سودانايل:
2025-02-01@09:53:11 GMT

الجنجويد و’تقدم’ تعملان على إحياء الكيزان

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

hussainomer183@gmail.com

بقلم: حسين بَقَيرة
برمنغهام
الأحد الموافق 25/08/2024

الأحزاب السودانية التقليدية، خاصة حزب الأمة، هي من صنعت الجنجويد نظريًا وطورتها منذ أيام قريش 1 وقريش 2. وفي ثمانينات القرن الماضي، حين كان فضل الله برمة، الرئيس الحالي لحزب الأمة، وزير دولة للدفاع، تم تكليفه بملف قريش 1 و2، ومنها حادثة مدينة الضعين الدموية التي شهدت إحراق قطار كامل من الجنوبيين بسبب عرقهم، حيث تم تطهيرهم عرقيًا.



ثم جاء عهد الكيزان، أي المؤتمر الوطني الدموي، الذي حاول تطبيق جميع النظريات التي اعتقد أنها ستضمن بقاءه في الحكم لأطول فترة ممكنة. قام بتطبيق نظريات قريش 1 و2، مما أنتج ميليشيا الدعم السريع، وهو الاسم الجديد للجنجويد الذي تم تغييره عدة مرات لمواكبة الأحداث وإخفاء جرائمها. تغيرت الأسماء من "مراحيل" إلى "حرس الحدود" وأخيرًا "الدعم السريع"، لكن الغاية كانت واحدة: إخفاء الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوداني والهروب من المحاسبة لاحقًا.

استخدم الكيزان هذه الميليشيات ظنًا منهم أنها ستخلصهم من الثوار الذين وقفوا ضد نظامهم. قامت ميليشيا الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وتطهير عرقي ضد سكان دارفور، حتى أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق قادتهم وقادة الكيزان. حتى الآن، لم يُقبض سوى على كوشيب، الذي يُحاكم حاليًا في لاهاي بأكثر من ثلاثين تهمة، والقائمة طويلة وتضم مطلوبين آخرين، بعضهم معروف والبعض الآخر لم يُعلن عنه بعد.

ما لم يدركه المؤتمر الوطني (الكيزان) وحزب الأمة في ذلك الوقت هو أن الجنجويد كانوا، منذ البداية، يبنون مجدهم لإنشاء دولة العطاوة لاستيطان عربان الشتات على حساب الشعب السوداني. استخدموا سياسة مكيافيلية (الغاية تبرر الوسيلة) حتى لو كان ذلك يعني إبادة الشعب بأكمله، كما يحدث الآن.

استدرجت الجنجويد الأحزاب التقليدية للوصول إلى اللحظة المناسبة لإعلان دولتهم. وجاءت هذه اللحظة على طبق من ذهب عندما استغلوا ثورة ديسمبر، وبرز المجرم حميدتي كقائد جنجويدي متسلقًا على أكتاف أحزاب قحت ليعين نائبًا للرئيس من العدم. تم ذلك عبر صفقة بينه وبين أحزاب قحت التي اعتقدت أنه الضامن الأساسي لها للوصول إلى السلطة. تم تمكين حميدتي ودعمه حتى أصبح يملك جبالًا من الذهب (جبل عامر) بترخيص من الحكومة تحت رئاسة د. حمدوك، الذي أضاع أعظم فرصة للشعب السوداني بسبب سياساته المنافقة وغير الجادة، واعتماده على عملاء من دول الشر.

ما يُظهر ذلك بوضوح هو الوضع الحالي مع هذه الحرب اللعينة التي كشفت المستور. أصبحت قحت الجناح السياسي للجنجويد، حيث قامت فقط بتغيير اسمها إلى تنسيقية "تقدم" لتبدو شاملة. كل من الجنجويد و"تقدم" تلعبان دورًا هامًا، حيث تظهر "تقدم" موقفًا حياديًا علنًا، لكن قادتها يظهرون نواياهم الحقيقية بين الحين والآخر. ما صرح به د. علاء نقد، القيادي البارز في تنسيقية "تقدم"، بأنهم قاموا بالتنسيق مع مليشيا الدعم السريع الإرهابية في ولاية الجزيرة وساعدوا الإدارة المدنية المعينة هناك من قبل الدعم السريع، حتى وصلت أعمالهم إلى مرحلة متقدمة، حيث تبرعت "تقدم" للدعم السريع بما يقارب 200 مليار جنيه سوداني، حسب قوله في تسجيل فيديو. كما صرح خالد سلك القيادي في"تقدم": "استبعاد خيار تشظي السودان يغالط تاريخنا الخاص وتجارب الإقليم الشبيهة من حولنا"، وهذا يؤكد دعمهم لخيار تقسيم السودان كما تتبناه مليشيا الدعم السريع الإرهابية.

