رد حزب الله.. تحت سقف الحرب واسرائيل ستخسر المناورة
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
بين حدين، جاء رد "حزب الله" على اغتيال اسرائيل القائد العسكري فؤاد شكر، الحد الاول هو ردع اسرائيل ومنعها من القيام مجددا بعمليات تتخطى فيها الخطوط الحمر. اما الحد التاني فهو منع تدحرج المعركة الحالية لتصبح حربا مفتوحة، لكن هذا الرد ادى الى اكتشاف الكثير من الحقائق التي لم تكن ظاهرة في الاسابيع الماضية خصوصا منذ بدء الحديث عن التصعيد، والرد والرد المضاد.
اولا يبدو ان كل التهويل الاسرائيلي بفتح حرب على لبنان كان غير واقعي، اذ ان تل ابيب لم ترد فعليا على عمليات "حزب الله"، بل ابتلعت الرد وهذا لم يكن متوقعا ابدا، اذ كان البعض يقول ان نتنياهو سيستغل اي خطوة من قبل الحزب او ايران ليقوم بفتح حرب اقليمية وتوريط الولايات المتحدة الاميركية فيها، وهذا ما لم يحصل ابدا، ما يعني ان التهويل لا يعكس قدرة فعلية للجيش الاسرائيلي وهذا يكشف هشاشة اسرائيل بعد ١١ شهرا من المعارك والاشتباكات.
كما انه من الامور التي انكشفت بشكل واضح بعد الرد هو ان الولايات المتحدة الاميركية قادرة على ردع اسرائيل وتحديدا رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، اي ان واشنطن هي التي تستطيع إلزام اسرائيل اولا بوقف اطلاق النار في غزة متى تشاء، وثانيا على ابتلاع الرد الذي نفذه الحزب لانها لا تريد توسع الحرب في الشرق الاوسط وان كان على حساب تهشم الردع الاسرائيلي بعد قصف منطقة حساسة للغاية ملاصقة لتل ابيب.
بعد الرد سيكون هناك جولة مفاوضات جديدة بين حركة حماس واسرائيل وذلك قبل حصول رد جديد من ايران او اليمن، وهكذا، خصوصا وان الضغط يجب ان يزيد على تل ابيب لفترة طويلة لإلزامها على تقديم التنازلات الفعلية والجدية او للايحاء لواشنطن بأن الحرب الاقليمية واردة ما يدفعها الى الضغط اكثر على نتنياهو والوصول الى تسوية او حل، وان كان مرحليا، قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية لان هذا سيساعد الحزب الديمقراطي على الفوز بالمعركة الانتخابية.
كذلك فإن محور المقاومة كرس معادلة بالغة الاهمية هي انه يقاتل اميركا وليس اسرائيل وهذا سيشكل ازمة استراتيجية لتل ابيب، اذ ان اسرائيل ستخسر الكثير من قدرتها على المناورة في المرحلة المقبلة لانها لن تكون قادرة على إلزام الدول الغربية بحشد قواتها في كل مرة يرغب فيها نتنياهو بالقيام بخطوة غير محسوبة، وهذا ما يحول اسرائيل الى عبء على الغرب بشكل تدريجي.
كل ما تقدم يوحي بأن تحقيق الردع ليس مرتبطا فقط بإيلام اسرائيل بشكل مباشر، بل يكفي ان يكون "حزب الله" قادرا على استيعاب الضربات والاغتيالات وتوجيه ضربات نوعية يثبت من خلالها عجز اسرائيل عن صدّها وبالتالي عن الدفاع عن نفسها، وهذا يعني بالضرورة اعطاء صورة عن كيف ستكون عليه صورة الحرب المفتوحة مع الاف الصواريخ والمسيّرات يوميا. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأمريكي يبحث مشروعا لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان
لبنان."وكالات": قال آموس هوكستين المبعوث الأمريكي إلى لبنان اليوم إن هناك "فرصة حقيقية" لإنهاء الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله.وأضاف أنه يجري تضييق الفجوات مما يشير إلى تقدم في جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
أدلى هوكستين بتلك التصريحات في بيروت عقب محادثات مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بعد يوم من موافقة الحكومة اللبنانية وحزب الله على اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار، رغم أنهما أبديا بعض التعليقات على المضمون.
وقال هوكستين في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع "عدت لأن لدينا فرصة حقيقية لإنهاء هذا الصراع".
