سودانايل:
2024-12-16@09:43:43 GMT

تاريخ مدينتي القضارف وسنّار: (من منظور أثيوبي)

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

تاريخ مدينتي القضارف وسنّار: (من منظور أثيوبي)
تأليف: الدكتور ﻭﺍلــبـﺭﺕ ســمــيــت
ترجمة: د. محمد عبد الله الحسين

مقدمة:
فيما يلي مقال مختصر عن مدينتي القضارف وسنّار، مقتطفين من (موسوعة اثيوبيا) - (Encyclopaedia Aethiopica).يأتي نشر المقال لعرض بعض من تاريخ المدينتين من وجهة النظر الإثيوبية. ويوضح كذلك بعضاً من تاريخ العلاقات بين أثيوبيا والسودان.



مقدمة عن الكاتب:
قام بكتابة هذا المقال الدكتور ﻭﺍلــبـﺭﺕ ســمــيــت، وهو ألماني الجنسية والمكلف بالإشراف على تحرير الموسوعة الإثيوبية. يعمل الدكتور والبرت ســمــيــت منذ عام 2010 أستاذاً مشاركاً في مجال التاريخ الإثني في قسم التاريخ والدراسات الثقافية بكلية العلوم الاجتماعية واللغات بجامعة ميكلي بأديس ابابا، في أثيوبيا. ويعمل د. ﻭﺍلــبـﺭﺕ ســمــيــت منذ 2010 كأخصائي ميداني في مجال الأنثروبولوجيا التاريخية، متنقلاً بين اثيوبيا واريتريا وجيبوتي. يعمل المؤلف أيضاً كباحث مشارك في مركز(هيوب لودولف) للدراسات الإثيوبية، في معهد آسيا وأفريقيا، بجامعة هامبورغ بألمانيا. بالإضافة لما تقدم، يعمل المؤلف محرراً مساعداً في مشروع (موسوعة اثيوبيا) - ("Encyclopaedia Aethiopica) وقد تم نشر هذا المقال في هذه الموسوعة المكونة من خمسة مجلدات، والتي نُشِرَت في فايسبادِن، بألمانيا في الفترة من 2003-2014.

