الفلقنيزم وسايكولوجية الإنسان المقهور
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
✍️بقلم محمد الربيع
—————
ذَلَّ من يغبط الذليل بعيشٍ - رُبَّ عيشٍ أخفُّ منه الحِمَامُ
كلّ حلمٍ أتي بغير إقتدارٍ - حجّةٌ لاجيءٌ إليها اللّئامُ
من يهن يسهُلِ الهوانُ عليه - ما لجُرحٍ بميّتٍ إيلامُ
،،،، أبو الطيب المتنبيء ،،،،
✍️الفلقنيزم هو إشتقاق من كلمة أو صفة الفلقنة، أما الشخص الموصوف فهو "فلقناي بتقديم القاف علي النون أو فلنقاي بتقديم النون علي القاف وبعضهم ينطقها فلجناي بالجيم" والجمع فلاقنة ….
????أما سيكولوجية الإنسان المقهور فهي مفهوم يشير إلي الحالة النفسية للأفراد الذين يعانون من قهرٍ وإستبداد من قِبَل آخرين أو النظام الإجتماعي حيث يعاني المقهور من شعورٍ بالعجز والضعف وعدم الإستقلالية ويشعر بأنه غير قادر علي التأثير علي حياته وإتخاذ قراراته الخاصة وقد يعاني من فقدان الثقة بالذات مما قد يتسبب بتأثير سلبي علي صحته العقلية والجسدية لذلك يتخلي عن ثقافة التصدي والمقاومة ويسقط في فخ الإستسلام والتوقعات والأحلام الرغبوية وهذا يعيق قدرتهم علي العيش بحياة ذات معني وقيمة.
☀️إذا نظرنا إلي تصرف "بعض" الحركات النضالية خلال هذه الحرب العبثية فنري أنهم جمعوا ما بين الفلقنة وسيكولوجية الإنسان المقهور من خلال إنحيازهم الغير متوقع ووقوفهم الشاذ بجانب من قتلهم وأذلهم وشرّدهم لعقدين من الزمن وحاربهم إقتصاديا، إجتماعياً وسياسياً وحرمهم حتي من الجنسية وحق المواطنة ووصفهم بكل ما هو قبيح وظالمٍ ومشين ،،،، وحتي عندما وقّع معهم إتفاقياتٍ في السابق غدر بها ولم ينفذها لهم وأهانهم من جديد بل وقتلهم داخل العاصمة نفسها مما إضطروا للعودة إلي الغابة مرة أخري وظلوا بين المنافي واللجوء وعواصم دول الجوار حتي ساعدهم قائد قوات الدعم السريع بإتفاق سلام جوبا وأدخلهم الخرطوم مرة أخري وظل يمنحهم من الأموال ما يسيرون بها حياتهم اليومية حتي وقفوا علي أرجلهم "وهذه الحقيقة لن تمحوها الأيام ولن تدفنها الخيانة ونكران الجميل" وعندما أشعل الكيزان الحرب العبثية في أبريل ٢٠٢٣، ومرة أخري ساعدهم الدعم السريع في الخروج الآمن من العاصمة لكن للأسف الشديد
إذا كان الطباعُ طباع سوءٍ - فلا أدبٌ يفيدُ ولا أديبُ
فقد غدروا به ووقفوا مع (عدوهم التاريخي) يدافعون عنه ويحموا ملكه !! تناسي مناوي كل الإهانات ومقالات الذم والهجاء التي كُتِبَت ضده بأحرفٍ زفت خاصة في صحيفة الإنتباهة وبقية الصحف الإنقاذية وترك دماء رجاله في المهندسين وباع جبريل دم شقيقه بثمنٍ بخسٍ … "وكان فيه من الزاهدين" !
✍️هذه الردة النضالية لا تجد لها تفسيراً إلّا عند "متلازمة ستوكهولم" !! وهي الحالة الشاذة والشعور الغريب الذي حدث في العاصمة السويدية ستوكهولم عام ١٩٧٣ للرهائن المخطوفين في "بنك كريديتباكين" لمدة ستة أيام وعندما كان البوليس يتفاوض مع الخاطفين حتي لا يتعرض حياة المخطوفين للخطر نشأت حالة من التعاطف والمشاعر الإيجابية من الضحايا تجاه الخاطفين وبدأوا يرتبطون بهم عاطفياً وصلت درجة التضامن معهم والدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم فأطلق علي هذه الحالة النفسية الغريبة والشاذة "متلازمة ستوكهولم" وأطلقها الخبير نيلز بيجيروت المختص بعلم الجرائم والأمراض النفسية بمديرية الشرطة السويدية ومن يومها أصبح مصطلحاً عالمياً عندما يتعاطف الضحية مع الجلاد ويدافع عنه عوضاً عن الإنتقام !!!
قبل الختام: مناوي ونبوءة شيخ فوراوية
✍️هنالك رواية (تشاؤمية) يعرفها غالبية الرعيل الأول من مناضلي حركة تحرير السودان وهي أنه في بداية تدشين النضال المسلح وبينما كان هناك مجموعة من شباب الحركة جالسين في مكانٍ ما بمنطقة فوراوية إذا مرَّ بمجلسهم شيخٌ طاعنٌ في السن وسألهم عن حركتهم الجديدة وأهدافها ومن هو قائدهم؟ فأخبروه وقالوا له : قائدنا هو مني أركو مناوي. صمت الشيخ الوقور لبرهة ثم قال لهم: إذا كان صاحب العيون الحمر هذا فسوف يكملكم جميعاً ولن تنتصروا !! ثم تركهم ومضي.
إذا ربطتَ نبوءة هذا الشيخ بنبوءة شيخ الجمهوريين عن الكيزان وشاهدت تراجيديا نهاية الفيلم الحالي، عليك أن تتذكر عبارة الفاروق : "إن القلوب إذا صفت تري بنور ربها" !
m_elrabea@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الرقابة يختتم برنامجاً تدريبياً لعدد من منتسبي الدفاع والأمن
اختتم جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة اليوم برنامجاً تدريبياً لعدد من منتسبي قوات السلطان المسلحة والإدارات الأخرى بوزارة الدفاع والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وذلك تحت رعاية المستشار أحمد بن سليمان الخالدي مدير عام المديرية العامة للرقابة على وحدات الدفاع والأمن بجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، وذلك بنادي الشفق بقوات السلطان المسلحة.
ويأتي تنفيذ هذا البرنامج بالتعاون بين كل من وزارة الدفاع وجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة والقضاء العسكري تجسيدا لأهمية التكامل بين وحدات الجهاز الإداري للدولة وتعزيزا للشراكة المؤسسية الفاعلة في تأهيل الكوادر الوطنية ورفع كفاءة إدارة الموارد تحقيقا لأهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب في المجالات ذات الصلة.
ويهدف البرنامج التدريبي إلى تزويد وتمكين المشاركين في عدد من المعارف والمهارات ذات الصلة ووفقاً لقانوني الجزاء وحماية المال العام وتجنب تضارب المصالح، وبناء الكفاءات المهنية في مجال التحقيق الإداري والجزائي في قضايا الأموال العامة والمخالفات المالية والإدارية مع عرض بعض التطبيقات العملية.
حضر ختام البرنامج التدريبي عدد من كبار الضباط بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من المسؤولين بجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة.