سودانايل:
2024-11-15@12:02:07 GMT
بيرييلو والدقير والوقوف على الحافة
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن اللقاء الذي أجرته قناة " الجزيرة مباشر" مع المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو و عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني و القيادي بتحالف " تقدم" حول نتائج مفاوضات جنيف، إلي جانب تناول العدد من القضايا المرتبطة بالحرب و كيفية وقفها، و غيرها من القضايا الأخرى.. في الحوار؛ استطاع المحاور أن يطرح العديد من الأسئلة التي تدور في ذهنية التيارات المختلفة جميعها لمعرفة كيف يفكرون تجاه حل المشكل.
أن إجابة المبعوث الأمريكي على العديد من الأسئلة التي طرحت، و المتعلقة بشرعية الحكومة في السودان، و تطورات الحرب ،و التدخلات الخارجية، كانت إجابة المبعوث تؤكد أن الولايات المتحدة لا تملك تصورا محددا لقضية وقف الحرب في السودان بعد جنيف، لذلك كان يكرر المبعوث مقولة "أننا سوف نتشاور مع أصدقانا في المنطقة و الاتحاد الأفريقي و الإيغاد" لمواجهة التطورات الجديدة التي تفرض ذاتها على الواقع" و عن شرعية ربطها بالجيش أن الجيش يعتبر مؤسسة عريقة يجب الاعتماد عليها، و قال رغم تشكيك البعض في المؤسسة لكن نعتبرها مؤسسة وطنية تلعب دورا مهما في هذه المرحلة.. لكنه أشار أن عناصر النظام السابق يحاولون استقلال المؤسسة للرجوع مرة أخرى للسلطة..
الملاحظ في حديث المبعوث الأمريكي: أنه تأثر تأثيرا كبيرا بالثقافة السياسية السودانية، عندما يستلف لسان الشعب و يتحدث به، رغم أنه كان يقابل مجموعات محدودة جدا، و يستقي منها المعلومات، و لم يكلف نفسه الذهاب إلي تجمعات السودانيين و يسمع منهم، و حتى لم يزور السودان ليسمع من المواطنين، و الذين هجروا منازلهم و ذهبوا لولايات أخرى.. رغم ذلك أصبح مثل عناصر الأحزاب التي لا تستطيع أن تصرح بلسان حزبها لكي تقدم خطابها بل دائما تستلف لسان الشعب، فأصبح المبعوث يقول أن الشعب السوداني يريد كذا..، و هي محاولة لإيجاد منطق للحديث الذي يقوله رغم أنه يعلم هي ليست الحقيقة..
عندما سئل عن أن الميليشيا تصريحات عناصر الميليشيا بفشل المفاوضات سوف يشكلون حكومة في الخرطوم.. جاوب بدبلوماسية تؤكد أن الميليشيا لا تستطيع فعل ذلك لأنها لن تجد من يتجاوب معها.. و السؤال الأخر أيضا كان عن أن دعوة الميليشيا و أيضا قوى مدنية أخرى لحظر دولي لطيران الجيش.. قال هذه قضايا النظر إليها يفرضه واقع تطورات الحرب، و هي قضية تحتاج إلي تشاور مع الأصدقاء خاصة في السعودية و مصر و أخرين، و هي مسألة ليست مطروح الآن في أجندة أمريكا، و كان من قبل سئل عن تدخل دولي تحت البند السابع قال هذه مسألأة تحتاج إلي قرار من مجلس الأمن و صعب الحصول عليه لأنها قضية خاضعة للصراع الإستراتيجي في المجلس..
من خلال إجابات المبعوث الأمريكي لم يضيف جديدا، بل كان فرحا أن جنيف نجحت بدخول الإغاثة، و يعتبرها خطوة ناجحة في مهمته، و لذلك هو لا يريد أن يدخل في إجابات مباشرة يحمل الإدارة الأمريكية تبعاتها، خاصة أن الديمقراطيين الآن يكرسون مجهوداتهم لنجاح مرشحتهم في انتخابات الرئاسة.. و بالتالي تكون أمريكا قد أغلقت هذا الملف لما بعد الإتهاء من الانتخابات، و بالضرور سوف تأتي بعناصر جديدة..
