سودانايل:
2024-11-22@16:56:42 GMT
الإظهار والإخفاء فيما يتعلق بحركة حماس من أخبار
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
أسامة الخوَّاض
osamaelkhawadahmed@yahoo.com
١
في صفحة الحزب الشيوعي السوداني في الفيسبوك نشرت لجنته المركزية التصريح الصحفي التالي:
Quote: تصريح صحفي؛
التحية والاحترام للمقاومة الفلسطينية
والنصر للشعب الفلسطيني
تستمر حركة المـ ـقاومـ ـة الفلسطينية الشعبية في تحدي آلة الحرب الفاشية الصـ ـهيونـ ـية بالمزيد من البذل والنضال والتضحية، وتقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في البقاء في أرضه ووطنه وتحرير الارض وإقامة دولته المستقلة.
ونحن في خندق المقاومة لكل مشاريع الامبريالية الصهيونية والرجعية العربية نقف اليوم متكاتفين مع رفاقنا الفلسطينيين في مواجهة العدو المشترك في فلسطين المحتلة والسودان.
وشعبنا يقاوم ويصادم مشاريع التسوية من أجل إيقاف الحرب الدموية واسترداد الثورة يمد اياديه لعناق ثوار فلسطين وقوى المقاومة الشعبية، فنصركم هو نصر لنا وهزيمة الحرب ودعاتها وانتزاع حق شعبنا في بناء السلطة المدنية الديمقراطية هو نصر لكم في طريق العودة وتحرير الارض وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
الثورة مستمرة ..
والنصر لشعوبنا العربية.
سكرتارية اللجنة المركزية الحزب الشيوعي السوداني7 اكتوبر 2023م.
بدون قراءة التاريخ أسفل التصريح الصحفي، يبدو الحديث عاما ودون الإشارة الى المناسبة التي أوحت بكتابة التصريح.
من الواضح ان التصريح يتحاشى ذكر اي كلمة تشير الى التنظيمات والحركات الإسلامية الفلسطينية..
ولذلك لم يتم حتى ذكر اسم العملية العسكرية "طوفان الاقصى"...
واكتفى التصريح الصحفي بالإشارة الى المقاومة الفلسطينية "الشعبية"..
هل تندرج المقاومة الإسلامية ضمن المقاومة الشعبية؟
وفي مقابل عدم الاشارة الى العملية العسكرية "طوفان الاقصى"، يسهب موقع الجزيرة في ذكر تفاصيل مناسبة التصريح الصحفي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، وهي لم ترد في التصريح:
Quote: السودان
قال الحزب الشيوعي السوداني، إن الهجوم الذي نفذته كتائب القسام، على عدد من المواقع الإسرائيلية بغلاف غزة، يمثل دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني، في البقاء بأرضه ووطنه وتحرير الأرض، وإقامة دولته المستقلة.
ويبدو الحزب الشيوعي الفلسطيني في خانة نسبة العملية العسكرية "طوفان الاقصى" إلى مجهول:
Quote: الحزب الشيوعي الفلسطيني يعلن انحيازه المطلق لمقاومة شعبنا الفلسطيني والتي توجت صباح اليوم بالهجوم الشامل على مستوطنات غلاف غزة وسميت طوفان الاقصى
وفي مقابل تركيز حماس والجهاد الاسلامي على المسجد الاقصى، وانتهاك المقدسات في الدرجة الأولى، يركّز التصريح الصحفي على تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة،
ويبدو ان الحزب الشيوعي يناصر حل الدولتين (١) .
طبعا حركة حماس تؤمن بالنبوءة الواردة في حديث نبوي في "البخاري" عن طرد اليهود من فلسطين، وتكلم الحجر ليدل المسلم على اليهودي المختبئ خلفه لكي يقتله.
أشار البيان إلى "خندق المقاومة لكل مشاريع الامبريالية الصهيونية والرجعية العربية.
