أوكيو تفتتح مشروع سيب لزيادة الطاقة الاستيعابية لشبكة نقل الغاز في ظفار
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
افتتحت أوكيو لشبكات الغاز -المالك والمشغل الحصري لشبكة نقل الغاز الطبيعي في سلطنة عمان- اليوم مشروع "سيب" بتكلفة بلغت 76 مليون ريال عماني الذي يعد امتدادا إضافيا لشبكة نقل الغاز في محافظة ظفار بطول 208 كم.
رعى حفل الافتتاح صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار الذي أكد أنّ المحافظة تزخر بالعديد من القطاعات الاقتصادية التي من شأنها أن تُسهم في التنويع الاقتصادي ضمن رؤية عُمان 2040، وبالتالي توفير كميات إضافية من الغاز الذي يعد عنصرا مهما في تنفيذ عدة مشاريع خلال الفترة المقبلة.
وأضاف سموه في تصريح للصحفيين أن الكميات الإضافية من الغاز التي سيوفرها مشروع "سيب" ستكون عنصرا إضافيا لجذب العديد من المشاريع سواء من داخل سلطنة عمان أم خارجها إلى جانب الاستفادة من المقومات والتسهيلات والحوافز المتوفرة بمحافظة ظفار.
ويتكون المشروع من جزأين الأول يبلغ طوله 32 كم في حبارى، في ولاية هيماء، والجزء الثاني يبلغ طوله 176كم من هرويل إلى محطة ريسوت في صلالة بإجمالي 208 كم وبقطر 32 بوصة وبجانب خط الغاز القائم بقطر 24 بوصة.
ويشمل نطاق عمل المشروع كذلك إنشاء 6 من محطات صمامات الإغلاق بالإضافة إلى 3 محطات إطلاق واستقبال جديدة. وخلال مرحلة تنفيذ المشروع، تم نقل إجمالي 16.978 أنبوب (كل منها بقطر 32 بوصة وبطول 12.5 متر) إلى مواقع العمل عبر التضاريس الجبلية بمحافظتي ظفار والوسطى.
وقال المهندس منصور بن علي العبدلي، الرئيس التنفيذي لأوكيو لشبكات الغاز: إن افتتاح مشروع "سيب" بمحافظة ظفار يمثل محطة مهمة في سجل مشاريع الشركة، حيث يلبي هذا المشروع الطلب المتزايد على الغاز في المحافظة، ويعكس التزام الشركة نحو مجتمعاتها المحلية بشكل خاص والتنمية الاقتصادية بشكل عام بما يتواءم مع مستهدفات رؤية عمان 2040.
وأضاف في كلمته إن إنجاز مشروع "سيب" يمثل تقدما نوعيا في جهود الشركة الرامية نحو تعزيز البنية الأساسية للغاز الطبيعي في سلطنة عُمان. خاصة وأن هذا التوسع الاستراتيجي لا يلبي الطلب المتزايد على الطاقة في محافظة ظفار فحسب، بل يؤكد أيضا على تفاني الشركة نحو النمو المستدام، وعزمها في أن تكون من رواد التحول في الطاقة والطاقة النظيفة في المستقبل القريب.
من جانبه أوضح فيصل بن علي المعمري نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والتكنولوجيا والثقافة بشركة أوكيو لشبكات الغاز أن مشروع "سيب" يأتي ضمن خطط أوكيو لشبكات الغاز لزيادة الطاقة الاستيعابية لشبكة الغاز الطبيعي ومواكبة الزيادة السكانية والتطور العمراني والنمو الاقتصادي في محافظة ظفار، مشيرا إلى أن المشروع سيعمل على زيادة القدرة الاستيعابية لشبكة الغاز بنسبة 60% من 10 إلى 16 مليون متر مكعب يوميا.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن المشروع سيسهم في تنفيذ عدد من المشاريع التنموية والاقتصادية كالبتروكيماويات والمعادن ومشاريع الطاقة والمياه التي تشهد طلبا كبيرا نتيجة للتوسع العمراني الذي تشهده محافظة ظفار وأيضا في المواسم وخاصة خلال موسم الخريف.
وحافظت أوكيو لشبكات الغاز على معدلات توافر الغاز لزبائنها بنسبة 99.9% طوال آخر السنوات العشر، ولم تسجل أي انقطاعات في إمدادات الغاز، حيث نقلت الشركة في العام الماضي حوالي 40 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من خلال شبكة أنابيب متكاملة، وتمتلك الشركة أكثر من 4031 كيلومترا من خطوط أنابيب الغاز في سلطنة عمان.
وأسهمت الشركة في تعزيز مبادرات القيمة المحلية المضافة، حيث تم استثمار 11.5 مليون ريال عماني في المواد والخدمات المحلية اللازمة لتنفيذ المشروع، وقد تم إشراك عدد من الكفاءات العمانية من المجتمع المحلي في مناطق المشروع، حيث تم توظيف أكثر من 380 عمانيا في المشروع خلال فترة تنفيذ المشروع.
