بعيدًا عن الأسباب وما تلاها من نتائج وتبادل للاتهامات، فإن ما حصل في بلدة الكحالة أمس يؤكد مرّة جديدة أهمية أن تتحمّل الدولة بكل أجهزتها مسؤوليتها كاملة على كل الأصعدة.
فحادثة الكحالة بخلفياتها ونتائجها قد تكون واحدة من بين حوادث كثيرة قد تحصل في أي منطقة لبنانية، خصوصًا في ظل الظروف غير الطبيعية، التي تعيشها البلاد بفعل الفراغات المتتالية والمتوالية، وأهمّها الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، وما يتفرّع عنه من ملاحق مالية واقتصادية واجتماعية وأمنية.
كان في الإمكان تفادي ما حصل في الكحالة لو أن الدولة هي دولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، ولو أن الحياة السياسية منتظمة بكل عناصرها، ولو أن في البلاد رئيسًا للجمهورية وحكومة كاملة المواصفات والصلاحيات ومجلس نيابي يشرّع ويراقب ويحاسب. قد تكون هذه الحادثة مجرد صدفة، ولكن هذه الصدفة قد أصبحت واقعًا على الأرض لا يمكن لأحد التنصل منه، أو الاستمرار في تجاهله، والتصرّف على أنه لم يكن، وعلى أساس أنه حادث عرضي. ولأنه ليس حادثًا عرضيًا، ولأنه ليس حدثًا عادّيًا، فإن على القوى الأمنية، ولاسيما الجيش، أن تضع يدها على هذا الملف، وأن تجري تحقيقًا سريعًا، وتصدر بيانًا يكشف فيه كامل الحقيقة، وذلك تلافيًا للانجرار وراء شائعات وتفسيرات مغلوطة، وربما إلى مشروع فتنة قد تقود البلاد إلى الأماكن، التي لا يريدها أحد من المؤمنين بحتمية التلاقي على أكثر من قاسم مشترك بين اللبنانيين، الذين يتوقون إلى سلام ووئام قائمين على أسس ومرتكزات ثابتة وغير متزعزعة. ما حصل في الكحالة بالأمس، وما يمكن أن يحصل في أي منطقة لبنانية أخرى، يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار بالنسبة إلى جميع القوى السياسية، التي تدفع البلاد دفعًا نحو أقدار غير محسومة النتائج غير الحميدة، وذلك بترك البلاد تسير من دون رئيس للجمهورية ومن دون مؤسسات عامة تقوم بدوها على أكمل وجه.
فما بين الفتنة وعدمها خيط رفيع، وهو يكاد ينقطع لكثرة ما يتعرّض للضغط، الذي يُمارس عليه من كل جهة وصوب. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
3 أسود تفترس حارس حديقة الحيوانات في الجزائر
شهدت ولاية تلمسان الجزائرية واقعة مأساوية حيث هاجمت 3 أسود حارساً في حديقة حيوانات مغلقة، مما أدى إلى وفاته بطريقة مروعة.
وأفادت وسائل إعلام جزائرية بأن الواقعة حدثت أثناء أداء الحارس عمله داخل حديقة المنصورة، حيث كان بصدد تقديم الأكل للأسود، فهجمت عليه وافترسته حتى لقي مصرعه.
ووفق المصادر، فإن الحديقة نفسها مغلقة للجمهور منذ عام 2021 بقرار ولائي بسبب ظروف مثل ضيق أماكن إيواء الحيوانات، لكن الموظفين استمروا في رعاية الحيوانات الموجودة هناك.
وأعادت حادثة تلمسان الذاكرة إلى حادثة الفيوم المماثلة والتي وقعت في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) في مصر، عندما هاجم أسد حارس حديقة حيوان كان يرعاه منذ عدة سنوات في محافظة الفيوم (غرب)، ثم التهمه.
مصر: غضب واسع بسبب "شماتة" فنانة في وفاة حارس التهمه أسد - موقع 24أثارت الفنانة المصرية آية سماحة موجة واسعة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أعربت عن سعادتها بوفاة حارس بحديقة حيوان الفيوم، الذي لقي حتفه عقب تعرضه لهجوم من أسد خلال تأدية عمله.
أثارت الحادثة ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر، فقد أبدى البعض تعاطفاً مع مصرع الحارس وعلق أحدهم "كم هو مؤلم أن يلقى مصرعه بهذه الطريقة؟"
حادثة مروعة بمصر.. أسد يلتهم حارسه بدلاً من وجبته - موقع 24شهدت حديقة حيوانات في محافظة الفيوم المصرية حادثة مأساوية، حيث هاجم أسد حارسه أثناء تأديته لمهامه اليومية، ما أدى إلى وفاته.
والبعض انتقد إجراءات السلامة في المركز متسائلين عن كيفية السماح للحارس بدخول قفص الأسود دون حماية كافية، أو السبب وراء عدم نقل الحيوانات رغم أن الحديقة مغلقة منذ سنوات.