وأضاف "هذه لحظة صنع قرار. أنا هنا في بيروت لتسهيل التوصل لهذا القرار، لكن في نهاية المطاف القرار يعود للأطراف المعنية لإنهاء هذا الصراع".
وتابع "أصبح الأمر الآن في متناول أيدينا.. وبما أن الفرصة سانحة الآن، فأنا آمل أن تفضي الأيام المقبلة إلى قرار حاسم".
وقال علي حسن خليل مساعد رئيس مجلس النواب نبيه بري الاثنين إن الحكومة اللبنانية وحزب الله وافقا على اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار تم تسليمه كتابيا الأسبوع الماضي وأبديا بعض التعليقات على المضمون.ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل.
وفوض حزب الله حليفه القديم بري للتفاوض على وقف لإطلاق النار، لكن كلا من الجماعة اللبنانية وإسرائيل صعدا القتال بالتوازي مع استمرار الجهود السياسية.
وأشار دبلوماسي مطلع على المحادثات إلى أن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى تسوية محذرا من أن هذا قد يعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال خليل إن إسرائيل تحاول التفاوض "تحت النار للضغط علينا"، في إشارة إلى تصعيد قصفها لبيروت والضاحية الجنوبية معقل حزب الله، لكنه أوضح أن "هذا لن يؤثر على موقفنا ولن يغير من قناعاتنا".
ورفض الخوض في تفاصيل الملاحظات على المقترح، لكنه قال إن "لبنان سلم ملاحظاته على الورقة بأجواء إيجابية" وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حربا سابقة بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
وتنص بنود القرار على ألا يكون لحزب الله أي وجود مسلح في المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية الإسرائيلية ونهر الليطاني على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال من الحدود.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل جندي وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح خطرة في معارك داخل الأراضي اللبنانية فيما تتصدى المقاومة اللبنانية لعمليات العدو الإسرائيلي البرية في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله اليوم قصفه قاعدة استخبارات عسكرية قرب مدينة تل أبيب، في موازاة استهدافه جنودا اسرائيليين في محيط أربع بلدات لبنانية حدودية.
وأفاد الحزب في بيان استهدافه قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية في ضواحي مدينة تل أبيب، برشقة من "الصواريخ النوعية". وأفاد في بيانات أخرى عن استهدافه جنودا اسرائيليين بالصواريخ أو المدفعية في محيط اربع بلدات حدودية، بينها مارون الراس والخيام.
من جهة أخرى أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم أن أكثر من 200 طفل قتلوا في لبنان، في غضون شهرين تقريبا منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، بمعدل "أكثر من ثلاثة" أطفال في اليوم.
وقال المتحدث باسم المنظمة جيمس إلدر في تصريح صحافي في جنيف "رغم مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين، إلا أن اتجاها مقلقا يبرز ويظهر أنه يجري التعامل بلا مبالاة مع هذه الوفيات من جانب هؤلاء القادرين على وقف هذا العنف".
وأضاف "يجب أن نأمل ألا تشهد الإنسانية مرة أخرى مثل هذه المذبحة للأطفال كما حدث في غزة، لكن هناك أوجه تشابه مخيفة مع أطفال لبنان".
وتابع "في لبنان، كما هو الحال في غزة، يتحول ما لا يمكن تقبله، بهدوء الى أمر مقبول" منددا "بتطبيع صامت للرعب".
وفي الثامن من أكتوبر 2023، غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل، فتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة، وجرت منذ ذلك الحين عمليات تبادل إطلاق نار شبه يومية عبر الحدود.
وبعد عام، كثفت اسرائيل اعتبارا من 23 سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
وتابع إلدر أن "رقم أكثر من 200 (طفل قتلوا) سجل في الشهرين الماضيين" و"هناك ما لا يقل عن 231" قتلوا في لبنان منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
وأضاف المتحدث أن اليونيسف "لا تذكر أسماء" المسؤولين لكن "أي شخص يتابع وسائل الإعلام تتكون لديه فكرة واضحة إلى حد ما عن الطريقة التي قتل فيها هؤلاء الأطفال، من المكان الذي أطلقت منه الصواريخ والمكان الذي كان يتواجد فيه هؤلاء الأطفال والمكان الذي كانوا يفرون منه ..الأمر نفسه كما حصل في غزة".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3516 شخص في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.