سودانايل:
2024-09-13@13:03:01 GMT

بيرييلو والدقير والوقوف على الحافة

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن اللقاء الذي أجرته قناة " الجزيرة مباشر" مع المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو و عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني و القيادي بتحالف " تقدم" حول نتائج مفاوضات جنيف، إلي جانب تناول العدد من القضايا المرتبطة بالحرب و كيفية وقفها، و غيرها من القضايا الأخرى.. في الحوار؛ استطاع المحاور أن يطرح العديد من الأسئلة التي تدور في ذهنية التيارات المختلفة جميعها لمعرفة كيف يفكرون تجاه حل المشكل.

نجد أن المبعوث الأمريكي في اللقاء قد مال بقوة إلي الجانب الدبلوماسي، حيث جعل العديد من الأسئلة معلقة دون أن يخوض فيها و يقدم إجابات قاطعة.. المبعوث الأمريكي يعتقد أن نجاح جنيف أنها استطاعت أن تجد طريقا لدخول الإغاثة، و وصولها ألي 20 مليون كما جاء في حديثه..
أن إجابة المبعوث الأمريكي على العديد من الأسئلة التي طرحت، و المتعلقة بشرعية الحكومة في السودان، و تطورات الحرب ،و التدخلات الخارجية، كانت إجابة المبعوث تؤكد أن الولايات المتحدة لا تملك تصورا محددا لقضية وقف الحرب في السودان بعد جنيف، لذلك كان يكرر المبعوث مقولة "أننا سوف نتشاور مع أصدقانا في المنطقة و الاتحاد الأفريقي و الإيغاد" لمواجهة التطورات الجديدة التي تفرض ذاتها على الواقع" و عن شرعية ربطها بالجيش أن الجيش يعتبر مؤسسة عريقة يجب الاعتماد عليها، و قال رغم تشكيك البعض في المؤسسة لكن نعتبرها مؤسسة وطنية تلعب دورا مهما في هذه المرحلة.. لكنه أشار أن عناصر النظام السابق يحاولون استقلال المؤسسة للرجوع مرة أخرى للسلطة..
الملاحظ في حديث المبعوث الأمريكي: أنه تأثر تأثيرا كبيرا بالثقافة السياسية السودانية، عندما يستلف لسان الشعب و يتحدث به، رغم أنه كان يقابل مجموعات محدودة جدا، و يستقي منها المعلومات، و لم يكلف نفسه الذهاب إلي تجمعات السودانيين و يسمع منهم، و حتى لم يزور السودان ليسمع من المواطنين، و الذين هجروا منازلهم و ذهبوا لولايات أخرى.. رغم ذلك أصبح مثل عناصر الأحزاب التي لا تستطيع أن تصرح بلسان حزبها لكي تقدم خطابها بل دائما تستلف لسان الشعب، فأصبح المبعوث يقول أن الشعب السوداني يريد كذا..، و هي محاولة لإيجاد منطق للحديث الذي يقوله رغم أنه يعلم هي ليست الحقيقة..
عندما سئل عن أن الميليشيا تصريحات عناصر الميليشيا بفشل المفاوضات سوف يشكلون حكومة في الخرطوم.. جاوب بدبلوماسية تؤكد أن الميليشيا لا تستطيع فعل ذلك لأنها لن تجد من يتجاوب معها.. و السؤال الأخر أيضا كان عن أن دعوة الميليشيا و أيضا قوى مدنية أخرى لحظر دولي لطيران الجيش.. قال هذه قضايا النظر إليها يفرضه واقع تطورات الحرب، و هي قضية تحتاج إلي تشاور مع الأصدقاء خاصة في السعودية و مصر و أخرين، و هي مسألة ليست مطروح الآن في أجندة أمريكا، و كان من قبل سئل عن تدخل دولي تحت البند السابع قال هذه مسألأة تحتاج إلي قرار من مجلس الأمن و صعب الحصول عليه لأنها قضية خاضعة للصراع الإستراتيجي في المجلس..
من خلال إجابات المبعوث الأمريكي لم يضيف جديدا، بل كان فرحا أن جنيف نجحت بدخول الإغاثة، و يعتبرها خطوة ناجحة في مهمته، و لذلك هو لا يريد أن يدخل في إجابات مباشرة يحمل الإدارة الأمريكية تبعاتها، خاصة أن الديمقراطيين الآن يكرسون مجهوداتهم لنجاح مرشحتهم في انتخابات الرئاسة.. و بالتالي تكون أمريكا قد أغلقت هذا الملف لما بعد الإتهاء من الانتخابات، و بالضرور سوف تأتي بعناصر جديدة..
الحوار الثاني الذي أجرته قناة " الجزيرة مباشر" كان مع عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني و قيادي بتحالف " تقدم" و هنا سوف أتناول بعض القضايا الجديدة التي تحدث عنها الدقير.. عن ما هي الأخطاء التي رتكبوها في الفترة الانتقالية؟ قال الدقير ( الانقسام الذي ضرب وحدة قوى الثورة) لكنه لم يخوض في اسباب الإنقسام.. و هي معروفة "الصراع على السلطة و الحاصصات" و هو نفسه السبب الذي فشل " الاتفاق الإطاري" و الجديد في حديث الدقير قوله ( يجب تصفية قلوب السودانيين و البعد عن خطاب الكراهية.. و يجب علينا صناعة طريق السلام لشعبنا و البعد عن الأجندة الخاصة.. و يجب أن تكون هناك جبهة أوسع من " تقدم" و قال أيضا ليس كل ما يقال في وسائل الاتصال الاجتماعي بأنه يعبر عن كل السودانيين هناك الأغلبية الصامته) و أهم مقولة له أن يجتمع السودانيون الديمقراطيون و يعتمدوا على أنفسهم و لا يعتمدوا على النفوذ الخارجي) هذه مقولات جديدة تحتاج إلي طريقة جديدة في التفكير للتعاطي معها، و تحتاج إيضا إلي تغيير أسلوب الممارسة.. لآن القول يحدث فقط انتباهة لكنه لا يعيد الثقة، الذي يعيد الثقة أن تتبع القول بالممارسة.. و قوله البحث عن تحالف أوسع من " تقدم" هو تأكيد غير مباشر أن " تقدم" فشلت في أن تصبح هي القوى المدنية الجامعة، و فشلها سببه قلة الخبرة عند قياداتها.. و يصبح السؤال أن الآراء الجديدة التي قدمها الدقير هي قناعة بالفعل لكي تحدث أختراقا في جسم الأزمة، أم بالونات أختبار؟..
المسألة الأخرى التي أحرجت الدقير.. قال المحاور له إذا طلب علي كراتي أن يتحاور معكم في قضية الديمقراطية تقبلون؟ قال يجب أن يثبت أنه بالفعل تغير، و أنهم جادين في ذلك.. السؤال كيف يثبت أنهم تغيروا و أنهم جادين؟.. ما هي الإثباتات التي يريدها الدقير؟ ليس هناك إثبات غير الحوار لكي تفهم حقيقة الذي في عقل على كرتي أو في عقل خصمك؟ و القيادات التي تخلد في التاريخ هي التي تقدم على الخوض و الحوار المباشر مع الذين يعتقدون هم سببا للأزمة؟ لكن للأسف أن القيادات السودانية تتخوف من القوى السياسة التي تعتقد أنها سوف تجلد ظهورهم بالسياط.. نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المبعوث الأمریکی