الحوار الثاني الذي أجرته قناة " الجزيرة مباشر" كان مع عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني و قيادي بتحالف " تقدم" و هنا سوف أتناول بعض القضايا الجديدة التي تحدث عنها الدقير.. عن ما هي الأخطاء التي رتكبوها في الفترة الانتقالية؟ قال الدقير ( الانقسام الذي ضرب وحدة قوى الثورة) لكنه لم يخوض في اسباب الإنقسام.. و هي معروفة "الصراع على السلطة و الحاصصات" و هو نفسه السبب الذي فشل " الاتفاق الإطاري" و الجديد في حديث الدقير قوله ( يجب تصفية قلوب السودانيين و البعد عن خطاب الكراهية.. و يجب علينا صناعة طريق السلام لشعبنا و البعد عن الأجندة الخاصة.. و يجب أن تكون هناك جبهة أوسع من " تقدم" و قال أيضا ليس كل ما يقال في وسائل الاتصال الاجتماعي بأنه يعبر عن كل السودانيين هناك الأغلبية الصامته) و أهم مقولة له أن يجتمع السودانيون الديمقراطيون و يعتمدوا على أنفسهم و لا يعتمدوا على النفوذ الخارجي) هذه مقولات جديدة تحتاج إلي طريقة جديدة في التفكير للتعاطي معها، و تحتاج إيضا إلي تغيير أسلوب الممارسة.. لآن القول يحدث فقط انتباهة لكنه لا يعيد الثقة، الذي يعيد الثقة أن تتبع القول بالممارسة.. و قوله البحث عن تحالف أوسع من " تقدم" هو تأكيد غير مباشر أن " تقدم" فشلت في أن تصبح هي القوى المدنية الجامعة، و فشلها سببه قلة الخبرة عند قياداتها.. و يصبح السؤال أن الآراء الجديدة التي قدمها الدقير هي قناعة بالفعل لكي تحدث أختراقا في جسم الأزمة، أم بالونات أختبار؟..
المسألة الأخرى التي أحرجت الدقير.. قال المحاور له إذا طلب علي كراتي أن يتحاور معكم في قضية الديمقراطية تقبلون؟ قال يجب أن يثبت أنه بالفعل تغير، و أنهم جادين في ذلك.. السؤال كيف يثبت أنهم تغيروا و أنهم جادين؟.. ما هي الإثباتات التي يريدها الدقير؟ ليس هناك إثبات غير الحوار لكي تفهم حقيقة الذي في عقل على كرتي أو في عقل خصمك؟ و القيادات التي تخلد في التاريخ هي التي تقدم على الخوض و الحوار المباشر مع الذين يعتقدون هم سببا للأزمة؟ لكن للأسف أن القيادات السودانية تتخوف من القوى السياسة التي تعتقد أنها سوف تجلد ظهورهم بالسياط.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المبعوث الأمریکی
إقرأ أيضاً:
تحدَّثَ عن نصرالله.. ما الذي يخشاه جنبلاط؟
الكلامُ الأخير الذي أطلقه الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط بشأن أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد السيد حسن نصرالله ليس عادياً، بل يحمل في طياته الكثير من الدلالات. جنبلاط أورد 3 نقاط أساسية عن نصرالله في حديثٍ صحفي أخير، فالنقطة الأولى هي أنه بعد اغتيال نصرالله لم يعد هناك من نحاوره في الحزب، أما الثانية فهي إشارة جنبلاط إلى أنه قبل اغتيال "أمين عام الحزب" كانت هناك فرصة للتحاور بين حزب الله وبعض اللبنانيين بشكل مباشر، أما الثالثة فهي قول "زعيم المختارة" أن نصرالله كان يتمتع بالحدّ الأدنى من التفهم لوضع لبنان ووضع الجنوب.ماذا يعني كلام جنبلاط وما الذي يخشاه؟
أبرز ما يخشاه جنبلاط هو أن يُصبح الحوار مع "حزب الله" غير قائمٍ خلال الحرب الحالية، أو أقله خلال المرحلة المقبلة. عملياً، كان جنبلاط يرتكز على نصرالله في حل قضايا كثيرة يكون الحزبُ معنياً بها، كما أنّ الأخير كان صاحب كلمة فصلٍ في أمور مختلفة مرتبطة بالسياسة الداخلية، كما أنه كان يساهم بـ"تهدئة جبهات بأمها وأبيها".