هذان التصريحان الخطيران يؤكدان أن "تقدم" والجنجويد وجهان لعملة واحدة، تعملان بخفاء على تدمير السودان وشعبه وفقًا لخطط مدروسة من دول الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها من دول محور الشر.

الجنجويد و"تقدم" وأبواقهما يرمون اللوم على الكيزان ويبررون جرائمهم ضد الشعب بمبررات واهية، لكن في واقع الأمر، يعملون بكل جدية لإحياء الكيزان بتحالفات خفية مع العملاء التي تهدد السودان برمته. ولكن ليعلم الجنجويد و"تقدم" أن الشعب السوداني قد قرر، ووصل إلى نتيجة حتمية، أنه مستعد للوقوف مع من يحارب الجنجويد وأعوانهم، حتى لو كان ذلك الشيطان نفسه، ناهيك عن الكيزان والفلول. الأولوية الآن هي التخلص من مليشيا الدعم السريع الإرهابية، ومن ثم لكل حادث حديث. لا أحد يمكنه المزايدة على الشعب السوداني الذي حارب الكيزان لسنين عدة. إذا استمرت تنسيقية "تقدم" بهذه الطريقة، فستصبح يومًا ما أخطر من الجنجويد أنفسهم، لأنهم فقدوا السلطة التي أفسدوها على مدى ثلاث سنوات عجاف، ويحلمون بالعودة إليها بأي ثمن. وفي هذا السياق، يتم ابتزازهم من قبل الجنجويد باتفاقيات خفية، مما يجعلهم عاجزين عن التبرؤ من المليشيا. لكن سيأتي اليوم الذي يندمون فيه على كل خطوة اتخذوها ضد السودان وشعبه. الأيام القادمة ستكشف الكثير من الحقائق.

 

حسين بَقَيرة
برمنغهام
الأحد الموافق 25/08/2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی ا الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

من قتل جلحة الجنرال المشاغب في الدعم السريع ولماذا يصمت الجيش السوداني؟

الخرطوم- لا يزال السودانيون يتداولون الحكايات والسيناريوهات المختلفة عن مقتل القائد الميداني البارز في قوات الدعم السريع، رحمة الله المهدي، الشهير باسم "جلحة"، الذي لقى مصرعه بالخرطوم يوم الثلاثاء الماضي.

ويُعتبر "جلحة" واحدا من أشهر قادة الدعم السريع، بحيث كان يتنقل بقواته من مختلف المحاور بين الخرطوم والجزيرة وكردفان، وينشط بشكل لافت على وسائط التواصل الاجتماعي.

في هذا التحقيق، تحاول الجزيرة نت الوقوف على الروايات المختلفة عن مقتل "جلحة" المثير للجدل، حيث يقول مراقبون إن العملية تمت بأسلوب المافيا في تصفية المنافسين. وثمة من تحدث عن خفايا اتصالات بين "جلحة" والجيش ومن قام بدور الوسيط في هذه الاتصالات.

وثمة تفاصيل كثيرة عن الخلاف بين جلحة والرجل الثاني في قوات الدعم السريع وهو الجنرال عبد الرحيم دقلو شقيق قائدها محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".

#جلحة
28 يناير 2025م

أعلنت عناصر من #مليشيا_الجنجويد خبر وفاة رئيس حركة شجعان #كردفان والمنضم ل المليشيا جلحة رحمة الله في إحدى المعارك مع الجيش.

وحقيقة الأمر أن جلحة إنسحب من محاور الجزيرة مع عدد من قواته إلى مدينة #بارا وظل يتردد بين بارا و #أم_روابه إلى قبل أيام قليلة
(1\2) pic.twitter.com/z0sHLkMGkV

— أخبار شرق كردفان (@EastKordofan) January 28, 2025

تساؤلات عن قتله

يوم الثلاثاء الماضي، نعى بعض قادة قوات الدعم السريع الجنرال رحمة المهدي "جلحة". لكن لم تكن الكلمات كافية لإزالة اللبس حول غياب الجنرال المثير للجدل حيث قفزت تساؤلات عن كيف وأين أدرك الموت "جلحة"؟

إعلان

وقبل أن يجد الناس إجابات عن أسئلتهم، كانت رواية أخرى تقول إن جلحة تعرض للتصفية على أيدي رفاقه في الدعم السريع إثر خلافات لم تكن مخفية بين الرجل الذي يعشق الظهور في السوشيال ميديا والحركة المسلحة التي يتحرك قادتها بحذر وفي صمت حتى تحسبهم أمواتا.

