سودانايل:
2024-09-13@13:04:21 GMT

بعض الجوانب الإيجابية من الحرب السودانية

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

محمود عثمان رزق

08/25/2024

لكل إبتلاءٍ يبتلى به الإنسان في شخصه أو في مجتمعه جانبان، جانب سلبي وجانب إيجابي. وعندما أذن الله تعالى للمؤمنين المضطهدين بالقتال واساهم وبشّرهم ولفت نظرهم للإجابيات التي تصاحب الإبتلاء والتكليف فقال يخاطبهم بلطف: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة/ 216 .

فإذن هناك إيجابيات للحرب قد تتأخر ولا تراها العين لحظة الحرب، كما أن للحرب سلبيات لا تتخطاها العين لحظة وقوعها. وعليه نسأل، ما هي الإيجابيات التي جاءت بها حرب آل دقلو للسودانين؟ وللإجابة على هذا السؤال يمكنني أن أعد بعض الإيجابيات وهي للمثال لا الحصر وهي كالآتي:

فشل المخطط الدولي والإقليمي والمحلي الهجين الذي كان يستهدف السودان وأهله وسيادته وموارده. فهذا المشروع لن يعود أبداً بإذن الله تعالى.

تلاحم الشعب مع قواته المسلحة بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل، وسوف يؤدي هذا التلاحم لمزيد من التأييد والإحترام والإفتخار بالمؤسسات العسكرية والأمنية والشرطية وبالإنتماء لها. ولن يتجرأ أحد بعد أن تضع الحرب أوزارها أن يشتم أو يسيء أو يشيطن الجيش أبداً.

لقد إقتنع الكل بأهمية الإستنفار والتدريب وخاصة الشباب وهؤلاء سوف يتسابقون لمعسكرات التدريب من غير إكراه في المستقبل، وبالتالي لن تضطر الدولة لملاحقتهم لتجنيدهم وتدريبهم لأن الدافع الشخصي والأسري سوف يأتي بهم طوعاً وليس كرهاً.

لقد أكتسب الجيش السوداني تجربة عسكرية جديدة لم تتوفر لأي دولة أفريقية أو عربية. وهذه التجربة ستجعل الجيش السوداني في مقدمة الجيوش العربية والأفريقية من غير منافس.

لقد تأكد السودانيون من أن المجتمع الدولي لا يهتم بهم، ولا هم أولوية من أولوياته، وكل وعوده سراب في سرابٍ يحسبه الظمئآن ماء، وبالتالي لا يجب الجري وراءه ولا أن نعبأ به أصلاً.

لقد تأكدت كل الدول والجيوش الإقليمية والدولية أننا شعب "عكليتة"، إذا اشتبكنا مع عدو فلا حل له معنا إلا أن يخرج مهزوماً وكما نقول "يحلو الحلّ بلة". جيشنا عكليتة وغتيت، والمستنفرين عكاليت، وحتى المتمردين من بني جلدتنا عكاليت. يعني لو إجتمعنا على عدوٍ ضدنا جميعاً سنأكله حيّاً. ومن قبل هدد الرئيس حسني مبارك السودان وقال أن بامكانه أن يدخل السودان في سبعة أيام، فرد عليه الزبير محمد صالح رحمة الله عليه قائلاً: "يمكنك يا سيد الرئيس دخول السودان في سبع ساعات وليس سبعة أيام ولكن البطلعك شنو؟"

لقد علم الجيش والشعب معاً أن العدو يمكن أن يتخلى تماماً عن الأخلاق و المرؤة و قوانين الحرب و قواعد الاشتباك إذا تهدد وجوده وأحكم حصاره. فإذن لابد من الإحتياط لكل الأحوال وكل السلوكيات.

من ناحية التخطيط ظهرت عيوب التفكير المركزي والإدارة المركزية التي تجعل كل شيء في العاصمة وبعض المدن.

لقد تأكد للجميع أن عضم الإقتصاد السوداني عضم قوي وغليظ تحمل الحروب لأكتر من سبعين عاما وتحمل أعنف حرب في تاريخه!!

لقد علم الشعب السوداني مقدرات أولئك الذين يجيدون النقد والكلام الفصيح والتصريحات والمقابلات ولوم الآخرين، وفي الحقيقة والواقع ليس لديهم شيء يقدمونه للشعب سوى تعليق مشاكلهم بتكرار ممل على شماعات معلومة للجميع.

كثير من النازحين داخل البلاد توجهوا لأهلهم في القرى والأقاليم، وبعض هؤلاء النازحين وأولادهم لم يكن يعرف أهله، فكانت الحرب سبباً في صلة الأرحام واكتشاف الريف والقرى والاقاليم.

لقد علم الشعب السوداني أن النزوح داخل البلاد خير وأفضل وأقل كلفة من اللجوء للدول الآخرى.

أظهرت الحرب محاسن وعيوب الشعب السوداني، وسنعمل لتحسين الحسن وتثبيته، والتخلص من العيوب بعون الله تعالى.

تكونت للشعب مناعة ضد الإشاعات و"السواقة بالخلاء" والشماعات والإتهامات الباطلة والفصاحة التي لا تبني مزيرة.

لقد تأكد الشعب السوداني من خطورة الوجود الأجنبي غير المقنن. ومما لا شك فيه أبداً أنّ الشعب كله سيكون عيناً ساهرة تساعد الشرطة وقوات الأمن على ضبط الوجود الأجنبي متحررين من الشعور بالحرج الذي كان يسيطر عليهم من قبل. بل سيذهب السودانيون أبعد من ذلك ليعتبروا أن وجود الأجانب بصورة غير قانونية مهدد أمني والتبليغ عنهم فرض عين على كل شخص له علم بذلك.

