت الدورة ال 162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وكان العدوان على غزة والأوضاع في الأراضي الفلسطينية في صدارة جدول الأعمال، ولخص الأمين العام للجامعة الوضع بأنه أصبح فوق الاحتمال، وأن وقف إطلاق النار في غزة لم يعد مطلباً عربياً بل هو مطلب عالمي يحظى بإجماع مشهود. وقبل يومين أطلقت الاجتماعات الوزارية بين مجلس التعاون الخليجي وكل من روسيا والهند والبرازيل نداء لوقف الحرب في غزة، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية والحيلولة دون اتساع الصراع وانتشار الفوضى.
مسؤولية إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة ملقاة على عاتق المجتمع الدولي برمته، ولن يتم ذلك بالبيانات المنددة والتعبير عن مشاعر الصدمة والذهول من جرائم القتل، بل بالتحرك العاجل لتطبيق القانون الدولي وحماية المنطقة والعالم من التهور الإسرائيلي الذي تطاول وبلغ حد الجنون.

مقالات مشابهة

  • أبرز ما جاء في ردود أفعال القوى السياسية حول تصريحات ياسر العطا
  • ميادة سوار الذهب: تماهي القوى السياسية العميلة مع القوى الخائنة للوطن مع التباس بائن في مفهوم الصراع السياسي
  • المالكي: تضافر جهود القوى السياسية وتعاونها يمنع أيّ إنهيار قد يتعرض له العراق
  • الاستاذ عثمان ميرغني وورجغة ياسر العطا
  • أسرار حديث الجنرال ياسر العطا
  • الجزيرة مدني .. زيادة المعاناة وغياب الحلول!
  • المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع
  • إهانة إسرائيلية للمجتمع الدولي
  • رئيس حزب المؤتمر السوداني يرحب ببيان المجلس الوزاري لدول التعاون الخليجي
  • تقرير حقوقي: مقتل أكثر من ألفي مدني في انتهاكات طالت المزارعين ورعاة المواشي خلال الحرب في اليمن