بدايات مشاغب

من فراغ البادية العريض، برز الشاب النحيل رحمة المهدي المعروف بـ"الجنرال جلحة". ويحاول الكاتب الصحفي محمد حامد جمعة فك شفرة البدايات للقائد المشاغب ويقول للجزيرة نت، إن جلحة لم يتلقَّ تعليما نظاميا، لكنه ظهر مع المناخ الذي أعقب اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة السودانية وقت ذاك والحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق في عام 2005، والتي شجعت بما جلبته من منافع لجنوب السودان من تنامي تيارات مطلبية خاصة في المناطق المنتجة للبترول في جنوب وغرب كردفان.

هنا يقدم "جلحة" نفسه باعتباره قائدا لحركة أسماها "شجعان كردفان"، وفي روايات أخرى يقدم نفسه قائدا لقوات "التدخل السريع"، والتي تملك جيشا جرارا يمكن أن يخوض حروبا عابرة للدول والقارات.

وهذا الزعم يصفه مصدر أمني بـ"الوهم". ويقول المصدر للجزيرة نت إن جلحة لم يكن يملك قوات ضخمة بل قوته لم تتجاوز الـ200 فرد في أفضل الأحوال.

بندقية للإيجار

من بوادي كردفان، مضى الشاب جلحة إلى ليبيا يبتغي فرص العيش الكريم، لكن ليبيا تجتاحها ثورة شعبية تقلب الأوضاع رأسا على عقب في عام 2011. وباتت القوى العسكرية الليبية تستقوي على بعضها ببنادق رجال من دول الجوار. وظاهرة البنادق الأجيرة في ليبيا عُقدت لها المؤتمرات الدولية لتفكيكها وتسريحها وإعادتها لبلاد المنشأ.

ومن بين حمَلة هذه البنادق الأجيرة كان الشاب رحمة المهدي والذي بات في صفوف قوات الجنرال خليفة حفتر، ولم ينتبه كثير من الناس لهذا الشاب والذي كثيرا ما يعتلي المنابر الإسفيرية ليقول حديثا بعضه يغضب والآخر يضحك.

إعلان

بعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل/نيسان 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني ومقتل عدد من قيادات الدعم السريع جاب قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو ميادين الدول المجاورة ليعيد استيراد البندقية المغتربة. وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام عاد جلحة للسودان منضما لقوات الدعم السريع.

وهنا، يقول الصحفي محمد حامد نوار، إن "جلحة" لم يكن على توافق كبير من شقيق حميدتي ونائبه، عبد الرحيم دقلو. كما أظهر نبرة استعلائية واستقلالية عن الدعم السريع حيث كان يقدم نفسه باعتباره قائدا لقوات "التدخل السريع" وأحيانا يبرز على الهواء عضلاته القبلية في إطار الصراع القبلي المسكوت عنه داخل "الدعم السريع"، خاصة بين قبيلتي "الرزيقات" و"حميدتي"، و"المسيرية" التي ينتمي إليها "جلحة".

شبيه القذافي

يعتقد مصدر أمني تحدث للجزيرة نت، أن "جلحة" كان يتجنب خوض المعارك الكبيرة بجانب الدعم السريع، وهو ما يتفق معه الصحفي محمد حامد جمعة، ويضيف أن "جلحة" اعتمد على "الحلقوم" وتخصص في الخطب الحماسية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

يعتقد جمعة أن جلحة كان ذكيا في تعامله مع الميدان الحربي فقد كان أيضا يبرز وجها رحيما حينما يتجنب مهاجمة المدن أو ينتقد علانية الذين يقومون بذلك كما حدث مع ضابط الدعم السريع عمر شارون الذي عنف شيخا كبيرا في ولاية الجزيرة فتصدى له جلحة على الملأ موبخا.

