بيرييلو والدقير والوقوف على الحافة
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن اللقاء الذي أجرته قناة " الجزيرة مباشر" مع المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو و عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني و القيادي بتحالف " تقدم" حول نتائج مفاوضات جنيف، إلي جانب تناول العدد من القضايا المرتبطة بالحرب و كيفية وقفها، و غيرها من القضايا الأخرى.. في الحوار؛ استطاع المحاور أن يطرح العديد من الأسئلة التي تدور في ذهنية التيارات المختلفة جميعها لمعرفة كيف يفكرون تجاه حل المشكل.
أن إجابة المبعوث الأمريكي على العديد من الأسئلة التي طرحت، و المتعلقة بشرعية الحكومة في السودان، و تطورات الحرب ،و التدخلات الخارجية، كانت إجابة المبعوث تؤكد أن الولايات المتحدة لا تملك تصورا محددا لقضية وقف الحرب في السودان بعد جنيف، لذلك كان يكرر المبعوث مقولة "أننا سوف نتشاور مع أصدقانا في المنطقة و الاتحاد الأفريقي و الإيغاد" لمواجهة التطورات الجديدة التي تفرض ذاتها على الواقع" و عن شرعية ربطها بالجيش أن الجيش يعتبر مؤسسة عريقة يجب الاعتماد عليها، و قال رغم تشكيك البعض في المؤسسة لكن نعتبرها مؤسسة وطنية تلعب دورا مهما في هذه المرحلة.. لكنه أشار أن عناصر النظام السابق يحاولون استقلال المؤسسة للرجوع مرة أخرى للسلطة..
الملاحظ في حديث المبعوث الأمريكي: أنه تأثر تأثيرا كبيرا بالثقافة السياسية السودانية، عندما يستلف لسان الشعب و يتحدث به، رغم أنه كان يقابل مجموعات محدودة جدا، و يستقي منها المعلومات، و لم يكلف نفسه الذهاب إلي تجمعات السودانيين و يسمع منهم، و حتى لم يزور السودان ليسمع من المواطنين، و الذين هجروا منازلهم و ذهبوا لولايات أخرى.. رغم ذلك أصبح مثل عناصر الأحزاب التي لا تستطيع أن تصرح بلسان حزبها لكي تقدم خطابها بل دائما تستلف لسان الشعب، فأصبح المبعوث يقول أن الشعب السوداني يريد كذا..، و هي محاولة لإيجاد منطق للحديث الذي يقوله رغم أنه يعلم هي ليست الحقيقة..
عندما سئل عن أن الميليشيا تصريحات عناصر الميليشيا بفشل المفاوضات سوف يشكلون حكومة في الخرطوم.. جاوب بدبلوماسية تؤكد أن الميليشيا لا تستطيع فعل ذلك لأنها لن تجد من يتجاوب معها.. و السؤال الأخر أيضا كان عن أن دعوة الميليشيا و أيضا قوى مدنية أخرى لحظر دولي لطيران الجيش.. قال هذه قضايا النظر إليها يفرضه واقع تطورات الحرب، و هي قضية تحتاج إلي تشاور مع الأصدقاء خاصة في السعودية و مصر و أخرين، و هي مسألة ليست مطروح الآن في أجندة أمريكا، و كان من قبل سئل عن تدخل دولي تحت البند السابع قال هذه مسألأة تحتاج إلي قرار من مجلس الأمن و صعب الحصول عليه لأنها قضية خاضعة للصراع الإستراتيجي في المجلس..
من خلال إجابات المبعوث الأمريكي لم يضيف جديدا، بل كان فرحا أن جنيف نجحت بدخول الإغاثة، و يعتبرها خطوة ناجحة في مهمته، و لذلك هو لا يريد أن يدخل في إجابات مباشرة يحمل الإدارة الأمريكية تبعاتها، خاصة أن الديمقراطيين الآن يكرسون مجهوداتهم لنجاح مرشحتهم في انتخابات الرئاسة.. و بالتالي تكون أمريكا قد أغلقت هذا الملف لما بعد الإتهاء من الانتخابات، و بالضرور سوف تأتي بعناصر جديدة..
