سودانايل:
2024-11-23@05:13:02 GMT

الحردلو (19) رجال التاكا بي جاهُن قواسيك هانت..!

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

على العكس من مسدار النجوم للشاعر البدوي (ود شوراني) الذي يتتبع حركة النجوم وتغيرات الفصول المناخية فإن (مسدار رفاعة للشاعر أحمد عوض الكريم يأتي مثالاً للمسدار "في المكان" (terrestrial) حيث يصف رحلته على الأرض مكرّساً وجهته نحو ديار ومواضع المحظيات..!!
يتكوّن المسدار من عدة مشاهد وفصول تصف مراحل الرحلة عبر سهول البطانة.

.وأيضاً ما يقوم به الشاعر من أفعال، وما يعتريه من شعور، وما يصدر منه من تعبيرات وسرديات - حيث إنه بمثابة الرواي - وكذلك تصوير أحوال رفيق رحلته الجمل الذي يحمل اسم (البليب) والذي يتردد الحديث عنه ومعه خلال المسدار بأهمية وبتقدير ملحوظ لدوره في الرحلة..ووصف جريه وخببه بل ومحاورته..! والبليب من حمام البر..في إشارة إلى سرعة الجمل التي تماثل الطيران..!
**
تبدأ الرحلة من (رفاعة -الربّه) المركز الحضري الرئيسي للبطانة، وربما تعني (الربّه) الوعاء الذي تنصهر فيه المتفرقات أو المكان الذي يستوعب ويستضيف خليطاً متنوعاً من الناس بمختلف خلفياتهم الاثنية..!
(الشباب الربّة)..!
رفاعه الربّه قافاها (البليب) طربان
وناطح المنّو ميثاق قلبي مو خربان
فوسيب السواقي البي اللدوب شربان
بعيده بلادو فوق..في باديه العربان
الشاعر مخاطباً جمله يناجي ويناشد ويدعو (رجال التاكا) في إشارة لخلفاء المراغنة في كسلا؛
رجال التاكا بي جاهُن قواسيك هانت
مسك فجاً عميق والبيدا ليك إدّانت
علي الفي جيدا متبور البراتي مبانت
المخلوفه ضجّت من دويكا وعانت
**
حفيرات السنط جيتن تعوم بي التنيه
ناطح الشمعدانه عديله مي منحنيه
درعات العفا الكبد العسين منتنيه
مي لافخاك با "تيس قنّه" بيك معتنيه
**
إيدين "أب تبوب" شقيت وعَرهِن خاتر
جيت لي "أم عود" تجمّع في النقع ماك فاتر
الحافظ حضورك ولي غيابك ساتر
اسرع واغلو يا الجمّام قفاك متماتر
**
ظهرت شجيرات (الكِتِر)على المدى بالقرب من الحفير. تجاوزها جمله بسرعة خاطفة وكأن أقدامه (مكنة خياطة) تنسج الخطو بالخطو..أو كأنه يربط شجيرات الكِتِر بخيوط وهمية..!! وهو يدعوه بأن لا يخشي السوط إذا (حرّك عجلاته) وضاعف سرعته نحو المحبوبة التي يكني عنها بالغزالة الفتية صغيرة السن لينة الأعطاف..!
كتيراتاً ببينن عِن حفير النُّص
جاهِن كفّو زي مكن الخياطه يرُص
علي المرناع بريريب الأرايل الحُص
عَجَلك ترّو..عينك في الشقيق لا تبُص
ويرد عليه جمله بأنه غير مبالٍ بالسياط على ظهره ويقول للشاعر: ألا تراني في كل مرّة كيف اختصر الطريق وكيف أسرع وأختزل المسافات بعد أن استشعرت قرب ديار محبوبتك..؟!
قال لي الشقيق ما بلقى فيّا ضريبه
ماك شايفني كل مرّات بجيب لي غريبه؟
الخلّاني (إيد الضالمه) اقوم جاريبا
شايف هجمة أم خدّاد بقتلي قرببه
بعد الشعور بقرب ديار الحبيبة ونهاية الرحلة لانت لهجة الحوار بينه وبين جمله:
بعد يا القمري ما وخّرتَ (إيد أم ودعه)
برِّد قِرْبت السمحه أم رقبتاً فدعه
الخلت عيوني اللجّه خاتيه الخدعه
بين ثديينا واردافينا رُقاً بِدعه
هذا في وصف (الخصر الدقيق الرقيق)..!
A narrow straight running between
Her imposing bosom and ample thighs
**
كِتيرات الزريبه الخاتمات النادي
أبرُك عندهن لا تقول سلام يا عادي
السِلحاتو قاطعه القَلبْ وفارمه اكبادي
داك أياهو في (غردون هوتيل) لي غادي..!
**
ومع ان مسدار "ود شوراني" يتناول ذات موضوع و(تيمة) مسدار أبو سن؛ إلا أن مسدار ”ود شوراني" أوضح نبرة في التعبير عن انفعاله وعواطفه مع حركة النجوم وتغيّر أحوال الفصول ..فهو يصوّر رحلة باطنية استرجاعية على امتداد العام، عامرة بالحوار والتصوير الرمزي.
وبينما لا يذكر ود شوراني الجمل..تحتل "مطية الرحلة" مكانة بارزة عند أبو سن..وعلى كلٍ فالشاعران يترسّمان خُطا الحردلو من عدة أوجه؛ خاصة استخدام الصور المجازية والتشبيه والاستعارات والحبكة الدرامية...فالحردلو هو (عمود الطوالي) للشعر البدوي و(شاسيه الحمولة الميكانيكية) و(الميزان القبّاني) و(ميزان المويه)..أو هو بمثابة الـ (scale indicator)..والله أعلم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بطلة "عزيزتي مالوتي" للوفد: الفيلم يجسد الرحلة بين الألم والصمود..دراما إنسانية تهز القلوب

استطاع فيلم "عزيزتي مالوتي" والذي عُرض ضمن فعاليات مه القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45، أن يفتح نافذة على معاناة النساء المهمشات في المجتمعات التقليدية، عبر قصة مأساوية ومؤثرة لامرأة تُدعى "مالوتي"، وهي ربة منزل هندوسية تعيش في دكا، بنغلاديش، وتواجه سلسلة من الأزمات بعد فقدان زوجها في حريق مدمر.


 

بطلة عزيزتي مالوتي مع محررة ببوابة الوفد اندي عليرحلة مؤلمة لامرأة تكافح من أجل البقاء

منذ المشاهد الأولى للفيلم، تُظهر البطلة براعة استثنائية في تقمص شخصية "مالوتي"، التي تتعرض لضغوط اجتماعية واقتصادية هائلة بعد وفاة زوجها.


 

فيلم "عزيزتي مالوتي" يكشف معاناة النساء في مجتمعات تعصف بها التقاليد

ففي مجتمع لا يزال يعاني من التعقيدات البيروقراطية والتحيزات الثقافية، تواجه مالوتي أزمة مضاعفة، فكيف تثبت وفاة زوجها الذي أحرقت جثته بناءً على طقوس ديانتها، وسط غياب أي دليل مادي يسمح لها بالمطالبة بتعويض مالي من الدولة.


 

من قلب المعاناة إلى الأمل.. "عزيزتي مالوتي" يروي قصة صمود امرأة هندوسية


وتقول بطلة الفيلم في تصريح خاص لـ بوابة الوفد الإلكترونية: "شخصية مالوتي تمثل صوت النساء اللواتي يعانين في صمت، وأثناء التحضير للدور، درست قصص نساء حقيقيات تعرضن لمواقف مماثلة، مما ساعدني على تقديم الشخصية بصدق ومصداقية، وكان من المهم لي أن أكون قريبة من تفاصيل حياتهن اليومية، وأن أنقل إحساسهن بالصراع والأمل في آنٍ واحد".


 

مشهد الولادة يكشف عن قسوة الحياة

تُبرز مشاهد الفيلم معاناة مالوتي بعد ولادة ابنتها في ظل نقص حاد في الرعاية الصحية، مما أدى إلى وفاتها نتيجة أزمة نقص الدم وعدم توافر المساعدة الطبية في الوقت المناسب. 

 

وتضيف بطلة الفيلم: "كان مشهد الولادة من أصعب المشاهد بالنسبة لي. حاولت أن أنقل للجمهور الألم الذي تعيشه المرأة في تلك اللحظات، خاصة عندما تجتمع قسوة الحياة مع الألم الجسدي".

 

 

فيلم عزيزتي مالوتيكيف تحوّل السينما معاناة النساء إلى رسالة تغيير اجتماعي؟

الفيلم تجسيداً لمزيج من الصراعات الاجتماعية والإنسانية، حيث يركز على التمييز الديني والطبقي، إلى جانب معاناة الأرامل في مواجهة بيروقراطية متعنتة. 
 

وترى البطلة أن الفيلم يحمل رسالة قوية للمجتمع قائلة: "هذا العمل ليس مجرد دراما، بل صرخة إنسانية تسلط الضوء على ضرورة تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية، كما يذكّرنا بأن الفن يمكن أن يكون أداة لتغيير النظرة المجتمعية وإثارة النقاش حول قضايا حقيقية".


 

"عزيزتي مالوتي" يعيد تقديم المرأة كمحور للقوة في وجه الأزمات


يُظهر الفيلم أيضاً كيف يمكن للأعمال السينمائية أن تكون بمثابة وسيلة قوية لإحداث التغيير الاجتماعي، فمع شخصية مالوتي، يُعيد الفيلم تقديم المرأة ليس كضحية فقط، بل كمحور للصمود في وجه الأزمات.


 

اختتمت البطلة حديثها مؤكدة أن هذا الدور أثر بشكل عميق على شخصيتها، حيث قالت: "أصبحت أكثر وعياً بالصعوبات التي تواجهها النساء في المجتمعات المهمشة، وأدركت أن تقديم أدوار كهذه يعزز دور السينما كمنصة للتوعية والتغيير".


فيلم "عزيزتي مالوتي" يُثبت مرة أخرى أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل نافذة تتيح للمشاهدين فهم عوالم مختلفة ومعاناة أشخاص لا تصل أصواتهم بسهولة إلى العالم.

مقالات مشابهة

  • هل تركب الطائرة للمرة الأولى؟ إليك نصائح الأطباء لرحلة آمنة
  • بطلة "عزيزتي مالوتي" للوفد: الفيلم يجسد الرحلة بين الألم والصمود..دراما إنسانية تهز القلوب
  • صلاة من أجل السلام في لبنان بذكرى الاستقلال في جامعة الروح القدس
  • رئيس الطائفة الإنجيلية ينعى الشيخ نعيم عاطف شيخ كنيسة قصر الدوبارة
  • صور نادرة التقطت لأول امرأة تقود سيارة حوّل العالم خلال مرورها بجدة قبل 100عام
  • ننشر الضوابط الفنية الخاصة بالمركبات السياحية والسائقين لـ"العمرة البرية" 2025
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: التخوفات أصبحت كبيرة بعد التعديلات على العقيدة النووية الروسية
  • في ذكرى تجليسه الـ12.. البابا تواضروس الثاني رائد العمل الرعوي في الكنيسة القبطية
  • آخر يوم في الرحلة.. watch it تروج للحلقات الأخيرة من مسلسل «6 شهور» لـ نور النبوي
  • صاروخ “ستارشيب” العملاق يفشل في العودة لمنصته