يرى محمد حامد جمعة أن جلحة كان متأثرا في أدائه السياسي المسرحي  بشخصية العقيد القذافي المتقلبة المزاج والمشاغبة، وتمنح اللكنة الليبية التي يتحدث بها "جلحة" المقاربة وجها آخر. وكذلك يتقمص شخصية "حميدتي"؛ فتجري على لسانه اللغة البسيطة والعميقة في الوقت ذاته.

واستخدم "جلحة" كثيرا الأمثلة الشعبية وفي مرات أخرى آيات القرآن الكريم. وبين هذا وذاك قدم خطابا شعبويا غير متماسك، وجد آذانا تستمع له ربما لفرط غرابته أو لبساطته. لكن المصدر الأمني وهو لواء متقاعد من المخابرات السودانية يلخص شخصية جلحة للجزيرة نت ويصفه بالمسرحي المهرج.

إعلان خلافات معلنة وخفية

خلافات الجنرال "جلحة" كانت كثيرة حيث عبّر عن بعضها علانية؛ إذ قال في إحدى خطبه إنه قائد "قوات التدخل السريع" وفي تغريدة أخرى منح نفسه رتبة فريق، وفي ثالثة تحدى قائد قوات الدعم السريع، بشكل غير مباشر حينما قال إن كان هنالك من يرى أنه رضع لبن الإبل في إشارة للقبائل البدوية التي ينتمى لها الجنرال حميدتي، فإنه من أبناء القبائل التي ترعى الأبقار.

وهنا يشير الصحفي جمعة إلى أن الخلاف الأبرز كان بين "جلحة" والرجل الثاني في قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، وسبب هذا الصراع "المنافسة على مقعد الرجل الثاني في قوات الدعم السريع، وتغذيه أحاسيس بالتعالي القبلي بين الرجلين".

لكن الخلاف الأشهر وقع حينما وصف عمران عبد الله، مستشار حميدتي، "جلحة" بأنه "مجرد جندي"، فكاد ذاك التصريح يشق قوات الدعم السريع المكونة في غالبها من قبيلة الرزيقات، فيما يعتبر "جلحة" من أبرز وجوه قبيلة "المسيرية". وفي وجه ضغوط كثيرة اضطرّ مستشار حميدتي للاعتذار علنا عن تصريحاته التي أغضبت "جلحة".

اتصالات مع الجيش

بعد أن سيطر الجيش السوداني والقوات المساندة له على مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، لم ينسحب جلحة إلى خطوط دفاع الدعم السريع في شمال الولاية قريبا من العاصمة الخرطوم.

ويرسم محمد حامد جمعة طريق خروج "جلحة" من الجزيرة، وهو قرار يشير إلى ذكاء الرجل وربما اقترابه من الجيش السوداني، لكن بحسب جمعة فإنه كان يخطط للعودة لكردفان ليكون قريبا من أهله "المسيرية"، وفي الوقت ذاته يتفادى الميدان الساخن.

لكن فيما يعتقد جمعة، فإن الرجل المتطلع بات تحت الرقابة في الآونة الأخيرة فلم يجد مناصا أن يبقى في المنطقة الرمادية قريبا من الجيش السوداني بشرق النيل شرقي ولاية الخرطوم.

يقول مصدرنا الأمني الرفيع إن الجيش السوداني أجرى اتصالات مع الجنرال "جلحة" بعد أن رأى تباعد المسافة بينه وبين قادة الدعم السريع. وهو أمر يفصّل فيه محمد حامد جمعة ويقول إن الاتصالات بدأت عبر بعض القيادات في تنسيقية أبناء قبيلة المسيرية.

إعلان

وحسب جمعة، فإن أعيان القبيلة وجدوا ضوءا أخضر في مساعيهم من قبل الجيش السوداني، وأن قيادات في الجيش كانت ترغب بالاستثمار في شخصية جلحة المستقلة وكذلك انتسابه لقبيلة كبيرة ومؤثرة.

ما رواية الدعم السريع؟

جاءت رواية الدعم السريع حول مقتل الجنرال "جلحة" على لسان عمر جبريل، الذي نعاه في تغريدة على منصة "إكس"، مشيرا إلى مقتله دون تقديم إيضاحات سوى إبراز بطولته.

وتواصلت الجزيرة نت مع القيادي بقوات الدعم السريع حسبو أبو الفقراء، والذي أكد مقتل جلحة في كردفان مع عدد من القادة الميدانيين بعد أن استهدفته طائرة مسيّرة تتبع للجيش السوداني.