حالياً، فإنّ الحوار بين "حزب الله" وأي طرفٍ لبناني آخر قد يكون قائماً ولكن ليس بشكلٍ مباشر، وحينما يقول جنبلاط إن الأفضل هو محاورة إيران، عندها تبرز الإشارة إلى أن "حزب الله" في المرحلة الحالية ليس بموقع المُقرّر أو أنه ليس بموقع المُحاور، باعتبار أنَّ مختلف قادته والوجوه الأساسية المرتبطة بالنقاش السياسيّ باتت غائبة كلياً عن المشهد.
إزاء ذلك، فإن استنجاد جنبلاط بـ"محاورة إيران"، لا يعني تغييباً للحزب، بل الأمرُ يرتبطُ تماماً بوجود ضرورة للحوار مع مرجعية تكون أساسية بالنسبة لـ"حزب الله" وتحديداً بعد غياب نصرالله والاغتيالات التي طالت قادة الحزب ومسؤوليه البارزين خصوصاً أولئك الذين كانت لهم ارتباطات بالشأن السياسي.
الأهم هو أن جنبلاط يخشى تدهور الأوضاع نحو المجهول أكثر فأكثر، في حين أن الأمر الأهم هو أن المسؤولية في ضبط الشارع ضمن الطائفة الشيعية تقع على عاتق "حزب الله"، ولهذا السبب فإن جنبلاط يحتاج إلى مرجعية فعلية تساهم في ذلك، فـ"بيك المختارة" يستشعر خطراً داخلياً، ولهذا السبب يشدد على أهمية الحوار مع "حزب الله" كجزءٍ أساسي من الحفاظ على توازنات البلد.
انطلاقاً من كل هذا الأمر، فإنّ ما يتبين بالكلام القاطع والملموس هو أن رهانات جنبلاط على تحصين الجبهة الداخلية باتت أكبر، ولهذا السبب تتوقع مصادر سياسية مُطلعة على أجواء "الإشتراكي" أن يُكثف جنبلاط مبادراته وتحركاته السياسية نحو أقطاب آخرين بهدف الحفاظ على أرضية مشتركة من التلاقي تمنع بالحد الأدنى وصول البلاد نحو منعطف خطير قد يؤدي إلى حصول أحداثٍ داخلية على غرار ما كان يحصلُ في الماضي.
في الواقع، فإنّ المسألة دقيقة جداً وتحتاجُ إلى الكثير من الانتباه خصوصاً أن إسرائيل تسعى إلى إحداث شرخٍ داخلي في لبنان من بوابة استهداف النازحين في مناطق يُفترض أن تكون آمنة لكنة لم تعُد ذلك. أمام كل ذلك، فإن "الخشية الجنبلاطية" تبدأ من هذا الإطار، وبالتالي فإن مسعى المختارة الحالي يكون في وضع كافة القوى السياسية أمام مسؤوليتها مع عدم نكران أهمية ودور "حزب الله" في التأثير الداخلي، فهو العامل الأبرز في هذا الإطار.
المصدر: خاص لبنان24