فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

الوسآئط الإجتماعية:
و لقد لعبت الوسآئط الإجتماعية ، و ما زالت تلعب ، دوراً أساسياً و متعاظماً في الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان ، و قد إشتهرت و ذاعت فيها و من خلالها أفراد و تجمعات و منصات و قنوات فاقت في كثرتها الهم في القلب.

..
و قد تركزت ”الإسهامات“ الوسآئطية في:
- نقل الأخبار و التصريحات النارية و الخطابات الجماهيرية الحماسية المتضمنة رسآئل موجهة مباشرة أو مبطنة إلى المواطن البسيط و الرأي العام من قبل طرفي الحرب: اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة/مجلس سيادة و حكومة الأمر الواقع (الكيزان) و مليشيات الجَنجَوِيد المتمردة (الدعم السريع)
- بث و نشر أحاديث/تحريضات القيادات الكيزانية التي تعمل في الخفآء من داخل السودان أو تلك التي تعمل في العلن و عبر الحدود من دول اللجوء تُحَمِّسُ في طَار (دف) الحرب و ترفض الحل عن طريق الحوار و تدعو إلى الإستمرار في البَل!!!
- نشر أباطيل الأبواق المأجورة لمليشيات الجنجويد المتمردة عن تحرير الأراضي و تفكيك دولة ستة و خمسين (٥٦) و تأسيس الدولة الفيدرالية الجديدة!!!
- نشر تفاصيل الوقآئع الميدانية و الإنتصارات و الكيفية التي تم بها البَل و الجِغِم و التدوين و المَتِك و الفتك ، هذا إلى جانب نشر الصورة التي تبين و توثق: الإنتهاكات و الفظآئع و إذلال الأسرى و طرق القتل و التمثيل بالجثث و آثار الدمار الذي أصاب بيوت المواطنين و المصانع و المرافق الحكومية
- نشر الأرآء و الأفكار و الخطط الحربية حتى تكون متاحة إسفيرياً للمتابعين و المعجبين مع الترويج لبعض من النشطآء و تسويقهم كخبرآء و قادة و أركان في غرف إدارة العمليات الحربية
- نشر الخطابات الدعآئية/العدآئية المتبادلة بين الطرفين و التي تمجد العنصرية و تكرس الجهوية و ترسخ الكراهية
- نشر أحاديث الإفك و الأخبار المضللة الملفقة بصور إحترافية لا تخلو في الكثير من الأحيان من الجهل و العبط و السذاجة!!! ، و يبدوا أن القآئمين على أمر إنتاج مثل هذه المواد يعتقدون/يفترضون أن المتلقين لبضاعتهم المفبركة الضاربة محدودي الذكآء و تنقصهم الإمكانيات و يمكن خداعهم و توجيههم بسهولة و يسر
- النيل من الخصوم المعارضين عن طريق تعرية الفساد و نشر الغسيل القذر بإفتراض أن عمليات الفضح الوسآئطي/الإسفيري تساهم بصورة فعالة في إسراع وتيرة القتل المعنوي و تدمير الخصوم المعارضين و من ثم إبعادهم عن الساحة/المشهد السياسي ، لكن يبدوا أن الوالغين في السياسة و الشأن السوداني من جماعات الأرزقية و الطفيلية السياسية و الاقتصادية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و الإجتماعية لا تهز شعراتهم أو ترعبهم أو تهمهم مثل هذه الإبتزازات الوسآئطية بدليل أن الكثيرين ممن فُضِحَت و عُرِّيَت شخصياتهم الفاسدة و نشرت تفاصيل ممارساتهم الغير سوية ما زالوا يمارسون أمور الحكم و السياسة بأعين قوية و كأن شيئاً لم يكن ، و الأمثلة لهذه الفئة من (الأراذل) هَبَطرَش و ذي الطُّمَام في البطن
- تلميع و إعادة تدوير لبعض الشخصيات السودانية التي تدعي المعرفة و الخبرة و المرجعية و التي يدور حولها شَكَل و جدل و لغط عظيم حول مصداقيتها و نزاهتها أو تلك التي لا يختلف سودانيان إثنان حول حقيقة أنها شخصيات ضاربة و فيها نفث و إِنَّ
الوساطة:
و معلومٌ أن الوساطة نشاط محايد يهدف إلى فض النزاعات و إحداث الصلح بين المتخاصمين تحقيقاً للسلم و حفاظاً للمصالح ، و الوساطة تعني التوسط بين أطراف متنازعة و السعي بينها بغرض الوصول إلى وفاق و إتفاق يحدث الصلح و ينهي الصراع ، و ذلك عن طريق ترتيب منافذ الإجتماعات و أليات التفاوض و الحوار و تسهيل عمليات تقريب/جسر/ردم الفجوات و التباعد في وجهات النظر ، و أكثر الوسطآء فعالية ذلك الذي يحظى بقبول الأطراف المتنازعة و الإقليم و العالم و يمتلك المقدرات و الأدوات التحفيزية و كذلك القوة و الأليات الضاغطة التي ترهب/تجبر المتخاصمين/المتنازعين/المتقاتلين على قبول عروض و مقترحات الوفاق المقدمة إليهم فيخضعون/يجنحون إلى السلم و الصلح...