وأسهم المشروع في تأهيل الكوادر الوطنية وفقا للمعايير العالمية، حيث تم تدريب الموظفين تدريبا شاملا في مجالات مهمة مثل الصحة والسلامة والبيئة، وغيرها من المجالات.
يذكر أن أوكيو لشبكات الغاز تعمل كحلقة ربط أساسية تربط منتجي الغاز بمستهلكي الغاز العاملين في القطاعات الأساسية لإنتاج المواد الخام والغاز الطبيعي المسال وتوليد الكهرباء وتحلية المياه، والنفط والغاز، والمحطات الصناعية والتجارية كالمصانع البتروكيماوية، ومصانع الأسمدة، ومصانع الألمنيوم ومصانع الصلب.
حضر حفل افتتاح مشروع "سيب" عدد من أصحاب المعالي والسعادة وأعيان محافظة ظفار ومجلس إدارة أوكيو لشبكات الغاز، وعدد من الشركاء الرئيسيين والمتعاقدين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أوکیو لشبکات الغاز الغاز الطبیعی محافظة ظفار الغاز فی
إقرأ أيضاً:
مشروع صفر نفايات في تركيا.. 7 سنوات من النجاح
دشنت تركيا عام 2017 مشروع "صفر نفايات" بمبادرة من أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي، لتضع أساسا لرؤية طموحة تهدف إلى تقليل التلوث البيئي وتعزيز الاقتصاد الدائري.
يستهدف المشروع تقليص حجم النفايات وإعادة تدويرها عبر تغيير السلوكيات المجتمعية، مع تحقيق مكاسب بيئية واقتصادية طموحة. فمنذ انطلاقه، شهد المشروع ارتفاع معدل إعادة التدوير من 13% عند إطلاقه إلى 35% في عام 2023، مع خطط للوصول إلى 60% بحلول عام 2035، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
والهدف من هذه الحركة هو تجنب إرسال القمامة إلى مكبات النفايات أو محارق النفايات أو المحيطات أو أي جزء آخر من البيئة، في خطوة تهدف لتقليل التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال تقليل الطلب على المواد الخام.
كما أن هذا السيناريو يساهم في تقليل انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري المرتبطة بتحلل النفايات، ويقلل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة في المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة وللتغليف.
دشنت تركيا عام 2017 مشروع "صفر نفايات" بمبادرة من أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي (الأناضول)ولم تقف حدود المشروع عند الداخل التركي، بل امتدت عالميا حين اعتمدت الأمم المتحدة يوما عالميا لـ"صفر نفايات" في 30 مارس/آذار 2023، استجابة لمقترح تقدمت به تركيا بدعم 105 دول، وهو ما أكد مكانة المشروع كمنصة للتعاون الدولي في مواجهة تحديات التغير المناخي، وجعله نموذجا يحتذى به للدول التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة.
إعلانوتقول المبادرة إنها تعتمد على 6 مبادئ وهي: منع الإسراف، وتقليل نسبة النفايات، وفصلها وتصنيفها، والاستخدام الإنتاجي للموارد الطبيعية، وجلب الفائدة للاقتصاد عبر إعادة التدوير. وأخيرا، ترك عالم نظيف وصالح للعيش للأجيال القادمة.
وفرعا لهذا المشروع، أطلقت تركيا برنامج "صفر نفايات زرقاء" في يونيو/حزيران 2019، لحماية البحار وموارد المياه وتنظيفها من أطنان النفايات التي تضر الكائنات التي تعيش في المياه وحماية الإنسان المستهلك من الأضرار التي قد تنجم عنه بسبب نفايات المياه.
7 قارات في 7 سنواتوفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، احتفل مشروع "صفر نفايات" التركي بمرور 7 سنوات على انطلاقه تحت شعار "7 قارات في 7 سنوات"، مؤكدا مكانته كواحد من أبرز المبادرات البيئية عالميا.
ووصفت السيدة الأولى في تركيا أمينة أردوغان، صاحبة المبادرة، المشروع بأنه "نسمة أمل للإنسانية"، مشددة على أن تركيا أصبحت رائدة في هذه "الصحوة البيئية" التي تهدف إلى بناء مستقبل مستدام.
وفي بيان أصدرته وزارة البيئة والتحضر والتغير المناخي التركية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكدت أن المبادرة تسعى إلى "منع توليد النفايات من المصدر، وزيادة إعادة التدوير، وتحسين كفاءة الموارد".
وأشار البيان إلى أن 193 ألف مبنى في تركيا اعتمدت نظام إدارة النفايات الصفرية منذ إطلاق المشروع، بينما ساهمت المديرية العامة لبنك "إيللر" التركي في إنشاء 46 منشأة متخصصة لتخزين النفايات وفصلها ونقلها في أنحاء البلاد، وتم إعادة تدوير 60 مليون طن من النفايات حتى الآن.
كما أوضح البيان أن مرافق النفايات الصلبة في تركيا تفصل يوميا 9 آلاف طن من النفايات وتحولها إلى منتجات أو طاقة، مما يعكس نجاح المشروع في تحقيق مكاسب بيئية واقتصادية ملموسة.