إقرأ أيضاً:

في إحاطة لمجلس الأمن.. غروندبرغ: خطر العودة إلى حرب شاملة في اليمن لا يزال قائماً

أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، استمرار حالة التصعيد والتوتر العسكري في البلاد، وسط أنشطة عسكرية مثيرة للقلق على خطوط الجبهات في عدد من المحافظات، وأن خطر العودة إلى حرب شاملة لا يزال قائماً.

جاء ذلك في إحاطة تقدم بها الخميس إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ذكر فيها أنه مضى أكثر من 100 يوم على اعتقال مليشيا الحوثي العاملين في المجال الإنساني والتنموي والتعليمي والحقوقي.

وأفاد المبعوث الأممي، بأن هناك نشاطا عسكريا مثيرا للقلق على خطوط الجبهات، إلى جانب تصاعد حدة الخطاب بين الأطراف المتنازعة.

ولفت إلى أنه بالرغم "من أن مستويات العنف لا تزال أقل مما كانت عليه قبل الهدنة عام 2022، إلا أن الاشتباكات في جبهات الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، وتعز غالباً ما تؤدي إلى خسائر في الأرواح بشكل مأساوي وغير مبرر".

وأكد أن "هذا الوضع الحالي يوضح بجلاء أن خطر العودة إلى حرب شاملة لا يزال قائماً".

وشدد على أن استمرار الحرب "يتسبب بمعاناة هائلة لمئات الآلاف وتفاقم تأثيراتها المزعزعة للاستقرار في أنحاء المنطقة"، حيث انعكست سلباً أيضاً على اليمن، مع استمرار الحوثيين في شن هجمات على السفن في البحر الأحمر، مما يهدد الاستقرار الإقليمي والأمن البحري الدولي، حد تعبيره.

المبعوث الأممي أقر بفشل مهمته، هذا إن لم يكن ذلك رغبة الأمم المتحدة، خصوصاً وهو يصف المرحلة بـ"الظروف الصعبة"، قبل أن يضيف مبرراً أسباب عثراته قائلاً: "ويبقى هدفي الرئيسي هو التوسط للتوصل إلى حل دائم وعادل للنزاع في اليمن". غير أنه يبدي عجزه متأسفا لاعتبارات "الحرب المستمرة في غزة، والتصعيد الإقليمي المرتبط بها، يعقدان من هذه الجهود".

التماهي الأممي مع مليشيا الحوثي، تجلت صوره أكثر بدعوة كررها غروندبرغ، موجهة من الأمين العام والمفوض السامي لحقوق الإنسان إلى مليشيا الحوثي دعا فيها إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة المحتجزين، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة، وأعضاء المجتمع المدني، وموظفو البعثات الدبلوماسية، والعاملون في القطاع الخاص، وأفراد من الأقليات الدينية". بدلاً من مطالبة المليشيا الحوثية والضغط عليها.

وتطرق إلى استهداف الحوثيين لناقلة النفط اليونانية "M.V. Sounion"، واصفا الأمر بالمقلق، وتهديداً وشيكاً بحدوث تسرب نفطي خطير وكارثة بيئية غير مسبوقة، مجددا الدعوة للمليشيا، وهذه المرة لوقف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وما حوله.

وفيما يخص الوضع الاقتصادي، أقر المبعوث الأممي أنه لم يلحظ تحسناً ولا يزال غير مستقر رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأطراف (الحكومة المعترف بها ومليشيا الحوثي) في 23 يوليو بشأن خفض التصعيد الاقتصادي وإعلان مجلس القيادة والبنك المركزي التراجع عن قرارات مطالبة البنوك التجارية الخاصة بنقل مقارها من صنعاء إلى عدن، بالإضافة إلى نقل مقر شرطة الخطوط الجوية اليمنية ومواردها المحتجزة لدى الحوثيين في صنعاء.

مقالات مشابهة

  • سكرتير إيقاد يبحث مع المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي الأزمة السودانية
  • المبعوث الأممي يقر بارتباط العمليات البحرية اليمنية بغزة
  • في إحاطة لمجلس الأمن.. غروندبرغ: خطر العودة إلى حرب شاملة في اليمن لا يزال قائماً
  • ”تطورات مثيرة للقلق”.. المبعوث الأممي: جماعة الحوثي تهدد الاستقرار الإقليمي
  • عمر الدقير: حل الأزمة في السودان مسؤولية السودانيين مع تقديرنا لكافة الجهود الخارجية
  • المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع
  • المبعوث الأمريكي للسودان: نقدر ما تفعله مصر والرئيس السيسي لحل الأزمة في الخرطوم
  • توم بيرييلو: لقاء رائع في الرياض مع نائب وزير الخارجية السعودي الخريجي
  • المبعوث المنافق توم بيرييلو: ما بين موقفه الآن وموقفه قبل 20 عامًا مضت!
  • فيديو قديم من عام 2004 يظهر المبعوث الأمريكي الخاص الحالي إلى السودان