القضارف
القضارف هي اسم ولاية إقليمية سودانية على الحدود الإثيوبية، ومدينة تقع جنوب غرب كسلا والتي كانت تنتمي في وقت من الاوقات إلى ولاية كسلا (التاكا). كانت القضارف في الأصل (والتي هي عاصمة ولاية القضارف منذ عام 1994)، محطةً متنقلة وسوقًا، كان يسمى سوق "أبو سِن". وكانت تُستخدم بشكل أساسي من قِبل مجموعات بدوية، مثل رعاة الإبل، الشكرية، الذين سادوا القضارف. بالإضافة للحمران، والبشاريين، وغيرهم من مجموعات البجة والعرب الآخرين مثل النوبيين العرب، والجعليين. كانت شياخة شكرية القضارف في القرن الثامن عشر تتبع لملك سنار، كما أفاد جيمس بروس.
أصبحت القضارف خلال القرن التاسع عشر عند تأسيس الإدارة العثمانية المصرية في كسلا، حاميةً تحرس حدود أثيوبيا الشمالية الغربية (ولاية ويلقايت)، كما كانت مركز للإدارة. في فترة ثمانينات القرن التاسع عشر(1880) توسّع المهديون تقريبا في كل أنحاء السودان، وفي المنخفضات الإيريترية. كما استخدموا القضارف كمركز ينطلقون منه للإغارة على الأراضي المنخفضة من قفطة والحمرة في غرب ويلقايت، وتوسعوا كذلك إلى الجنوب. تتصل القضارف بطريقٍ مع الحمرة وغوندار، والمتمة(القلابات) والخرطوم، وبها محطة للسكك الحديدية. وتشمل ولاية القضارف الاقليمية مدينة القضارف والفاو والقلابات والفشقة.
على غرار منطقة الحمرة المجاورة، فإن المنطقة خصبة للغاية، وتأتيها أمطارُ كافية، ولكنها موبوءة بالملاريا. والمنطقة هي في الأصل منطقة رعوية بشكل أساسي، في منطقة الأراضي الحدودية السودانية، ولكنها تحولت الآن إلى منطقة تغلب عليها الزراعة، لإنتاج السمسم والذرة الرفيعة، وعباد الشمس، والقطن وغيرها من الحبوب، وجاء التحول خاصة عقب إدخال الزراعة الآلية على نطاق واسع خلال خمسينيات القرن العشرين. وقد اجتذب هذا التحول الهجرات من جميع أنحاء السودان (مثل الفور من دارفور، والدينكا، والنوبة، والمجموعات المتحدثة بالعربية، وحتى الهوسا، والفلاتة. إلخ).
يوجد لدى كل من إثيوبيا وإريتريا علاقات تجارية تقليدية وثيقة مع الحمرة، وكان السودانيين من القضارف، يستقرون هناك أيضا، والعكس كذلك. يبلغ عدد سكان مدينة القضارف اليوم حوالي 350,000 نسمة (2008)، وقد تضاعف العدد لأكثر من خمس أضعاف خلال جيل واحد. يشمل الجزء الشمالي من ولاية القضارف مناطق زراعية تُروى من القاش وستيت.
مصادر المقال:
* كتاب صمويل وايت بيكر(،روافد نيل الحبشة والصائدون بالسيف من عرب الحُمران، لندن،1867.
*بيتر م. هولت الدولة المهدية في السودان(1881-1898)، اوكسفورد، 1958.
*مارتن دبليو دالي، تاريخ السودان، بولدر كو 1979، اندروا بول، تاريخ قبائل بجا السودان، كيمبردج 1954.
سنار
كانت سنار تُعرف في بعض الأوقات بالفونج(المترجم: الملاحظ في المقال أن الكاتب يتحدث عن سنار السلطنة) والتي كانت مملكة سودانية على الحدود الغربية والشمالية الغربية لإثيوبيا، والتي كانت تمتد كذلك حتى فيما يعرف اليوم بإريتريا. وكانت للإمبراطورية المسيحية الإثيوبية علاقات مختلفة معها، من خلال التجارة والتحالفات السياسية والنزاع العسكري. في بعض الأحيان، ادعت إثيوبيا السيادة على سنار، دون ممارسة أي سيطرة دائمة.
تقع سنار شمال شرق السودان، تقريبًا في أراضي ولايات علوة النوبية البائدة التي كانت عاصمتها سوبا (التي ضماها الفونج عام 1504 بعد وقت قصير من غزوها من قِبل عبد الله جماع في حوالي 1500)، وتقع جزئيًا كذلك في دولة المقرة التي عاصمتها دنقلا (سنار النوبة، المجلد رقم5 AE). في القرن السابع عشر مُنِحت دنقلا وضع الولاية المستقلة لأحفاد حكام علوة، والعبدلاب، من أجل دمجها في سنار.
غطت منطقة سنار منطقة واسعة من شمال وادي النيل، وعلى كامل منطقة الجزيرة حتى جنوب كردفان (في القرن السادس عشر)، وحتى الحدود الشمالية المتاخمة للأراضي المصرية العثمانية.
كانت منطقة جنوب سنار في نزاع مستمر مع الشلك والدينكا، وكانت مملكة تقلي في جبال النوبة تابعة لها. في فترة غوندارين / Gondärine، كانت الأراضي المنخفضة غرب باغميدر Bägemdér موضع نزاع بين سنار، وإثيوبيا (المترجم: هل أصبحت تابعة لاثيوبيا؟؟).
في أواخر القرن السادس عشر، توسعت سنار في قرب مقاطعة هابش Habeš العثمانية الضعيفة في شمال غرب إريتريا. تم تنظيم سنار ككونفدرالية من ولايات شبه مستقلة، والتي حمل حكامها لقب المانجل، أو المك.
تم تسمية سنار) المقصود هنا سلطنة سنار: المترجم) على اسم عاصمتها، التي كانت تقع على النيل الأزرق (وهي سنار التقاطع اليوم)، حتى لا يتم الخلط بينها وبين المدينة الجديدة، سنار المدينة التي تقع على بعد 5 كم إلى الجنوب الشرقي.