الصُّوَاطَة:
و الصُّوَاطَة من لسان أهل السودان ، و هي مشتقة من الجذر صَاطَ و تصريفها صَاطَ يَصُوطُ الصَّوَّاطُ صُوَاطَةً ، و الصُّوَاطَة تعني التحريك بغرض الخلط و الإذابة ، و لا يكتمل معنى صَاطَ دون إلحاق/إضافة الفعلين جَاطَ و عَاسَ ، و إضافة الجُوط و العُوَاسَة إلى الصَّوَاطَة يفيد إلى جانب الخلط و الذوبان الإرباك و العرقلة و الإعاقة و بصورة أوضح و أبلغ ، و العُوَاسَة هي عملية صنع طَرَقَات (رقآئق) الكِسرَة (الخبز) السودانية ، و الأفضل عدم الخوض و الإسهاب في وصف طريقة عمل الكِسرَة و العُوَاسَة حتى لا يحدث إرباك و خلط و لبس!!! ، و قد جرت العادة على القول:
فلان صَاطَ الموضوع و جَاطُو و عَاسُو...
و تستخدم هذه العبارة في سياق وصف تعقيد الأمور و تَبوِيظَها بقصد أو بدون قصد ، و كذلك في حالات السعي بين الناس بغرض تمييع الأمور و إزكآء نيران الخلافات و إحداث القطيعة بألية المَدَيدَة حَرَقَتنِي...
و الغالب و العادة أن تجتمع الوساطة مع الصُّوَاطَة ، و الأصل في هاتين العمليتين كما في العُوَاسَة الحركة الدؤوبة و التي غالباً ما يكون فيها التكرار و المداومة كما حركات المكوك حيث يسعى/يجري الوسيط بين الأطراف/المعسكرات المتنازعة كما رجل الخط في مباريات كرة القدم يتوسط علناً في مجريات المباراة و يرفع الرايات و في ذات الوقت يَصُوطُ و يجوطُ و يعوسُ مع الحكم بالهمس من تِحِت تِحِت!!!...
و لا يشترط في الوسيط الصَّوَّاط أن يكون فرداً كما حالة فلان و علان المعلومين للجميع فقد تأتي الصُّوَاطَة من قبل جماعة كما الحال مع تنظيم الإخوان المسلمين (الكيزان) أو تكون من تدابير حزب كما حالة حزب المؤتمر الوطني (الكيزان و أذنابهم) أو بتسهيلات من منظمات كما في حالة المنظمات الإقليمية و العالمية الوالغة في الشأن السوداني أو برعاية دول كما في حالة الدول العظمى فيما ورآء البحار أو تلك التي في الجوار أو تلك الأخرى الشقيقة!!!...
و الحديث عن الوساطات و الدول و المنظمات التي أبدت الرغبة في التوسط في الشأن السوداني ذو شجون ، و قد يطول ، و ربما يقود إلى مآلات لا تخلو من التعقيدات المركبة و اللَّولَوَة المفضية إلى تعريجات دهاليز الخيال السياسي الخصب و نظريات المؤامرة و أخواتها...
