سودانايل:
2024-09-13@13:12:50 GMT

حرب السودان و«مبادرة الفاشر» الإنسانية

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

د. الشفيع خضر سعيد

لن أضيف جديدا إذا قلت إن حرب الخامس عشر من أبريل/نيسان 2023، أفرزت كارثة مأساوية تعتبر، بكل المقاييس، من أكبر الكوارث الإنسانية في زمننا المعاصر. فيوميا يواجه الشعب السوداني خطر الموت بالرصاص، أو جوعا، أو نتيجة تفشي الأوبئة وانعدام الدواء، أو قهرا بسب الطرد من المسكن والإذلال وإهانة الكرامة.

ولعل هذا الخطر يتجسد بصورة صارخة في الوضع الكارثي الذي تعانية اليوم مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، والتي تحتضن أكثر من مليون ونصف المليون من السكان، يمثلون تنوعا قبليا يشمل قبائل ذات أصول أفريقية وعربية. وتضم المدينة 3 معسكرات للنازحين تأوي حوالي 800 ألف من الهاربين من جحيم المعارك المحتدمة في الإقليم دون توقف منذ العام 2003. وتعد مدينة الفاشر، ذات الموقع الاستراتيجي، آخر معقل في إقليم دارفور للقوات المسلحة السودانية وحلفائها من الحركات المسلحة، وهي تحت القصف المتواصل من قوات الدعم السريع التي فرضت عليها حصارا محكما منذ عدة شهور. وبسبب هذا الحصار، تواجه الفاشر كارثة إنسانية تزداد تفاقما على مدار الساعة، حيث يعاني مئات الآلاف من المدنيين سكان المدينة من عدم قدرتهم على الحصول على الحد الأدنى من الغذاء ومياه الشرب، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح ومعاناة مستمرة لا يمكن تحملها في ظل عدم وصول المساعدات الإنسانية الأساسية لأشهر طويلة نتيجة الحصار الذي أغلق كل الطرق المؤدية إلى الفاشر، مما يجعل الوصول إلى المدينة وضواحيها أمراً متعذراً.
ورغم النداءات المتكررة وقرارات مجلس الأمن الداعية إلى فك الحصار عن مدينة الفاشر، إلا أن كل هذه النداءات والقرارات ظلت ترتد على مطلقيها كرجع الصدى ودون أي فعل إيجابي ملموس لإنقاذ المدينة المتوقع اجتياحها من قبل قوات الدعم السريع في أي لحظة. وفي ظل هذا العجز البين تجاه التعامل مع حصار الفاشر، أطلق الأستاذ عبد الواحد محمد نور، رئيس حركة/جيش تحرير السودان مبادرة شعبية تهدف إلى إغاثة وحماية المدنيين واستعادة السلام والأمن في مدينة الفاشر وتيسير وصول المساعدات والإغاثة الإنسانية. وجاء محتوى المبادرة كالآتي:
1/ التعاون بين الأطراف: التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية، العسكرية والمدنية المشاركة في النزاع، والدعوة إلى إجراءات فوريّة وحاسمة لتحسين الأوضاع الإنسانية للمدنيين في الفاشر والمناطق المحيطة بها والعمل علي انهاء معاناتهم.
2/ إنسحاب القوات المتقاتلة: ٭ خروج جميع القوات المتقاتلة وحلفائها من المدينة والمناطق المحيطة بها وإنهاء كافة مظاهر الوجود المسلح. ٭ الاتفاق على جدول زمني محدد لسحب القوات المتحاربة من المدينة. ٭ تحديد الأماكن الجغرافية التي سيتم فيها التجميع المؤقت للقوات قبل سحبها النهائي. ٭ ضمان وجود مراقبين دوليين محايدين لمراقبة عمليات التجميع والانسحاب للقوات المتقاتلة.
3/ إدارة شؤون المدينة: النظر في تكوين مجلس محلي يضم ممثلين من جميع الأطراف المعنية في مجتمع الفاشر لإدارة شؤون المدينة وضمان توفير و تسيير الخدمات الضرورية للمواطنين.
4/ حماية وتأمين المدنيين: تشارك حركة جيش تحرير السودان في توفير الأمن في مدينة الفاشر وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
5/ تقديم المساعدات الإنسانية: دعوة المنظمات الإنسانية الوطنية والإقليمية والدولية لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمواطني الفاشر وضواحيها وأماكن نزوحهم خارجها.
6/ منطقة منزوعة السلاح: تهدف المبادرة إلى جعل الفاشر منطقة منزوعة السلاح وخالية من المسلحين لتصبح أحد المراكز الرئيسية لإدارة العمليات الإنسانية والإغاثة إلى بقية أنحاء السودان.
7/ التعاون المجتمعي: تدعو المبادرة إلى تعزيز التعاون المجتمعي والتنسيق مع المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية بالعمل الإنساني وحقوق الإنسان.
8/ الإطار القانوني للمبادرة: قرارات مجلس الأمن الدولي 2139 (2014) و2258 (2015) التي تؤكد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية، مستلهمين تجربة شريان الحياة خلال فترة الديمقراطية 1986 1989م
وفور الإعلان في وسائل التواصل الاجتماعي عن المبادرة، التفت حولها مجموعات من القيادات السياسية والقيادات المجتمعية ومجموعات من الأكاديميين والمهنيين…الخ، بالإضافة إلىى المواطنين العاديين، وأدير نقاش واسع حولها، توج بانتظام حملة واسعة لجمع التوقيعات المؤيدة للمبادرة، وبإصدار نداء تضمن تفاصيل المبادرة المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى ديباجة تقول « إدراكاً منا لتدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، ولرفع المعاناة عن المواطنين الناجمة عن القتال والحصار المفروض على كاهل شعبنا في السودان عامة والفاشر خاصة، و لمواجهة المتطلبات التي يفرضها الوضع الإنساني المتدهور الذي يمر به المدنيون من فقدان الأمن الإنساني والنقص الحاد في الطعام والدواء، فإننا، نحن الموقعين أدناه على مبادرة نداء الفاشر، نطالب أطراف النزاع كافة، القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والمتحالفين معهما، الالتزام الصارم بضمان احترام مبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان الذي ينطبق على هذا النزاع المسلح، وعلى وجه الخصوص البروتوكول الإضافي الثاني لسنة 1977م، الملحق باتفاقيات جنيف الأربع لسنة 1949م، والتي تلزم جميع الأطراف الوفاء بما ورد فيها، وضرورة تيسير العمل الإنساني لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة والضرورية للمدنيين في مدينة الفاشر بوصفها استحقاقا إنسانيا وقانونيا عاجلا، تدعمه الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، ويُلزم الأمم المتحدة وفق ميثاقها بضمان حماية المدنيين في نطاق النزاعات المسلحة. نحن الموقعين على مبادرة نداء الفاشر، نؤكد أن هدفنا الأساسي والوحيد هو تخفيف المعاناة الإنسانية على المدنيين وحماية حياتهم وصون كرامة كل الأشخاص غير المقاتلين والمحايدين أو الذين كفوا عن القتال». وأكد الموقعون على المبادرة أنهم يضعونها أولاً بين يدي المجتمع المحلي في مدينة الفاشر للبحث في أفضل السبل لتنفيذها، كما يطالبون الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، الاتحاد الأفريقي، الجامعة العربية، الاتحاد الأوروبي، بالاضافة إلى دول جوار السودان، بالتحرك العاجل والفوري لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة في الفاشر.