كان الفونج، وهو مصطلح عِرقي سياسي أكثر من كونه اسم عِرقي خالص، وهم من السكان المستقرين، الذين تحولوا بالفعل من دين مسيحي متآلف (متوافق مع عناصر من التقاليد المحلية) إلى الإسلام في أوائل القرن السادس عشر. اشتملت سنار على العديد من المجموعات العرقية في المناطق المتاخمة لإثيوبيا، كانت من بين هذه المجموعات المتناثرة مجموعة القمز (الذين غالبًا ما كانوا ضحايا لغارات العبيد(العبودية)، البرتا وحكامهم من مشايخ الوطاويط. كان العديد من السكان الذين كانوا يعتمدون على سنار هم من البدو، مثل التيقري والبني عامر المتحدثين بالبجاوية في السهول الشمالية لإريتريا اليوم.
كانت اللغة العربية هي السائدة في سنار. استندت قوة ملوك سنار على السيطرة على طرق التجارة. ربطت التجارة سنار مع إثيوبيا المسيحية، والأرومو، وممالك قونقا إلى الجنوب الشرقي، والممالك السودانية مثل دارفور، ومع مصر، والساحل العثماني على البحر الأحمر، سواكن بشكل رئيسي. مرت طرق التجارة إلى إثيوبيا من خلال بيقمايدر وفازوغلي، وكان يتم إغلاقها في أوقات الصراع فقط، حدث ذلك على سبيل المثال، في عام 1700 عندما توفي أحد مواطني سنار في إثيوبيا، على الرغم من الحماية غير الرسمية التي يتمتع بها التجار عادة في كلا البلدين. يشير بانكينترو( (PankIntro 320, cp. Foster 1949: 101,103,107 للعلاقات الودية مع إثيوبيا في 1698).
كانت العملة الرئيسية لسنار هي الذهب؛ وكانت العملات المستخدمة في سنار في القرن 17. كانت قطعة صغيرة من الحديد على شكل تي T، وعملات فضية صغيرة للإمبراطورية العثمانية، ووفقًا لـ بونسيه هنالك أيضاً دولارات فضية إسبانية. كانت سنار وإثيوبيا مرتبطتان بشكل دائم من خلال التحالفات الدبلوماسية. كان الملك عدلان الأول (ملك سنار) والذي حكم في الفترة 1606(-1611/12) قد أرسل خيولًا رائعة كهدية للحاكم الإثيوبي الجديد سيسانيوس والي رد بإرسال هدايا من الذهب إلى خليفته بادي الأول (حكم 1611 / 12–1616/17)،وفقًا لقواعد الدبلوماسية التقليدية.ومع ذلك بعد ذلك بوقت قصير هاجمت سنار تحت حكم رباط الأول (حكم 1616 / 17-1644/45) إثيوبيا، رداً على غارات العبيد في الأراضي المنخفضة غرب إثيوبيا حسب ادعاءات سنار. قام الفونج بغزو بيقمادر، ولكن تم صدهم من قبل سوسنيوس(1618-19).
كان أحد الحكام السابقين لسنار عبد القادر الثاني(1603/4-6) في حوالي تلك الفترة يعيش في المنفى في إثيوبيا بصفته حاكم) سِلقا) في دامبيا، وهي منطقة ومدينة لسوق ذات أهمية لتجارة إثيوبيا مع سنار في القرن السابع عشر. ازداد التنافس بين المملكتين، على سبيل المثال، على فازوغلي(التي كانت مشيخة شبه مستقلة، ولكنها خضعت لسنار في 1685)، وبني شنقول، والأراضي الحدودية الغربية الأخرى. في القرن الثامن عشر حقق بادي الرابع انتصارًا كبيرًا على القوات الإثيوبية التي قدِمت إلى سنار من قبل إياسو الثاني (1744). وكان آخر مك قوي لـسنار، وفقًا للسجل التاريخي للفونج، وعندما أطيح به بواسطة أتباعه عام 1762، مُنح البادي حق اللجوء في إثيوبيا وعُيّن حاكمًا إثيوبيًا لرأس الفيل على الحدود مع سنار(في إقليم كان ينتمي سابقًا إلى مملكة مازاقا الإسلامية.
هُزِمَ السلطان الأخير، بادي السابع من قبل مصر العثمانية في عام 1821. بالفعل في أواخر القرن الثامن عشر تحالفت سنار مع حاكم عثماني جنوب مصر من خلال الزواج، ثم أعقب ذلك ازدياد الوجود العثماني في سنار. لا تزال هناك في غرب إثيوبيا وإريتريا آثار لوجود سنار في الأسماء الإثنية والمفردات المحلية. على سبيل المثال، الاسم الإثني الذي يستخدمه سكان (قوبا) من القمز (وهي سلطنة قوبا السودانية السابقة) هو اسم فوناوي، بالإضافة إلى اسم قوباوي. تم العثور على ادعاءات بالانتساب للأصل الفونجي في المنطقة بأكملها من الرصيرص في السودان حتى فداسي في (والاقا)، والذي يعكس ارتباطات سابقة باعتبارها كانت تابعة ويعكس أيضاً تأثير سنار أكثر من ارتباطات نسب حقيقية. منح حكام سنار عنوان لقب(دِقلال) لزعيم البني عامر في إريتريا. ولا يزال هذا اللقب يُستخدم حتى اليوم. كان لقب المانجل الذي يعود إلى سنار(بمعنى الحاكم الإقليمي) قيد الاستخدام مؤخرًا في قوبا. في أواخر عام 1944 تم تتويج مك الفونج (المانجل) في فازوغلي. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يكون تصنيف سنار لسكانها استناداً على الألوان مثل (الأسود) و(الأحمر) قد أثر على الأسماء الإثنية في غرب إريتريا وإثيوبيا، حيث تنتشر هذه التصنيفات على نطاق واسع، مثل الحُمرة) أي الأحمر، الحُمران).