و معلومٌ أن ظاهر الغرض من الوساطات في الأزمة السودانية هو السعي ”الحميد“ في تقديم الخدمات/الغطآءات السياسية و الدبلوماسية و تسهيل عمليات التفاوض بين طرفي القتال بهدف الوصول إلى إتفاقيات توقف الحرب و الدمار و القتل و الإنتهاكات في بلاد السودان ”الحبيبة... بلد الناس الطيبين“ و تُسَهِّلُ ”فتح الممرات/المعابر الآمنة“ و من ثم توصيل ”العون/الإغاثة/المساعدات الإنسانية“ إلى ملايين ”المتضررين“...
و قد جرت العادة على أن لا يتقدم للوساطة إلا من لديه الرغبة و القدرة على إحداث الوفاق و الصلح ، و لكن يبدوا أن بلاد السودان و بعد أن إنهارت دولتها و خاب أمرها صارت قبلة جاذبة للوسطآء من فصيلة الصَّوَّاطِين و الجَوَّاطِين و العَوَّاسِين و البِسوَىَٰ و الما بِسوَىَٰ ، وسطآء إقليميون و دوليون يتحاشون مخاطبة تطلعات ملايين السودانيين في الفُرقَان و الحَلَّال و المدن داخل السودان أو في دول النزوح و الإغتراب و المهاجر و طموحاتهم/رغباتهم في وقف الحرب و الإنتهاكات و تفعيل السلام و العودة إلى الديار ، و عوضاً عن ذلك تجدهم (الوسطآء) منغمسين/منشغلين/منهمكين في الأسفار و الجولات المكوكية و عقد المؤتمرات و الإجتماعات و إكثار الأحاديث و نشرها في منصات الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة الإسفيرية و الخروج بالتصريحات و الندآءات و الإعلانات و توصيات: القلق و الإنزعاج مما يحدث ، و الشجب و الإدانة لما حدث ، و مناشدة و حث أطراف النزاع على تحكيم ندآء/صوت العقل ، و ضمان المعابر و الممرات الآمنة و توصيل الإغاثة و المساعدات الإنسانية إلى تجمعات النازحين و المتضررين!!!...
و هذه النوعية من الجهود و الوساطات و الأحاديث و الأخبار مما يجذب إنتباه و إهتمام وكالات الأنبآء العالمية و القنوات التلڨزيونية و المنصات الإعلامية و منظمات حقوق الإنسان و العون الإنساني ، و يساهم في زيادة الأسهم و لفت أنظار لجان جوآئز نوبل و نظيراتها ، و الشاهد و الواقع يشير إلى أن هذه الجهود ”الوسآئطية“ لا بِتوَدِّي و لا بِتجِيب ، و أنها لا تلبي مطلقاً طموحات الملايين من المشردين و النازحين العدمانين التَّكتَحَة الذين يعانون/يعايشون يومياً عذابات الخوف و معاناة التشريد و مآسي النزوح و ذل العوز و ألام المسغبة...
الخلاصة:
ما حك جلدك مثل ظفرك...
