المسلة:
2024-12-22@19:11:37 GMT

قصة الحسين

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

قصة الحسين

26 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة:

رسل جمال

كل المصائب تبدأ كبيرة وتعصرها الايام حتى تصغر، فلا يمكن لحدث انساني ان يحتفظ بحرارته وعنفوانه لمدة طويلة، والدليل ان حوداث التاريخ الجسيمة والشواهد الكثيرة لن تصمد امام عوامل التعريه للدهر والسنون.

الا قضية الامام الحسين (عليه السلام) ظلت عصية على الزمن فكلما تمر السنين القضية تنغرس أكثر وتضرب في اعماق و وجدان الامة، ويكثر المريدين لها من كل اصقاع الارض.

انتهت الزيارة الاربعينية للامام الحسين (عليه السلام) واعلنت الجهات الحكومية نجاح خطتها المعدة واعطت احصائية بعدد الزوار والبالغ عددهم  21 مليوناً و280 ألفاً و525 زائراً).

وهو عدد مهول تقف كبريات الدول عاجزة عن توفير ابسط الخدمات لهم.

الا أن الزوار الأجانب والعرب يشهدون بل ويقفون بتعجب وفخر مما يلقونه من كرم الضيافة، وحسن الاستقبال وحجم الترحاب، وتوفر كافة الخدمات لهم التي تشمل المأكل والمشرب والمسكن وباقي الخدمات، التي قد لا تخطر على بال أحد ومقاطع الفديو والنقل الحي لبعض القنوات ولن ننسى دور الاعلام في نشر تلك الصور والملاحم المشرفة،وعلى رأسهم هيأة الاعلام العراقي، التي حرصت منذ البداية على تجنيد كوادرها لنقل الزيارة بابهى صورة و نقل تلك المشاهد التي لن تراها سوى على ارض كربلاء، والتي تمثل الكرم العراقي باجمل صورة

ان المنطق قد يفسر لنا نجاح الخطط الامنية،ولكنه يبقى حائر عن تفسير نجاح الزيارة الاربعينية وكيف لمدينة صغيرة المساحة ان تبتلع واحد وعشرون مليون انسان بدون ان يشتكي منهم احد!

هو اشبه بغزو ناعم وزحف يمر بسلاسة، ان الزائرين على اختلاف مشاربهم والوانهم ومذاهبهم الا انهم يشعرون وهم يسيرون جميعا نحو نقطة واحدة ، انهم اخوة حتى لو لم يتكلموا لغة واحدة!

ان الزيارة الاربعينية هي معجزة العصر بلا منازع وهي صرخة السيدة زينب عليها السلام (فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا).

الصدفة لا مكان لها في قوانين الوجود، لذلك فان أختيار الامام الحسين لكربلاء لم يكن محض صدفة، بل هي تقدير ألهي، لتكون هذه الارض مركزاً للناس ومنار للبشرية.

فالحسين كان يبحث عن ارض تحتضن القضية، ارض خصبة ليزرع فيها ثورته حتى تفور كلما مر عليها الزمن!

يقال ان القضاء على جيل من البشر او امة من الامم فان الامر لا يستغرق اكثر من (15_20) وهو وقت كافي للقضاء على جيل كامل من خلال ضرب معتقده الديني وتفتيت كينونته الاسريه وتسخيف مبادئه التي يؤمن بها وزعزعة ثوابته وهزيمه قدوته وتسطيح افكاره.

وهو بذلك يصبح لقمة سائغة للهجمات الفكرية وعبد لها بل منقاد لها كالقطيع.

وهذا ما يحدث في الامم الميتة التي فقط الاتصال بمعتقدها الديني، او لا تملك قدوة للاعتداد بها.

لذلك فان الزيارة الاربعيينة تعمل كالتيار الكهربائي عالي الفولية في جسد الامة، فهو يعطي شحنة كافية لاعادة برمجة افكارنا ومراجعة مسيرنا في الحياة وخط تقدمنا وتطورنا سنة بعد سنة. ومثل هكذا امة لن تكوت وفيها مثل الحسين.

وفي الختام نقول..

نحن قوم لا نعشق الخرافة ولا نعيش الوهم، كل ما في الامر ان يعقوب عليه السلام شم ريح يوسف فارتد بصيراً، ونحن نشم ريح الحسين فترتد لنا الحياة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

هل ستبقى سوريا موحدة؟

22 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة:

محمد حسن الساعدي

تمثل حالة الفوضى السمة الابرز على واقع الجمهورية العربية السورية بعد نهاية حقبة الاسد والتي بالتأكيد سيترشح منها الكثير من الاحداث التي ستؤدي الى الفوضى والانقسام بين مجمل القوى التي تصدرت المشهد السياسي والامني بعد 8 ديسمبر من العام الجاري فالأزمة الاقتصادية التي أخذت بالاتساع شيئاً فشيئاً سيكون لها التأثير السلبي على الاوضاع الاجتماعية وسيعمق الانقسام الداخلي بين مكونات البلد،مايعني ان الامور مرشحة للتصعيد اكثر من ذهابها الى الاستقرار،فمن المحتمل أن الازمة الاقتصادية ستتعمق أكثر من 70% من سكان البلاد والذين يعيشون الفقر وان حوالي 12.9 من سكان سوريا يعانون من انعدام الامن الغذائي وعدم توفر الخدمات الرئيسية للعيش البشري.