وساهم مشروع "صفر نفايات" التركي منذ انطلاقه في تحقيق إنجازات بيئية واقتصادية غير مسبوقة، تمثلت في إنقاذ 498 مليون شجرة من القطع، وتوفير 819 مليون متر مكعب من المياه و127 مليون برميل من النفط، إضافة إلى منع انبعاث 5.9 ملايين طن من الغازات الدفيئة، بحسب بيانات الوزارة.
إعلانوعلى صعيد الطاقة، أسهم المشروع في توفير 2.6 مليار كيلووات/ساعة، واستعادة 185 مليار ليرة تركية إلى الاقتصاد عبر عمليات إعادة التدوير. كما وفر المشروع 104 ملايين متر مكعب من مساحة التخزين، مما يعكس تأثيره المباشر على تقليل العبء البيئي وتحقيق مكاسب اقتصادية مستدامة.
وعُقد الاجتماع الثالث للجنة الاستشارية رفيعة المستوى لمبادرة "صفر نفايات" التابعة للأمم المتحدة في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وشارك فيه أعضاء اللجنة إلى جانب عدد من الشخصيات الدولية المتخصصة في مجالات الاستدامة وإدارة النفايات.
وخلال الاجتماع، ناقش الأعضاء خطط تنفيذ مبادرات "صفر نفايات" على المستوى العالمي لعامي 2025-2026، مع التركيز على تعزيز الوعي البيئي وتقليل النفايات من المصدر.
وحاز المشروع على العديد من الجوائز الدولية المرموقة، في حين كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول الموقعين على إعلان النوايا الحسنة العالمي لصفر نفايات، تأكيدا على التزام تركيا الراسخ بقيادة الجهود البيئية على المستوى الدولي.
يستهدف المشروع تقليص حجم النفايات وإعادة تدويرها عبر تغيير السلوكيات المجتمعية (الأناضول) إهدار الغذاء أزمة ملحةمن جانبها، أكدت لارا فان دروتن، عضو المجلس الاستشاري لمبادرة "صفر نفايات"، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن قطاع النفايات يمثل مصدرا رئيسا لانبعاثات غاز الميثان، وهو غاز أكثر تأثيرا على المناخ من ثاني أكسيد الكربون. وشددت على أهمية الحد من هذه الانبعاثات خلال العقدين المقبلين لتجنب الوصول إلى نقطة اللاعودة في تغير المناخ.
وأوضحت فان دروتن أن البنك الدولي يتوقع زيادة حجم النفايات عالميا بنسبة 73% بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2020، مشيرةً إلى أن النفايات العضوية، مثل بقايا الطعام ومخلفات الحدائق، تشكل الجزء الأكبر من النفايات التي تسبب انبعاثات الميثان.
إعلانووصفت فان دروتن مشكلة إهدار الغذاء بأنها "التحدي الأكثر إلحاحا في إدارة النفايات"، مشيرة إلى أن ثلث الغذاء المنتج عالميا يصبح نفايات. وقالت إنه إذا كانت نفايات الغذاء دولة، لكانت ثالث أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعد الولايات المتحدة والصين. وأكدت أن التخلص من كيلوغرام واحد من نفايات الطعام يعادل انبعاثات 25 ألف زجاجة بلاستيكية. وأضافت: "إذا أردنا إحداث تغيير حقيقي، يجب أن نركز فورا على مشكلة نفايات الطعام".
في السياق، أكدت إيليف غوربوز، الإدارية في مشروع "صفر نفايات"، أن المبادرة تهدف إلى تحقيق بيئة مستدامة وتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية من خلال إعادة استخدام النفايات كموارد اقتصادية. وقالت: "نطمح للوصول إلى نسبة إعادة تدوير 60% بحلول عام 2035، وجعل تركيا نموذجا عالميا في إدارة النفايات بحلول عام 2053، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة".
وأضافت غوربوز في حديث لـ"الجزيرة نت"، أن المشروع يعزز الاقتصاد الدائري من خلال دمج النفايات في النظام الاقتصادي كمواد خام، مما يقلل من الاعتماد على الاستيراد ويوفر فرص عمل جديدة في قطاعات إعادة التدوير.
وفيما يتعلق بخطط التوسع، أشارت غوربوز إلى أن المشروع يستهدف قطاعات جديدة، مثل البناء والزراعة، مع التركيز على المناطق الريفية التي تعاني نقصا في البنية التحتية لإدارة النفايات.
وحول التحديات التي تواجه المشروع، أوضحت غوربوز أن أبرزها يتمثل في نقص البنية التحتية المناسبة في المناطق الريفية وصعوبة تغيير السلوكيات المجتمعية نحو إعادة التدوير، وأضافت: "نعمل على مواجهة هذه التحديات من خلال توفير موارد إضافية، وتنظيم برامج توعية مكثفة، وتطوير حلول تقنية تناسب هذه المناطق".