هل ذلك "الخندق" هو ما يجمع الحزب الشيوعي السوداني بالمقاومة الإسلامية المسلحة في فلسطين ؟
٢
تتبع كلمة جريدة "الميدان" الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني ، والصادرة في العدد رقم "٤١٠٩" ، بتاريخ العاشر من أكتوبر ٢٠٢٣ ، تتبع نفس نهج سكرتارية اللجنة المركزية للحزب في إخفائها اسم "عملية طوفان الأقصى" ومن قام بها. وتكتفي بالتحدث عن "انفجار المقاومة الشعبية" كما في المقطع التالي من الكلمة:
"ان انفجار المقاومة الشعبية الآن نتيجة العدوان المتواصل والاحتلال المستمر علي الأراضي الفلسـ ـطينية والذي انعكس في الهجمات العسكرية المتوحشة علي المدن والقرى والمخيمات الفلسـ ـطينية في الضفة والقطاع وعلي مدينة القدس التي تشهد إجراءات متواصلة من قبل السلطة الفاشية بقصد تهوديها". "تهويدها"- كاتب المداخلة.
نلاحظ انه في مقابل "إخفاء" شكل وطبيعة وتاريخ ما سمّته الكلمة "انفجار المقاومة الشعبية"، فإن الكلمة تتحدث عن سبب "انفجار المقاومة الشعبية" حين ترجع ذلك "الانفجار" الغامض المبهم إلى "العدوان المتواصل والاحتلال المستمر ......إلخ.
إن ظاهرة "الإخفاء " في خطاب الحزب الشيوعي السوداني مرتبطة بالأحداث التي تكون طرفا فاعلًا فيها "حركة حماس".
وفي المقابل يتم "إظهار" الأحداث الفلسطينية التي لا تكون "حركة حماس" طرفا فاعلا أو رئيساً فيها. وسنضرب مثالاً بتصريح صحفي لسكرتارية اللجنة المركزية للحزب، والصادر في ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣ الذي تتحدث فيه عن مناسبة إصدار التصريح الصحفي حين تكتب:
"إن العدوان الأخير على جنين وقطاع غزة جريمة جديدة تضاف في سجل الاحتلال الصهيوني المخزي للأراضي الفلسطينية".
إن "المراوغة اللغوية"(٢) هي الاستراتيجية التي يتبعها الحزب الشيوعي السوداني فيما يتعلق بالحديث عن التطورات المتعلقة بحركة حماس.
إن تلك الاستراتيجية تجعل خطاب الحزب غامضًا ومبهماً، ولا يخدم غرضه في حشد الدعم لفعل معين يتعلق بحركة حماس. وتلك الاستراتيجية لا تشبه أدبيات الحزب التي تتسم بالوضوح والدقة والاقتصاد اللغوي المكثف.
ويبدو أن تلك "المراوغة اللغوية" ترجع إلى الطبيعة المزدوجة التي ينظر بها الحزب إلى حركة حماس (٣). فهي حركة مقاومة، ولكنها تنتمي في نفس الوقت إلى الإسلام السياسي الإخواني.ه
هوامش:
١- في البيان السياسي الختامي للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني لا يتم الحديث عن "حل الدولتين" وانما كما ورد في البيان الختامي:
4- ويجدد المؤتمر دعمه الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه وانشاء دولته الوطنية الديمقراطية.
٢-رغم أن "المراوغة اللغوية" تجعل الرسالة غامضة على القارئ العادي، لكنها تفشل فيما أرادته من "إخفاء" حين يتلقّاها محرّرو الصحف.
فجريدة القدس العربي في عددها الصادر يوم الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣، كتبت التالي فيما يتعلق بالتصريح الصحفي "الغامض" لسكرتارية اللجنة المركزية :
تقرير ـ «القدس العربي»: وجدت عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، صدى واسعاً في السودان. ففضلا عن تأكيد وزارة الخارجية على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، باركت أحزاب سياسية إسلامية ويسارية العملية".
وفي الحقيقة، فالأحزاب اليسارية المشار إليها في الاقتباس السابق هي حزب واحد:
الحزب الشيوعي السوداني.
٣-حاولنا أن نبحث في الإنترنت عن "تقييم" الحزب لحركة حماس، فلم نوفّق في ذلك .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی اللجنة المرکزیة طوفان الاقصى الفلسطینی فی حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!
نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً تحت عنوان "خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة المعركة والمفاوضات"، وجاء فيه: ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، كلمة شاملة، تناول فيها رؤية الحزب للوضع الراهن في لبنان، ودرات الكلمة حول 3 محاور رئيسية: المعركة، والتفاوض، وما بعد الحرب، وتضمنت رسائل متعددة المستويات، وجهت بشكل خاص إلى إسرائيل، والمفاوضين على الساحتين المحلية والدولية، إضافة إلى الداخل اللبناني.تحدث قاسم عن المعركة في المحور الأول من كلمته، وأشار بوضوح إلى أن "على العدو أن يتوقع الرد على وسط تل أبيب إذا استهدف بيروت"، وأوضح أن المقاتلين مستعدون لخوض معركة طويلة، مع الحفاظ على القدرة على الوصول إلى الخطوط الأمامية، وإجراء التبديلات، وتوفير السلاح، وقال "سنظل في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة، وسنجعلها عالية باهظة، وسنرد اعتداء العدو ونحن في موقع الدفاع".
وفي المحور الثاني، تناول قاسم مسألة المفاوضات، مشيرا إلى استلامهم المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار، والذي قدموا ملاحظاتهم عليه، وأكد أن الحزب قرر عدم الخوض في تفاصيل الاتفاق عبر وسائل الإعلام، كما أوضح أن هناك تطابقا بين ملاحظات لبنان الرسمي وتلك التي قدمها الحزب، وأضاف أن "التفاوض يتم تحت سقفين رئيسيين: الأول هو وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والثاني ضمان الحفاظ على السيادة اللبنانية".
وفي المحور الثالث، قدم قاسم رؤية الحزب وخارطة الطريق لمرحلة ما بعد الحرب، موضحا مواقفه من خلال 3 رسائل أساسية:
الرسالة الأولى: أكدت استمرار حزب الله في تبني موقفه السابق قبل الحرب وهو سياسة المقاومة.
الرسالة الثانية: أعادت التأكيد والتذكير على ثلاثية "الجيش، الشعب، المقاومة"، مع الإشارة إلى أن الحزب معني بتسهيل انتخاب رئيس جمهورية ضمن الأطر الدستورية وتحت سقف اتفاق الطائف.
الرسالة الثالثة: التزام الحزب بالمشاركة في إعادة الإعمار.
مواقف حاسمة قال المحلل السياسي قاسم قصير، للجزيرة نت، إن كلمة نعيم قاسم جاءت لتأكيد مواقف حزب الله والمقاومة على الأصعدة العسكرية والسياسية والتفاوضية، موضحا أن "الكلمة حملت رسالة واضحة لكل من الداخل والخارج حول قوة الحزب وقدرته على الصمود، واستعداده لما بعد وقف الحرب، خاصة في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتمسك باتفاق الطائف، والمضي قدما في جهود إعادة الإعمار".
وأشار قصير إلى أن قاسم شدد على أن "فشل العدو في تحقيق أهدافه يعد انتصارا"، وأكد على قاعدة تكاتف الجيش اللبناني والشعب والمقاومة.
وفي ما يخص المفاوضات، أشار المحلل إلى أن الأمين العام لحزب الله ربط نجاحها برد فعل إسرائيل والجدية التي يظهرها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مشددا على ضرورة التفاوض تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية.
وأضاف قصير أن قاسم توجه إلى النازحين معبرا عن تقديره لتضحياتهم، وأوضح أن الحزب سيقوم بواجبه قدر الإمكان، داعيا إياهم إلى الصبر، وأكد على أن عملية إعادة الإعمار ستتم بالتعاون مع الدولة فور وقف العدوان.
التفاوض والنار يرى المحلل السياسي توفيق شومان، في حديثه للجزيرة نت، أن خطاب نعيم قاسم يمكن قراءته من 3 زوايا رئيسية، أولها تتعلق بالميدان وتجديد بنك الأهداف بصورة يومية، وهو ما تعكسه عمليات المقاومة المستمرة التي تستهدف مستوطنات جديدة ومواقع عسكرية متنوعة، تشمل الأعمال الأمنية، والتقنية، والاستخبارية، والعسكرية، واللوجستية، وصولا إلى تل أبيب.
