بورتسودان: تقارير السوداني

تسبب انهيار سد مياه أربعات في ولاية البحر الأحمر، جرّاء السيول والأمطار المتواصلة طيلة الأيام الماضية، في كارثة إنسانية جديدة في السودان، إذ بلغت الوفيات العشرات، وحتى الآن يصعب الحصول على العدد الكلي للضحايا لتعذر دخول فرق الإنقاذ الى المنطقة، حيث مسحت المياه المحملة بالطمي العديد من القرى عن وجه الأرض، ولجأ المواطنين إلى الجبال للنجاة بأرواحهم.

وقال شهود عيان، إن عشرات الجثث جرفتها المياه بعضها ملقي على برك المياه وقارعة الطريق، في وقت سُجلت فيه حالات لمفقودين معظمهن من النساء.

في وقت، أطلق الأهالي نداء النجدة والاستغاثة. والوضع حالياً أشبه بكارثة درنا الليبية.

ومع أوضاع الحرب التي يعيشها السودان، يحتاج المتضررون إلى العون والاغاثة الإنسانية من الدول الصديقة والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

ويقول خبراء إن الوضع الذي تعيشه المنطقة يعد منطقة كوارث كبرى، تتطلب من الحكومة إطلاق نداء الاغاثة والعون من أجل تسريع الاستجابة الإنسانية الدولية لإغاثة المتضررين.

(أربعات).. الموقع والسمات الطبيعية
يعتبر خزان أربعات مورد المياه الرئيسي لمدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر. ويقع محبس مياه خور أربعات في منطقة شجيرات الأكاسيا الصحراوية. يتحرك الفاصل المداري خلال شهري مايو وأكتوبر نحو الشمال ويسير موازياً لساحل البحر الاحمر مما يسبب امطاراً تصل إلى ذروتها خلال اكتوبر.

الأمطار على الساحل في ذلك الوقت قليلة، يتحرك منخفض جوي شرقاً عبر الجزيرة العربية خلال أشهر الشتاء من نوفمبر إلى يناير تتبعه رياح شماليّة تلتقط الرطوبة عند عبورها البحر الاحمر. هذه الرياح لدى اصطدامها بتلال البحر الاحمر تحدث امطاراً محلية في السهل الساحلي وسفوح التلال.

يقوم خور اربعات بتصريف المياه من محبس مساحته (4750) كلم، ويشمل محبس خور ادروس ويبلغ طوله 160 كم ما بين المحبس العلوي والمخرج السفلي الذي يخرج من خلاله إلى السهل الساحلي ويغطي مساحة قدرها 4750 كلم 2
يتجه نصف المجرى العلوي للخور شمالاً لمسافة 90 كم ثم يتجه نحو الشمال الشرقي المسافة 40 كم ثم شرقاً نحو البحر. يبلغ عرض الخور في هذا المقطع الأخير ما بين 1500 – 2000 متر ينقسم الخور إلى تسعة أفرع صغيرة قبل أن يصب في البحر.
تقع منطقة خور اربعات علي بُعد 20 كم إلى الشمال من بورتسودان على السهل الساحلي للبحر الاحمر بين تلال البحر الاحمر والحافة السبخية والشُّعب المرجانية التي تمتد على طول البحر الأحمر.

هذه الأراضي المعروفة باسم اربعات الزراعة تقع على دلتا الخور وتبلغ مساحتها حوالي 54,850 فدانا ( 23,040 هكتارا) ويتكوّن معظمها من الطمي والرمل الحصوي.

يبلغ طول دلتا اربعات 25 كم من بدايتها عند اربعات الموية في شكل مجرى ضيق يشق التلال بدرجة انحدار مقدارها 120/1 تنقص عند الساحل إلى 200/1.

تم تقدير المساحة الصالحة للزراعة من دلتا اربعات بحوالي 23,215 فداناً من هذه توجد حوالي 9,285 فداناً يمكن زراعتها بالري الفيضي.

رغماً عن صعوبة التقدير لعدم وجود خرائط للمساحات القابلة للري، إلّا أنّ المساحة المزروعة تبلغ حوالي 2,400 فدان وان 8000 فدان أخرى يمكن إضافتها للري الفيضي إذا تَوَافَرَت المياه.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: البحر الاحمر

إقرأ أيضاً:

تقرير: أبرز الهجمات التي نفّذها أنصار الله على السفن التجارية قبالة سواحل اليمن

دبي, "أ ف ب": على مدى الأشهر العشرة الماضية، نفّذت حركة "أنصار الله" عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بصواريخ ومسيّرات بحرية وجوية من مناطق سيطرتها في اليمن.

ويقول أنصار الله إن السفن التي يستهدفوها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، في ما يعتبرونه دعما لفلسطينيي قطاع غزة حيث تدور حرب دامية منذ السابع من أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس.

ومنذ أن شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات مشتركة على مواقع تابعة لهم في اليمن، بات أنصار الله يستهدفون سفنا يعتقدون أنها على صلة بالبلدين.

لكن من بين نحو مئة سفينة مستهدفة بحسب تعداد "مركز المعلومات البحرية المشترك" الذي يديره تحالف بحري غربي، تسببت فقط بضع هجمات بسقوط ضحايا أو بأضرار جسيمة.

في ما يأتي أبرز العمليات التي نفّذها أنصار الله:

خطف "غالاكسي ليدر"

في 19 نوفمبر 2023، نفّذ أنصار الله إنزالا على السفينة "غالاكسي ليدر" في البحر الأحمر وخطفوها مع طاقمها المؤلف من 25 فردًا من جنسيات مختلفة.