و ليس هنالك في الوقت الحاضر و الزمن العَلِينَا دَه وساطة لله في الله ، فأغلب/جميع الوساطات تعمل تحت شعار ”خدمة المصالح المشتركة/الذاتية“ ، و أمر الوساطات يمكن تلخيصه ببساطة شديدة في أنه يدور حول محوري/فلكي الدول/الجهات المستفيدة من إستمرار/إستدامة الحرب بما يضمن المصالح و إستمرار التجارة و تدفق المعادن الثمينة و المواد الخام و تجارة السلاح أو تلك التي تستثمر و تراهن على حصاد الثمار في فترة ما بعد إيقاف الحرب عن طريق الهيمنة و الوصاية و عقودات الإستثمار/الإحتكار الطويلة الأجل ، و ما بين هذين المحورين/الفلكين و خلالهما تتم/تجري عمليات الصُّوَاطَة و العُوَاسَة و كل الجُوطَة...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بلاد السودان أو تلک التی عن طریق

إقرأ أيضاً:

ألامبالاة و الخروج من دائرة السياسة

زين العابدين صالح عبد الرحمن

في ليلة من ليالي القاهرة الباردة، أتصل بي محمد الحسن عبد الله يسن، و قال إلي سوف نذهب مشوار سويا انتظرني في الشارع، ربع ساعة و أكون عندك. و بالفعل جاء بعربته سائقا لوحده، و عرفت أن المشوار مهم، و كنت قد ذهبت معه أماكن عديدة و اجتماعات مع عدد من القيادات السياسية و غيرها، و عادة لا اسأله عن وجهته حتى يفصح هو عنها، و بعد تناول عدد من الموضوعات، قال سوف نذهب مصر الجديدة لمقابلة الدكتور منصور خالد. و بالفعل استقبلنا الدكتور منصور.. و عندما تدخل شقة منصور هناك صالون واسع منقسم إلي أثنين تفصل بينهما مكتب الدكتور منصور عبارة عن "تربيزة مكتب" فوقها يرقد عددا من الكتب بالعربية و أخرى باللغة الانجليزية، و بالقرب منها مقعدين. ذهب منصور مباشرة لمكتبه، و هو يرتدي بدلته و يضع شالا على رقبته... و جلس محمد الحسن في إحدى الكراسي و انا في الأخر.. الحديث كان عن رسالة نقلها أحمد عبد الرحمن القيادي بالحركة الإسلامية لمحمد الحسن، و كنت شاهدا عليها. كان محمد الحسن أراد أن يعرفني بأحمد عبد الرحمن بالقول أحمد في الحسبه هو خالي.. أختصارا للزمن قلت له بعرفه جيدا.. ضحك أحمد و قال أختصر لك الطريق...
كل هذه المقدمة أريد أن أبين الفرق بين رجل سياسي له خبرة و مشوار مليء بالمحطات المهمة في تاريخ العمل السياسي، و يأخذ القضايا بجدية، و أخرين يتعاملوا مع القضايا بنوع من الامبالاة " Indifferent".. جدية منصور لم يجلس معنا في كراسي الصالون و يتناول معنا الشاي و القهوة، ثم يبدأ الحكي. لكنه ذهب مباشرة إلي المكتب متخطي الصالون في منزله لكي يعطي الإحساس بأهمية الحدث، و التعامل معه بجدية.. و استمر النقاش حوالي 45 دقيقة، ثم انتقلنا جلوسا في الصالون.. ألان الغريب في الأمر؛ أن القيادات السياسية تتعامل مع القضايا بنوع من الهرجلة، التي تبين أن تجربتهم السياسية متواضعة، و هي تجربة مناكفات و أركان نقاش و ليس تجربة حكم، و لذلك لا يفرقون بين الجدل العام في الكافتريات و وسائل الاتصال الاجتماعية، و بين جدل مع قيادات قابضة على زمام السلطة في الدولة و يديرون شؤونها..
إذا أخذنا تصريحات الفريق ياسر العطا الأخيرة في مقر قيادة الفرقة الثالثة مشاة، أغلبية المعلقين الذين يناصرون الميليشيا، و الذين هم قيادات في جناحها السياسي، تركوا التصريحات جانبا، و تناولوا شخصية ياسر العطا، رغم أن ياسر العطا يمثل الرقم الثالث في قيادة الجيش و الدولة "مجلس السيادة" و هو أحد القادة الذين أخرجوا المدنيين من السلطة في 25 أكتوبر 2021م، أن أخذ القضايا بالامبالاة، هي التي تضعف عملية التفكير في إيجاد حلول للأزمة السودانية من قبل هؤلاء غير المبالين، و الغريب حتى قضية الحرب هم لا يستطيعون أن يكونوا مؤثرين فيها، و أصحاب قرار في كيفية إنهائها، و لكن ياسر واحدا من صناع القرار فيها.. و مهما كان ياسر غير مقبول عند البعض لكن لا تتعامل مع حديثه بسزاجة. و محاولة للتصغير، هذا السلوك ليس مردود على ياسر، مردود على العقلية التي تتعامل مع القضايا بنوع الاستهزاء، ثم تبحث بعد ذلك لمبررات لسلوكها...