ومن الناحية الواقعية وحسب ما أعلن المجتمع الدولي فان هيئة تحرير الشام تبقى منظمة إرهابية ذات موارد محدودة، بالإضافة الى ان الحكم في سوريا معاقب دوليا ولذلك سيصعب ملئه خصوصاً بعد حكم دام لأكثر من خمسين عاماً، ومن جهة أخرى فأن إيران أعلنت قطع شحنات النفط التي كانت توردها لسوريا والتي تعد بالغة الأهمية لتوليد الطاقة الكهربائية فيها، بالإضافة الى أن ملف اللاجئين ما زال معلق بالرغم من رحيل النظام السوري،ولن يتمكن اللاجئون السوريون الذين فرحوا بسقوط الأسد من العودة الى منازلهم إذا انهار القانون والنظام أو إذا لم يتمكنوا من إيجاد سبل لدعم عوائلهم الموجودة في سوريا.

الوضع الاقتصادي سيلقي بظلاله على المشهد السياسي والامني في سوريا ، ما قد يشجع سوء العيش على المزيد من الصراع بين الجماعات المسلحة السورية على الغنائم والمكاسب في البلاد وعلى المدن والمناطق الاقتصادية المهمة، ما سيقود التنافس على سوق تجارة المخدرات في سوريا والتي تعد ممراً مهماً للترويج والتهريب بين الجماعات المسلحة من اجل جني الملايين من الدولارات ، ما قد يؤدي التحكم في هذه التجارة إلى تأجيج العنف بين الفصائل المسلحة والتي بدأت بالمواجهة مع بعضها البعض في حلب وادلب وصولا الى دمشق، خصوصاً بعد وصول “أبو محمد الجولاني” الى القصر الرئاسي في دمشق.

الخطر الحقيقي على الوضع السوري يتمثل في أمكانية الدول الإقليمية المحيطة بسوريا من تجنيد فصائل المسلحة من أجل تثبيت موطئ قدم لها وإيجاد نقطة نفوذ وكذلك الاستيلاء على مناطق عازلة على طول الحدود السورية لذلك سيكون من غير المحتمل أن تكون كل هذه الظروف مواتية لانتقال سياسي ناجح في سوريا.

وينبغي على جميع الأطراف المشاركة في سوريا العمل على ضمان عدم تحقق توقعات سقوط الأسد، وأن لا تحل الفوضى والعنف محل حكم الاسد ، إذ من الممكن أن تساعد الدول المجاورة على تشجيع هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني وغيرها من الجماعات السورية على السعي إلى انتقال سياسي سلمي وشامل إلى أقصى حد وعدم جر البلاد الى آتون حرب أهلية قد تؤثر بشكل سلبي على المنطقة عموماً.

وكما ان الحل السياسي في سوريا يتطلب من الدول الغربية أن تعمل على إنهاء العقوبات المفروضة على سوريا بما في ذلك الإعفاءات أو التراخيص لعمل مؤسسات الدولة مثل البنك المركزي السوري وعلى قطاعات اقتصادية بأكملها،كما ان الدور الخارجي ينبغي أن يعمل من أجل منع أي صراع بين الفصائل ومقاومة محاولات تلك الفصائل تعزيز مصالحها الخاصة من خلال دعم مجموعة على أخرى، وان تعمل كل القوى السياسية الفاعلة في سوريا من أجل ترسيخ الديمقراطية والحكم عبر صناديق الاقتراع لا غير، لان تفكك سوريا سيكون اسوا شيء للعالم والمنطقة وإذا دخلت سوريا في الفوضى فلن تكون مجرد كارثة إنسانية في المنقطة بل ستعطي مبرراً واقعياً على دكتاتورية الاسد.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة صحيح البخاري بمسجد الحسين
  • انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة «صحيح الإمام البخاري» من مسجد الإمام الحسين
  • انتحار شاب في كربلاء
  • هل ستبقى سوريا موحدة؟
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة “صحيح البخاري” من مسجد الإمام الحسين
  • باحثة: الزيارة الفرنسية لسوريا تاريخية وتعكس المصالح الأوروبية
  • وفاة العضو في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي
  • باربرا ليف في دمشق.. ما تفاصيل الزيارة "غير المسبوقة"؟
  • الإدارة السورية الجديدة تعلن انتهاء الثورة