اقتادوا السفينة إلى ميناء الصليف في محافظة الحُديدة الخاضعة لسيطرتهم، وسرعان ما رفعوا عليها أعلام اليمن وفلسطين وشعارات منددة بإسرائيل والولايات المتحدة وبدأوا بتنظيم زيارات لليمنيين على متنها.

والسفينة ناقلة مركبات تشغلها شركة يابانية وتملكها شركة بريطانية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.

ولا يزال أفراد الطاقم محتجزين لدى الحركة. وقد ظهروا في صور يلفّون الكوفيات الفلسطينية على أكتافهم، أثناء لقائهم وفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مايو 2024.

وشكلت هذه العملية باكورة هجماتهم على السفن التي تكثّفت في الأشهر اللاحقة، رغم تشكيل واشنطن تحالفا دوليا لـ"حماية" الملاحة البحرية في ديسمبر وشنّ ضربات مشتركة مع لندن بهدف ردعهم منذ يناير 2024.

غرق "روبيمار"

في 18 فبراير 2024، ألحق هجوم صاروخي أضرارا جسيمة بالسفينة "روبيمار" في البحر الأحمر، ما دفع إلى إجلاء طاقمها المؤلف من 24 فردا إلى جيبوتي المجاورة.

وتسبب الهجوم على سفينة الشحن التي تديرها شركة لبنانية، بتسرّب المياه إليها وخلّف بقعة نفط بطول 18 ميلا، ما أثار مخاوف من كارثة بيئية.

بعد تعثّر محاولات قطرها إلى ميناء آمن، غرقت السفينة في الأول من مارس، مع حمولتها البالغة 22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي، ما أثار مخاوف من كارثة بيئية في البحر الأحمر.

وأرسلت الأمم المتحدة خبراء لتقييم المخاطر. في الثامن من مارس، أكدت منظمة "لوسيدر" (الأرزة)، وهي إحدى المنظمات التي فوّضتها الأمم المتحدة، أن غرق روبيمار لا يمثل "خطرا فوريا" على البيئة.

3 قتلى في استهداف "ترو كونفيدنس"

في السادس من مارس، أصابت صواريخ سفينة "ترو كونفيدنس" في خليج عدن، ما تسبب بمقتل ثلاثة من أفراد الطاقم، بينهم فيليبينيان، وإصابة أربعة آخرين على الأقلّ.

وأجلت البحرية الهندية أفراد الطاقم الـ21، بينهم 13 فيليبينيا، إلى جيبوتي.

وجرى قطر ناقلة البضائع المملوكة من ليبيريا والتي لحقت بها أضرار جسيمة، إلى ميناء الدقم في سلطنة عُمان.

غرق "توتور"

في 12يونيو، أُصيبت السفينة "توتور" بأضرار كبيرة جراء استهدافها في البحر الأحمر، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد طاقمها من الجنسية الفيليبينية.

وتسبب الهجوم بتسرب المياه إليها ودفع إلى إجلاء طاقمها.

وبعد أيام، غرقت ناقلة البضائع "توتور" المملوكة من شركة يونانية، لتصبح بذلك ثاني سفينة تغرق جراء هجمات الحوثيين. ولم تُعرف طبيعة حمولتها.

هجوم على "سونيون"

في 21 أغسطس، تسبب هجوم على السفينة "سونيون" قبالة سواحل الحُديدة، إلى اندلاع حريق على متنها وفقدان قوة محرّكها.

في اليوم التالي، أجلت فرقاطة فرنسية تابعة للبعثة البحرية الأوروبية في البحر الأحمر "أسبيدس"، أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 شخصا إلى جيبوتي وباتت السفينة اليونانية التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام تشكل "خطرا ملاحيا وبيئيا".

بعد أيام، نشر الحوثيون مقطع فيديو يُظهر تفخيخ ناقلة النفط وتفجيرها، ما تسبب باندلاع حرائق عدة على متنها، قبل "السماح" بسحبها.

وفي الثالث من سبتمبر، أعلنت "أسبيدس" أنّ "الظروف غير مؤاتية" لقطر الناقلة المشتعلة، محذرة من احتمال حدوث كارثة بيئة "غير مسبوقة" في المنطقة.

بقلم أماندا معوّض

مقالات مشابهة

  • صور تظهر آثار الدمار في الجسم الرئيسي لسد أربعات بولاية البحر الأحمر
  • تلاميذ دوار أوكرضا بطاطا يعودون للدراسة بعدما هدمت السيول مدرستهم الوحيدة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 100 سلة غذائية لمتضرري السيول والأمطار بمحافظة مأرب
  • وفاة شخص غرقًا بإحدى البرك التي شكلتها السيول
  • فيديو يظهر أوضاع النازحين بدار إيواء “حنيش” بمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر
  • بالصور| تعرف على مشاريع الإحسان التي دشنتها الهيئة العامة للزكاة بأكثر من 10 مليار ريال
  • وزير الزراعة والغابات في زيارة لخور اربعات
  • تقرير: أبرز الهجمات التي نفّذها أنصار الله على السفن التجارية قبالة سواحل اليمن
  • تعرف على الخضراوات التي تساعد على الوقاية من السرطان
  • تعرف على المعابر التي تربط الأردن وفلسطين المحتلة