الحوار الثاني الذي أجرته قناة " الجزيرة مباشر" كان مع عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني و قيادي بتحالف " تقدم" و هنا سوف أتناول بعض القضايا الجديدة التي تحدث عنها الدقير.. عن ما هي الأخطاء التي رتكبوها في الفترة الانتقالية؟ قال الدقير ( الانقسام الذي ضرب وحدة قوى الثورة) لكنه لم يخوض في اسباب الإنقسام.. و هي معروفة "الصراع على السلطة و الحاصصات" و هو نفسه السبب الذي فشل " الاتفاق الإطاري" و الجديد في حديث الدقير قوله ( يجب تصفية قلوب السودانيين و البعد عن خطاب الكراهية.. و يجب علينا صناعة طريق السلام لشعبنا و البعد عن الأجندة الخاصة.. و يجب أن تكون هناك جبهة أوسع من " تقدم" و قال أيضا ليس كل ما يقال في وسائل الاتصال الاجتماعي بأنه يعبر عن كل السودانيين هناك الأغلبية الصامته) و أهم مقولة له أن يجتمع السودانيون الديمقراطيون و يعتمدوا على أنفسهم و لا يعتمدوا على النفوذ الخارجي) هذه مقولات جديدة تحتاج إلي طريقة جديدة في التفكير للتعاطي معها، و تحتاج إيضا إلي تغيير أسلوب الممارسة.. لآن القول يحدث فقط انتباهة لكنه لا يعيد الثقة، الذي يعيد الثقة أن تتبع القول بالممارسة.. و قوله البحث عن تحالف أوسع من " تقدم" هو تأكيد غير مباشر أن " تقدم" فشلت في أن تصبح هي القوى المدنية الجامعة، و فشلها سببه قلة الخبرة عند قياداتها.. و يصبح السؤال أن الآراء الجديدة التي قدمها الدقير هي قناعة بالفعل لكي تحدث أختراقا في جسم الأزمة، أم بالونات أختبار؟..
المسألة الأخرى التي أحرجت الدقير.. قال المحاور له إذا طلب علي كراتي أن يتحاور معكم في قضية الديمقراطية تقبلون؟ قال يجب أن يثبت أنه بالفعل تغير، و أنهم جادين في ذلك.. السؤال كيف يثبت أنهم تغيروا و أنهم جادين؟.. ما هي الإثباتات التي يريدها الدقير؟ ليس هناك إثبات غير الحوار لكي تفهم حقيقة الذي في عقل على كرتي أو في عقل خصمك؟ و القيادات التي تخلد في التاريخ هي التي تقدم على الخوض و الحوار المباشر مع الذين يعتقدون هم سببا للأزمة؟ لكن للأسف أن القيادات السودانية تتخوف من القوى السياسة التي تعتقد أنها سوف تجلد ظهورهم بالسياط.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المبعوث الأمریکی
إقرأ أيضاً:
الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
مقاتلات أمريكية (وكالات)
في تطور ميداني يعكس تصعيدًا عسكريًا لافتًا، شنت مقاتلات أمريكية، فجر اليوم الخميس، تسع غارات جوية استهدفت مناطق شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، في إطار ما وصفه مراقبون بأنه حلقة جديدة من التصعيد المزدوج الذي تتعرض له البلاد من قبل القوات الأمريكية والإسرائيلية، في ظل تزايد الدعم اليمني للقضية الفلسطينية وقطاع غزة.
وبحسب مصادر محلية، فقد استهدفت ست غارات جوية منطقة "براش" الواقعة شرقي جبل نقم، وهي منطقة تشهد بين الحين والآخر نشاطًا عسكريًا محدودًا لجماعة الحوثيين. كما طالت ثلاث غارات عنيفة جبل نقم نفسه، وسط سماع دوي انفجارات ضخمة في أرجاء العاصمة، ما أثار حالة من الهلع في أوساط السكان المدنيين.
اقرأ أيضاً تصعيد أمريكي غير مسبوق: أكثر من 20 غارة على 5 محافظات يمنية خلال ساعات 24 أبريل، 2025 انهيار قياسي جديد للريال اليمني.. الدولار يلامس سقفًا غير مسبوق في عدن اليوم 24 أبريل، 2025هذه الضربات الجوية تأتي بعد أقل من 24 ساعة على غارات إسرائيلية شنتها طائرات حربية على محافظة صعدة شمال البلاد، والتي شهدت تسع ضربات جوية استهدفت مواقع متفرقة، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية.
وتأتي هذه الهجمات في سياق متواصل من الضغوط العسكرية التي تمارسها واشنطن وتل أبيب على قوات صنعاء، في محاولة – كما ترى أوساط سياسية – لثنيها عن موقفها المناصر لفلسطين، لا سيما بعد تصاعد الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثيين ضد المصالح الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتعتبر صنعاء أن دعمها لغزة هو "جزء من واجبها القومي والديني"، وقد تبنّت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع سلسلة من المواقف والخطوات التصعيدية، شملت تهديد الملاحة الإسرائيلية وشن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى.
الضربات الجوية الأخيرة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط الشعبية والرسمية داخل اليمن، حيث اعتُبرت الهجمات انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية، واستمرارًا لما تصفه صنعاء بـ"العدوان الأمريكي-الإسرائيلي المشترك" على الشعب اليمني.
منظمات حقوقية نددت أيضًا بما أسمته "الاستهداف المتعمد للأحياء السكنية"، مشيرة إلى أن العديد من هذه الضربات تخلف أضرارًا كبيرة في الممتلكات، وتؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في البلاد.