يشير شومان إلى أن هذه العمليات تعكس قبول المقاومة بمعادلة "التفاوض تحت النار"، التي يسعى العدو الإسرائيلي إلى فرضها، إلا أن الخطاب يبرز بوضوح استعداد المقاومة لمواجهة هذه المعادلة بكل السبل الممكنة، بهدف إفشال مساعي إسرائيل لتوظيف العدوان لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات.
أما الزاوية الثانية فترتبط بالمفاوضات الجارية، التي تجري بالتنسيق والتناغم مع الدولة اللبنانية، ويوضح شومان أن خطاب قاسم اتسم بالتحفظ في التعليق على هذه المفاوضات، انتظارا لما ستسفر عنه زيارة آموس هوكشتاين إلى تل أبيب والرد الإسرائيلي المرتقب، وتأكيد قاسم استعداد المقاومة لخوض حرب طويلة إذا اختار العدو الإسرائيلي هذا السيناريو.
وبخصوص الزاوية الثالثة والمتعلقة بالوضع السياسي الداخلي، يشير المحلل إلى أن قاسم أكد التزام حزب الله باتفاق الطائف والعمل تحت سقفه، باعتباره عقدا سياسيا واجتماعياً وطنياً جامعاً، في إشارة واضحة إلى تمسك الحزب بالشراكة الوطنية المتوازنة والمتساوية، ويرى شومان أن هذا الموقف ينفي أي نية لاستثمار الخطاب السياسي داخليا، كما يُشاع في بعض الأوساط اللبنانية.
الميدان والسياسة من جهته، اعتبر الباحث والكاتب السياسي علي مطر، في حديثه للجزيرة نت، أن كلمة الشيخ نعيم قاسم تحمل دلالات مهمة تركز على محورين رئيسيين هما الميدان والمفاوضات، بالإضافة إلى رسائل مرتبطة بإدارة المشهد السياسي في لبنان بعد الحرب.
ففي الجانب الميداني، يوضح مطر أن الشيخ قاسم قدم شرحاً مفصلاً لنمط عمل المقاومة، مشيرا إلى اعتمادها أسلوب الدفاع المتحرك عوضا عن الدفاعات الثابتة التقليدية، كما بيّن قاسم أن المقاومة نجحت خلال شهرين في إحباط محاولات العدو الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم ميداني، مستشهدا باستمرار إطلاق الصواريخ والتصدي لمحاولات التوغل في مناطق مثل الخيام، وشمع، وأطراف بنت جبيل.
ووفقاً لمطر، تحمل هذه الرسالة تأكيدا على أن "العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه الإستراتيجية في القضاء على البنية العسكرية لحزب الله، التي ما زالت فاعلة ومستمرة في المواجهة".
وعلى صعيد المفاوضات، يشير الباحث مطر إلى أن الشيخ قاسم أكد حرص المقاومة على الوصول إلى اتفاق ينهي العدوان ويحفظ سيادة لبنان، بشرط عدم المساس بالتضحيات اللبنانية أو إخضاعها لشروط إسرائيلية، وأضاف أن القوة العسكرية على الأرض تُعتبر ورقة أساسية لتحسين شروط التفاوض لصالح المقاومة.
وفي سياق آخر، يلفت الباحث إلى أن قاسم حرص على الإشارة بشكل غير مباشر إلى قضايا حساسة، مثل طرح إسرائيل مفهوم "الدفاع عن النفس"، وهو ما يراه مطر تدخلا خطيرا في الشأن اللبناني، وانتهاكا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي.
يختم مطر تحليله للكلمة بالإشارة إلى أنّ حزب الله، كما أوضح أمينه العام، يعتزم استئناف حياته السياسية بشكل طبيعي بعد الحرب، مع العمل على تطوير قدراته بما يخدم المصلحة الوطنية وإعادة الإعمار. (الجزيرة نت)