لكن آخرين في قوات الدعم السريع أكدوا أن مقتله كان منطقة شرق النيل ومن بين هؤلاء من قدم نفسه بأنه سائقه الشخصي وآخر من كان معه حيث يفيد، في رسالة مصورة، أن قائده قتل في منطقة "الكدرو" شمالي الخرطوم بحري يوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث تم استهدافه بمسيّرة للجيش السوداني، ويقسم السائق على تبرئة الدعم السريع من دم "جلحة".

أما أسرته، فحسب بيان نشره الباشا طبيق مستشار قائد الدعم السريع، فإن ابنها مات إثر غارة بمسيرات الجيش السوداني استهدفته وشقيقه موسى.

رئيس مجلس السيادة القائد العام البرهان يتفقد الخطوط الأمامية بمنطقة الجَيلي (وكالة الأنباء السودانية) هل ثمة رواية للجيش؟

لم يتحدث الجيش رسميا عن واقعة مقتل "جلحة"، لكن هنالك قطاعات ترى أنه تمت تصفيته على يد رفاقه في قوات الدعم السريع، ومن بين هؤلاء الناشط أحمد سليمان قور، والذي يرى في تصريحات لصحيفة الكرامة، أن "جلحة" تمت تصفيته بشكل دموي من قبل قوات الدعم السريع. ويقر قور بأنه كان أحد الذين ناشدوا "جلحة" بالانسحاب من قوات الدعم السريع والانضمام لصفوف الجيش السوداني.

ويضيف الصحفي حامد جمعة، المزيد من الغموض لحكاية مقتل "جلحة"، حيث يتساءل لماذا جاء مقتله في الوقت نفسه مع مقتل عدد من القادة الآخرين في الدعم السريع؟، والذين يجمع بينهم أنهم من إثنيات أخرى غير قبيلة الرزيقات، وأن الشكوك تدور حول ولائهم للدعم السريع مثل القائد الطاهر جاه الله، القادم من بادية الشكرية في وسط السودان، واثنين من أبناء قبيلة الرشايدة في شرق السودان.

إعلان

ويرى جمعة أن الدعم السريع بات مؤخرا "قوة عمياء" تعمل بأسلوب المافيا في تصفية الشهود والقادة المنافسين.

وعن صمت الجيش، يقول جمعة إنه ليس من مصلحة الأخير منح خصمه صك براءة من دماء قائد بارز ومعروف في صفوف الدعم السريع خاصة أن غياب "جلحة" أو تغييبه تزامن مع زخم انتصارات الجيش وانكسارات الدعم السريع.

وهنا يقدم اللواء المتقاعد في المخابرات السودانية معتصم الحسن رواية أكثر تفصيلا؛ حيث يقول إن جزءا من خلافات "جلحة" مع قيادات الدعم السريع كانت حول الحقوق المادية لجنوده، وكذلك اعتذاره عن المشاركة في العمليات العسكرية التي تلت تحرير ولاية الجزيرة على يد الجيش السوداني في 11 يناير/كانون الثاني.

ويضيف اللواء الحسن أنه تم استدراج "جلحة" من قبل الدعم السريع لمنطقة شرق النيل بالخرطوم حيث تمت تصفيته هناك. وهو اتجاه يمضي فيه القيادي بالقوة المشتركة التي تقاتل بجانب الجيش السوداني عثمان ذو النون، والذي طلب في تسجيل على منصة "إكس" من عشيرة "جلحة" عدم أخذ ثأرهم من قتلة ابنهم بمفهوم قبلي بل عبر الانخراط في صفوف الجيش السوداني، وذلك درءا للفتنة القبلية.

لكن حسبو الفقراء؛ القيادي البارز في قوات الدعم السريع، يرى في رواية تصفية جلحة "دعاية سمجة تستهدف الفتنة بين منسوبي الدعم السريع". بيد أن غياب الجنرال "جلحة" في هذا التوقيت يمكن أن يحسب كخسارة فادحة لقوات الدعم السريع التي تتعرض لضغوط في ميادين القتال.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يدين الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر
  • مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
  • قائد قوّات الدعم السريع يتوعّد بـطرد الجيش من الخرطوم
  • من قتل جلحة الجنرال المشاغب في الدعم السريع ولماذا يصمت الجيش السوداني؟
  • الدعم السريع يعترف بالانتكاسات ويتعهد بطرد الجيش من الخرطوم  
  • تقدم وفك الارتباط !!
  • الدعم السريع … شبح الحكومة من أجل الشرعية
  • فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد
  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات
  • نهاية الأصنام