نقلا عن القدس العربي  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة فی مدینة الفاشر وصول المساعدات

إقرأ أيضاً:

شبكة أطباء السودان تعلن مقتل «4» مدنيين بأمدرمان وتجدد الإشتباكات في الفاشر

شبكة أطباء السودان حذرت من تداعيات القصف المتواصل على المدنيين، خاصة الذين لجأوا إلى أم درمان هرباً من النزاع، فيما أعلنت القوات المسلحة، مع القوة المشتركة والمقاومة الشعبية تحقيق انتصار جديد في الفاشر.

الخرطوم: التغيير

قالت شبكة أطباء السودان – جسم تطوعي – إن 4 أشخاص، بينهم طفلان قُتلوا، واُصيب 8 آخرين، جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على منطقة الشهيناب في ريف أم درمان الخميس.

وأدانت الشبكة في بيان لها، الهجوم العشوائي، مؤكدة أن القصف الذي يستهدف المدنيين في الريف الشمالي لأم درمان يفاقم الأزمة الإنسانية.

وحذرت الشبكة من تداعيات القصف المتواصل على المدنيين، خاصة الذين لجأوا إلى أم درمان هرباً من النزاع، داعية إلى احترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين.

كما ناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية بالتدخل لوقف استهداف المدنيين.

وتسببت المعارك العنيفة في تهجير أعداد كبيرة من السكان المدنيين، فيما أصبحت المناطق المحيطة بأم درمان ساحة للقتال المتواصل.

وتعرض المدنيون مراراً لهجمات مباشرة، بما في ذلك قصف عشوائي، مما أدى إلى وقوع ضحايا وزيادة الاحتياجات الإنسانية.

وفي سياق آخر، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، تجددت الاشتباكات والقصف المدفعي عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع في المحور الجنوبي الشرقي للمدينة.

وأعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني في تصريح صحافي الخميس، أن القوات المسلحة، مع القوة المشتركة والمقاومة الشعبية في الفاشر، حققوا اليوم انتصارًا جديدًا.

حيث تمكنوا القوات من دحر هجوم كبير شنته الدعم السريع على المدينة، مُسجلةً خسائر فادحة في صفوف المهاجمين والمركبات يجري العمل على حصرها.

فيما أعلنت مصادر مقربة من قوات الدعم السريع، مقتل القائد الميداني البارز “عبدالرحمن قرن شطة” خلال معارك الفاشر.

ونعى عدد من عناصر الدعم السريع أبرزهم عمر جبريل، والجوفاني، عبر حساباتهم على منصات التواصل “قرن شطة” الذي يعد أحد أبرز القيادات الشابة في صفوف الدعم السريع.

ويشهد السودان حرباً طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل 2023، خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، ووضعاً إنسانياً قاسياً حيث تنعدم أبسط مقومات الحياة.

الوسومآثار الحرب في السودان أمدرمان الفاشر القصف العشوائي انتهاكات الدعم السريع حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • "أطباء بلا حدود": الوضع الإنساني في غزة كارثي
  • شبكة أطباء السودان تعلن مقتل «4» مدنيين بأمدرمان وتجدد الإشتباكات في الفاشر
  • أمريكا تعزز المساعدات الإنسانية لجنوب السودان
  • الأمم المتحدة تدعو إلى حماية المدنيين بمن فيهم عمال الإغاثة وإلى تيسير الوصول الإنساني في غزة
  • جوتيريش: هناك انتهاكات للقانون الإنساني في غزة وغياب تام لحماية المدنيين
  • الهلال الأحمر ينفذ مبادرة السعادة في العمل الإنساني
  • رئيس ألمانيا: مصر تقوم بدور محوري فى إيصال المساعدات الإنسانية لغزة
  • المملكة تؤكد دعمها الثابت للسودان وتدعو لحماية المدنيين
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • الأمم المتحدة: إنهيار جسر «موروني» إعاق توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق بدارفور