*انتهى*

mohabd505@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التی کانت فی القرن من خلال فی سنار سنار فی

إقرأ أيضاً:

أحمد مبارك: إثيوبيا رضخت للإرادة المصرية ولن تستفيد شيئا من اتفاقها مع الصومال

أكد الكاتب أحمد مبارك، أن مصر وقعت اتفاقية الدفاع المشترك، لعدة أسباب أهمها منع إثيوبيا من شراء ميناء بسيادة كاملة جنوب البحر الأحمر، وكذلك الحفاظ على وحدة الصومال، وسحب الاعتراف باستقلال أرض الصومال والاعتراف بالحكومة الشرعية فقط في مقديشو.

وقال مبارك، في منشور عبر حسابه على إكس: إن القاهرة أرادت أيضا من اتفاقية الدفاع المشترك سحب إثيوبيا قواتها من الصومال وتسليمها لمصر ضمن بعثة حفظ السلام، وأيضا وقف دعم أرض الصومال سياسيا وعسكريا.

وطرح سؤالا جاء فيه: ما الذي خرجت به قمة أنقرة بين الصومال وإثيوبيا غير ذلك؟ وأجاب قائلا:

- لا شيء سوى إعطاء إثيوبيا حق استخدام ميناء للأغراض التجارية فقط في جنوب الصومال، وليس في مدخل البحر الأحمر وفق القوانين الصومالية المنظمة لذلك وسيادتها عليه، وهو لا يضر مصر في شيء، بل ما يهمها الحفاظ علي وحدة الصومال ومنع إثيوبيا من الوصول لجنوب البحر الأحمر بميناء عسكري لها عليه سيادة مطلقة، ومنع تفجير القرن الإفريقي بحرب تجعله موطنا للإرهاب واحتمالات الانطلاق منه لحدود مصر.

-الحقيقة أن إثيوبيا رضخت للإرادة المصرية وبدون حفظ لماء الوجه، وفعلت ذلك بسبب دعم مصر لحكومة الصومال سياسيا وعسكريا مما قوى موقفها التفاوضي وجعلها مضطرة على الانسحاب والتراجع.

واختتم مبارك منشوره بالإشارة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيزور القاهرة الخميس المقبل، لإطلاع الرئيس السيسي على نتائج الاجتماعات والتباحث حول مستقبل سوريا وليبيا.

وزير الخارجية: مصر ليس لديها أي مشكلة مع دول حوض النيل باستثناء إثيوبيا

أبو الغيط: إثيوبيا استغلت ما حدث في مصر خلال 2011 للتصرف في نهر النيل كما يحلو لها

الأمين العام لجامعة الدول العربية: نهر النيل ليس ملكا لـ إثيوبيا

أبو الغيط يفتح ملف القضايا الملتهبة بالمنطقة مع أحمد موسي.. سيناء وأمريكا وإثيوبيا

مقالات مشابهة

  • أحمد مبارك: إثيوبيا رضخت للإرادة المصرية ولن تستفيد شيئا من اتفاقها مع الصومال
  • قراءة في كتاب: "محافظة سراة عبيدة".. تاريخ وحضارة عادات وتقاليد
  • متحدث الدفاع المدني في غزة: المجازرُ التي ارتكبها الكيانُ الصهيونيُّ في غزةَ لم يحدُثْ مثلُها في القرن الـ 21
  • عقد إمتحانات الشهادة الثانوية.. رؤية من منظور الحد من مخاطر الكوارث
  • هزاع بن زايد: التواصل مع أبناء الوطن ترسيخ لقيم التلاحم التي يتحلى بها المجتمع الإماراتي
  • بلينكن: واشنطن كانت على اتصال مباشر مع المجموعة التي أطاحت بالأسد
  • ستراتفور: إثيوبيا والصومال تفتحان الباب لتسوية النزاع بينهما
  • مركز التبيان يُخرج 28 حافظاً وحافظة للقرآن الكريم بمدينة القضارف
  • بوم روم مدينتي تستضيف مؤتمر الترفيه والجذب السياحي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مينالاك
  • عودة (1200) أسرة الى ولاية سنار