من المتأكد أن السودان سيشهد إستقرار سياسي بمساعدة الشعب يقود لتحسنٍ ملحوظ وكبير في الإقتصاد السوداني.

لقد بدأت الدبلوماسية السودانية تقتحم المحافل الدولية بكل شجاعة وحكمة وشراسة وثقة بالنفس.

سوف يختفي الخطاب القبلي والعنصري للدرجة التي سيتحي فيها السوداني من أن يسأل أخاه عن قبيلته أو جنسه.

ستختفي كثير من الشماعات والإشاعات والإتهامات والحساسيات التي كانت تسخدم في إشعال الفتن بين الإثنيات والقبائل.

أهداف الشعب السوداني هو إقامة العدل، وتوفير الأمن والإستقرار، وتوفير العلاج والدواء والتعليم، وتوفير كل معينات الحياة الاساسية، وكذلك تفعيل الدستور والقانون. أما الوعاء أو الإطار السياسي الذي تتم فيه هذه الأهداف فليس بضرورة أن يكون تقليدياً، وليس هناك إطار أو وعاء سياسي منزل من السماء أو له قداسة، ويمكن دوماً إيجاد معادلة سياسية جديدة تجمع الجميع عساكر ومدنيين تحقق تلك الأهداف السامية بعيداً عن القوالب القديمة التي تلون الأشياء بلونين فقط، إما حكومة مدنية وإما حكومة عسكري. إن مجتمعنا وتاريخنا ومشاكلنا ومصالحنا ووجودنا الجغرافي يستوجب علينا العمل بنظرية "سفينة نوح" لنحمل فيها العسكريين والمدنيين معاً لفترة طويلة من الزمن من أجل الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي حتى ينضج المجتمع فيطور إطاراً جديداً ومعادلة جديدة يسير بها الى الأحسن ويرضى بها الجميع بعيداً عن التدخلات الخارجية فنحن لسنا عبيداً لأحد من البشر ولا نتبع ولا نقدس أحداً منهم.

هذه بعض الإيجابيات وهنالك الكثير الذي لا يحصى ولايعد والحمد لله على كل حال.

morizig@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

الحكومة السودانية راضية عن تمديد عقوبات دارفور والدعم السريع مستاء

أعرب دبلوماسي في وزارة الخارجية السودانية -اليوم الخميس- عن رضا حكومته عن قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد العقوبات المفروضة على إقليم دارفور غربي السودان لعام آخر، في حين استاءت قوات الدعم السريع من القرار، وسط تواصل القصف في مدينة الفاشر.

وقال المصدر الدبلوماسي بالخارجية السودانية -للجزيرة- إن الحكومة طوّقت محاولات توسيع قرار العقوبات ليشمل كل أنحاء السودان، وحصرت نطاقه في دارفور.

وأضاف أن الحكومة السودانية منعت إدخال أي لغة سياسية في القرار، فكان بمنزلة تمديد تقني للإجراءات المفروضة منذ عام 2005، وفق وصفه.

من جانبه، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الأربعاء، إن حماية المدنيين تتطلب دعما للقوات النظامية، موضحا أن عدم إعادة توازن القوى في دارفور لمصلحة الجيش سيؤثر سلبا على جهود الحكومة لحماية المدنيين.

وأشار الحارث إلى حصار قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمالي دارفور واستمرار تزويدها بالسلاح بواسطة ما سماها "الدولة الراعية" التي خرقت القرار رقم 1591 الخاص بحظر دخول الأسلحة إلى دارفور.

رفض للقرار

بالمقابل، وصف الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع قرار مجلس الأمن الدولي 2750 الخاص بتجديد حظر توريد الأسلحة إلى دارفور بأنه "مخيب لآمال الشعب السوداني الذي كان يتوقع إصدار قرار جديد لحظر توريد الأسلحة إلى كل أنحاء السودان وليس إلى دارفور وحدها".

وأضاف أن الحرب امتدت إلى جميع ولايات السودان، وكان الأصوب إصدار قرار بحظر الطيران الحربي في السودان "إذا كان الهدف فعلا هو حماية المدنيين"، بحسب تعبيره.

وينص القرار على تمديد العقوبات التي تشمل حظر الأسلحة على إقليم دارفور غربي البلاد، وحظر سفر بعض الشخصيات والمؤسسات، وتجميد الأصول حتى 12 سبتمبر/أيلول 2025.

آثار قصف سابق استهدف مرافق صحيفة في الفاشر (الجزيرة) قتلى بالفاشر

وميدانيا، قال مصدر عسكري مطلع في الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع قتلت بقصف بالمسيّرات 3 نساء في حي الطريفية بمدينة الفاشر.

وأضاف أن الجيش دمر 7 مسيّرات أطلقتها قوات الدعم السريع مستهدفة أماكن متفرقة من مدينة الفاشر.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب وتجنيب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي توسعت رقعته.

مقالات مشابهة

  • محادثات القاهرة: مصر وأميركا تتفقان على إنهاء الأزمة السودانية
  • حظك اليوم الجمعة| توقعات الأبراج الترابية.. ركز على الجوانب الإيجابية
  • الحكومة السودانية راضية عن تمديد عقوبات دارفور والدعم السريع مستاء
  • التكية … الخيار المفروض على الشعب السوداني لإستمرار الحرب
  • المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع
  • وزير خارجية السودان: نثق في دور مصر وحكمتها في التعامل مع الأزمة السودانية
  • الصحة السودانية تتسلم كواشف معملية ومستلزمات نقل دم من الهلال الأحمر القطري
  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش
  • برلماني: مصر تبذل جهودا كبيرة لإنهاء الأزمة السودانية ووقف الحرب في غزة
  • المبعوث الأميركي يرسل إشارات لإحياء المشاورات مع الجيش السوداني