أن اعتماد أغلبية الأحزاب الكامل على الخارج لكي يحل مشكلة الحرب و السياسة في السودان، هي التي عطلت عقول قيادتها و اتباعهم، و هم لا يعلمون أن الحرب ليست نزهة، أنما الحرب قد طالت ملايين السودانيين في مالهم و ممتلكاتهم و اعراضهم، و أصبح هؤلاء عندهم موقفا سياسيا جديدا بسبب الحرب التي شردتهم، و موقفا من الذين كانوا سببا فيها.. و أيضا هناك المستنفرين و المقاومة الشعبية هؤلاء سوف يدخلوا ساحة العمل السياسي بقوة، تدعمهم مواقفهم و قتالهم مع المواطنين لتأمين مناطقهم.. هذه متغيرات سوف يكون لها أثرا كبيرا في العملية السياسية و مستقبلها في السودان.. و المنطق يقول أن وقف إطلاق الرصاص لا يعني استدباب الأمن في البلاد، و معلوم أن السلاح منتشر في كل بقاع السودان... لذلك الجيش و كل القوات التي شاركت في الحرب عليها أن تجمع أي بندقية خارج المؤسسة العسكرية.. هناك دول جوار أرسلت عشرات الآلاف من المرتزقة للقتال مع الميليشيا هذه الدول شريك مباشر في الحرب، و ستظل تلعب دورا سالبا حتى لا يستقر الأمن في السودان، و هؤلاء لهم عملاء بالداخل، و أيضا الدول الداعمة للميليشيا خارج الإقليم سوف لن توقف مؤامراتها على البلاد، و سوف توظف عملائها بهدف التخريب و التشكيك و حياكة المؤامرات.. كل ذلك يتطلب أن يكون للجيش و أجهزة الأمن دورا كبيرا في العشرة سنين بعد وقف الحرب..
هناك فرق و أختلاف كبير بين سقوط نظام سياسي من قبل الجماهير، و الحوار الذي يجري بين المكونات السياسية و العسكرية بهدف الاتفاق على إدارة الدولة في الفترة الانتقالية، و بين حرب تشنها ميليشيا مدعومة من الخارج و يغذيها بعشرات الآلاف من المرتزقة و السلاح و التشوين، حرب هدمت كل البنيات الأساسية في الدولة، حرب شنت على منازل المواطنين و شردتهم، و مارست الإبادة الجماعية في مناطق دارفور.. الحالة الأولى تتطلب الحكمة و الصبر و الحوار و الاتفاق بين المتحاورين.. و الثانية تتطلب يقظة الجيش و المؤسسات الأمنية و المستنفرين و المقاومة الشعبية و عامة الشعب حتى لا تستمر الحرب مرة أخرى.. هنا يجب أن تؤخذ القضايا بجدية، و التعامل معها بحس عالى.. لكن الثقافة السياسية السائدة في السودان لا يتم نقاش حول حديث أو مقال أو حتى كتاب دون التعرض للكاتب بحثا و تصغيرا و استهزاء بالشخصية، و تناولها سلبا و إيجابا دون أن يقرأ المكتوب، و تبدأ عملية الحرب النفسية على الكاتب و عندما تسأل عن المكتوب يتواروا خجلا أنهم لم يقرأوا.. هذا الإرث الثقافي ألا مبالي، الذي رسخته بعض الأحزاب في المجتمع يعد واحدا من الأسباب التي أضعفت العملية السياسية في البلاد.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الفئات الأكثر تضررا من الحرب في السودان
  • ألامبالاة و الخروج من دائرة السياسة
  • من أكبر مخططات العدو من الحرب فصل دارفور عن السودان
  • حملة وقف الحرب تطلق «صرخة المجاعة في السودان»
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ (1-3)
  • 16 شهراً من الحرب: حساب الربح والخسارة..!
  • بدأتْ .. ولا بد أن تكتمل !
  • ثلاثة صور محزنة عن الحرب
  • مباحثات أميركية في القاهرة والرياض وأنقرة بشأن الحرب الدائرة في السودان
  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش