سودانايل:
2025-03-07@02:20:49 GMT

تاريخ مدينتي القضارف وسنّار: (من منظور أثيوبي)

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

تاريخ مدينتي القضارف وسنّار: (من منظور أثيوبي)
تأليف: الدكتور ﻭﺍلــبـﺭﺕ ســمــيــت
ترجمة: د. محمد عبد الله الحسين

مقدمة:
فيما يلي مقال مختصر عن مدينتي القضارف وسنّار، مقتطفين من (موسوعة اثيوبيا) - (Encyclopaedia Aethiopica).يأتي نشر المقال لعرض بعض من تاريخ المدينتين من وجهة النظر الإثيوبية. ويوضح كذلك بعضاً من تاريخ العلاقات بين أثيوبيا والسودان.



مقدمة عن الكاتب:
قام بكتابة هذا المقال الدكتور ﻭﺍلــبـﺭﺕ ســمــيــت، وهو ألماني الجنسية والمكلف بالإشراف على تحرير الموسوعة الإثيوبية. يعمل الدكتور والبرت ســمــيــت منذ عام 2010 أستاذاً مشاركاً في مجال التاريخ الإثني في قسم التاريخ والدراسات الثقافية بكلية العلوم الاجتماعية واللغات بجامعة ميكلي بأديس ابابا، في أثيوبيا. ويعمل د. ﻭﺍلــبـﺭﺕ ســمــيــت منذ 2010 كأخصائي ميداني في مجال الأنثروبولوجيا التاريخية، متنقلاً بين اثيوبيا واريتريا وجيبوتي. يعمل المؤلف أيضاً كباحث مشارك في مركز(هيوب لودولف) للدراسات الإثيوبية، في معهد آسيا وأفريقيا، بجامعة هامبورغ بألمانيا. بالإضافة لما تقدم، يعمل المؤلف محرراً مساعداً في مشروع (موسوعة اثيوبيا) - ("Encyclopaedia Aethiopica) وقد تم نشر هذا المقال في هذه الموسوعة المكونة من خمسة مجلدات، والتي نُشِرَت في فايسبادِن، بألمانيا في الفترة من 2003-2014.

القضارف
القضارف هي اسم ولاية إقليمية سودانية على الحدود الإثيوبية، ومدينة تقع جنوب غرب كسلا والتي كانت تنتمي في وقت من الاوقات إلى ولاية كسلا (التاكا). كانت القضارف في الأصل (والتي هي عاصمة ولاية القضارف منذ عام 1994)، محطةً متنقلة وسوقًا، كان يسمى سوق "أبو سِن". وكانت تُستخدم بشكل أساسي من قِبل مجموعات بدوية، مثل رعاة الإبل، الشكرية، الذين سادوا القضارف. بالإضافة للحمران، والبشاريين، وغيرهم من مجموعات البجة والعرب الآخرين مثل النوبيين العرب، والجعليين. كانت شياخة شكرية القضارف في القرن الثامن عشر تتبع لملك سنار، كما أفاد جيمس بروس.
أصبحت القضارف خلال القرن التاسع عشر عند تأسيس الإدارة العثمانية المصرية في كسلا، حاميةً تحرس حدود أثيوبيا الشمالية الغربية (ولاية ويلقايت)، كما كانت مركز للإدارة. في فترة ثمانينات القرن التاسع عشر(1880) توسّع المهديون تقريبا في كل أنحاء السودان، وفي المنخفضات الإيريترية. كما استخدموا القضارف كمركز ينطلقون منه للإغارة على الأراضي المنخفضة من قفطة والحمرة في غرب ويلقايت، وتوسعوا كذلك إلى الجنوب. تتصل القضارف بطريقٍ مع الحمرة وغوندار، والمتمة(القلابات) والخرطوم، وبها محطة للسكك الحديدية. وتشمل ولاية القضارف الاقليمية مدينة القضارف والفاو والقلابات والفشقة.
على غرار منطقة الحمرة المجاورة، فإن المنطقة خصبة للغاية، وتأتيها أمطارُ كافية، ولكنها موبوءة بالملاريا. والمنطقة هي في الأصل منطقة رعوية بشكل أساسي، في منطقة الأراضي الحدودية السودانية، ولكنها تحولت الآن إلى منطقة تغلب عليها الزراعة، لإنتاج السمسم والذرة الرفيعة، وعباد الشمس، والقطن وغيرها من الحبوب، وجاء التحول خاصة عقب إدخال الزراعة الآلية على نطاق واسع خلال خمسينيات القرن العشرين. وقد اجتذب هذا التحول الهجرات من جميع أنحاء السودان (مثل الفور من دارفور، والدينكا، والنوبة، والمجموعات المتحدثة بالعربية، وحتى الهوسا، والفلاتة. إلخ).
يوجد لدى كل من إثيوبيا وإريتريا علاقات تجارية تقليدية وثيقة مع الحمرة، وكان السودانيين من القضارف، يستقرون هناك أيضا، والعكس كذلك. يبلغ عدد سكان مدينة القضارف اليوم حوالي 350,000 نسمة (2008)، وقد تضاعف العدد لأكثر من خمس أضعاف خلال جيل واحد. يشمل الجزء الشمالي من ولاية القضارف مناطق زراعية تُروى من القاش وستيت.
مصادر المقال:
* كتاب صمويل وايت بيكر(،روافد نيل الحبشة والصائدون بالسيف من عرب الحُمران، لندن،1867.
*بيتر م. هولت الدولة المهدية في السودان(1881-1898)، اوكسفورد، 1958.
*مارتن دبليو دالي، تاريخ السودان، بولدر كو 1979، اندروا بول، تاريخ قبائل بجا السودان، كيمبردج 1954.
سنار
كانت سنار تُعرف في بعض الأوقات بالفونج(المترجم: الملاحظ في المقال أن الكاتب يتحدث عن سنار السلطنة) والتي كانت مملكة سودانية على الحدود الغربية والشمالية الغربية لإثيوبيا، والتي كانت تمتد كذلك حتى فيما يعرف اليوم بإريتريا. وكانت للإمبراطورية المسيحية الإثيوبية علاقات مختلفة معها، من خلال التجارة والتحالفات السياسية والنزاع العسكري. في بعض الأحيان، ادعت إثيوبيا السيادة على سنار، دون ممارسة أي سيطرة دائمة.
تقع سنار شمال شرق السودان، تقريبًا في أراضي ولايات علوة النوبية البائدة التي كانت عاصمتها سوبا (التي ضماها الفونج عام 1504 بعد وقت قصير من غزوها من قِبل عبد الله جماع في حوالي 1500)، وتقع جزئيًا كذلك في دولة المقرة التي عاصمتها دنقلا (سنار النوبة، المجلد رقم5 AE). في القرن السابع عشر مُنِحت دنقلا وضع الولاية المستقلة لأحفاد حكام علوة، والعبدلاب، من أجل دمجها في سنار.
غطت منطقة سنار منطقة واسعة من شمال وادي النيل، وعلى كامل منطقة الجزيرة حتى جنوب كردفان (في القرن السادس عشر)، وحتى الحدود الشمالية المتاخمة للأراضي المصرية العثمانية.
كانت منطقة جنوب سنار في نزاع مستمر مع الشلك والدينكا، وكانت مملكة تقلي في جبال النوبة تابعة لها. في فترة غوندارين / Gondärine، كانت الأراضي المنخفضة غرب باغميدر Bägemdér موضع نزاع بين سنار، وإثيوبيا (المترجم: هل أصبحت تابعة لاثيوبيا؟؟).
في أواخر القرن السادس عشر، توسعت سنار في قرب مقاطعة هابش Habeš العثمانية الضعيفة في شمال غرب إريتريا. تم تنظيم سنار ككونفدرالية من ولايات شبه مستقلة، والتي حمل حكامها لقب المانجل، أو المك.
تم تسمية سنار) المقصود هنا سلطنة سنار: المترجم) على اسم عاصمتها، التي كانت تقع على النيل الأزرق (وهي سنار التقاطع اليوم)، حتى لا يتم الخلط بينها وبين المدينة الجديدة، سنار المدينة التي تقع على بعد 5 كم إلى الجنوب الشرقي.
كان الفونج، وهو مصطلح عِرقي سياسي أكثر من كونه اسم عِرقي خالص، وهم من السكان المستقرين، الذين تحولوا بالفعل من دين مسيحي متآلف (متوافق مع عناصر من التقاليد المحلية) إلى الإسلام في أوائل القرن السادس عشر. اشتملت سنار على العديد من المجموعات العرقية في المناطق المتاخمة لإثيوبيا، كانت من بين هذه المجموعات المتناثرة مجموعة القمز (الذين غالبًا ما كانوا ضحايا لغارات العبيد(العبودية)، البرتا وحكامهم من مشايخ الوطاويط. كان العديد من السكان الذين كانوا يعتمدون على سنار هم من البدو، مثل التيقري والبني عامر المتحدثين بالبجاوية في السهول الشمالية لإريتريا اليوم.
كانت اللغة العربية هي السائدة في سنار. استندت قوة ملوك سنار على السيطرة على طرق التجارة. ربطت التجارة سنار مع إثيوبيا المسيحية، والأرومو، وممالك قونقا إلى الجنوب الشرقي، والممالك السودانية مثل دارفور، ومع مصر، والساحل العثماني على البحر الأحمر، سواكن بشكل رئيسي. مرت طرق التجارة إلى إثيوبيا من خلال بيقمايدر وفازوغلي، وكان يتم إغلاقها في أوقات الصراع فقط، حدث ذلك على سبيل المثال، في عام 1700 عندما توفي أحد مواطني سنار في إثيوبيا، على الرغم من الحماية غير الرسمية التي يتمتع بها التجار عادة في كلا البلدين. يشير بانكينترو( (PankIntro 320, cp. Foster 1949: 101,103,107 للعلاقات الودية مع إثيوبيا في 1698).
كانت العملة الرئيسية لسنار هي الذهب؛ وكانت العملات المستخدمة في سنار في القرن 17. كانت قطعة صغيرة من الحديد على شكل تي T، وعملات فضية صغيرة للإمبراطورية العثمانية، ووفقًا لـ بونسيه هنالك أيضاً دولارات فضية إسبانية. كانت سنار وإثيوبيا مرتبطتان بشكل دائم من خلال التحالفات الدبلوماسية. كان الملك عدلان الأول (ملك سنار) والذي حكم في الفترة 1606(-1611/12) قد أرسل خيولًا رائعة كهدية للحاكم الإثيوبي الجديد سيسانيوس والي رد بإرسال هدايا من الذهب إلى خليفته بادي الأول (حكم 1611 / 12–1616/17)،وفقًا لقواعد الدبلوماسية التقليدية.ومع ذلك بعد ذلك بوقت قصير هاجمت سنار تحت حكم رباط الأول (حكم 1616 / 17-1644/45) إثيوبيا، رداً على غارات العبيد في الأراضي المنخفضة غرب إثيوبيا حسب ادعاءات سنار. قام الفونج بغزو بيقمادر، ولكن تم صدهم من قبل سوسنيوس(1618-19).
كان أحد الحكام السابقين لسنار عبد القادر الثاني(1603/4-6) في حوالي تلك الفترة يعيش في المنفى في إثيوبيا بصفته حاكم) سِلقا) في دامبيا، وهي منطقة ومدينة لسوق ذات أهمية لتجارة إثيوبيا مع سنار في القرن السابع عشر. ازداد التنافس بين المملكتين، على سبيل المثال، على فازوغلي(التي كانت مشيخة شبه مستقلة، ولكنها خضعت لسنار في 1685)، وبني شنقول، والأراضي الحدودية الغربية الأخرى. في القرن الثامن عشر حقق بادي الرابع انتصارًا كبيرًا على القوات الإثيوبية التي قدِمت إلى سنار من قبل إياسو الثاني (1744). وكان آخر مك قوي لـسنار، وفقًا للسجل التاريخي للفونج، وعندما أطيح به بواسطة أتباعه عام 1762، مُنح البادي حق اللجوء في إثيوبيا وعُيّن حاكمًا إثيوبيًا لرأس الفيل على الحدود مع سنار(في إقليم كان ينتمي سابقًا إلى مملكة مازاقا الإسلامية.
هُزِمَ السلطان الأخير، بادي السابع من قبل مصر العثمانية في عام 1821. بالفعل في أواخر القرن الثامن عشر تحالفت سنار مع حاكم عثماني جنوب مصر من خلال الزواج، ثم أعقب ذلك ازدياد الوجود العثماني في سنار. لا تزال هناك في غرب إثيوبيا وإريتريا آثار لوجود سنار في الأسماء الإثنية والمفردات المحلية. على سبيل المثال، الاسم الإثني الذي يستخدمه سكان (قوبا) من القمز (وهي سلطنة قوبا السودانية السابقة) هو اسم فوناوي، بالإضافة إلى اسم قوباوي. تم العثور على ادعاءات بالانتساب للأصل الفونجي في المنطقة بأكملها من الرصيرص في السودان حتى فداسي في (والاقا)، والذي يعكس ارتباطات سابقة باعتبارها كانت تابعة ويعكس أيضاً تأثير سنار أكثر من ارتباطات نسب حقيقية. منح حكام سنار عنوان لقب(دِقلال) لزعيم البني عامر في إريتريا. ولا يزال هذا اللقب يُستخدم حتى اليوم. كان لقب المانجل الذي يعود إلى سنار(بمعنى الحاكم الإقليمي) قيد الاستخدام مؤخرًا في قوبا. في أواخر عام 1944 تم تتويج مك الفونج (المانجل) في فازوغلي. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يكون تصنيف سنار لسكانها استناداً على الألوان مثل (الأسود) و(الأحمر) قد أثر على الأسماء الإثنية في غرب إريتريا وإثيوبيا، حيث تنتشر هذه التصنيفات على نطاق واسع، مثل الحُمرة) أي الأحمر، الحُمران).

*انتهى*

mohabd505@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التی کانت فی القرن من خلال فی سنار سنار فی

إقرأ أيضاً:

ما الذي يميز شهر رمضان لدى مسلمي إثيوبيا؟

يتخذ الاحتفاء بشهر رمضان لدى مسلمي إثيوبيا عدة مظاهر ترتبط بالتنوع العرقي الكبير الموجود في البلاد، وأيضا بما حققه المسلمون في السنوات الأخيرة من مكاسب جعلتهم يقيمون الإفطارات الجماعية في الشوارع والميادين بالمدن بعد سنوات من التضييق والتهميش، غير أن لرمضان ميزة خاصة في الأرياف ترتبط بمجالس ومعتكفات الذكر وقراءة وحفظ القرآن الكريم والاستماع للدروس الدينية.

ويقول الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا الشيخ حامد موسى إن مسلمي البلاد يحترمون الشهر الفضيل أشد الاحترام، ويضيف في تصريح للجزيرة نت أن بعض المناطق لديها برنامج إفطار ملزم لكل فرد، إذ يتوجب على كل واحد أن يذبح من رؤوس الماشية ويطعم مسكينا، كما تنظم إفطارات جماعية على مستوى القرى، وعلى مستوى الأقارب والمعارف.

وأما كبار العلماء الذين يدرسون الفقه والحديث في القرى فإنهم يعتزلون الناس في رمضان، وينقطعون للعبادة والذكر وقراءة القرآن والدعاء وصلاة التراويح والتهجد وفق ما أفاد به الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والذي أصبح منذ عام 2022 معترف به رسميا بصفته مؤسسة مستقلة عن الحكومة، وتمثل مسلمي إثيوبيا في الداخل والخارج.

الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: كبار علماء إثيوبيا ينقطعون للعبادة والذكر (الجزيرة نت)

ويضيف الشيخ حامد أن خصوصية الشهر الفضيل تؤثر على الجو العام في البلاد، وهذا يشمل المسلمين والنصارى على حد سواء، فحركة التجارة وتنقل الناس في الشوارع تقل بشكل ملحوظ خلال رمضان وذلك لأنه شهر عبادة.

وعلى مستوى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، يقول أمينه العام إنهم سيقيمون خلال هذا الشهر الفضيل مسابقة وطنية كبرى لحفظ كتاب الله في جميع الأقاليم لأول مرة في تاريخ المجلس، وستمنح في ختام المسابقة جوائز قيمة للفائزين، ويضيف أن المشرفين على المجلس ينفذون خلال هذا الشهر المعظم برامج للدعوة وأخرى للتوعية وثالثة لإفطار الصائم، فضلا عن محاضرات وندوات دينية.

ورغم أن الإسلام جامع لكل فئات المسلمين في إثيوبيا، فإن ثقافة كل قومية من القوميات الـ11 في إثيوبيا تؤثر على بعض الممارسات الدينية والتقاليد والعادات في شهر رمضان، كما يقول الكاتب الإثيوبي أنور إبراهيم في تصريح للجزيرة نت، إذ لكل منطقة من المناطق أسلوب معين للإفطار من ناحية المأكولات والمشروبات.

إفطار جماعي وسط أديس أبابا في رمضان الماضي كان الأكبر في تاريخ البلاد (التلفزيون الإثيوبي) إلقاء المنظومة في المساجد

ويضيف الكاتب أن ثمة شيئا يميز رمضان في إثيوبيا، يطلق عليه "إلقاء المنظومة" وهو شعر وأناشيد في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، وتسمى المنظومة لأنها خليط بين العربية واللغات المحلية مثل الأمهرية والأورومية والتيغرانية، وليس في إلقاء هذه المنظومة أي موسيقى وإنما التصفيق ودق الطبول في بعض المناطق.

إعلان

ويوضح المتحدث نفسه أن علماء الدين والشيوخ يؤلفون المنظومة، والتي تؤدى داخل المساجد بعد الصلوات خصوصا التراويح، وأيضا خلال المناسبات الدينية، وفي الخلاوي وهي مراكز تدريس القرآن في القرى وتسمى "درست" (باللغة المحلية) أو المدارس الدينية أو منابر التعليم.

وهناك بعض المناطق توجد فيها مظاهر للاحتفاء بشهر رمضان بشكل أكبر مقارنة بأخرى، ومن أكثرها تميزا المنطقة التي يوجد فيها مسجد الملك النجاشي في إقليم تيغراي شمالي البلاد، حيث يتم تزيين المساجد قبل دخول رمضان، وتوضع إضاءات جميلة حول المساجد.

ويضيف الكاتب أنه في عدد من مناطق المسلمين يذهب الناس للمساجد لصلاة المغرب، ثم يعودون لتناول الإفطار، ولكن في القرى حيث كثرة المساجد يأخذ الناس معهم إفطارهم لتناوله داخل بيوت الله.

التنافس في الإفطارات الجماعية

في السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة جديدة خلال شهر رمضان في المدن، وهي تنافس المسلمين في إقامة إفطارات جماعية بالشوارع العامة، ففي السابق -يوضح المتحدث نفسه- كانت هذه الإفطارات تقام في بعض أحياء المدن فقط، ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية كانت تقام في أديس أبابا إفطارات جماعية ضخمة، حيث تمثل بعض الشوارع الرئيسية بآلاف الصائمين، كما يحدث في ساحة مسكل (ساحة الثورة) في قلب العاصمة، حيث تغلق السلطات المحلية الطرق المجاورة للساحة لتسهيل إقامة الإفطار الجماعي والذي أشرف عليه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتعاون مع جمعيات خيرية محلية.

وقد شارك في الإفطار السنوي الكبير في أديس أبابا -رمضان الماضي- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ إبراهيم توفا، وعدد من المشايخ والعلماء وممثلي البعثات الدبلوماسية بأديس أبابا.

ويقول الكاتب الإثيوبي إن هذه الإفطارات الجماعية الكبيرة تتكرر في قرابة 10 مدن حيث تتنافس فيما بينها، وعقب انتهاء هذه الإفطارات تقام بعض الفعاليات التي تناسب الشهر الفضيل.

إعلان نفحات تشمل المسيحيين

ويحكي الكاتب للجزيرة نت إحدى قصص رمضان التي عاشها وتظهر التعايش والوئام بين المسلمين والمسيحيين، ففي شهر رمضان يبرز عدد من مظاهره، إذ يقول "كنت أعمل في أحد المكاتب في أديس أبابا رفقة زملاء مسلمين، وكنا نجلب وجبات الإفطار إلى المكتب بسبب ظروف العمل، فيتقاسم معنا طعام الإفطار زملاء لنا مسيحيون، وفي المرات التي تلت ذلك كان زملاؤنا المسيحيون يصرون على جلب طعام الإفطار لنا ويشاركوننا إياه، ويكون من نفس الطعام المعتاد في رمضان في البلاد مثل البلح والعصائر والحلويات وغير ذلك".

أحد المساجد في جنوب أديس أبابا وبجواره كنيسة وهو أمر يتكرر في أكثر من منطقة بالعاصمة الإثيوبية (الجزيرة نت)

ويعتبر الإسلام الديانة الثانية بعد المسيحية في إثيوبيا، وتشير بعض التقديرات إلى أن نسبة المسلمين لا تقل عن 34% من عدد السكان البالغ نحو 115 مليون نسمة، وإن كانت تقديرات أخرى تشير إلى أن عدد المسلمين أكثر بكثير.

رمضان الأرياف الإثيوبية

يفضل عدد من مسلمي إثيوبيا الذين يعيشون في الأرياف التفرغ خلال شهر رمضان للعبادة والذكر، ولا سيما في العشر الأواخر حيث تنتشر أماكن الاعتكاف سواء في بعض المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، ومن أشهر هذه المراكز مركز زابي مولا لتحفيظ القرآن في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، ويستقبل المركز الذي تأسس منذ عام 1910 الراغبين في حفظ القرآن من مختلف الأعمار طيلة العام، غير أنه يتحول خلال شهر رمضان إلى معتكف للعبادة والذكر.

وكان عضو هيئة علماء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية محمد حامد الدين البورني قال في إحدى حلقات برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" -الذي يبث في قناة الجزيرة- إن المناطق الريفية تجسد العمق الإسلامي في أرض الحبشة، حيث يقبل الناس هناك على الطاعات بشكل كبير خلال شهر رمضان.

إعلان

ومن مظاهر هذا الإقبال -يضيف البورني- امتلاء المساجد في الشهر الفضيل وخصوصا صلاتي التراويح والجمعة، وتقام في مساجد الأرياف ما يعرف بـ "نظام ترا" باللغة المحلية ومعناه قراءة القرآن بالتناوب، بحيث يتلو كل قارئ ثُمن القرآن، ثم يتبعه الذي يليه وهو ما يمكن من ختم القرآن مرتين في رمضان.

ويضيف العالم الإثيوبي أن أهل الأرياف من المسلمين يلتفون حول كبار المشايخ في رمضان من أجل سماع المواعظ والأحاديث، وأما في بعض المدن فتقام محاضرات دينية في الملاعب لكي تستوعب الأعداد الكبيرة من الحضور ويشارك فيها الدعاة والعلماء.

كما يسارع عدد كبير من التجار المسلمين في المدن -يضيف البورني- وأيضا المزارعون إلى إخراج زكاة أموالهم خلال شهر رمضان، وهذه ثقافة متجذرة منذ وقت بعيد، ولذلك يكون رمضان فرصة كبيرة جدا لسد حاجة الفقراء والمساكين.

مقالات مشابهة

  • أرتال لقوات الأمن العام في مدينة إعزاز شمال حلب تستعد للتوجه إلى منطقة جبلة وريفها، ضمن التعزيزات التي دفعت بها وزارة الداخلية
  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • إثيوبيا تبرم عقود تسليح جديدة وتتوسع في صناعة الذخائر
  • ما الذي يميز شهر رمضان لدى مسلمي إثيوبيا؟
  • كانت لافكاره مواقف ثورية .. كيف رأى لابلاس الكون بلا تدخل إلهي؟
  • توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين جامعة القضارف وجامعة قونيا للأغذية والزراعة التركية
  • هل ينهي انفتاح إثيوبيا على الصومال صراعات القرن الأفريقي أم يشعلها؟
  • الجيش يبسط سيطرته على منطقة حدودية مع جنوب السودان
  • سيدة سودانية تنجب 4 توأم 3 ذكور وأنثى بالمستشفى التأهيلي بولاية القضارف – صورة
  • وصمة عار في تاريخ الإنسانية.. السيسي: حرب غزة كانت لتفريغ القطاع من سكانه